عوائم العين: ما هي وكيفية علاجها

العوائم (Floaters)، أو ما يُعرف بالذباب الطائر هي البقع التي قد تراها في مجالك البصري من وقت إلى آخر. قد تبدو مثل الخيوط أو قد تظهر على شكل بقع سوداء أو رمادية، وعندما تحاول التركيز عليها تندفع جانباً، وقد تختفي في بعض الأحيان في جوانب مجال رؤيتك. عموماً لا تقلق من وجودها، ولكن من الجيد معرفة متى قد تشير إلى مشكلة صحية أكثر تعقيداً.



ما الذي يسبب العوائم؟

عادةً ما تكون العوائم نتيجةً للتغيرات التي تحدث في عينك، ووفقاً لمركز "مايو كلينك" (Mayo Clinic) الطبي فإنَّها تحدث عندما تتكتل الألياف الدقيقة في الجسم الزجاجي (المادة الشبيهة بالهلام في أعيننا) يمكن أن يخلق ذلك ظلالاً على شبكية العين، وهذه الظلال هي العوائم التي يراها الناس.

تظهر عوائم العين مع تقدمنا ​​في السن، قد تظهر على شكل بقع داكنة أو رمادية في رؤيتنا، وتميل إلى الطفو مع حركة العين، وتصبح أكثر وضوحاً عند النظر إلى شاشةٍ بيضاء ساطعة أو سماء زرقاء، وتكون أقل وضوحاً عندما تكون الإضاءة خافتةً أو مظلمة.

عندما تكون خلفية الرؤية معقدة، فإنَّ الدماغ يواجه صعوبة في التركيز على العوائم؛ لأنَّه مشتتٌ بكثير من المعلومات الواردة من الخلفية، وعندما تتسع حدقة العين كما هو الحال في الليل تصعب رؤية العوائم.

لا تبدو العوائم دائماً على شكل حشرات أو نقاطٍ صغيرة؛ إذ يمكن أن تكون العوائم النموذجية أيضاً كتلاً أكبر وسُحُباً من الكولاجين، وإذا كانت في مركز المحور البصري (فوق البقعة) قد تقلِّل جودة الرؤية.

نظراً لأنَّ العوائم قد تنجم عن عتامة في الجسم الزجاجي وهي عبارة عن نقاط صغيرة أو خيوط أو غيوم كبيرة فغالباً ما يرى المرضى بقعاً أو خطوطاً سوداء أو رمادية داكنة محددة في رؤيتهم وغالباً ما تتحرك، أو إذا كانت العتامة كبيرة فقد يصبح هناك غيوم أو بقع ضبابية تتحرك غالباً داخل مجال الرؤية وخارجه.

توجد أنواع مختلفة من العوائم، تظهر لدى العديد من الناس عوائم صغيرة في العشرينيات من العمر، فقد يبدأ الجل الزجاجي في عيونهم بالانكماش، عندما نتقدم في السن غالباً ما ينفصل الجل الزجاجي تماماً عن الشبكية وهي عملية طبيعية دقيقة تسمى "الانفصال الزجاجي الخلفي".

يحدث ذلك عند حوالي 60% من الناس في سن الستين، وإنَّ عتامة من نوع الحلقة تتشكل من مكان ارتباطها بالعصب البصري؛ مما يشكل خطراً ضئيلاً لتمزق الشبكية أو انفصالها.

عوائم العين

علاج عوائم العين:

إنَّه من الهام إدراك أنَّ العوائم حتى لو لم تكن خطيرة فإنَّها قد تؤثر في الأداء اليومي؛ فعلى الرغم من أنَّها لا تسبب ضرراً بنيوياً للعين إذا لم تُعالج، إلا أنَّها قد تجعل من الصعب أداء مهام يومية معينة.

لسنوات عديدة كان العلاج الوحيد للعوائم هو إجراء جراحة تُعرف باسم استئصال الزجاجية التي تشتمل على إزالة الجل من العين، ولكن نظراً للمخاطر العالية؛ فإنَّ هذا الإجراء يقتصر إلى حد كبير على أولئك الذين يعانون أعراضاً شديدة.

طوال العقد الماضي اكتسب تحليل الزجاجية بليزر الياغ (YAG vitreolysis) شعبيةً كبيرة، ولا تفرض هذه العملية أي قيود على الشخص لاحقاً، وغالباً ما ينجح هذا الإجراء على نحو أفضل في علاج العوائم الأصغر والثابتة.

قد تكون العملية مفيدةً لبعض المرضى وبعض أنواع العوائم؛ لكنَّها لا تُجرى على نطاق واسع بسبب البيانات المحدودة؛ إذ أُجري عدد قليل فقط من التجارب السريرية لتقييم هذه العملية.

يوصي معظم الأطباء المرضى بتجنب استئصال الزجاجية بسبب المخاطر الصغيرة، وينصحونهم بمحاولة التكيف مع عوائمهم.

إقرأ أيضاً: 8 أطعمة أساسية للحفاظ على صحة العين

تحذيرات:

هل ترى كثيراً من العوائم فجأة؟ إذا حدث ذلك أو إذا فقدت الرؤية المحيطية أو رأيت ومضات من الضوء، فهذا هو الوقت المناسب لاستشارة طبيب العيون.

في معظم الأحيان تكون العوائم حميدةً ولا تعكس مشكلة خطيرة تتعلق بصحة العين، ومع ذلك قد تكون علامةً على تمزق الشبكية أو انفصالها أو حتى التهابها، وفي حال كانت العوائم ناجمةً عن تمزق الشبكية أو انفصالها فغالباً ما تظهر عوائم متعددة فجأةً في وقت واحد مثل وابل من العوائم، وقد تكون هناك أيضاً أضواء وامضة تكون أكثر ثباتاً ولا تختفي.

إذا كانت العوائم ناتجة عن انسحاب الجسم الزجاجي بعيداً عن شبكية العين وليس من انفصال أو تمزق في الشبكية الفعلي فإنَّ الومضات تميل إلى أن تستمر لثانية أو ثانيتين فقط وعادةً ما تختفي بسرعة بعد أن تبدأ، إذا كانت العوائم ناتجة عن التهاب فعادةً ما تترافق مع أعراض أخرى مثل الألم والاحمرار وحساسية الضوء.

يجب عليك أيضاً استشارة طبيبك إذا لاحظت ستارةً مظلمةً في مجال رؤيتك.




مقالات مرتبطة