كل ماتريد معرفته عن المراهقة وأفضل الطرق للتعامل مع المراهقين

تُعتبر المراهقة من أكثر المراحل العمرية حساسيّةً في حياة الإنسان، حيث يُعاني فيها المراهق من بعض التغيّرات الجديدة التي تنعكس على تصرّفاتهِ النفسيّة وشكلهِ الخارجي، من خلال السطور التاليّة سنتحدّث عن خصائص سن المراهقة، وعن أهم النصائح التي يجب أن تتقيّد بها لتتعامل مع ابنك المراهق بشكلٍ صحيح.



أولًا: تعريف المراهقة في علم النفس

لقد عرّف علم النفس المراهقة، على أنّها المرحلة العمرية التي ينتقل فيها الإنسان من الطفولة إلى النضج من الناحية الجسميّة، العقليّة، النفسيّة، والاجتماعيّة، حيث يُصبح قادرًا على أن يتّخذ العديد من القرارات المهمة التي تخصّ حياته، ومن ناحيةٍ أخرى، أكدّ علماء النفس بأنّ النضج العقلي للمراهق لا يعني نضجًا كاملًا، إذ أنّ النضج الكامل لا يأتي إلّا بعد مرور حوالي 9 سنوات من سن المراهقة.

ثانيًا: خصائص سن المراهقة

خصائص النمو الجسدي:

  1. يطرأ نمو سريع لجسم المراهق.
  2. عدم تناسق في نمو العظام والعضلات، كأن تنمو العظام أسرع من العضلات.
  3. ظهور الحبوب والبثور على البشرة والجسم.
  4. تقدّم الإناث عن الذكور في النمو الجسدي والبلوغ.
  5. بداية ظهور الخصائص الجسديّة الأوليّة للمراهق.

خصائص النمو العقلي:

  1. تزداد قدرة المراهق على الحفظ والتركيز، وينجح في الاعتماد على نفسهِ لتعلّم المزيد من العلوم والمهارات.
  2. تنمو القدرات الإبداعية والتخيليّة لديهِ، ويُبدي محبةً كبيرة للموسيقى، والشعر.
  3. الرغبة في الدخول بنقاشاتٍ جدليّة مع الآخرين.
  4. الميل لقراءة الكتب الفلسفيّة، والكتب التي تتحدث عن مواضيع الجنس.

خصائص النمو الإنفعالي:

  1. إصابة المراهق بالحساسيّة الشديدة اتجاه أي نقد يُوجه إليه حتّى له كان من شخصٍ مقرب.
  2. إظهار حساسيّة شديدة تجاه كل القصص الإنسانيّة.
  3. اتّباع سلوك التنمر والعصيان، إن كان على أوامر الأهل، أو حتى أوامر المدرسة.
  4. الغرق في أحلام اليقظة، والخيال الواسع.
  5. الميل إلى الحب، والحاجة للجنس الآخر.

خصائص النمو الإجتماعي:

  1. الرغبة في الخروج عن كل العادات والتقاليد الاجتماعية السائدة.
  2. التمتّع بثقةٍ عالية بالنفس.
  3. الرغبة بتشكيل صداقات كثيرة.
  4. ظهور بعض الدوافع المفاجئة في شخصيّة المراهق كالرغبة بتشكيل الزعامات، والميل إلى التنافس، والقيام ببعض الأعمال العدوانية.
  5. إظهار بعض التناقض في أقوال وأفعال المراهق، وشعورهِ بالقلق وعدم الاستقرار.

ثالثًا: مراحل المراهقة

تمرّ مرحلة المراهقة بثلاث مراحل أساسيّة هي:

  • المرحلة الأولى، وتمتد ما بين 11 إلى 14 عام، وهنا تظهر بعض التغيُرات البيولوجيّة الغريبة على المراهق.
  • المرحلة الثانيّة، وتمتد ما بين 14 إلى 18 عام، وهنا تكون التغيُّرات البيولوجيّة التي بدأت في المرحلة الأولى قد اكتملت بشكلٍ تام.
  • المرحلة الثالثة، والتي تمتد ما بين 18 إلى 21 عام، وهي المرحلة التي يصل فيها الإنسان إلى مرحلة متقدمة من النمو العقلي الذي يظهر في تصرّفاته وردود أفعالهِ.

