علامات النرجسية الخبيثة وطرق التعامل مع الشخص النرجسي

يُحيط بنا النرجسيون من كُلِّ جانب؛ لدرجة يجعلوننا نتقمَّص دور النرجسية بأنفسنا في بعض الأحيان. لكن عندما نتعامل مع أناسٍ نرجسيُّون نرجسيَّةً خبيثة، تصبح الأمور صعبةً ومرهقةً للغاية؛ فقد تجد نفسك قد ابتعدت عن عائلتك وأصدقائك بدون سابق إنذار، وحُرِمتَ من القيام بالأشياء التي تُحبها، وأصبحتَ مُرغماً على قول وفعل أشياء لا تريدها؛ وذلكَ رُغمَ بذل قصارى جهدك لتجنُّب فعلها أو قولها.



هذه هي الطريقة التي يعمل بها من يعانون من هذه النوع من النرجسية: هم يدفعونك إلى القيامِ بأيِّ شيء يمكن أن يستفيدوا من تداعياته أو نتائجه؛ من دون أن يكترثوا لما قد تعانيه جرَّاءَ قيامك بذلك. تقول العالمة النفسية إليزابيث سكوت: "إنَّ أصحاب النرجسية الخبيثة هم الأكثر تدميراً من بين جميع فئات النرجسيين؛ فإلى جانب الاعتداد المبالغ فيه بالنَّفس والرغبة الشديدة في أن يُنظرَ إليهم نظرة إعلاءٍ وتقدير، تجدهم يملكون جانباً مُظلماً من الإفراط في حبِّ الذات". لذا نُقدِّمُ إليكَ فيما يأتي عشر علامات تدلُّ على أنَّك تتعاملُ مع شخص ذي شخصيَّةٍ "نرجسيَّةٍ خبيثة"، وطرائق ثمانية للتعامل معه ومع أمثاله.

علامات الشخص النرجسي:

1. يتلذَّذ بمعاناتك:

يحاول الشخص النرجسي السيطرة على حياتك وتحويلها إلى جحيمٍ لا يُطاق. وفي حين أنَّه قد لا يجعلك تعاني ألماً جسديَّاً -رغم أنَّ تلك الفئة من الناس قد لا تتوانى عن القيام بذلك- إلا أنَّ المعاناة العقليَّة هي الأسلوب المتَّبع عندَ أمثاله من الناس؛ إذ تجده يتلذَّذ وهو يراك تُحاوِل إخراجَ نفسك من المواقف العصيبة التي يضعُكَ فيها.

تقول عالمة النفس إلينور غرينبرغ في مقالةٍ نُشرِت على موقع "Psychology Today": "لقد وَجدتُ أنَّ معظم الذين قابلتهم ممن يُعانون من النرجسية الخبيثة أشخاصٌ متنمّرون يستمتعون بتعذيب الناس غير الواثقين من أنفسهم. وإذا كان الشخص واثقاً من نفسه، فسوف يَسعَونَ جاهدين إلى جعله خلافَ ذلك".

2. يُحاول عزلك عن الأشخاص من حولك:

يعمل النرجسي على الاستئثار بك؛ فلا يقتصر الأمر بالنسبة إليه على دفعكَ إلى كُره الأشخاص الذين تحبهم والتخلّص منهم، بل يتعداه إلى المُفاخرة بقيامه بتقليص عدد من يتعاطى معهم؛ لا لشيءٍ سوى حَثِّكَ على الاقتداءِ به.

ذلك مُنزلقٌ خطيرٌ يوقعكَ في هاويةٍ لا قرار لها، وأسلوبٌ يجعلكُ النرجسيون تعتقد من خلاله أنَّك أنتَ من جلبتَ ذلك لنفسك.

3. لا يتقبّل انتقادك له:

عندما تحاول التحدث إلى أحد النرجسيين عن سوء سلوكاته وأفعاله تجاهك، فسيُلقي باللائمة عليك، ويخرج بحجةٍ غايةٍ في الاقناع تُفسِّرُ "اضطراره" إلى معاملتك تلك المعاملة السيئة (أنتَ من اضطرني إلى القيامِ بذلك!!).

