السياحة في الفضاء

الذهاب مسبقاً إلى القارة الجنوبية كان صعباً جداً ومحفوفاً بالمخاطر ولكن مع تطور العلم والتكنولوجيا أصبح حتى الذهاب للسياحة في الفضاء أمراً مطروحاً وقابلاً للتنفيذ سواء كانت هذه السياحة بغرض الترفيه أو الثقافة أو جمع المعلومات.



ومؤخراً ظهرت العديد من الشركات التي تسعى إلى تطوير السياحة الفضائية بهدف جعلها غير محدودة وبتكاليف مقبولة كونه لا يقدم حتى وقتنا الحالي هذه الخدمة الكثير من الشركات ولهذا سنتعرف معاً في هذا المقال على السياحة في الفضاء لنكون أكثر اطلاعاً على هذا الموضوع ونتعلم عنه المزيد.

السياحة في الفضاء:

عرف العالم السياحة في الفضاء بشكل متزايد في الآونة الأخيرة ومن المتوقع أن تزداد شعبيتها خلال السنوات القادمة بشكل أكبر خصوصاً وقد نجحت مركبة الفضاء سبيس إكس التي تنقل رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية لذا فأصبح هذا الأمر مطروحاً للأشخاص العاديين.

وقد بدأت أول الرحلات الفردية إلى الفضاء عام ٢٠٠١م على متنها السائح الأمريكي (دينيس تيتو) الثري جداً والذي قضى ثمانية أيام مع رواد الفضاء على محطة الفضاء الدولية وقد دفع مقابل ذلك مبلغ ٢٠ مليون دولار إلى وكالة الفضاء الروسية.

وبعد هذا السائح ضمت مركبة الفضاء الروسية (سويوز) ٦ رحلات أخرى أرسلت في كل منها سائحاً واحداً نظير مبلغ كبير جداً (٢٠ إلى ٤٠ مليون دولار) وفد توقفت هذه الرحلات عام ٢٠٠٩م والسبب في تراجع الرحلات الفضائية وبقاءها عائقاً أمام تطويرها هو أنها باهظة جداً على السائح العادي.

أما مؤخراً فقد انخفضت كلفة المركبات الفضائية بشكل ملحوظ بسبب تطوير قدرة إعادة استخدامها إضافة لدخول عدد كبير من رجال الأعمال المهمين في مجال صناعة الفضاء والرحلات الفضائية أصبح موضوع السياحة في الفضاء قابل للتطبيق بشكل موضوعي أكثر بشكل جماعي وبسعر معقول وليس خيالياً كما كان من قبل.

ومن أبرز رجال الأعمال الذين بدأوا الاستثمار في مجال سياحة الفضاء الأمريكي إيلون ماسك والأمريكي جيف بيزوس والبريطاني ريتشارد برانسون مالك شركة فيرجن غالاكتيك للرحلات الفضائية.

سلبيات وايجابيات السياحة في الفضاء:

سلبيات وايجابيات السياحة في الفضاء

وصف الكثير من الأشخاص والعلماء السفر للفضاء بأنه نقلة وقفزة نوعية للإنسانية ضمن عالم الرحلات والسياحة ويشجع بعض الناس السفر للفضاء لاستكشافه ولكن على الرغم من ذلك فإن بعض الخبراء من ناحية أخرى ينظرون للأمر بشكل أكثر حذراً ويرون أن هذه الخطوة تعرض حياة البشرية للخطر وخصيصاً حياة المستكشفين فما رأيك أن نتعرف معاً على سلبيات وايجابيات السياحة في الفضاء لتصبح على دراية بشكل مباشر بكل مايخص هذا الموضوع.

ايجابيات السياحة في الفضاء:

ايجابيات السياحة في الفضاء

كما ذكرنا فإنه تتباين آراء الناس حول موضوع الرحلات السياحية وأصبحت محط أنظار رجال الأعمال والسياح الأثرياء وأصحاب النفوذ خاصة وأن هذه الرحلة تعني أن السائح سيكرس وقته للاسترخاء والتأمل ولا يطلب منه أي نشاط علمي خلال هذه الرحلات وإليك بعض ايجابيات السياحة في الفضاء حسب ما صنفها الخبراء:

1. تحسين الوضع الاقتصادي لمعظم الدول:

حيث ستعمل السياحة في الفضاء على مساعدة الدول في تحسين دخلها من خلال تأمين طرق جديدة لتحسين الواقع الاقتصادي.

