فوائد وأضرار المكملات الغذائية

أصبح نمط الحياة السريعة اليوم سبباً من أسباب عدم اهتمامنا بغذائنا وصحتنا بالقدر الكافي؛ فتناول الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة أصبح سمة من سمات هذا العصر؛ ونتيجةً لهذا الإهمال الكبير وعدم حصول الإنسان على الغذاء الصحي والمتكامل والمنوَّع والغني بجميع العناصر الغذائية، بدأت الكثير من المشكلات الصحيَّة بالظهور، وهذا ما دفع الإنسان لاستخدام المكملات الغذائية التي ظهرت لسدِّ النقص الحاصل، فما هي إذاً هذه المكملات الغذائية، وما هي فوائدها أضرارها؟



ما هي المكملات الغذائية، ولماذا تُستخدَم؟

المكملات الغذائية عبارة عن مواد مُصنَّعة لإكمال النظام الغذائي للإنسان، وتوجد على شكل حبوب دوائية أو شراب أو بودرة تُحلُّ في السوائل أو حتى على شكل حقن وريدية أو عضلية، ويحصل الإنسان من خلالها على العنصر الذي يحتاج إليه نقياً أو مع مجموعة من العناصر الأخرى مُركَّزاً.
تُعَدُّ المكملات الغذائية طريقة مفيدة لحصول بعض الأشخاص على العناصر الغذائية التي يحتاجون إليها، وعجزوا عن تأمينها من خلال نظامهم الغذائي، وبالطبع، لا يمكن عَدُّ هذه المكملات الغذائية بديلاً عن الطعام؛ فما تُقدِّمه الأطعمة من فوائد مهمَّة لن تستطيع المكملات الغذائية هذه مضاهاته، فالأطعمة ليست أُحادية مثل المكملات الغذائية؛ بل هي مركبة أي أنَّها لا تقدم للجسم الفيتامينات والمعادن فقط؛ بل تحتوي على أنواع مختلفة من المغذيات الدقيقة التي يحتاج إليها الإنسان لبناء جسمه بناءً آمناً وصحياً، فهي تحتوي إضافة إلى المواد والعناصر الغذائية الأساسية على الألياف والمواد الوقائية ومضادات الأكسدة، وهذا طبعاً ما يَجعَلُ الأطعمة أهم وأفضل من المكملات الغذائية.

يوجد ما يقارب 29 ألف نوع من المكملات الغذائية في الأسواق اليوم حسب منظمة الأغذية العالمية، وتُستخدَم هذه المكملات لأغراض مختلفة، وتُقسَّم حسب نوعها إلى:

  • البروتينات: وهي الأكثر استهلاكاً.
  • الأعشاب.
  • الأحماض الدهنية: إذ يتمُّ تناولها كمكملات غذائية بسبب عدم قدرة الجسم على تصنيعها.
  • الكرياتين: وتُعَدُّ من مكملات الطاقة وتلعب دوراً في زيادة حجم العضلات.
  • الجلوتامين: يزيد من قوَّة العضلات ويُستَخدم أيضاً في علاج قرحة المعدة.
  • المالتي فيتامين: وهو عبارة عن مجموعة من الفيتامينات المجمعة مع بعضها.
  • الأحماض الأمينية: لتعويض طاقة الجسم، كما أنَّها ضرورية لبناء البروتينات.
  • مقويات التستوستيرون: لتقوية الرغبة الجنسية وتحسين المزاج.
إقرأ أيضاً: 13 فائدة صحية مثبتة علمياً لأحماض أوميغا 3 الدهنية

الحالات التي تُستخدم بها المكملات الغذائية:

إذا كنت تتَّبِع نظاماً غذائياً صحياً غنياً تحصل من خلاله على كل العناصر الغذائية اللازمة من خضار وفواكه وحبوب وبقول وغيرها، لن تحتاج إلى المكملات الغذائية، ولكن هناك بعض الحالات التي تحتاج إلى استخدام هذه المكملات كما أَوصَت المبادئ التوجيهية الغذائية؛ وهذه الحالات هي:

1. النساء الحوامل: المرأة الحامل تحتاج يومياً إلى 400 ميكروغرام من حمض الفوليك، وهذه الكمية يجب أن تحصل عليها سواءً من خلال الغذاء أم من خلال المكملات الغذائية.

2. من تجاوزت أعمارهم 50 سنة: وذلك لأنَّ البالغين في هذا العمر يحتاجون إلى تناول فيتامين B12 وفيتامين د، وأيضاً كبار السن ذوي البنية الضعيفة يحتاجون إلى مجموعة من الفيتامينات المتعددة بجرعات منخفضة.