وسيعمل جاهداً على جعل الأمر يبدو أنَّه خطؤك "أنت" وليس خطؤه "هو". فإن لم تتنبَّه إلى ذلك، فلسوف يُفسد هؤلاء الناس حياتك وأفكارك، ويجعلونك تشعر بالسوء حيالهم، ذلك رغم أنَّهم هم من يكونوا قد أساؤوا إليك أصلاً.

إقرأ أيضاً: التعامل مع النقد

4. يعيش حالةً دائمةً من الشكِّ في أنَّك تُحاول "التَّلاعُبَ به":

من أكثر الأشياءِ إثارةً للاهتمام التي تحدث للأشخاص الذين يعانون من النرجسية، هي أنَّهم يعانون أيضاً من حالاتٍ نفسيةٍ مثل القلق والخوف ومتلازمة المُحتال (Imposter Syndrome) والاكتئاب.

يمكن أن يؤدي هذا الخليط من المشكلات إلى ظهور ميلٍ مزعجٍ إلى "التَّملُّك" لديهم؛ إذ سيشعرون بالقلق من أنَّك تحاوِلُ السَّيطرة على حياتهم، مما يجعلهم يحاولون بدورهم التَّحكُّمَ بحياتك بشكلٍ أكبر.

وصف "د. شهرام حشمت" جنون الارتياب في مقالةٍ نشرها على موقع "Psychology Today" بأنَّه يشير إلى "شخصٍ يشعر بالشك المفرط - دون مبرر - من أنَّ الآخرين يتآمرون ضده؛ فتجده "يقرأ الكثير" في كُلِّ ما يخبره به الآخرون، ويسارع إلى انتقاده. بيد أنَّه لا يتقبَّل انتقاداتهم في المقابل".

5. يتلاعب بك تحسُّباً لـِ "ألَّا تتلاعب به":

لأنَّ النرجسيّ الحاذقَ يعلمُ أنَّه يتوجب عليه إبقاءك تحت سيطرته، فسيعمل على ضمان أن تعلبَ القصص التي يُخبرُكَ إيَّاها الدَّورَ المنوط بها متى ما احتاج إلى ذلك.

كتبت الدكتورة "أبيجيل برينر" واصفةً ذلك في موقع "Psychology Today": "لا يراك الأشخاص المخادعون إلا وسيلةً تُتيح إليهم السيطرة على حياتك وحياة الآخرين من حولك، وجعلك تشارك في خططهم من دون رغبةٍ منك".

لذا لا تتفاجأ إن ساءت الأمور، وافعل كُلَّ ما بوسعك لاستعادة السيطرة على أيّ موقفٍ قد يضعُكَ فيه.

6. يرفض تحمُّل مسؤولية عواقب أفعاله تجاهك:

يرفض النرجسيون تحمُّل مسؤولية أفعالهم وتصرفاتهم، بنفس الطريقة التي يرفضون فيها توجيه الانتقادات إليهم. ولأنَّ العديد منهم يعتقدون أنَّهم يتصرّفون بما يُحقِّقُ مصلحتهم الشخصيّة، فسيواجهون صعوبةً في تفهُّم أنَّهم يرتكبون أخطاءً بحقَّ الآخرين. لذا تجد أنَّ من يعاني من نرجسيّة خبيثةٍ يكون أشبه بطفلٍ صغيرٍ يغضب عندما لا يُلبِّي الآخرون مطالبه العاجلة، ذلك لأنَّه لم يتعلّم أبداً أنَّه ليس "محورَ هذا الكون".

7. حينما تكون حاجته إلى الاهتمام هي "شغله الشاغل":

إنَّ الشخص الذي يظنُّ أنَّه يتوجّب عليه السيطرة على كلّ موقفٍ، هو ذات الشخص الذي يحتاج إلى أن يُنسَبَ إليه الفضل حين ينجح في مسعاه هذا (يجب أن يراه الناس ويصغون إليه ويطيعونه حتى يشعر أنَّه على قيد الحياة).

ومن المفارقات أنَّ النرجسيين في حالة هروبٍ دائمة؛ ذلك لأنَّ حياتهم عبارة عن شبكاتٍ متشعبةٍ من الأكاذيب. ويمكن أن يكون لهذا النوع من الأمور آثارٌ فادحة عليهم -وعلى من حولهم- عاجلاً وليس آجلاً.