رابعًا: أهم العوامل التي تؤثر سلبًا على نفسيّة المراهق

1- المشاكل العائليّة:

يتأثر المراهق خلال هذه المرحلة العمرية الصعبة التي يمرّ بها، بالأجواء العائليّة التي يعيش ضمنها، لهذا فإنّ البيت المنقسم والعائلة المفككة، والصراعات الدائمة بين الأم والأب، تدفعُ في كثيرٍ من الأحيان بالمراهق إلى الإنحراف الناتج عن الصراعات الداخليّة التي يعيشها.

2- غياب الأب عن المنزل:

يتأثر المراهق كثيرًا بغياب والدهِ خلال هذهِ المرحلة، وغياب رعايتهِ، وهذا إما لظروف السفر، أو الطلاق، أو الوفاة، حيث يشعر بافتقادهِ لحنان الأب، والأمان الذي لا يُمكن أن يمنحه له أي شخص آخر.

3- القدوة السيئة:

كثيرًا ما يتأثر المراهق بأخلاق والديهِ أو أخوتهِ الكبار، لهذا فإنّ أي تصرف سلوكي سيئ منهم يدفع بالمراهق إلى تقليدهم، فإذا كان الأب سكيرًا مثلًا فإنّ المراهق سيُصبح سكيرًا مثلهُ، وإذا كان أخوه يتفوه بعباراتٍ سيئة فإنّ المراهق سيتعمد تكرار هذه العبارات مثله حتّى تصبح عادةً دائمة لديهِ.

4- سيطرة أحد الوالدين:

تؤثر هذه المشكلة كثيرًا على نفسية المراهق، وتجعلهُ يشعر بالتوتر والقلق، وسيطرة أحد الوالدين يعني غياب التوازن في المسؤوليات داخل المنزل بين الأب والأم، كأن تكون الأم مسيطرة والأب ضعيف أو العكس.

خامسًا: التغيّرات الجديدة التي تطرأ على المراهق 

1- النمو الجسدي:

حيث يُصبح المراهق الذكر أطول وأضخم، وتنمو عضلاته بشكلٍ واضح وبالتحديد عضلات الكتفين، أمّا الأنثى فتتضخم عندها منطقة الأوراك.

2- النمو الجنسي:

ويتمثّل عند الإناث بالدورة الشهريّة، أما عند الذكور فيزداد عندهم حجم الخصيتين.

3- التغيّرات النفسيّة:

إن اختلال الهرمونات في جسم المراهق يجعله يتعرّض لتقلباتٍ حادة في المزاج، ولنوباتٍ من الصراخ، والتعصيب الغير مبرر.

سادسًا: أهم المشاكل التي تواجه المراهق في هذهِ المرحلة العمرية

1- الصراعات الداخليّة:

يُصاب المراهق بالعديد من الصراعات الداخليّة التي تنتج عن غرقهِ في عالم من الخيال والأحلام التي لا تتوافق مع الواقع الذي يعيش فيه.

2- العادة السرية:

وهذهِ المشكلة تبدأ بالظهور مع بداية الدخول في سن المراهقة وبروز الأعضاء الجنسيّة، حيث تزداد شهوة المراهق، فيندفع لمشاهدة الأفلام الإباحيّة التي تسبب له العديد من المشاكل النفسيّة والاجتماعية والأخلاقيّة.

3- العصبيّة:

يُصاب المراهق بحالاتٍ من العصبيّة الشديدة التي تنعكس على حالته النفسيّة وعلاقاتهِ مع الآخرين بشكلٍ سلبي.

4- الإنفراد بالرأي:

كثيرًا ما ينفرد المراهق برأيهِ، ويرفض بشكلٍ قاطع الاستماع إلى آراء والديهِ أو الخضوع لأوامرهم، وذلك بسبب رغبته الكبيرة بالتحرر وشعورهِ بأنّهُ أصبح شخصًا ناضجًا بما يكفي.

