قصور الغدة الدرقية

الغدة الدرقية هي غدة على شكل الفراشة تتوضع في أسفل العنق، وتُعَدُّ جزءاً من نظام الغدد الصماء، والذي يتضمن أعضاء وغدداً أخرى تفرز الهرمونات لتنظيم عمليات الاستقلاب الغذائي ومستويات الطاقة ودرجة حرارة الجسم.



قصور الدرقية هو الحالة التي تحدث عندما لا تفرز الغدة كمية كافية من الهرمونات؛ مما يؤدي إلى طيف واسع من الأعراض التي تتراوح من تغيُّم الوعي إلى انخفاض الرغبة الجنسية، وعلى النقيض من ذلك تحدث حالة مماثلة تسمى فرط نشاط الغدة الدرقية عندما تنتج الغدة الدرقية الكثير من الهرمونات.

مثل العديد من اضطرابات الغدة الدرقية غالباً ما يُشخَّص قصور الدرق بشكل خاطئ أو لا يُشخَّص أصلاً، وفي الواقع قدَّر مقال نُشِر في مجلة أدفانسس أوف ثيرابي (Advances of Therapy) أنَّ 5% من حالات قصور الدرقية تبقى غير مُشخَّصة.

إليك ما تحتاج إلى معرفته عن قصور الغدة الدرقية، بما في ذلك الأعراض الشائعة والأسباب وخيارات العلاج المحتملة.

أعراض قصور الدرقية:

على الرغم من أنَّ قصور الغدة الدرقية يصيب ما يقرب من خمسة من كل 100 شخص، إلَّا أنَّ الأعراض تختلف على نطاق واسع بناءً على العمر والجنس وحالة الدورة الشهرية والوزن وتوزع الدهون في الجسم، وتميل الأعراض إلى التطور تدريجياً على مدى سنوات عديدة، ووفقاً للمكتبة الوطنية الأمريكية للطب تشمل هذه الأعراض:

  1. التعب العام.
  2. الإمساك.
  3. الشعر الجاف والخفيف.
  4. عدم القدرة على تحمُّل درجات الحرارة الباردة.
  5. الوخز والتنميل في اليدين والقدمين.
  6. زيادة الوزن.
  7. البطء في معدل ضربات القلب.
  8. الاكتئاب.
  9. انتفاخ الوجه والعينين.
  10. تغيُّم الوعي.
  11. غزارة الطمث وعدم انتظامه.
  12. الآلام العضلية.

إذا كنت تعاني من أيَّة من الأعراض المذكورة أعلاه وتزداد سوءاً تدريجياً، فعليك مراجعة مقدِّم الرعاية الأولية أو طبيب اختصاصي في أمراض الغدد الصماء؛ إذ إنَّ العديد من هذه الأعراض قد تكون علامة على حالات أخرى، إضافةً إلى قصور الدرقية.

أعراض قصور الغدة الدرقية عند الأطفال والمراهقين:

بينما يظهر قصور الغدة الدرقية بشكل شائع عند البالغين؛ فإنَّ واحداً من كل 4000 إلى 5000 طفل مولود حديثاً سيُصاب بهذه الحالة وفقاً لمجلة جونز هوبكنز ميديسن (Johns Hopkins Medicine)، ويُسبب قصور الغدة الدرقية عند الأطفال الأعراض المذكورة أعلاه بالإضافة إلى:

  1. إعاقة النمو الجسدي.
  2. تأخُّر التطور العقلي.
  3. تأخُّر البلوغ.

قد تشمل الأعراض أيضاً عند الرضع حسب مجلة كيدز هيلث (Kids Health):

  1. اصفرار الجلد "المعروف أيضاً باسم اليرقان".
  2. لسان كبير منتفخ.
  3. بقعة طرية كبيرة على الرأس.
  4. انتفاخ البطن مع بروز السرة منه.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح يومية لتحظى بصحة جيدة

أسباب قصور الغدة الدرقية:

يحدث قصور الغدة الدرقية عندما لا تنتج الغدة ما يكفي من هرمونات ثلاثي يودوثيرونين (T3) وهرمون التيروكسين (T4)، وتُؤثر هذه الهرمونات في الاستقلاب الغذائي ودرجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب، وتوجد العديد من الأسباب التي تُضعف نشاط الدرق، تتضمن:

  1. التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو (Hashimoto's thyroiditis)، وحالة مناعية ذاتية تسبب التهاباً مزمناً في الغدة الدرقية؛ وهو السبب الرئيس لقصور الدرق في الولايات المتحدة.
  2. جراحة الغدة الدرقية؛ إذ يزيل الأطباء جزءاً كبيراً من الغدة الدرقية.
  3. علاجات فرط نشاط الدرقية، مثل اليود المشع.
  4. الأدوية مثل الليثيوم (lithium) والبيكساروتين (Bexarotene).
  5. عقيدات الغدة الدرقية، والتي قد تنتج نمواً غير طبيعي في خلايا الغدة الدرقية، ورغم أنَّ معظمها غير سرطاني، إلَّا أنَّها قد تُحدِث خللاً في وظائف الدرقية.
  6. اضطرابات الغدة النخامية؛ وهي منطقة في الدماغ مسؤولة عن تنظيم الغدة الدرقية.
  7. عوز اليود؛ إذ إنَّ اليود ضروري لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية.