8. يَحسد الآخرين ويسخر علانية ممَّا أنجزوه:

نظراً لأنَّ النرجسيّ يحتاج إلى الكثير من الاهتمام ويريد أن يكون محطَّ انتباه الجميع، فسوف يبذل قصارى جهده ليُثبت أنَّ من نجحوا ليسوا جديرين بتلك النجاحات. لذا تجده يحاول التَّشهيرَ بالآخرين لكي يتمكن من إبرازِ نفسه بوصفه هو الناجح الحقيقي.

تقول الطبيبة "روندا فريمان" في مقالٍ على موقع "Psychology Today": "يكون النرجسيون على ثقةٍ كبيرة بأنَّهم أفضل من الآخرين، وعادةً ما يرتبط هذا الاعتقاد الذي يغذونه داخلياً بـِ "السلطة والمناصب".

هذه مشكلةٌ بالنسبة إليك إذا كان النرجسيّ يحاول أن يُقلِّلَ من قيمة نجاحاتك التي حققتها في عملك أو حياتك الشخصية، وأن يجعلك تشعر بالسوء لمجرَّد "رغبتك" في تحقيق تلك النجاحات.

إقرأ أيضاً: قصص نجاح نسائية: كيف تثبتين خطأ من يُقلّل من شأنك؟

9. يستطيع أن يكون جذاباً متى ما أراد ذلك:

إنَّ أصعب جُزءٍ في التعامل مع النرجسيين هو أنَّهم قادرون على إظهار جاذبيتهم في أيّ وقتٍ يريدونه. لذا تجدهم يهتمّون كثيراً بمظهرهم، وينجحون في أن يظهروا بمظهر "الشخص الهام"، ويُشعرونك في ذات الوقت بأنَّك "لا تساوي شيئاً" بالمقارنة بهم.

وفي حين يكون من الأفضل بالنسبة إليكَ الابتعاد عن أمثالِ هؤلاء الأشخاص؛ بيد أنَّه من الصعب حقيقةً الابتعاد عنهم؛ فمعرفة أنَّه يجري التلاعب بك أمرٌ صعبٌ، لكنَّ محاولة الخروج من هذا الموقف أو العلاقة تصبح أكثر صعوبةً عندما يكون ذلك النرجسيُّ جذاباً وقاسياً في الوقت نفسه.

10. لديه ضعف في "الإحساس بالذات":

لا يمتلك النرجسيون القدرة على تقدير الأشياء والآخرين وأنفسهم تقديراً صحيحاً؛ فثقتهم تلك ليست حقيقية، ولا يبدو أنَّهم يكترثون لذلك. وغالباً ما يُظهرون جاذبيتهم لكي تُناسبَ احتياجاتهم في موقفٍ معين.

إنَّهم يعملون على إبقاء الناس بقربهم، ويعانون من مشاكل الارتباط العاطفي والشعور بالعظمة. ولديهم افتقارٌ شديدٌ إلى فهم الطريقة التي تؤثر بها سلوكاتهم على الآخرين من حولهم.

وهو ما يجعل الشخص ذو النرجسيّة الخبيثة شخصاً خطيراً، حيث تصف الطبيبة "روندا فريمان" ذلك في مقالتها نفسها: "إنَّهم ينتقدون أو يعملون على إذلال الآخرين جراء ارتكابهم أكثر الأخطاء تفاهةً".

إقرأ أيضاً: أكثر أنواع الشخصيات شيوعاً في علم النفس وصفاتها

كيف تتعامل مع شخص ذو طباع نرجسية؟

كيف تتعامل مع شخصٍ ذو طباعٍ نرجسيةٍ خبيثة

1. أدرك أنَّ الأمر ليس خطأك أنت:

نظراً إلى القدرة الهائلة التي يتمتَّع بها هؤلاء الناس في التغلغل إلى أدقِّ تفصيلات حياة الآخرين، وفي جعلهم يشعرون بأنَّهم "هم أنفسهم" سبب سوء المعاملة التي يتعرضون إليها؛ يُصبحُ لزاماً عليك أن تعيَ أنَّ الذنب ليس ذنبك من أجل أن تقدر على التعامل مع كُلٍّ من النرجسية والنرجسية الخبيثة.