2. توفير فرص عمل:

ستوفر السياحة في الفضاء فرص عمل لعدد كبير من الأشخاص الذين يتمتعون بمواهب فريدة في صناعة المركبات الفضائية الأمر الذي سينعكس إيجاباً على اقتصاد البلاد.

3. استكشاف معلومات جديدة:

حيث سيعمل السفر بشكل متتابع ومتكرر إلى الفضاء الخارجي على زيادة فاعلية القنوات الإخبارية عن معلومات الفضاء إضافة إلى تحديد الأخطار التي قد تواجه كوكبنا.

4. التحديث في عالم التكنولوجيا:

إذ يساعد السفر والسياحة في الفضاء على اللجوء لاستخدام أساليب تكنولوجية حديثة يمكن نقلها وتطبيقها في كوكب الأرض أيضاً مما سيزيد من عملية الابتكار التكنولوجي عند الأشخاص كما أنه سيحسن من خاصية التنبؤ بحالات الطقس بشكل دقيق ومثالي خالٍ من الأخطاء.

5. الكشف عن وجود ثروات جديدة:

حيث أن السفر المتكرر إلى الفضاء سيعمل على الكشف عن إمكانية وجود ثروات جديدة لم يتم اكتشافها بعد إضافة إلى العثور على موارد ثمينة ستدعم ثروات كوكبنا وتضيف إليها كما يمكن أن تتحقق الخيالات التي تخيلها العالم منذ مئات السنين ونكتشف حياة أخرى موجودة على أحد الكواكب الأخرى.

6. رفع مستوى الوعي:

عند إرسال الأشخاص للسياحة في الفضاء أول أمر سيلحظونه هو مدى صغر حجم و هشاشة كوكب الأرض الذي نعيش فيه مما سيجعلهم عندما يعودون يفكرون مرتين قبل القيام بأنشطة تضر بكوكب الأرض وتؤذيه.

إقرأ أيضاً: اصطدام المذنبات بكوكب الأرض وعلاقته بإبادة الحياة

سلبيات السياحة في الفضاء:

سلبيات السياحة في الفضاء

يستمر مع الوقت تطور التكنولوجيا الأمر الذي يؤدي لانخفاض تكاليف وخدمات السفر للفضاء من الممكن أن يستمر الطلب على السياحة للفضاء مما يزيد مخاوف بعض الشركات والعلماء حول إمكانية إنعكاس الأمر سلباً على حياتنا من نواحي متعددة لا يعطيها مؤيدي فكرة الرحلات الفضائية المدنية اهتماماً وإليك بعض سلبيات السيحة في الفضاء بناءً على آراء ودراسات عالمية:

1. عدم تناسب المكاسب مع الأضرار الجانبية:

يرى البعض أن هناك عدم تكافؤ في المكاسب المرجوة من الرحلات الفضائية إذ أنه وعلى الرغم من كون هذه الرحلات تطور من التكنولوجيا إلا أن هذا أمر ذو إمكانية ضئيلة جداً للحدوث فالتكاليف المدفوعة لقاء هذه الرحلات أعلى بكثير من الفوائد التي استطاع الانسان على كوكب الأرض جنيها من خلالها.

2. تهديد السلامة العامة:

إذ يعد السفر للفضاء مهدداً للسلامة العامة ويشكل مصدر كبير للخطر إذ شهد السفر عدد كبير جداً من حالات الوفاة المفاجأة فقد تنفجر المركبة الفضائية أو الصاروخ أو قد يحدث خلل في روبوت الاستكشاف خلال الرحلة خاصة وأن العالم شهد حالات مماثلة أدت لفقدان الأشخاص لأرواحهم في نهاية المطاف.

