كيف تؤثر اليقظة الذهنية في مهارات القيادة؟

تُعرَّف اليقظة الذهنية "Mindfulness" بأنَّها: تركيز انتباه الفرد تركيزاً مدروساً ونابعاً من القلب وخالياً من الأحكام المسبقة في العواطف والأفكار والأحاسيس التي تتولد في اللحظة الراهنة؛ فعندما نمارس اليقظة الذهنية، تتناغم أفكارنا مع ما نشعر به في اللحظة الراهنة، بدلاً من استرجاع الماضي أو تخيُّل المستقبل، فأن تكون يقظاً يعني أن تدرك حقيقة واقعك بشكل كامل وتتقبَّله حتى لو لم يعجبك ذلك.



وعندما نكون يقظين، نكون مرتبطين بأنفسنا وبالآخرين ارتباطاً أكبر، ويساعدنا هذا على قيادة أنفسنا والآخرين إلى يقين مشترك، بدلاً من حالة الارتباك الفردي.

فوائد اليقظة الذهنية:

لليقظة الذهنية فوائد كبرى في مكان العمل؛ وتتجلى بمساعدة القادة والموظفين على تقديم أفضل ما لديهم. وتُعزز اليقظة الذهنية أداءَنا في العمل ومتعتنا في أثناء القيام به؛ وذلك لأنَّها تُحسن قدرتنا على اتخاذ القرار، وجودة علاقات العمل، وكفاءتنا كقادة كذلك.

تضمَّن تقرير صادر عن "كلية كينان - فلاجر لإدارة الأعمال" (Kenan-Flager Business School) التابعة لـ "جامعة نورث كارولينا" (UNC) تلخيصاً لعدد من الدراسات التي تناولت تأثير تقديم دورة تدريبية في اليقظة الذهنية في مكان العمل، وقد توصَّل التقرير إلى أنَّ ممارسة اليقظة الذهنية في العمل:

  • تُقلل من ظاهرة تغيُّب الموظفين ومعدلات دوران العمالة.
  • تُحسِّن الوظائف الإدراكية مثل: التركيز، والذاكرة، والقدرة على التعلم.
  • تزيد من إنتاجية الموظفين.
  • تعزز العلاقة بين رب العمل والموظف والعلاقات مع العملاء.
  • تُحسِّن من شعور الرضى الوظيفي.

بعد أن قدمت شركة "إيتنا" للخدمات الصحية (Aetna) برامج اليقظة الذهنية لموظفيها البالغ عددهم 50000 موظف، وجدت أنَّ العمال الذين حضروا درساً واحداً على الأقل أفادوا بـ:

  • %28 انخفاض في ضغوطات العمل.
  • %20 تحسُّن في جودة النوم.
  • تحسُّن الإنتاجية بمقدار 62 دقيقة أسبوعياً​​ بمعدل وسطي، وقدَّرت الشركة قيمتها بـ 3000 دولار لكل موظف سنوياً.
  • انخفاض نسبة المطالبة بتعويضات صحية للموظفين، الأمر الذي وفَّر 9 مليون دولار على الشركة في السنة الأولى من تطبيق البرنامج.

شاهد بالفديو: 6 علامات تشير إلى أنّ الشخص يتمتع فعلاً بمهارات القائد

كيف تؤثر اليقظة الذهنية في مهارات القيادة؟

إنَّ جوهر القيادة الجيدة هو معرفة الهدف الذي تقود إليه الموظفين؛ فحسبما ذكر الدكتور "ستيفن ماكنزي" (Stephen Mc.Kenzzie) مؤلِّف كتاب "اليقظة الذهنية في العمل" (Mindfulness at Work)، فإنَّ جوهر معرفة الوجهة التي نقود الآخرين إليها هو معرفة وجهتنا أولاً، وعلينا اكتشاف كامل إمكاناتنا في العمل قبل أن نوجِّه الآخرين لاكتشاف إمكاناتهم.

إقرأ أيضاً: كيف تكون أكثر يقظة في يومك؟

يقدم الدكتور "ماكنزي" من خلال كتابه النصائح الآتية التي نستطيع من خلالها أن نصبح قادة أفضل من خلال تجربة اليقظة الذهنية مع الأشخاص الذين نعمل معهم.

ستة مفاتيح للقيادة اليقظة ذهنياً:

نحن لسنا قادة عظماء دون وجود موظفين لقيادتهم، ونحن عظماء بسببهم.

1. القيادة بإيثار:

إذا كنا نتولى القيادة لأنَّنا نريد الأخذ بيد الموظفين لإظهار أفضل قدراتهم المهنية، فسنقودهم وأنفسنا إلى مكان جيد مهنياً ونفسياً.

2. نشر الإلهام:

إنَّ القادة العظماء مصدر إلهام للآخرين ووكلاء للتغيير؛ وذلك من خلال إلهام وتغيير أنفسهم؛ إذ إنَّهم يدركون القدرات الكامنة في أنفسهم وفي الآخرين التي لم تكن لتُكتشَف لولا ذلك.

3. وضع أهداف مشتركة:

أن نكون يقظين معظم الأحيان، هو أمر يساعدنا على أن نكون قادة أفضل؛ وذلك من خلال توحيد أهدافنا المشتركة وطرائق تحقيقها، كما يُحرِّرنا من أفكارنا الفردية حول ما يجب أن نفعله وكيف نفعله.

4. التحلي بالشجاعة:

يمنحنا الوعي الشجاعة لمواجهة الواقع، ومن ثم إدراك الفرص الحقيقية لقيادة أنفسنا والآخرين أيضاً.

5. الإنصات إلى الناس:

أن تكون يقظاً تماماً يعني الإصغاء جيداً إلى الأشخاص الذين يعملون لدينا، وكذلك أولئك الذين نعمل معهم بدلاً من الإصغاء إلى ما نعتقد أنَّهم يقولونه، وإذا أصغينا إلى زملائنا وكأنَّنا نسمعهم للمرة الأولى، فإنَّنا نبتكر بذلك طرائق جديدة للفهم والتنفيذ.

إقرأ أيضاً: الاستماع الفعّال، الإنصات الجيّد لما يحدثك به الناس

6. ممارسة التوجيه بدلاً من الرقابة:

عندما نكون يقظين تماماً، ندرك أنَّ شخصاً ما في أوركسترا العمل لدينا يعزف لحنه الخاص بدلاً من العزف بتناغم مع الآخرين؛ لذلك قدِّم توجيهات واضحة لزملائك في الفريق حول أهداف العمل المشتركة، وامنحهم مساحة حرة لاكتشاف طريقتهم الخاصة ليكونوا جزءاً رائعاً من فريق عمل عظيم.

 

المصدر




مقالات مرتبطة