تشرح خبيرة العلاقات الزوجية "إليزابيث سكوت" في مقالةٍ نُشِرَت على موقع "Very Well Mind" هذه النقطة قائلةً: "إنَّ معرفة أنَّك تتعامل مع شخصٍ يمكن أن يؤذيك، يُساعدك على حماية نفسك -إلى حدٍّ ما على أقلّ تقدير- من الألم الذي يمكن أن يسببه لك ذلك الشخص".

ولهذا السبب تحديداً، أسهبنا في الحديث عن النقاط المذكورة أعلاه. لذا اعلم أنَّك لستَ المُلام عندما يُلقون على مسامعك كلماتٍ جارحة بحقك، وأدرك أنَّ الأمر لا صلة له بأيِّ شيء قلته أو فعلته؛ ولا تلتفت إلى محاولاتهم الحثيثة لإيهامك بخلافِ ذلك.

2. احرص على مصلحتك أولاً:

إذا وجدت نفسك في موقفٍ تتعامل فيه مع شخصٍ من هذا النوع، فإنَّ أفضل ما يمكنك فعله هو أن تُقرِّرَ سلفاً ما تريد الخروج به من مكاسب من هذه العلاقة، وأن تسعى جاهداً إلى الحصول عليها.

إليك بعض النصائح الرائعة من الطبيب النفسي "ألبيرت جاي بيرنشتاين"، حول أهمية البحث عن مكاسب لنفسك حينما تتعامل مع أيِّ شخصٍ نرجسيّ:

"حينما تتعامل مع أشخاصٍ نرجسيين؛ فلا تُقرضهم أيَّ شيءٍ كان -ماديَّاً أو معنويَّاً- ولا تقبل منهم أو تُصدِّق أيَّ وعودٍ يقدمونها إليك؛ ذلك لأنَّهم وبمجرد ما إن يحصلوا على ما يُريدونه منك، سيتجاهلون ما وعدوا بتقديمه إليك، ويعملوا جاهدين على أن يحصلوا على الشيء التالي منك أو من غيرك.

فهم وإن كانوا في بعض الحالات يُقدِّمون وعوداً لا يعتزمون الوفاء بها، لكنَّهم في كثيرٍ منها ينسونَ ما وعدوا به لا أكثر؛ وذلك بسبب عدم اكتراثهم باحتياجات الآخرين أصلاً. وفي كلتا الحالتين، يجب أن تتذكر ما يَعِدُونَ بتقديمه إليك، وتُذكِّرهم به دوماً، وتحصل عليه قبل أن تُعطيهم ما يريدون.

وفي حين قد يكون نهج "المرتزقة" هذا تصرفاً مُهيناً إن قمت به مع أشخاص آخرين؛ ستجد أنَّ النرجسيون سيحترمونك بسببه؛ إذ نادراً ما يشعر النرجسيّ بالإهانة من الناس الذين يبحثون عن مصلحتهم، فكلّ شيءٍ في عالمه يكون على شكل منفعةٍ متبادلة".

3. تجنَّب التعامل معهم ما وسعكَ القيام بذلك:

إذا كنت تستطيع تجنب التعامل مع نرجسيّ، فمن الأفضل القيام بذلك دوماً؛ فكما يقول البروفيسور في معهد (M.I.T) "جون ريتشاردسون": "إذا ما أردت إبرامَ صفقةٍ ما، فلا تسأل نفسك: كيف سأتمكن من إبرام هذه الصفقة؟ بل اسأل بدلاً من ذلك: هل يجب أن تتم تلك الصفقة من الأساس؟".

مع النرجسيين، يكون الجواب عادةً: "لا يستأهلُ الأمر عناءَ القيامِ بهذا". فإذا كان ذلك الشخص زميلك في العمل، فمن الأفضل أن تطلب نقلك إلى قسمٍ آخر. أما إن كان ربَّ عملك، فجد لنفسك وظيفة أخرى. وإذا كنت تُصادقُ شخصاً نرجسياً، فابحث عن أصدقاء جددٍ إذاً.

أمَّا إن اخترت عدم تغيير أيّ شيءٍ والبقاء في علاقةٍ معهم، فالشيء الوحيد الذي سيحدث هو أنَّ الأمر سيزداد سوءاً. لذا اتخذ قرارك، واعمل بجدٍّ على تحويله إلى أمرٍ واقع.

