كيف أطور مهاراتي الإبداعية؟

لكل إنسان فينا قوة خفية كامنة فيه، هي قوة إبداعية قد تظهر مبكراً وقد نستغرق وقتاً طويلاً في اكتشافها. للأهل دور كبير في الكشف المبكر عن مهاراتنا الإبداعية، خاصةً في مرحلة الطفولة؛ لذلك سنستعرض في هذا المقال ما هو التفكير الإبداعي، وما هي أهمية تعزيز هذا التفكير وما هي سبل تطويره؛ لذا تابعوا معنا.



ما هو التفكير الإبداعي؟

عند التفكير بشكل إبداعي فإنَّك تستخدم خيالك للتوصل إلى أفكار جنونية وحلول غير عادية، ويتضمن التفكير الإبداعي مهارات التحليل وحل المشكلات والتنظيم والاتصال، وعند الجمع بين هذه الصفات يساعد ذلك على تحديد وحل المشكلات المعقدة والتعامل مع المواقف التي قد يواجهها المرء يومياً داخل وخارج العمل، وبذلك يستطيع أن يجد الطريقة الأسهل والأقل جهداً وتكلفةً لحل مشكلات معقدة، وهذا التفكير الإبداعي نستطيع أن نَعُدَّه أحد أنواع الذكاء.

ما هي أهمية تنمية التفكير الإبداعي؟

على الرغم من أنَّ بعض الأشخاص يولَدون بشكل طبيعي ولديهم القدرة على إدراك الواقع بشكل إبداعي، فإنَّ التفكير الإبداعي لا يقل أبداً عن العديد من المهارات الأخرى التي يمكن تطويرها مع مرور الوقت، فقد يؤدي استغراق الوقت في تطويره إلى تحسين جودة عملك والتأثير كثيراً في الطريقة التي تتعامل بها مع المهام المعقدة، وإذا كنت تبحث بنشاط عن وظيفة أو تغيير مهنتك، فيمكن أن تساعدك هذه المهارات أيضاً على تقديم نفسك بشكل فريد وجذب الانتباه من قِبل مسؤولي التوظيف. توجد فوائد أخرى للتفكير الإبداعي نذكر منها:

1. قد يكون الإبداع متعدد الاختصاصات:

قد لا يكون الشخص المبدع مبدعاً في مجال واحد فقط؛ بل يمكن أن يكون مبدعاً في مجالات عدة وفي مختلف الأمور، كأمور الحاسوب والكهرباء والرسم وغيرها.

2. يسمح لك الإبداع بالتعبير عن نفسك:

الإبداع جزء لا يتجزأ من حالة الإنسان ينطوي على معرفة من نحن وما هو اختلافنا عن بقية الناس، وقد يسمح الإبداع باكتشاف الذات فضلاً عن إيجاد فرصة في تشغيل الجانب الخفي من أنفسنا، وبذلك يصبح إبداعنا جزءاً من هويتنا وقد يرتبط اسمنا بإبداعنا، كأن يُقال جاء الرسام المبدع فلان.

3. يعزز الإبداع لدينا التفكير وحل المشكلات:

إضافة إلى التفاصيل الفنية للكتابة أو الرسم أو التأليف إلى التحدي المتمثل في الإبداع، يُعَدُّ التفكير وحل المشكلات نتيجة طبيعية في العملية الإبداعية.

4. يقلل الإبداع من التوتر والقلق:

عادةً ما يقوم الناس بمشاريع إبداعية لأنَّهم يستمتعون بالعملية الإبداعية أو بالنتيجة، فمجرد إنجازهم لبعض الإبداعات يعزز لديهم شعوراً بالرضى.

إقرأ أيضاً: الإبداع: كيف تحرر عبقريتك الإبداعية الدفينة؟

5. يمنحك الإبداع السعادة:

الإبداع هو شكل آخر من أشكال الرفاهية، والرفاهية هامة عالمياً لإحساس الفرد بالبهجة والسعادة.

6. يمنحك الإبداع شعور أنَّ لديك هدفاً في هذا العالم عليك الوصول إليه:

قد يكون الهدف من الإبداع هو المال أو الشهرة أو نشر السعادة أو نشر أفكار أو ثقافة معينة.

7. يشعرك الإبداع عادةً بالفخر والأهمية:

إذ يكون لديك ما يميزك عن غيرك من خلال قدراتك الإبداعية، وقد تصبغ لك هذه القدرات طابعاً شخصياً يرافقك.