3. النباتيون: أو من لا يتناولون الطعام بكميات كبيرة، أو من يستهلكون أقل من 1600 سعرة حرارية في اليوم، أو الذين لا يتناولون السمك من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً.

4. النساء اللواتي يعانين نزيفاً: في أثناء فترة العادة الشهرية.

5. الأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحيَّة: ولا تستطيع أجسادهم امتصاص المواد الغذائية امتصاصاً جيداً كالمصابين بحساسية الطعام، أو مَن خضعوا لجراحة في الجهاز الهضمي.

6. الأطفال والبالِغون: الذين يعانون من صعوبة في الحصول على الطعام الصحي والمتوازن بسبب الحروب والمجاعات.

7. الأطفال دون سن الخامسة: قد يحتاجون إلى فيتامين د، أ، ج، ولكن يجب الحذر، فالأطفال الذين يتناولون الطعام الصحي والمتنوع لن يحتاجوا إلى هذه المكملات، وقد أَوصَت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أنَّ الأطفال الذين يَرضَعون رضاعة طبيعية جزئية أو كلية يحتاجون يومياً إلى 400 وحدة دولية من فيتامين د.

8. الرياضيون: إذ يحتاج الرياضيون غالباً إلى تناول المكملات الغذائية إلى جانب نظامهم الغذائي، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ المكملات الغذائية الآمنة والموثوقة والمدعومة بالأدلة العلمية قليلة جداً، ومن هذه المكملات البروتينات والكرياتين.

إضافةً إلى ما سبق، يمكننا القول إنَّ المكملات الغذائية في الحقيقة تُستخدم على نطاق واسع واستخداماً كبيراً عند الرياضيين ولاعبي كمال الأجسام، أو لزيادة القدرة الجنسية، أو لإنقاص أو زيادة الوزن، أو لإكساب الجسم نشاطاً وحيويةً.

إقرأ أيضاً: أهم الوسائل التي تساعد على استعادة نشاط وحيوية الجسم

فوائد استخدام المكملات الغذائية:

كما ذكرنا آنفاً لا يمكن استبدال الطعام بالمكملات الغذائية، ولا تستطيع هذه المكملات تزويد الجسم بحاجته الكاملة، ولكن أيضاً لهذه المكملات مجموعة من الفوائد التي لا يمكن تجاهلها ويمكن تلخيصها بما يلي:

  1. تُقلِّلُ المكملات الغذائية من خطر الإصابة ببعض الأمراض، فمن الجدير بالذكر أنَّه منذ مئات السنين كان غالبية أطفال لندن يُصابون بالكساح بسبب عدم تعرضهم لأشعة الشمس تعرُّضاً كافياً، وهذا ما اختفى تقريباً بعد ظهور المكملات الغذائية وإعطاء الأطفال حاجتهم من فيتامين د.
  2. تَضمنُ حصول الجسم على حاجته من العناصر الغذائية في حال منعَ ذلك سبب أو حالة مما تطرقنا إليه آنفاً، وهذا ما يُكسِب الجسم نشاطاً وحيويةً.
  3. تحسين الصحة تحسيناً عاماً فمثلاً عند تناول الكميات الكافية من أحماض أوميغا 3 الدهنية من زيت السمك، سيُساعد على تحسن حالة المصابين بأمراض القلب، أمَّا الكالسيوم وفيتامين د فمن شأنه الحفاظ على صحة العظام وقوتها على الرغم من التقدم بالسن.
  4. تُخفِّفُ المكملات الغذائية من احتمال إصابة الأجنَّة بعيوب الأنبوب العصبي؛ ولذلك على المرأة الحامل تناول مكملات حمض الفوليك الذي يؤدي دوراً هاماً في حماية الأجنة.
  5. تُستخدَم المكملات الغذائية لحرق الدهون وزيادة الكتلة العضلية؛ وهذا ما يكون مَطلباً للرياضيين، في حين تُستَخدم أنواع أخرى للتخلص من الدهون وتخفيف الوزن.
  6. زيادة طاقة الجسم؛ وذلك من خلال تناول مكملات الطاقة ومن أهمها الكافيين، ويُعَدُّ هذا النوع الوحيد المُنشِّط المسموح استخدامه عالمياً للرياضيين.
  7. المكملات الغذائية مهمة جداً للأشخاص الذين يعانون من الحساسية أو للأشخاص الذين يتَّبِعون حمية غذائية قاسية؛ فهي طريقتهم الوحيدة لتعويض وسدِّ النقص لديهم.

