كم من الوقت تحتاج للرد على عرض عمل؟

إذا حصلتَ للتو على عرض عمل، فهنيئاً لك؛ إذ إنَّ الاعتراف بك كأفضل مرشحٍ لوظيفةٍ ما ومراسلتك من قِبَل الشركة، بعد صولاتٍ وجولاتٍ من طلبات التقديم ومقابلات التوظيف، ليس بالأمر الهيِّن، ولكن لا يزال عليك أن تقرر ما إذا كانت الوظيفة مناسبة لك أم لا، إنَّه قرارٌ هامٌّ؛ لذا لا بُدَّ أن تشعر بحاجتك إلى مزيد من الوقت للتفكير.



تقول الكوتش المهنية المتخصصة في دعم المهنيين المبتدئين ومتوسطي الخبرة في اتخاذ قراراتٍ لحياتهم المهنية "فيبي غافن" (Phoebe Gavin): "عندما تقوم بتبديل الوظائف في أيِّ وقت، فإنَّك تغيِّر حياتك، وتبدِّل مسارك المستقبلي بأكمله، ومن ثمَّ من الهام أن يكون قرارك مدروساً بعناية ونابعاً عن ثقتك بصحة اتخاذ هذه الخطوة".

والسؤال هو: ما هي المدة المعقولة للتفكير في قرار قبول أو رفض عرض العمل؟ إليك ما تحتاج إلى معرفته، وفقاً للخبراء المهنيين.

لسوء الحظ، تخلق بعض الشركات إلحاحاً زائفاً:

توصي "غافن" بعدم اتخاذ قرار القبول على الفور تحت الضغط، حتى لو أحببتَ طبيعة العمل، فإذا طلب رب العمل منك اتخاذ قرارٍ نهائي في غضون 48 ساعة حول عرضٍ أولي لم تتفاوضا عليه بعد، فهم بذلك يخلقون إلحاحاً مصطنعاً للضغط عليك.

تكمل "غافن" قائلةً: "إنَّها مجرد محاولة منهم لتقريب الموعد النهائي؛ إذ إنَّهم يستخدمون ضيق الوقت كوسيلة ضغط؛ بحيث لا يستطيع الشخص إيجاد الوقت الكافي للتأكد من باقي عروض العمل المتاحة له، والتي يمكن الاستفادة منها، ثم إنَّ من مصلحة رب العمل توظيف المرشح الذي وقع الاختيار عليه بأقصى سرعة ممكنة".

تضيف "جوسلين إس لاي" (Jocelyn S. Lai) الرئيسة العالمية لقسم استقطاب المواهب في تطبيق "دولينغو": "إذا لم يحترموك في مرحلة العرض، فلن يحترموك كموظف".

إذا تساءلتَ عن سبب تصرُّف مدير التوظيف كمندوب مبيعاتٍ انتهازيٍ لتأمين موافقتك السريعة على عرضه، فقد يكون ذلك بسبب المكافأة المخصَّصة للموظفين الذين ينجحون بتوظيف المرشحين بسرعةٍ من قِبل قسم استقطاب المواهب الخاص بالشركة.

تتابع "لاي" قائلةً: "هناك بعض المنظمات التي تقيس أداء مسؤولي التوظيف بناءً على عدد الأيام التي يُنهون فيها عملية التوظيف".

وتوضح "لاي" أنَّ الطريقة المثلى لمعالجة الأمر واتخاذ القرار الصحيح هي بالاتفاق المتبادل بينك وبين مسؤول التوظيف، والشفافية حول جدولٍ زمنيٍ مناسبٍ لك لاتخاذ القرار، فضلاً عن الشفافية حول وجود مقابلات توظيف أخرى، والتي ستشكل جزءاً من قرارك.

في الواقع، يُعَدُّ ذكر مقابلات التوظيف الأخرى والعروض التي قُدِّمَت إليك، نقطة إيجابية تدل على أنَّك مرشحٌ قويٌّ تتنافس الشركات على توظيفه، وإذا لم تكن الشركة مستعدة للتفاوض أو التراجع عن الجدول الزمني، فهذا يعطي فكرة عن ثقافة التعامل في الشركة؛ إذ إنَّهم إن لم يحترموك في مرحلة عرض العمل، فلن يحترموك كموظف بعد قبول العرض.

إقرأ أيضاً: كيف تنجح في المقابلات وتحصل على العمل؟

يُعَدُّ أخذ أسبوعٍ للتفكير في عرض العمل مدة كافية ومناسبة، ولكن لا تتردد في طلب المزيد من الوقت لاتخاذ قرارٍ مدروسٍ بعناية:

تؤكد "لاي" على عدم وجود عدد محدد من الأيام التي يتعين على المرشحين التفكير فيها؛ حيث تقول: "قد يكون التفكير لأسبوعٍ مدةً قصيرةً بالنسبة إلى بعض الناس، لكنَّها مدة طويلة جداً بالنسبة إلى آخرين، وسيقبل بعض الناس عرض العمل على الفور".

في حين تقول "فيبي غافين" (Phoebe Gavin) إنَّ استغراق أسبوعٍ للتفكير في عقد العمل يُعَدُّ أمراً معقولاً جداً؛ ذلك لأنَّك ستضع في حسبانك مسؤوليات الرعاية، أو إمكانية الانتقال إلى مكانٍ جديد، ومسؤوليات الزواج مع وجود أطفال، أو التفكير في عروض العمل الأخرى، ستحتاج إلى التفكير في هذه العوامل جميعها خلال أسبوعٍ كامل.

عندما تقوم بتقديم طلبٍ للحصول على وقتٍ إضافي للتفكير، فلا تطلب الإذن لذلك، لكن كن واقعياً عند تحديد موعد الرد على طلبهم، أمَّا إذا مارس مسؤول التوظيف ضغوطاتٍ عليك للرد ضمن إطارٍ زمنيٍ مختلف، فتنصح "غافن" "بتذكيرهم بحجم القرار الذي تُقدِم على اتخاذه، وحاجتك إلى التأكد من القرار عبر أخذ الوقت اللازم للتشاور مع جميع الأطراف المعنية بهذا القرار.

في حال كنت متأكداً من العرض، وكان ذلك خيارك الأول من قبل، ولطالما أردتَ قبوله، فتقول "غافن": "إنَّك لن تحتاج إلى المزيد من الوقت لاستكشاف المزيد عن الأمر، وفي حال اضطررت إلى زيادة الوقت المُتَّفق عليه في البداية، فلا بأس بطلب تمديد الوقت، مع ذكر سبب ذلك، وهذا يساعد على تخفيف قلق مسؤول التوظيف".

إقرأ أيضاً: إصلاح الفجوة في الأجور يبدأ بمهارات التفاوض على راتبك

باعتقاد "لاي" إنَّ تبادل التفاصيل أمرٌ هام؛ إذ تُشبِّه الموقف بموعد بين طرفين، فعندما يعتذر أحدهما عن الحضور دون ذكر السبب، فإنَّ الطرف الآخر سيطرح تساؤلاتٍ مثل: "هل ترغب في اللقاء حقاً أم أنَّك تختلق الأعذار؟"، فمهمتنا بصفتنا مسؤولي توظيف هي مراعاة احتياجات المرشح، بيد أنَّنا لا نستطيع القيام بذلك إن لم نعرف ما يحدث حقاً.

المصدر




مقالات مرتبطة