قصة نجاح العراقية هدى قطان صاحبة امبراطورية التجميل العالمية هدى بيوتي

سنتحدَّث في هذا المقال عن قصة نجاح مُلهمة للعديد من النساء وهي قصّة نجاح خبيرة التجميل العراقيّة الأمريكيّة "هدى قطان"، والتي بدأت من حلم بسيط وانطلقت إلى العالميّة ببناء امبراطورية لمستحضرات التجميل باسم "هدى بيوتي" وتقدَّر قيمتها بأكثر من مليار دولار وفقاً لمجلة فوربس.



حتّى فترةٍ قريبة كانت الرّيادة في مجال الأعمال والنجاح حكراً على الرجال، وبقي دور المرأة مغيَّباً عن ساحة العمل والمشاركة الفعّالة في دورها في المجتمع وتحقيق النجاح. لكن النظرة السائدة تغيّرت مع الوقت، واستطاعت المرأة أن تضع بصمتها في مجال الأعمال، ونالت حقّها في النجاح، وأثبتت جدارتها في مختلف مجالات الحياة. فأصبحت طبيبةً ومهندسةً وسيّدةً أعمالٍ وصاحبةَ شركاتٍ عالميّةٍ وغيرها من المهن والمناصب التي وضعت فيها المرأة بصمتها بكل جدارة.

1- من هي هدى قطان؟

هدى قطان هي خبيرة تجميل، رائدة أعمال، ويوتيوبر أمريكيّة. وهي مؤسّسة لشركة مستحضرات التجميل هدى بيوتي (Huda Beauty). ولدت في 2 أكتوبر من عام 1983 لأم وأب عراقيين في ولاية أوكلاهوما سيتي في الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك فهي تحمل جنسيتين الجنسيّة العراقيّة والجنسيّة الأمريكيّة.

2- نشأة هدى قطان

وُلدت هدى قطان في ولاية أوكلاهوما سيتي في الولايات المتحدة الأمريكية وعندما بلغت سنتين من عمرها، انتقلت عائلتها إلى تينيسي، ومن ثمّ إلى بوسطن. وتخصصت هدى في عمر 16 عام في مجال إدارة الشؤون الماليّة في جامعة ميشيغان - ديربورن.

3- بداية الحياة العمليّة لهدى قطان

درست هدى في جامعة ميشيغان – ديربورن، حيث التقت بزوجها كريستوفر غونكالو ولديها ابنة واحدة، انتقلت في ال 2006 للعيش في دبي بعد قبول والدها للتدريس في الجامعة الأمريكيّة في الشارقة.

غادرت هدى قطان مدينة دبي، بعد أن أمضت نحو عامين فيها، وتركت عملها في قطّاع المال لتذهب إلى مدينة لوس أنجلوس وتلاحق أحلامها لتدرس فنون المكياج وتتخصّص في مجال استخدام مساحيق التجميل.

بدأت هدى قطان مدونتها الخاصة في أبريل في عام 2010، بعد أن كانت تعيش حياة صعبة كفنانة تجميل حيث كانت تعمل لدى شركة "ريفلون" لمستحضرات التجميل، ثمَّ تبدّل حالها عندما اقترحت عليها شقيقتها منى قطان إطلاق مدّونتها الخاصة باسم (هدى بيوتي) "Huda Beauty" على منصّة "وورد بريس"، والتي كانت تنشر عليها مقاطع تعليميّة ونصائح تتعلَّق بالتجميل ومستحضراته.

إقرأ أيضاً: قصة نجاح الباحثة السعودية الدكتورة حياة سليمان سندي

4- دخول هدى قطان إلى عالم الأعمال

كانت هدى دائمة البحث عن رموش مناسبة لزبائنها إلّا أنّها لم تكن تجد ما تريده بشكل محدّد وتوصّلت إلى قناعة أن السوق يعاني من نقص كبير في مستحضرات التجميل المتنوِّعة. فبدأت بعمر الـ 35 عاماً بصنع الرموش الصناعيّة ومن هنا كانت نقطة البداية.

لم تكن هدى قد أطلقت بعد العلامة التجاريّة الخاصة بها، فكانت تبيع عدد لا بأس به من الزبائن والذين كانوا من متابعي نشاطها على مدوّنتها الخاصة بها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. لكن بعد نجاح مدونة "هدى بيوتي" واستقطابها الكثير من السيدات حول العالم وتحديداً في عام 2013، قامت هدى قطان بإطلاق شركة تجاريّة خاصّة بالرموش الصناعيّة أطلقت عليها اسم مدونتها هدى بيوتي (Huda Beauty)، وتمَّ بيع أوَّل منتجات شركة هدى بيوتي، التي هي عبارة عن رموش صناعيّة.

لكنّ الشركة لم تتوقَّف عند هذا الحد، فما لبث أن انتقلت الشركة لخطوة أبعد من مجرد التخصُّص في صناعة الرموش، فهدف هدى وشقيقتها كان أبعد من ذلك حيث كانا يطمحان للسيطرة على مجال صناعة الجمال والريادة في هذا المجال، وذلك بالاستفادة من اللمسة العراقيّة العربيّة الشرق أوسطيّة لاكتساح الشرق الأوسط ومن ثمّ العالم أجمع.

