كن أكبر منافس لنفسك

لكي تحقق النجاح في حياتك، يجب أن تتحدى نفسك وتعمل على تحسين ذاتك دون مقارنتها مع الآخرين.



يجب عليك أن تكون أفضل من الآخرين حتى تكون ناجحاً:

دائماً ما ينصحنا الآخرون بأن نكون أفضل ممَّن حولنا؛ فهي نصيحة تجسِّد فكرة مفادها أنَّ الأشياء المادية هامة، وأنَّ الأكثر أهمية من ذلك هو أن يرى الآخرون أنَّك حقَّقت كثيراً من هذه الأشياء؛ إذ تعني ببساطة أن تحاول أن تكون على قدم المساواة مع الآخرين أو أفضل منهم.

إقرأ أيضاً: تحدّي 30 يوم لتكون شخصاً أفضل وتطور ذاتك بنجاح

يُنظَر إلى الممتلكات المادية على أنَّها المقياس الأهم للنجاح:

يُخبِرك المجتمع أنَّ الممتلكات المادية هي مقياس لمعرفة ما إذا كنتَ تؤدي عملاً أفضل من الآخرين؛ فيجب أن يكون منزلك، أكبر وسيارتك أسرع، ومدرسة أطفالك أكثر شهرة، ومنصبك أكثر احتراماً، وعلى الرغم من أنَّ استخدام هذه المقاييس بوصفها معياراً للنجاح هو أمر خاطئ، إلَّا أنَّ محاولة مقارنة نفسك بجيرانك أو زملائك أو أصدقائك أو أسرتك ليس أمراً خاطئاً فحسب؛ بل مُضللاً أيضاً.

لا يمكنك استخدام الآخر بوصفه معياراً لنجاحك وسعادتك، ولن تكون هذه المقارنة منطقية إلَّا إذا كان قد وُلِد في اللحظة نفسها التي وُلِدت فيها، وارتاد المدارس ذاتها، وأُصيب بحادث في اللحظة نفسها والمكان الذي أصبت فيه، وعاش لحظات الحزن والسعادة نفسها، وكان لديه أيضاً الأهداف نفسها والنظرة تجاه الحياة، فكم شخص تعرفه عاش حياةً مطابقة تماماً لشخص آخر؟ لا أحد بالطبع.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح للتطوير الشخصي وتحقيق النمو المستمر

الشخص الوحيد الذي يجب أن تقارن نفسك به هو أنت:

من المستحيل أن تستمد النجاح والسعادة بمقارنة نفسك بالآخرين؛ لذا بدلاً من استخدام الآخرين بصفتهم معياراً لنجاحك، يجب أن تستخدم نفسك؛ فالمقياس الدقيق الوحيد للنجاح الشخصي هو مقارنة وضعك الحالي مع وضعك السابق، فالسؤال الذي يجب أن تطرحه على نفسك ليس: "ما هو موقعي مقارنة بالآخرين؟"؛ بل: "ما هو موقعي حالياً مقارنةً بعام مضى؟".

قيِّم حياتك اليوم فيما يتعلَّق بوظيفتك وعلاقاتك ونفوذك وتأثيرك وسعادتك، فما هو تقييمك لها مقارنةً مع العام السابق؟ فإذا كانت اليوم أفضل مما كانت عليه عندها، فلقد نَجحت.

يأتي النجاح الحقيقي في الحياة من تحسين الذات:

يمكنك التفكير في ذلك من منظور تجاري، فإذا بدأتَ شركتك الخاصة، لن تستخدم أرباح شركة "غوغل" (Google) بوصفها معياراً لنجاح شركتك؛ إذ إنَّ هذه مقارنة سخيفة للغاية، لكن يمكنك استخدام نمو الإيرادات الداخلية شهرياً أو سنوياً في شركتك بوصفه معياراً للنجاح، فإذا زادت إيراداتك من عام إلى عام أو من شهر إلى شهر على الأقل، فيمكنك القول إنَّ شركتك تسير على المسار الصحيح.

تنطبق نفس الفكرة تماماً على النجاح الشخصي، فاسأل نفسك ما هو مقدار نموك الشخصي في الشهر أو العام الماضي، وما إذا كنتَ اليوم أفضل حالاً مما كنتَ عليه بالأمس أو الشهر الماضي أو حتى العام الماضي، ثم قيِّم ذاتك حسب مقدار تحسُّنك الشخصي، ويجب أن تُركِّز في النمو الشخصي بدلاً من التركيز في نجاح الآخرين في حياتهم.

ويصبح بذلك تفكيرك في الواقع منفتحاً انفتاحاً أكبر، ففكِّر فيما يمكنك فعله اليوم لدفعك إلى الأمام؛ فعندما تنظر إلى الوراء بعد عام من الآن، سترى إلى أي مدى وصلت، فالنمو الهائل لا يتحقَّق بين ليلة وضحاها، لكن إذا ركزت في أن تكون اليوم أفضل مما كنتَ عليه بالأمس، فستكون أكثر نجاحاً كل يوم.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح لتقوي شخصيتك وتزيد ثقتك بنفسك

في الختام:

من الصعب معرفة مستوى النجاح الذي وصلتَ إليه عندما تُفكِّر في الأمر تفكيراً لحظياً، فالحياة ليست سهلة ومن الممكن أن تشعر بأنَّك جامد في مكانك، لكن عندما تُفكِّر فيما حققته خلال عام كامل، فسوف تندهش من التحسُّن الذي حققته.

لذلك، بدلاً من التركيز على التفوق على الآخرين، ركِّز في التفوق على نفسك، وكن اليوم أفضل مما كنت عليه بالأمس، وخلال وقت قصير سيحاول الآخرون مواكبتك، والمضحك في الأمر هو أنَّك لن تهتم بذلك حتى.

المصدر




مقالات مرتبطة