فوائد المشي في تخفيض مستويات السكر في الدم

يمضي الكثير من الأشخاص معظم أوقاتهم جالسين؛ وهذا قد يتسبب بمجموعة من المشكلات الصحية، ويزيد من خطورة بعضها الآخر، مثل داء السكري من النوع 2.



كما تُظهِر الأبحاث أنَّ الجلوس لفترات طويلة يمكن أن يسبب مشكلات في مستويات السكر في الدم؛ وهذا يجعل القيام بمقدار كافٍ من النشاط البدني يومياً أمراً أكثر أهمية للأشخاص الذين يعانون من داء السكري من النوع 2.

يؤدي مرض السكري من النوع 2 إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم (الجلوكوز) ارتفاعاً كبيراً، وعندما يرتفع مستوى السكر في الدم، فإنَّه قد يؤدي إلى أضرار جسيمة لعدد من الأعضاء بما في ذلك القلب والكلى والعينين والأعصاب والقدمين.

يمكن أن تتحسن حالة المريض بإجراء بعض التغييرات في نمط الحياة، مثل النظام الغذائي والتمرينات الرياضية وتعاطي الأدوية مثل "الميتفورمين" (metformin) و"الجلبتين" (gliptin)؛ إذ تساعد هذه الأدوية والتغييرات في نمط الحياة على خفض مستوى السكر في الدم.

ومع ذلك، فإنَّ اتباع نظام غذائي وأخذ أدوية السكر لا تكون دائماً وسائل فعَّالة للسيطرة على مستوى السكر في الدم؛ الأمر الذي يؤكد ضرورة إعادة التفكير في كيفية إدارة الحالة المَرَضية والاعتناء بمريض السكري.

قد يختلف مرض السكري من النوع 2 من شخص إلى آخر؛ إذ تتأثر مستويات السكر في الدم بعوامل مختلفة، مثل العمر والجنس ومستويات النشاط البدني والنظام الغذائي والوزن؛ الأمر الذي يجعل الاهتمام بعوامل نمط الحياة القابلة للتعديل أمراً هاماً، وأحد هذه العوامل هو مقدار الوقت الذي يقضيه المريض جالساً.

وجد أحد الأبحاث الذي أُجرِي على 37 بالغاً مُصابين بداء السكري من النوع 2، والذي امتد فترة أسبوعين، أنَّه خلال هذه المدة ارتبط الجلوس لفترات طويلة بارتفاع مستويات السكر في الدم، ولكن في المقابل، وجد الباحثون أنَّه عندما يقف المرضى أو يتجولون بين فترات الجلوس، فإنَّ مستويات السكر في الدم كانت تنخفض، ومن ثمَّ كانت النتائج مماثلة لما أسفرت عنه دراسات أخرى.

أظهر البحث أيضاً أنَّ الجلوس لفترات أقصر أو الفصل بين فترات الجلوس مع نوبات من النشاط، يمكن أن يكون طريقة سهلة للتحكم في مستويات السكر في الدم، بما في ذلك مستويات السكر المرتفعة بعد وجبة الإفطار وقبله، وهي مشكلة شائعة لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2.

كما يمكن أن يساعد المشي في كثير من الأحيان على التحكم في نسبة السكر في الدم على مدار اليوم، وفي الواقع، يمكن أن يكون المشي مرة كل 15 دقيقة لمدة 3 دقائق متواصلة وبالسرعة العادية للإنسان، طريقة مناسبة وكفيلة للتحكم في نسبة السكر في الدم، حتى إنَّ هذه الطريقة قد تكون بفاعلية أدوية السكري النموذجية نفسها.

كما أظهرت أبحاث أخرى أنَّ الالتزام بفترات جلوس لمدة أقل من 15 دقيقة، يُخفِّض من مستويات السكر في الدم.

إقرأ أيضاً: كيف تحمي نفسك من الإصابة بمرض السكري

يُعَدُّ المشي وممارسة التمرينات الرياضية الأخرى عادات جيدة جداً لتنظيم نسبة السكر في الدم؛ لأنَّ الحركة تؤدي إلى تقلص العضلات؛ وهذا يؤدي لاحقاً إلى بدء الآليات التي تسمح للسكر في الدم بالدخول إلى الخلايا وتزويد الجسم بالطاقة.

وبينما يقضي الكثير من الأشخاص معظم يومهم جالسين، خاصةً مع انتشار أسلوب العمل من المنزل، يصبح الوقوف والمشي أمراً ضرورياً للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2.

حتى إنَّ التغييرات الطفيفة في أنماط الجلوس على مدار اليوم، قد تؤدي إلى تحسين التحكم في مستوى السكر في الدم؛ فمثلاً، الذهاب إلى المطبخ للحصول على الماء أو صنع الشاي، يمكن أن يكون فرصة جيدة للتحرك بضع دقائق؛ بل وحتى الوقوف أو المشي في أثناء التحدث على الهاتف أو في أثناء الاجتماعات، يمكن أن يكون فكرة رائعة للقيام بالمزيد من النشاط البدني.

ما يزال من الهام للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2، اتباع نصائح الطبيب والالتزام بأيِّ أنظمة غذائية أو أدوية خاصة وُصِفَت لهم؛ لكنَّ إضافة المزيد من الحركة إلى يومهم لن يؤدي إلى تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم فحسب؛ بل قد يؤدي أيضاً إلى تحسين الجوانب الأخرى للصحة، بما في ذلك صحة القلب وقوة العظام.

المصدر




مقالات مرتبطة