سابعًا: أبرز مخاطر سن المراهقة

  1. غياب التواصل الفعّال بين الأهل وابنهم المراهق، مما يُساهمُ في خلق شرخ كبير بينهم.
  2. الميل إلى العزلة والانطوائيّة التي تنعكسُ سلبًا على نفسيّة المراهق.
  3. نشوء خلافات كبيبرة بين المراهق وكل الأشخاص المحيطين بهِ.
  4. كثرة أخطاء المراهق، الذي يعتبر نفسه بأنه على صواب وبعيد كل البعد عن الخطأ.
  5. لفت النظر إليهِ عن طريق اتباع بعض السلوكيات الخاطئة كتعاطي المخدرات، وشرب الكحول، السرقة، والتدخين.
  6. تراجع في تحصيلهِ العلمي، وتغيبهِ عن المدرسة.
  7. البكاء الشديد الناتج عن تعرضهِ لأي مشكلة مهما كانت بسيطة.

ثامنًا: نصائح مهمة للتعامل مع المراهق بشكلٍ صحيح

1- تحمّل المسؤوليّة:

عليك أن تعلّم ابنك المراهق ضرورة تحمّل المسؤوليّة، والقيام بكافة أعمالهِ بشكلٍ منفرد دون الاعتماد عليك، وذلك لكي يشعر بمدى ثقتك به، وبأنه شخصٌ ناجح وجدير بتحمل الأعباء والمسؤوليات.

2- الاحترام:

من الضروري جدًا أن تتعامل مع المراهق باحترامٍ شديد، وأن تبتعد عن توجيهِ الألفاظ السيئة له، وأن تعلمه قواعد الآداب العامة التي يجب أن يتقيد بها أثناء التعامل مع الآخرن، وإياك أن توبخهُ أو تعاقبهُ أمام الآخرين حتّى لو كانوا أخوته.

اقرأ أيضاً: 6 أخطاء يرتكبها الآباء في تربية ابنهم المراهق

3- تقبّل التغيير:

عليك أن تتقبل كافة التغيُّرات الجديدة التي ستطرأ على ابنك المراهق، وأن تتعامل معها بشكلٍ طبيعي، وعادةً ما تكون هذهِ التغيُّرات في شكلهِ الخارجي، وأفكارهِ الغريبة التي قد يطرحها عليك.

4- الانتباه إلى أصدقائهِ:

تلعب الصداقة دورًا مهمًا في حياة المراهق، لهذا عليك أن تنتبه لنوعية الأصدقاء الذين يُرافقهم ابنك المراهق، وأن تحاول قدر المستطاع وبأسلوبك الخاص والهادئ أن تبعده عن أصدقاء السوء، وأن تشجعهُ على اختيار الأصدقاء الأوفياء والجيدين والخلوقين.

5- الدعم والمساندة:

كثيرًا ما يتعرّض المراهق لبعض الضغوطات والمشاكل النفسيّة، وأنت خلال هذه المرحلة عليك أن تقدم الدعم المعنوي والنفسي لهُ، وذلك عن طريق طرح بعض الأفكار والحلول له، ولكن بإسلوبٍ سلسٍ وبسيط.

6- التواصل والحوار مع المراهق:

لكي تُنمّي علاقتك مع ابنك المراهق، عليك أن تفتح أبواب الحوار والتواصل الإيجابي معه، ومن الأفضل أن تكون مواضيع الحوار توجيهيّة ولكن بإسلوبٍ مناسب، كأن تتحدث معه مثلًا عن أضرار التدخين وانعكاساته على حياة الإنسان، وعن قصص بعض الأشخاص المشهورين الذين فقدوا حياتهم بسبب المخدرات.

اقرأ أيضاً: 8 نصائح هامة للتعامل مع المراهق

7- الحفاظ على خصوصية المراهق:

عليك أن تحترم خصوصيّة ابنك المراهق، وألّا تتدخل ببعض الأمور الخاصة التي تتعلّق به، وذلك لكي لا ينفر منك ويشعر بالانزعاج، فلا تجعله يشعر مثلًا بأنّك تراقب تصرفاتهِ، أو تستمع إلى محادثاته مع أصدقائهِ.