4. اعلم إن كُنت نرجسياً أنت أيضاً:

قبل أن تبدأ بتوجيه أصابع الاتهام إلى الأشخاص الذين تحسبهم مزعجين أو نرجسيين، انظر إلى نفسك في المرآة وحدد إن كُنت نرجسياً أنت أيضاً، ولو بصورةٍ جُزئية. إذا كنت مثل معظم الناس، فإنَّ الإجابة هي "نعم"، أنت شخصٌ نرجسي من وقتٍ إلى آخر. ذلك لأنَّنا بشر، والبشر لديهم ميولٌ وصفاتٌ واحتياجاتٌ ورغباتٌ متشابهة.

يشرح الدكتور "جلين غهير" ذلك بقوله: "لا يميل الباحثون الذين يدرسون النرجسية إلى تصنيف الناس بكونهم نرجسيين أو غير نرجسيين؛ فكما هو الحال مع العديد من الصفات الشخصية، فإنَّنا ننظر إلى النرجسية بكونها مسألة "درجات"؛ إذ قد تختلف طريقة قيامنا بهذا بحسب الظروف، فقد نُظهرُ مخالبنا ونمزُّق من يعترض طريقنا إرباً من وقتٍ إلى آخر".

بمجرد أن تُقِرَّ بأنَّك أيضاً قد تواجه مثلَ هذه المشكلات، يسهل عليك التعامل مع النرجسيين كثيراً.

إقرأ أيضاً: 8 صفات تدل على صاحب الشخصية النرجسية

5. أدرك أنَّه لا فائدة تُرجى من محاولة إصلاحهم:

حينما تختلي بنفسك لكي تتمعّن في حال إن كنت تمتلك ميولاً نرجسيّةً أم لا، فكّر فيما سيشعر به شخصٌ منغلقٌ عن العالم لدرجة أنَّه يحتاج كثيراً إلى التلاعب به وإخضاعه لإرادتهم. أمعن التفكير في الطريقة التي  يشعر النرجسيّ بها، وحاول أن تكتشف ما هي الدوافع المحتملة وراء أفعاله تلك.

لا يتعيّن عليك التفكير في طريقةٍ لإصلاح حاله هذا، أو في إيجاد مبرراتٍ تُفسر سلوكاته؛ وإنَّما عليك أن تتخيل مدى صعوبة أن يعيش بهذه الطريقة وما الذي يُجبره على ذلك.

تقول "إليزابيث سكوت": "لا تحاول تغييرهم، ولا تتوقع منهم أن يتغيروا نتيجةً لمحاولاتك تلك، وإلا سيخيب أملك. وإنَّما ضع نفسك في مكانهم، كي تقدر على فهمهم فهماً أفضل؛ فالفهم سيُسَهِّل عليك إقصاءهم عن حياتك إن اخترت القيام بذلك".

6. استخدم كلمة "نحن" حينما تتحدث إليهم:

احرص عند التحدّث مع شخصٍ ذي ميولٍ نرجسية، على أن تُشير إليه وإليك بصفتكما شخصاً واحداً؛ إذ يساعدُ استخدام الضمير "نحن" على إبعاد النرجسيين عن طريقة تفكيرهم الفردية، وعلى إعادتهم إلى "أرضيّة التعاطف" لفترةٍ وجيزة.

كما يمكنك أيضاً أن تسألهم "ماذا قد يفكر الناس"؛ ففي حين قد لا يشعر النرجسيون بالذنب، بيد أنَّهم يهتمون بالمظاهر قبل كلِّ شيء.

إليك بعض النصائح الرائعة التي يُقدمها "ألبيرت جاي بيرنشتاين" في هذا الصدد: "إذا كنت في وضعٍ يسمح إليك بتقديم المشورة إليهم، فاسألهم عن رأي الناس. إذ إنَّ النرجسيين ليسوا أشخاصاً أغبياء؛ وإنَّما يكون عندهم بعض الأشياء -مثل مشاعر الآخرين- التي نادراً ما يفكرون فيها. فإذا كانوا يُصغون إليك، فلا تخبرهم كيف يمكن أن يتفاعل الناس؛ وإنَّما اطرح عليهم أسئلةً استفساريّةً بدلاً من ذلك. فعلى الأغلب أن يتصرّف النرجسيون بناءً على أفكارٍ يعتقدون أنَّهم قد توصّلوا إليها بأنفسهم".