فصنعت الشركة قلم تحديد الشفاه، وحمرة شفاه سائلة، ومن ثم لوح ظلال العيون، وكريمات الأساس، والأظافر الصناعيّة، وكانت ردود الفعل إيجابيّة بصورة كبيرة. ولا زالت إلى الآن تطلق العديد من مستحضرات التجميل التي تلاقي رواجاً كبيراً.

إقرأ أيضاً: 10 أسباب تفسِّر استخدام النساء لمستحضرات التجميل

5- نجاحات هدى قطان

حقّقت شركة "هدى بيوتي"(Huda Beauty) التي تتّخذ من إمارة دبي مركزاً لها نموّاً سريعاً حيث أصبحت من أسرع الشركات نموّاً في المنطقة، وأصبحت هدى إحدى أبرز المدوّنات العربيات في عالم التجميل، وأصبحت كميّة المنتَجات المتوفِّرة في الشركة الآن تزيد على ال 140 مُنتَجَاً وذلك بمبيعات سنويّة قدرها 200 مليون دولار.

والآن تُباع جميع منتجات "هدى بيوتي" في أكبر متجر للعناية بالجمال في المنطقة "سيفورا"، حيث تحتل مُنتَجَاتها أعلى المراكز بين المنتجات الأكثر مبيعاً في "سيفورا الشرق الأوسط"، إضافة إلى عدد من المحلّات الفرعيّة التي تملكها، ويبلغ عدد موظفي "هدى القطان" 44 موظّفاً في دبي، 27 منهم في المكتب الرئيسي لها و17 آخرون في فروع محلّاتها المختلفة.

وقد تحدَّثت هدى مع صحيفة "The New York Times" الأمريكيّة وقالت أنّها قد بدأت بخط مكياج "هدى بيوتي" (Huda Beauty)" عام 2013 بعد العديد من السنوات في الاختبارات على المُستحضرات التجميليّة، والالتحاق بكورسات مكياج في كاليفورنيا، والتدرّب الذاتي على نحت الحاجبين.

6- التحدّيات التي واجهت هدى قطان

قامت هدى قطان بتضحية كبيرة عندما باعت في عام 2017 (15%) من أسهم شركة "هدى بيوتي" إلى شركة "تي إس جي كونسيومر بارتنرز" الأمريكيّة، وهي الشركة المعروفة بالاستثمار في المنتجات التجميلية. فكانت هذه الصفقة بمثابة حلم أصبح حقيقة بالنسبة لها، حيث أنَّ هذه الشركة تتمتّع بمحفظة استثمارات مذهلة، إلّا أنَّ هذا الأمر كان موجعاً بالنسبة لهدى. وكانت تعاني من الخوف وتخشى من فقدان سيطرتها على الأمور، فتقول: "أنّها كانت تبكي في الحمام وتشتكي لشقيقتها من أنّها ستبيع جزءاً من شركتها".

وقد عُرِضَ على هدى من قِبَل مستثمر الحصول على 60% من أسهم الشركة مقابل 1.5 مليون دولار فقط في عام 2014، وقد تعرَّضت للكثير من المحاولات لانتهاز الفرصة والاستفادة منها ومن شركتها حيث كانت لا تزال صغيرة في السنّ هي وشقيقتها ومغرمات بعالم التجميل فقط حسب ظن العالم، ولكنَّها رفضت لشعورها أنَّ الشركة تساوي أكثر من ذلك.

كما تعرَّضت للكثير من المحاولات من قِبَل العديد من الأشخاص لاستغلال أسم شركتها ووضعه على عُبوات منتجاتهم لبيعها على الفور، وكان ذلك عندما كانت بحاجة للمال وكانت تعاني من نقص بالتمويل لنمو العمل ولتخزين المنتجات.

ثمّ عُرِضَ عليها أكثر من 10 ملايين دولار للترويج لبعض المنتجات لكنَّها رفضت الموضوع. وسبب الرفض ليس لعدم حبّها لتلك المُنتَجَات، بل لأنَّ مهمَّتها تهدف إلى تحدِّي هذه الصناعة التي تهدف إلى وضع الجمال ضمن قوالب معيَّنة. بالإضافة إلى أنّ الربح ليس جزءاً من مهمَّتها، وأنَّها بدلاً من ذلك تريد التركيز على نشر رسالتها.

وبالمساعدة من عائلتها وبشكل مخصوص من شقيقاتها عليا ومنى قطان (التي تشغل الآن منصب رئيسة "هدى بيوتي" العالمية) استطاعت الوصول وانتهاز الفُرَص المناسبة، وقد عاد رفض المستثمرين غير المناسبين عليها بالنفع، لأنّه أدَّى إلى انطلاق شركة هدى بيوتي للعالميّة والنجاح، والصمود أمام تحدّيات السوق العالميّة.