بالإضافة إلى ذلك توجد بعض عوامل الخطر التي تزيد من فرص إصابة الشخص بقصور الغدة الدرقية، وقد تشمل وفقاً للمكتبة الوطنية للطب:

  1. النساء.
  2. الأعمار من 60 سنة وما فوق.
  3. سوابق عائلية للإصابة بأمراض الغدة الدرقية.
  4. الإصابة بأمراض مناعية ذاتية أخرى.
  5. الحمل أو الولادة خلال الأشهر الستة الماضية.
  6. سوابق أمراض الغدة الدرقية أو الخضوع إلى جراحة الغدة الدرقية مؤخراً.
  7. سوابق علاج شعاعي للعتق أو الغدة الدرقية أو الصدر.
إقرأ أيضاً: 5 أعراض للإصابة بالغدة الدرقية

تشخيص قصور الغدة الدرقية:

إذا اشتبه الطبيب بإصابتك أو بإصابة طفلك بقصور الغدة الدرقية، سيطلب فحصاً دموياً لقياس مستويات هرمونين: هرمون التيروكسين (T4) وهرمون مُنبِّه الدرقية (TSH)؛ إذ تُنتج الغدة النخامية الهرمون المُحفز للدرق؛ وهو بدوره يُنظم كميات التيروكسين وثلاثي يودوثيرونين التي تطلقها الغدة الدرقية.

إذا كنتَ تعاني من قصور الدرق، تُطلق الغدة النخامية المزيد من هرمون مُنبه الدرقية (TSH) لتحريض الغدة الدرقية على إفراز المزيد من الهرمونات، ويُوضع تشخيص قصور الدرقية عادة بوجود مستويات مرتفعة من هرمون منبه الدرقية (TSH) "أعلى من 5.9 وحدة دولية/ لتر" ومستويات منخفضة من هرمون التيروكسين (T4) "أقل من 5.0 ميكروغرام/ ديسيلتر".

يختلف النطاق الطبيعي لهرمون مُنبه الدرقية (TSH) وهرمون التيروكسين (T4) عند الأطفال تبعاً لأعمارهم، ولكنَّ التشخيص يعتمد أيضاً على المستويات العالية من هرمون مُنبه الدرقية (TSH) والمستويات المنخفضة من هرمون التيروكسين (T4).

إذا كانت لديك مستويات هرمون مُنبه الدرقية (TSH) مرتفعة، مترافقة مع مستويات طبيعية نسبياً من التيروكسين "أي بين 0.5 و5.0 وحدة دولية/ لتر"، فهذا يعني أنَّك قد تكون مصاباً بقصور الدرق تحت السريري، وهو شكل مبكر من قصور الدرق، ويؤثر فيما يصل إلى 20% من البالغين، وفقاً لدراسة نُشِرت في مجلة كليفلاند كلينك الطبية (Cleveland Clinic Journal of Medicine).

على الرغم من أنَّ قصور الغدة الدرقية تحت السريري لا يترافق مع أعراض في 70% من الحالات، إلَّا أنَّه يزيد من فرص إصابة الشخص بقصور الغدة الدرقية السريري لاحقاً في الحياة.

إقرأ أيضاً: اضطراب الغدة الدرقيّة ونصائح غذائيّة لعلاجها

علاج قصور الغدة الدرقية:

لا يوجد - حالياً - علاج جذري لقصور الغدة الدرقية، ولكنَّ الأدوية يمكنها السيطرة على الأعراض؛ إذ إنَّ المعالجة المعتادة بالنسبة إلى معظم المرضى هي تناول هرمون الغدة الدرقية الموصوف طبياً لبقية حياتهم، إمَّا على شكل أقراص أو سائل.

يبدأ معظم الناس الشعور بالتحسن في غضون ستة إلى ثمانية أسابيع من بدء العلاج؛ وذلك لأنَّ الهرمونات الاصطناعية ستخفض مستويات هرمون مُنبه الدرقية (TSH) إلى الحد الطبيعي، وبالنسبة إلى الأطفال فالعلاج هو نفسه، على الرغم من أنَّه قد يتراجع تلقائياً في بعض الحالات.

بمجرد أن تبدأ العلاج؛ من المرجَّح أن يطلب طبيبك فحصاً دموياً جديداً للتحقق من مستويات هرمون مُنبه الدرقية (TSH) وإجراء أيَّة تعديلات ضرورية على الجرعة العلاجية، وتعتمد الجرعة التي تتناولها على ما تبقى من وظيفة غدتك الدرقية.

إنَّ تناول هذه الأدوية باستمرار ضروري جداً لتحسين حالتك الصحية، لكن يمكنك أيضاً إجراء تعديلات بسيطة على حميتك الغذائية لتخفيف الأعراض بشكل أكبر، على سبيل المثال يجب عليك تناول المزيد من الأطعمة الغنية باليود مثل الأسماك ومنتجات الألبان إذا كانت لديك مستويات منخفضة منه في الدم؛ وذلك لأنَّ الغدة تحتاج إلى اليود لإنتاج الهرمونات، وعليك أيضاً تقليل الأطعمة المعروفة باسم "الأطعمة المُحدثة للدُراق" مثل فول الصويا واللفت؛ وذلك لأنَّها تتسبب في تضخم الغدة الدرقية؛ مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض.

المصدر




مقالات مرتبطة