7. اعرفهم على حقيقتهم:

عند التعامل مع نرجسيّ، من المهمّ أن تتذكّر أنَّ فرص تغييره ضئيلةٌ للغاية؛ وذلك لأنَّ الكثير من تصرفاته تنبعُ من وجهة نظره "كردِّ فعلٍ دفاعيّ"، فهو يعمل بجدٍّ لحماية نفسه من شيءٍ أو شخصٍ ما، ولا يريد أن يجتاز أيّ شخصٍ هذا الحاجز الذي بناه لنفسه.

وفقاً إلى عالم النفس السريري "ديان غراندي" فإنَّ النرجسيّ "لن يتغير إلا إذا كان ذلك التغيير يخدم غرضه".

قد تشاهد لمحاتٍ عن أفضل نسخةٍ منهم، فتنجذب إليهم مرّةً أخرى أو تتسامح مع الطريقة السيئة التي تعاملوا بها معك، لكنَّ ذلك ليس بالأمر الحقيقيّ. يمكن أن يحدث هذا حينما يقومون بما يُسمَّى "قصف الحب" تجاهك.

وفقاً إلى موقع "علم النفس اليوم"، فإنَّ "قصف الحب" هو ممارسةٌ هدفها محاولة التأثير على شخصٍ من خلال إظهار أكبر كميَّةٍ من الاهتمام والمودة من أجل التلاعب به وتحقيق الغايات المرجوة منه".

فإذا قررت أن تُبقيهم في حياتك، فلا تخدع نفسك؛ وتَذكَّر أنَّهم أشخاصٌ نرجسيون لا أملَ يُرجى في أن يتغيروا على الأغلب. واعلم أنَّهم أشخاصٌ مخادعون للغاية، وأنَّ احتياجاتك هي في أدنى درجات سُلّم اهتماماتهم.

إقرأ أيضاً: الشخصية السيكوباتية: تعريفها، وسماتها، وأسبابها، وطرق علاجها

8. اختر قرارك:

آخر شيءٍ يمكنك القيام به عند التعامل مع نرجسيّ هو اتخاذ قرارٍ يسمح إليه بالبقاء في حياتك.

قد يكونون أشخاصاً صالحين، لكن ما النفع من ذلك إن كانوا يقومون بأشياء سيئة؟ فمن شأن هذا أن يخلق حالة من الفوضى المستمرّة في حياتك. ولن تتمكّن أبداً من معرفة ما إذا كان بإمكانك الوثوق بهم، أو معرفة ما هو الوجه الذي سيظهرونه لك في أيّ يومٍ.

شاهد: صفات الشخصية النرجسية وكيفية التعامل معها

في الختام:

إنَّ الأشخاص الذين يعانون من النرجسية الخبيثة نوعيّةٌ "خاصّةٌ" من البشر يصعُبُ عليها تصديق الآخرين والوثوق بهم والاستمتاع برفقتهم؛ فهم أشخاصٌ سامُّون منافقون من الطراز الأول، ويشكّلون عقبةً تمنعك من المضيّ في حياتك بنجاح.

وسواءٌ أَكنتَ تتعامل مع نرجسيٍّ في منزلك أم في مكانِ عملك، فقد يتحوّل هؤلاء الأشخاص إلى أشخاصٍ خطرين للغاية إذا لم يحصلوا على المساعدة التي يحتاجونَها.

لكن ولسوء الحظ، ونظراً إلى الطريقة التي تعمل النرجسيّة من خلالها؛ فلن يتقبَّلَ العديد منهم أنَّهم يعانون من مشكلةٍ نفسيّةٍ، فتتفاقم حالتهم تلك مع مرور الزمن، في حين سيحاول ضحاياهم التعافي من أذاهم النفسيّ.

يمكنك اختيار مسامحتهم والأمل في الأفضل إن رغبت بذلك، لكن يجب عليكَ حينئذٍ أن تتقبّلَهم على حقيقتهم وتوجدَ لهم مكاناً في حياتك؛ ذلك إن كان هذا هو قرارك النهائيّ بشأنهم.

أما إن لم تتمكن من تقبُّلِ أن تعيش بهذه الطريقة، فتَركُهُم يرحلون بلا عودة هو الخيار الأمثل.

شاهد: 6 صفات تدلّ على الشخصية السلبية

 

المصدر




مقالات مرتبطة