هدى قطان وشقيقتها منى قطان رئيسة

(هدى قطان وشقيقتها منى قطان رئيسة "هدى بيوتي")

7- نتائج نجاح هدى قطان وشهرتها

  • وصل عدد متابعي هدى قطان على الإنستغرام إلى حوالي 39 مليون متابع حتّى عام 2019، وما يزيد عن 3.5 مليون متابع على اليوتيوب، وتربح 18 ألف دولار عن كل محتوى إعلاني تنشره على صفحتها حسب موقع "Hopper".
  • صُنِّفت في عام 2017 من قِبَل شبكة "سيرمو" العالميّة الرائدة لوكالات العلاقات العامة المتخصِّصة في أسلوب الحياة والفخامة، ضمن قائمة أبرز 10 شخصيّات مؤثِّرة في الجمال والأناقة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
  • في عام 2017م تمَّ إدراج اسم هدى قطان من قِبَل مجلة تايم، في قائمة الشخصيات الـ 25 الأكثر تأثيراً على الإنترنت.
  • وَضَعَت مجلة “Cosmopolitan” الشرق الأوسط قائمة من 14 امرأة وقد كانت هدى قطان ضمن هذه القائمة، وذلك كأكثر النساء تأثيراً في منطقة الشرق الأوسط لإنجازاتهن وتأثيرهن في مختلف المجالات.
  • صنَّفتها مجلة Forbes – "فوربس الشرق الأوسط" من ضمن قائمة أكثر عشر سيدات عربيات تأثيراً ومُتَابَعةً على شبكات التواصل الاجتماعي في عدّة مجالات، واعتمدت "فوربس" في إعداد القائمة على عدد المشتركين في "اليوتيوب"، والمتابعين في "إنستغرام" و"فيس بوك" و"تويتر"، لوضع الدرجات النهائية.
  • وأيضاً صنفتها مجلة Forbes – "فوربس الشرق الأوسط" في قائمةٍ أصدرتها في عام 2018، من ضمن النساء الأكثر نفوذاً في الشرق الأوسط، والتي تمَّ إعدادها بناءً على: إيرادات الشركات التي تديرها، والمنصب القيادي، ومدى اتساع نطاق الإدارة، وقوة تأثير الدور الذي تؤديه، وعدد سنوات الخبرة، ومعدّل نمو أعمال شركاتهن، والمبادرات التي قدنها على مدار الأعوام الـ 3 الأخيرة.
  • تُحقِّق هدى ما معدَّله مليوني مشاهدة في كل شهر تقريباً على مدوّنتها، كما أنَّ قناة "CNN" أشادت بها كشخصيّة ناشئة في مجال الجمال وسيدة أعمال مؤثِّرة.
  • صنَّفتها مجلَّة "فوربس" في المرتبة الـ 37 بين أغنى نساء أمريكا، ممَّن صنعن ثروتهن بأنفسهن، حيث تُقدَّر ثروتها الشخصيَّة بأكثر من 500 مليون دولار.
إقرأ أيضاً: 7 نصائح يقدّمها خبراء التجميل للشعر المصبوغ

8- أحلام الطفولة قد تقودك إلى النجاح

ظهر اهتمام هدى بمنتجات التجميل منذ طفولتها المبكِّرة فكانت تحب وضع مساحيق التجميل وتعطي النصائح لصديقاتها، لكنها كانت لا تجد ما يناسب لون بشرتها السمراء، وبالتالي كانت تشعر أنّ منتجات التجميل منذ القدم وضعت معايير معيّنة للجمال.

وما لبث أن كبر هذا الحلم والهوس بالجمال ليصبح حقيقة على أرض الواقع. حيث تركت هدى وظيفتها في مجال الأعمال وانتقلت لعالم التجميل. وفي الحقيقة فإنَّ عائلتها لم تدعمها في بادئ الأمر ولم تكن مقتنعة بأي شيء له علاقة بالجمال أو الموضة، فكانوا يريدونها أن تحصل على عملٍ جاد. ولذلك حاولت هدى جاهدة لإثبات نفسها أمامهم.

ثم انطلقت هدى قطان لتصبح من النساء العربيّات المُلهِمَات في الشرق الأوسط وفي العالم أجمع، وأطلقت مُنتَجَات تناسب كل ألوان البشرة، فكانت مهمَّتها هي جعل كل امرأة تشعر أنَّها جزء من عالم الجمال الواسع.

ولاتزال شركة "هدى بيوتي" إلى الآن تطلق العديد من المنتجات والتي تلقى رواجاً كبيراً وإقبالاً عالميّاً من جميع السيدات حول العالم، كما أنَّها أطلقت برنامجاً واقعيّاً خاصّاً بها يحمل اسم Huda Boss تمَّ بثّه عبر خدمة Facebook Watch وقد تم بث الجزء الأول منه ويتم عرض الجزء الثاني أيضاً.

فكانت هدى قطان وما تزال من ضمن النساء الناجحات والمُلهِمَات، والتي أثبتت أنَّ النجاح غير مقتصر على جنس أو لون أو أصل. حيث نجحت في وضع لمستها الخاصَّة في عالم الجمال بالاستفادة من تراثها العراقي لصنع مستحضرات تجميل اكتسحت من خلالها الشرق الأوسط والعالم أجمع.

المصادر:




مقالات مرتبطة