3. تصعيد التوتر والخلاف بين الدول:

خاصة وأن الدول تتنافس على استكشاف الفضاء والسيطرة على الأقمار الصناعية والكواكب أيضاً لذا ستزيد الرحلات الفضائية من التوترات الخطيرة بين الدول الأمر الذي يرجح لحب سيطرة البلاد على هذه الصناعة والتحكم بها وبجميع عائداتها.

4. هدر الأموال:

حيث تنفق الشركات الضخمة أموالاً طائلة في سبيل الوصول للفضاء واستكشافه؛ إلا أنه لو تم توفير جزء من هذه المبالغ ووضعها في مكانها الصحيح في إصلاح الدمار الذي تخلفه الحروب في بعض الدول ستخدم السكان بشكل كبير وتعود بالنفع على سكان الأرض.

5. الاحتباس الحراري:

يجدر بنا ألا ننسى المخاطر التي أوقفت نجاح هذا المجال حتى يومنا هذا إذ وبالاعتماد على دراسة تم إجراؤها في عام ٢٠٠٥م تقول أن النمو الكبير الحاصل في مجال السياحة في الفضاء ستعمل على تسارع الاحتباس الحراري إضافة إلى زيادة أثره على المدى الطويل على ثقب الأوزون وأثره السلبي على جودة الهواء كما يمكن للركام والحطام الخارجي أن يؤدي إلى خطر كبير على المركبات الفضائية والأقمار الصناعية الأخرى.

شاهد بالفديو: 8 حلول للحد من ظاهرة التلوث البيئي

افتتاح أول فندق في الفضاء:

كشفت شركة فضاء أمريكية عن إمكانية تنفيذ فندق ضخم وفخم في الفضاء الخارجي وذلك خلال عام ٢٠٢٥م فسيصبح عند افتتاح أول فندق في الفضاء حلم الاستيقاظ في فندق يطل على المجوعة الشمسية أمراً عادياً وقابل للتحقيق.

إذ قامت شركة Gateway fundation الواقعة في ولاية كاليفورنيا بعرض وطرح هذه الفكرة للمرة الأولى وتسعى أحد الشركات إلى إرسال محطتين فضائيتين ليقيم بها السياح وذلك بعد أعوام قليلة من اليوم.

وهذا الأمر ليس من أجل إقامة فندقين للسياح فحسب بل يتعداه الأمر لإقامة التصميم الداخلي الذي لن يكون مختلفاً جداً عما هو عليه أفخر الفنادق في الأرض لكن مضافاً إليه بعض المشاهد الخلابة غير المألوف رؤيتها في عالمنا.

لقد أظهر نموذج التصميم الأولي الذي أكد عليه ألاتوري أن الطابع الجمالي للفندق تم الإيحاء إليه من خلال فيلم تم إصداره عام ٢٠٠١م من قبل المخرج ستانلي كوبريك يسمى A Space Odessey.

وأكدت الشركة المسؤولة أن الفندق سيكون بمثابة أول محطة فضائية صالحة للسكن وتوفر الجاذبية الأرضية الاصطناعية مما سيفسح المجال أمام فرص لم تكن موجودة في البحث الاستكشاف ورحلات الفضاء طويلة الأمد.

وعلى الرغم من الارتفاع الكبير في ثمن تذكرة السفر برحلة فضائية إلا أن ألاتوري شدد على فكرة أن السياحة في الفضاء لن تكون فقط للأثرياء إلا أن بعض الدراسات أكدت أن ثمن التذكرة الواحدة سيبلغ ٥ ملايين دولار للشخص الواحد لمدة ٣ أيام.

إقرأ أيضاً: وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، كيف تأسست؟ وماهي التحديات التي واجهتها

في الختام:

بعد أن شرحنا بالتفصيل عن السياحة في الفضاء يجب أن تعرف أن هناك من يعمل جاهداً لجعل هكذا رحلات في متناول الجميع وليست فقط بحوذة الأثرياء فما رأيك بهذا النوع من السياحة هل ستحب أن تستقيظ يوماً لتنظر وترى الفضاء من خارج نافذة غرفتك؟




مقالات مرتبطة