8. يربطك الإبداع بالآخرين الذين لديهم الشغف نفسه:

هذا يعزز التواصل والتكامل بين الناس ويولِّد أعمالاً إبداعية جماعية أكثر جمالية من الأعمال الفردية.

9. يحسِّن الإبداع قدرتك على التركيز:

الإبداع مهارة تحتاج إلى صفاء وحالة من عدم التشويش.

10. الإبداع شرط أساسي للابتكار:

بدأ كل تقدم عرفته البشرية بفكرة جديدة، والأفكار الجديدة مستوحاة من الخيال والإبداع.

11. يساعدنا الإبداع على أن نكون مخترعين طوال الحياة:

يتطلب الإبداع التواضع لمعرفة أنَّ ثمة دائماً مجالاً للتحسين والالتزام بمواصلة تحدي أفكارك وقدراتك حتى يحدث نمو جديد وابتكار جديد.

شاهد بالفديو: 8 طرق لتنمية الإبداع في نفسك

كيف يمكن تعزيز مهاراتك الإبداعية؟

ضع في حسبانك اتباع هذه الإرشادات إذا كنت ترغب في تطوير مهارات التفكير الإبداعي لديك أو تحسينها:

1. تعامل مع الأشياء بفضول:

اتخذ قراراً بالفضول بشأن الأشياء والأفكار التي قد تبدو معقدة في البداية، فيمكن أن تكون طريقة رائعة لبدء رحلتك لتطوير إبداعك، حتى أكثر المهام تعقيداً قد تبدو مثيرة للاهتمام إذا تعاملت معها بالطريقة الصحيحة، وركز على الفوائد التي يجلبها الشعور بالفضول، مثل اكتساب المزيد من المعرفة عن الأشياء التي تثير اهتمامك في الحياة اليومية، واكتساب الخبرة وتراكم التجارب وغيرها.

2. احرص على أن يكون لديك عقل منفتح:

يمكن أن يؤثر الاستعداد للبحث عن الأفكار الجديدة وفهمها تأثيراً كبيراً في مهارات التفكير الإبداعي لديك، ولممارسة الانفتاح الفكري عند التعامل حتى مع المواقف الأكثر شيوعاً، يجب أن تفكر في كيفية تعامل شخص آخر معها؛ إذ يمكن أن يساعدك هذا على الارتباط بتجارب ومعرفة الآخرين والنظر إلى الأشياء من منظور مختلف.

3. استهلك محتوى لا تختاره عادةً:

إذا كنت تحب مشاهدة الأفلام أو القراءة في أوقات فراغك، ففكر في تغيير نوع اهتماماتك واختر نوعاً جديداً، على سبيل المثال، قد يفكر عشاق أفلام الأكشن في الذهاب إلى فيلم وثائقي، ويمكن لأي شخص يقرأ الروايات التاريخية أن يتخذ قراراً باختيار كتاب خيالي؛ إذ يُعَدُّ تقديم مجموعة متنوعة للأشياء التي تتفاعل معها يومياً أسلوباً ثابتاً لتطوير اهتمامات وأفكار جديدة.

4. فكر في كيفية تحسين الأشياء:

لضمان رعاية مهارات التفكير الإبداعي لديك قد ترغب في إدخال بعض العادات المحفزة للتفكير في جدولك اليومي، وأفضل مكان للبدء هو أن تسأل نفسك دائماً كيف يمكن تحسين الأشياء التي تواجهها، وماذا ستكون نتيجة هذه التحسينات وكيف ستؤثر فيك وفي الآخرين.

5. حفِّز عقلك دائماً:

لا يجب أن يقتصر تعزيز الإبداع على التفكير وتغيير العادات؛ إذ تتفاعل أدمغة الإنسان تفاعلاً إيجابياً مع أنواع النشاطات الأخرى، ومن ذلك التحفيز الحسي؛ لذا ضع في حسبانك إضافة المزيد من الألوان إلى محيطك وخزانة ملابسك أو الاستماع لموسيقى جديدة في أثناء العمل أو حتى الاشتراك في دروس صناعة الفخار أو الرسم، فيمكن أن يؤدي التعرض لأشياء جديدة مختلفة المعايير والمجالات إلى تحسين جودة تفكيرك الإبداعي في العمل.

