غيِّر طريقة تفكيرك يتغير كلَّ شيءٍ في حياتك

إنَّ تعلُّم عادات مفيدة هو أحد أكثر استراتيجيات تحسين الذات فاعلية؛ لهذا تتحدث معظم النصائح عن تغيير طريقة تفكير الفرد وعاداته، لكن يوجد جانب سلبي لذلك يتجاهله خبراء العادات.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن كيفية تغيير أيِّ شيء بمجرد تغيير طريقة تفكيرنا.

قال الشاعر الإنجليزي "جون درايدن" (John Dryden) في القرن السابع عشر: "نصنع عاداتنا أولاً، ثم تصنعنا عاداتنا".

جمال هذا الاقتباس هو الازدواجية التي يعبِّر عنها، فيمكنك قراءته وفهم أنَّه تأكيد بأنَّ العادات مفيدة لك، وبمجرد تكوين عادة جيدة لم تعد بحاجة إلى التفكير في القيام بذلك الشيء، ستفعله ببساطة سواء كانت التمرينات الرياضية أم الكتابة أم ممارسة الامتنان وما إلى ذلك.

لكنَّ هذا الاقتباس يحذرنا أيضاً من الخطر المحتمل للعادات، فإذا كانت عاداتك هي التي تحدد مجرى حياتك، لن تعود أنت الشخص الذي يتحكم بها؛ بل سلوكك وعاداتك.

يمكنك تغيير أيِّ شيء تتحكم فيه:

تعلَّمتُ على مر السنين قبول التغيير بوصفه الشيء الوحيد الثابت في الحياة؛ فالشيء الوحيد الذي أثق به بالكامل هو أنَّ الأمور ستتغير دائماً، وأنَّ لا شيء يبقى على حاله لمدة طويلة.

إذاً لماذا لا تغير عاداتك؟ ليس من المنطقي اكتساب عادات وعدم التفكير فيها مجدداً أبداً، ليس من المنطقي أن تختار طريقة حياة معينة وتستمر بها حتى تموت، لكن للأسف هذا ما يفعله معظمنا.

أنا أغيِّر رأيي طوال الوقت، وقد اعتقدت أنَّ هذا أمر سيئ، لكنَّ التفكير المرن يمنحك مزيداً من الأدوات للتكيف مع التغيير، وبالنسبة إلي هذه أهم سمة في القرن الواحد والعشرين؛ لأنَّنا نعيش في عالم يمكن أن تصبح فيه وظيفتنا معدومة الفائدة في أيَّة لحظة.

قال الكاتب المسرحي الأيرلندي "جورج برنارد شو" (George Bernard Shaw) الحائز على جائزة نوبل في الأدب (1925): "أولئك الذين لا يستطيعون تغيير رأيهم لا يمكنهم تغيير أيِّ شيء".

يمكنك تغيير أيِّ شيء تحت سيطرتك، لكن إذا لم تتمكن من تغيير رأيك، فلا يمكنك تغيير أيِّ شيء في نفسك.

غالباً ما أفكر فيما إذا كانت عاداتي تفيدني أو أنَّها تعوق نموي، وعندما ألاحظ أنَّ بعض السلوكات أو المهارات أو المعتقدات لم تعد تساعدني على التكيف مع عالم اليوم، أتخلص منها، كما تتخلص أجسامنا من خلايا الجلد الميت.

شاهد: 8 علامات تخبرك بضرورة تغيير طريقة تفكيرك

كيف غيرت رأيي بشأن الجري والكتابة؟

بدأت عادة الجري يومياً قبل بضع سنوات، وقد استغرق الأمر بعض الوقت لأعتاد عليها ذهنياً وجسدياً، لكن بعد بضعة أشهر تحولت إلى روتين رائع، فشعرت أنَّني أزداد قوة كلَّ أسبوع وأصبح لدي مزيد من الطاقة، لكن بعد عام، بدأت أتعرض لإصابات صغيرة في كاحلي وركبتي، لم تكن إصابات خطيرة؛ لكنَّها لم تكن بسيطة.

نتيجة لذلك كنت أتردد وأفكر طوال الوقت فيما إذا كان يجب أن أجري أو لا كي لا أزيد الوضع سوءاً، بدأت عادتي اليومية في الجري تتعارض مع حياتي اليومية، وصرفت طاقة كبيرة للاستمرار بهذه العادة؛ لذلك قررت التوقف والقيام بشيء آخر، وعوضاً عنها أصبحت أمارس تمرينات منتظمة لكامل الجسم باستخدام الأثقال، وأركض مرة واحدة فقط في الأسبوع، وفي الأيام التي لا أمارس فيها الرياضة، أذهب في نزهة سيراً على الأقدام وأحياناً أركب الدراجة، والآن جسدي أقوى وتفكيري أوضح.

المثال الثاني عن الكتابة، يرغب معظم الكتَّاب في الحصول على عرض من دار نشر كبيرة ويعدُّون ذلك قمة النجاح، وعندما بدأت حلمت أيضاً بتحقيق هذا الهدف؛ لأنَّني افترضت أنَّ هذا ما يجب عليَّ فعله.

إقرأ أيضاً: 7 طرائق عملية لتغيّر تفكيرك وحياتك

لكنَّ الطريقة التي نتعامل بها مع المحتوى تغيرت كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية، فأصبحنا نشعر براحة أكبر الآن عند الدفع مقابل المحتوى، ونفضِّل أن نقرأ مقالات قصيرة وعملية ومفيدة؛ لذا خلال العام ونصف العام الماضيين غيرت أهدافي وطريقة تفكيري.

لم أعد أرغب في صفقة كتاب ولا أحتاجها - بصفتي كاتباً مستقلاً لدي مصادر عديدة للدخل وأستطيع نشر كتبي بنفسي - كما أنَّني أستمتع بكتابة مقالات قصيرة مثل هذه، والأهم من ذلك، أخبرني القراء أنَّهم يجدون هذه المقالات مفيدة، وهذا ما يهمني.

إقرأ أيضاً: التغيير في الحياة: لماذا نخافه؟ وكيف نتغير؟

في الختام:

لقد تغيَّر عالم التدوين والكتابة كثيراً، والأشخاص الذين لا يتأقلمون مع هذه التغيرات سيتخلفون عن الركب، وهو أمر ينطبق على الوظائف جميعها، فكما قال "شو": "يجب أن تكون على استعداد لتغيير رأيك إذا كنت تريد أن تنمو"؛ لذا فكِّر في حياتك، ما هي العادات أو المعتقدات التي لم تعد تفيدك؟ حدِّدها ثم تخلص منها، وأخيراً استبدلها بعادات مفيدة.




مقالات مرتبطة