8- حاول أن تكون صديقه:

لكي تكتسب ثقة ابنك المراهق عليك أن تتعامل معه كصديق، وأن تتقرب من اصدقائهِ أيضًا، ويكون هذا عن طريق تحضير المفاجآت الجميلة له في المناسبات الخاصة كأعياد الميلاد، وحفلات العشاء.

9- تعامل معه بمرونة:

عادةً ما يكون المراهق عنيدًا، وغير مرن على الإطلاق في التعامل، لهذا عليك أن تتبع أسلوب المرونة في التعامل معهُ، بدلًا من العناد، وذلك لكي لا يتطور الأمر ويتأزم.

10- تجنّب العنف:

لا شيئ من الممكن أن يؤثر سلبًا على شخصيّة المراهق ونفسيتهِ أكثر من العنف، لهذا عليك أن تبتعد عن التعامل معه بعنفٍ شديد، أو أن تستخدم أسلوب الضرب، وذلك لأنّ هذا الأسلوب سيدفعهُ لاتباع سلوكيات خاطئة وخطيرة مع الأيّام.

اقرأ أيضاً: عبارات لا تقوليها لإبنك المراهق

11- وضع حدود واضحة له:

لكي لا تتعرض لمشاكل خطيرة مع ابنك المراهق، عليك أن تتعامل معه بوضوح، وأن تضع حدود صريحة له، وذلك لكي يحترم هذهِ الحدود ولا يتعداها على الإطلاق.

12- إشغاله بأشياء مفيدة:

لكي تبعد ابنك المراهق عن المشاكل الخطيرة في هذهِ المرحلة الحرجة من حياتهِ، عليك أن تشغل وقته بأشياءٍ مفيدة تلهيهِ عن كل الأمور الخاطئة، كأن تُشجّعه على ممارسة الهوايات المفيدة، كالرسم، الرياضة، النحت، ركوب الخيل، والأعمال اليدويّة.

13- شجّعه على ممارسة الرياضة:

تساعد التمارين الرياضيّة في التفريغ عن الطاقة السلبيّة التي يختزنها جسم المراهق، لهذا عليك أن تشجع طفلك على ممارسة التمارين الرياضيّة بشكلٍ يومي، وأن تمارس معه الرياضة أيضًا لكي يتشجع ولا يشعر بالملل، كالمشي في الطبيعة، أو ممارسة بعض الرياضات الجماعيّة التي يحبها مثل كرة القدم، كرة السلة، والتنس.

14- شجّعه على القراءة:

لاشيئ من الممكن أن يُهذب شخصية المراهق ويبعدهُ عن الوقوع ضحية الأفكار الخاطئة، أكثر من القراءة والمطالعة اليوميّة، لهذا ننصحك بأن تشجع ابنك المراهق على المطالعة وقراءة الكتب العلميّة والأدبية التي تتناسب مع عمرهِ وتنمي الأفكار الإبداعية لديهِ.

15- قدّم لهُ المكافآت والهدايا:

عليك أن تحيط المراهق بالكثير من الحب والحنان والاهتمام، وذلك لكي يشعر بأهميتهِ ومكانتهِ المميزة في الأسرة، وذلك عن طريق تقديم المكافآت والهدايا الرمزية لهُ بين الحين والآخر.

16- قدّم الدعم المعنوي له:

من الضروري أن تواظب على تقديم الدعم المعنوي له بشكلٍ يومي، وذلك عن طريق توجيهِ بعض العبارات الإيجابيّة التي ترفعُ من معنوياتهِ، كأن تقول لهُ أنت مجتهد، أنت ستكون شخص مبدع في الحياة، أنا أفتخر بك.

 

بتقيُدك بهذهِ النصائح المهمة التي قدمناها لك ستنجحُ في اكتساب ثقة طفلك المراهق، وستحميهِ من الوقوع في الأخطاء والمشاكل خلال هذه المرحلة العمرية الحساسة.

 

المصادر:

  1. ما هي مرحلة المراهقة
  2. 7 نصائح للتعامل مع المراهق
  3. أهم 10 نصائح لتربية المراهقين
  4. ما الخصائص النفسية المصاحبة للمراهقين؟



مقالات مرتبطة