6. راقب الآخرين:

قد ترغب في البدء بالتفكير في الأعمال التي يقوم بها الأشخاص الذين تعمل معهم وتتفاعل معهم بانتظام؛ إذ يأتي الإبداع بجميع أشكاله من الرسم والكتابة، إضافة إلى كونك طباخاً مبتكراً أو الشخص الذي يستشيره الآخرون عندما يحتاجون إلى حل جيد للمشكلات، قد تساعدك رؤية كيف يعبِّر الآخرون عن جانبهم الإبداعي والتحدث معهم عن هذا الموضوع على ملاحظة ما يفعلونه لتطوير مهارات التفكير الإبداعي لديهم وتنميتها.

إقرأ أيضاً: 7 عوامل مهمة لتحقيق التفكير الإبداعي

7. ناقش بعض الأفكار مع فريقك:

على الرغم من أنَّ النظر إلى الموقف من خلال عيون شخص آخر ليس ممكناً دائماً، فإنَّ التواصل الصريح ومناقشة المشكلات مع الآخرين في فريقك هو أفضل شيء يمكنك فعله في إطار العمل الجماعي، فقد يؤدي سماع التعليقات المتعلقة بأفكارك إلى تحفيز إبداعك، كما يمكنك حتى أن تطلب من فريقك تقديم عناصر تحفز الفكر مثل مكالمات العمل العادية، أو جلسات الأسئلة والأجوبة السريعة، أو إنشاء خرائط عمل تمثل الأشياء التي تمت مناقشتها في الاجتماع.

إذا كنت تعمل في البيت وتجد صعوبة في البقاء على اتصال مع فريقك بانتظام، فيمكنك التفكير في الانضمام إلى نادي المناقشة عبر الإنترنت الذي سيساعدك على تعزيز تفكيرك الإبداعي.

8. أطلق العنان لخيالك وغُص في بحر أفكارك:

أحلام اليقظة والعصف الذهني شيئان يمكن أن يعززا خيالك على الأمد الطويل؛ إذ يبدأ المفكرون المبدعون عادةً بفكرة واحدة فقط وبعدها يضيفون أفكاراً جديدة إليها، وهذا يغذي خيالهم ويساعدهم على التفكير في جميع النتائج المحتملة للمواقف.

9. سلط الضوء على الأشياء الإيجابية:

عادة مع التفكير الإبداعي يهدف الناس إلى التحسين وإيجاد طرائق جديدة للقيام بالأشياء، ومن ثمَّ فإنَّ امتلاك نظرة متفائلة قد يساهم في تحسين جودة العمل والحصول على أفكار أكثر إبداعاً وأصالةً، ولتنحية الأفكار السلبية جانباً عليك أن تشعر أولاً بالامتنان، وإنَّ فهم أنَّ العقبات جزء طبيعي من الحياة هو أيضاً شيء قد يساعدك على قضاء كل يوم بعقلية إيجابية.

10. خصص وقتاً لإبداعاتك:

يستغرق تطوير مهارة أو مجموعة من المهارات وقتاً طويلاً وتفانياً في العمل، ولزيادة فرصك في النجاح في ذلك عليك أن تفكر في تخصيص بعض الوقت كل يوم لاستكشاف طرائق مختلفة لتعزيز إبداعك؛ إذ يمكن أن تصبح إضافة المهام التي يمكن أن تساعدك على تطوير مهارات التفكير الإبداعي لديك إلى قائمة المهام الخاصة بك جزءاً من روتين تطوير المهارات الذاتية الخاص بك.

11. احذر من الأشخاص السلبيين الذين يسخرون من جميع إنجازاتك.

12. احرص على ملازمة المبدعين الذين وصلوا إلى إبداعات رهيبة في وقت قياسي.

13. احرص على التعلم في المدارس التي تدعم المواهب والخبرات وتعزز الإبداع.

14. احرص على اختيارك السكن في البلد الذي يُقدِّر الإبداعات ويدعمها ويستغلها في خدمة الناس.

15. احرص على ممارسة الرياضة الصباحية كل يوم فهذا سيعزز قدراتك الذهنية كثيراً ويساعدك على الإبداع.

16. مارس تمرينات اليوغا بانتظام، فهذا سوف يساعدك على أن يكون تفكيرك صافياً وخالياً من المشتتات.

شاهد بالفيديو: كيف أطور مهاراتي الإبداعية

في الختام:

إنَّ كل إنسان فينا خُلق مميزاً عن الآخر وأنَّ لكل إنسان جانباً مبدعاً في داخله، لكن علينا اكتشاف ما هو هذا الجانب والعمل على تطويره وتسخيره في خدمة المجتمع عامةً، وأقترح على الجهات المعنية أن ينشئوا قسماً في المدرسة يرعى المهارات الإبداعية ويطورها.

المصادر: 1، 2




مقالات مرتبطة