أضرار استخدام المكملات الغذائية:

قد يَنتُج عن استخدام المكملات الغذائية استخداماً خاطئاً بعض الأخطار والأضرار، ومن هذه الأضرار:

  1. الحصول على كميات غير مضبوطة وغير مناسبة وزائدة عن الحاجة؛ يُسبب أضراراً وآثاراً جانبيةً مختلفة حسب نوع المكمل الغذائي المستخدَم، فمثلاً الحصول على كميات كبيرة من فيتامين ب 6 قد يسبب ضرراً للجهاز العصبي، كما أنَّ تناول الحامل لجرعات كبيرة من فيتامينات أ، ج، ه، يُشكِّل خطراً على الجنين وقد يؤدي إلى تشوهات خلقية، وتناول فيتامين ج بكميات زائدة يُسبب إسهالاً حاداً.
  2. حدوث تداخلات دوائية نتيجة استخدام المكملات الغذائية مع بعض أنواع الأدوية، وكمثال على ذلك تُقلِّل المكملات المضادة للأكسدة من فعالية العلاج الكيميائي لبعض أنواع السرطانات، أمَّا تناول فيتامين ه قد يسبب زيادة في نشاط الأدوية المميعة للدم؛ وهذا ما قد يُسبب نزيف الأنف أو يزيد من خطر الإصابة بالكدمات، كما أنَّ مكملات الحديد والكالسيوم تُسبِّبُ التقليل من فاعلية المضادات الحيوية بنسبة كبيرة تصل إلى 40%.
  3. تسبب بعض أنواع المكملات الغذائية مشكلات في أثناء الجراحة، فمثلاً فيتامين A وD يسببان حدوث تأثيرات سلبية في أثناء الجراحة أو بعدها.
  4. بعض أنواع المكملات الغذائية قد يتعرَّض للتلوث بالبكتريا أو بأدوية أخرى كالكورتيزون أو بالمواد الثقيلة كالزئبق في أثناء التصنيع؛ وهذا ما سيسبب خطراً كبيراً على الإنسان.
  5. تتحول الكميات الزائدة من بعض أنواع المكملات الغذائية إلى مواد سامة ومضرة وخاصةً للكبد، ومن المعروف أنَّ الكبد هو العضو المسؤول عن تنقية الدم من المواد السامة.
  6. قد تُسبِّب بعض المكملات الغذائية مشكلات في الجهاز الهضمي وارتفاعاً في ضغط الدم وأمراضاً في القلب.
إقرأ أيضاً: الفوائد الصحية لزيت السمك وأحماض أوميغا-3 الدهنية، وفي أي الأطعمة توجد

نصائح لاستخدام المكملات الغذائية:

توجد المكملات الغذائية في الصيدليات، وأمر الحصول عليها ليس صعباً، حتى أنَّه لا يحتاج إلى وصفة الطبيب، ولكنَّ هذا لا يعني أبداً تناولها دون استشارة الطبيب أو الاختصاصي الصحي لتحديد الكمية المناسبة بعد الجزم بحاجة الشخص إليها، وبناءً على ذلك يمكن تقديم مجموعة الملاحظات المتعلقة باستخدام المكملات الغذائية:

  1. قراءة الملصقات: يجب على أي شخص قبل شراء المكمل الغذائي أن يقوم بقراءة الملصق الموجود على العلبة، والذي يوضِّح حجم الحصَّة المسموح بها حسب العمر والحالة، إضافة إلى كمية ونوع العناصر الغذائية الموجودة.
  2. معرفة المواد الداخلة في تركيب الأطعمة التي نتناولها: يُضاف إلى بعض الأطعمة المُدعَّمة كحبوب الإفطار أو المشروبات، كمية من الفيتامينات والمعادن؛ وهذا ما يُسبب دخول كميات كبيرة من العناصر الغذائية لجسم الإنسان إذا ما تناول المكملات الغذائية معها.
  3. أخذ الحاجة فقط: التقيد بالحصة التي وصفها الطبيب وعدم إجراء تعديلات أو تغييرات دون الرجوع إليه.
  4. التأكُّد من سلامة المنتج: بعض المنتجات وحتى لو كانت طبيعية، لا يجب أخذه اعتباطياً، كما يجب الحذر عند وجود تحسس من بعض أنواع النباتات مثلاً أو من المكسرات وغيرها.

في الختام:

يبدو واضحاً إذاً أنَّ المكملات الغذائية لن تكون بديلاً عن الطعام على الإطلاق؛ وإنَّما هي مجرد طريقة لتحسين وإكمال النظام الغذائي؛ لذلك كان من الضروري جداً الاهتمام بنوعية غذائنا ووضع نظام متوازن يضمن حصولنا على جميع العناصر الغذائية من مصادرها الطبيعية وغير المصنعة، وعدم اللجوء إلى استخدام وتناول المكملات الغذائية إلَّا عند الحاجة وبعد استشارة الطبيب.

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة