عشر نصائح تجعلك أباً جيداً

من الجميل في هذه الحياة أنَّها ترزقك بأطفال يشبهونك ترى نفسك من خلالهم، يجذبك إليهم فيضٌ من مشاعر الحب والعطف لدرجة أنَّك لا تتخيل حياتك دونهم، لكن على الرغم من كل هذه السعادة التي تغمرك حين تصبح أباً، إلا أنَّها تتطلب منك تنشئة طفلك تنشئة صالحة وجيدة، وهذا ليس أمراً سهلاً أبداً؛ بل يتطلب منك ثقافة واسعة وبالاً طويلاً ووقتاً كافياً، لذلك سنستعرض في هذا المقال أهم عشر نصائح تجعل منك والداً جيداً وتجعل من أطفالك أيضاً أشخاصاً جيدين وأصحاء نفسياً، فإذا كنت أباً أو كنت مقبلاً على زواج، فما عليك إلا أن تتابع معنا.



عشر نصائح تجعلك أباً جيداً:

النصيحة الأولى: امنح طفلك كثيراً من المودة

ابذل جهداً لإنشاء رابط جسدي وعاطفي قوي مع طفلك طوال طفولته بأكملها؛ إذ يمكن للمسة الدافئة أو الكلمة الطيبة أن تجعل طفلك يشعر باهتمامك به، وفيما يأتي بعض الإرشادات لإظهار الحب والعاطفة لطفلك:

  1. احتضن طفلك وقبِّله على خده أو حتى مجرد لمسة دافئة على كتفه لإظهار التشجيع والتقدير.
  2. أخبره أنَّك تحبه كل يوم حتى لو كنت منزعجاً منه.

النصيحة الثانية: أحب أطفالك دون قيد أو شرط

لا تجبرهم على أن يكونوا ما تعتقد أنَّهم يجب أن يكونوا عليه مقابل إظهار حبك لهم، فدعهم يعرفون أنَّك ستحبهم دائماً مهما حدث، على سبيل المثال قد تأمل أن يكون طفلك رياضياً، فإذا لم يكن مهتماً بالرياضة، فمن الهام إخباره أنَّ هذا جيد، والعمل معه للعثور على نشاط يناسب اهتماماته بشكل أفضل.

النصيحة الثالثة: امدح أطفالك على إنجازاتهم

ساعد أطفالك على الشعور بالفخر بإنجازاتهم والرضى عن أنفسهم، فعندما يفعلون شيئاً جيداً أخبرهم أنَّك لاحظت ذلك وأنَّك فخور جداً بهم، فإذا لم تمنحهم الثقة التي يحتاجون إليها ليكونوا في العالم مميزين، فلن يشعروا بالتمكين ليكونوا مستقلين أو مغامرين.

كن محدداً في مدحك لإخبارهم بالضبط بما يتم تقديره، على سبيل المثال بدلاً من قول: "عمل جيد"، قد تقول: "لقد أديت دوراً رائعاً مع أختك في أثناء اللعب"، أو "شكراً لك على تنظيف الألعاب بعد اللعب بها"، فاجعلها نقطة لمدح إنجازات أطفالك وسلوكهم الجيد أكثر من مواهبهم الطبيعية، وسيساعدهم ذلك على تعلُّم فن مواجهة التحدي الصعب.

حاول أن تعتاد على عادة مدح أطفالك أكثر مما تعطيهم ردود فعل سلبية، فعلى الرغم من أنَّه من الهام إخبار أطفالك عندما يفعلون شيئاً خاطئاً، فمن الهام أيضاً مساعدتهم على بناء شعور إيجابي بالذات، إضافة إلى ذلك إذا ركزت كثيراً على السلوك السيئ فقد يعتمدونه أطفالك أكثر بصفته وسيلة لجذب انتباهك.

شاهد بالفديو: 15 نصيحة للآباء في تربية الأبناء

النصيحة الرابعة: تجنَّب مقارنة أطفالك بالآخرين وخاصة الأشقاء

كل طفل فردي وفريد ​​من نوعه؛ لذا افرح باختلاف طفلك، فإذا كنت تقارن طفلك باستمرار بالأطفال الآخرين، فقد يجعله ذلك يشعر بأنَّه لا يمكن أن يكون جيداً بما يكفي في نظرك، وقد يمنعه حتى من تحقيق النجاح في وقت لاحق، وبدلاً من مقارنته بأطفال آخرين ساعد طفلك على تعلم كيفية تحقيق الأهداف بشروطه الخاصة، وشجعه على اتباع المسار الذي يناسبه؛ إذ يمكن أن تؤدي مقارنة طفل بإخوته إلى زعزعة الحب بين أطفالك وإثارة الغيرة بينهم؛ لذلك حاول مراعاة علاقة الحب بين أطفالك.

النصيحة الخامسة: امنح أطفالك اهتمامك الكامل عندما يتحدثون

لا بد من الإشارة إلى أنَّه من الجيد أن يكون بينك وبين أبنائك اتصال مفتوح، لذلك انتبه من أنَّك تعطي زمناً مناسباً للاهتمام والاستماع عندما يأتون إليك بأسئلة أو مخاوف، إضافة إلى ذلك عبِّر عن اهتمامك بأطفالك وأشرك نفسك في حياتهم، وسيساعد هذا على إنشاء جو يمكن لأطفالك من خلاله أن يأتوا إليك بمشكلة مهما كانت كبيرة أو صغيرة.

تدرب على الاستماع النشط مع أطفالك حتى يعرفوا أنَّك تولي اهتماماً لهم، وانظر إليهم في أثناء حديثهم معك، وأظهر لهم أنَّك تتابعهم من خلال الإيماء والإدلاء بعبارات إيجابية مثل: "آه هوه" أو "أفهم" أو "استمر"، وعندما يحين دورك في الكلام أعد صياغة ما سمعته قبل أن ترد، على سبيل المثال يمكنك أن تقول: "يبدو أنَّك تقول إنَّ قائمة الأعمال الروتينية لهذا الأسبوع غير عادلة".

حاول تخصيص وقت محدد للتحدث مع كل طفل كل يوم، فيمكن أن يكون هذا الوقت قبل النوم أو عند الإفطار أو في أثناء المشي بعد المدرسة، وتعامَل مع هذا الوقت على أنَّه مقدَّس، وتجنَّب فحص هاتفك أو تشتيت انتباهك، على سبيل المثال في أثناء العشاء قد تطلب من طفلك مشاركة شيء تعلمه في المدرسة.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح تساعدك لتكون أب مثالي لأطفالك

النصيحة السادسة: احترم خصوصية طفلك لبناء الثقة

اسمح لأطفالك أن يشعروا أنَّك بمجرد دخولك إلى غرفتهم لن تبحث في أدراجهم أو تقرأ مذكراتهم؛ إذ سيعلمهم ذلك الشعور بالخصوصية واحترام خصوصية الآخرين، وسوف يمنحهم أيضاً شعوراً بالاستقرار وسيساعد على بناء الثقة بينكما.

اسمح لطفلك بالحفاظ على مساحته الشخصية وتقبل أنَّه من الطبيعي بالنسبة إليه أحياناً إخفاء أسرار عنك، خاصة مع تقدمه في السن وبلوغه سن المراهقة، ويمكنك موازنة ذلك من خلال وجود سياسة الباب المفتوح حتى يتمكن من الاتصال بك إذا كان بحاجة إلى مساعدة في مشكلة ما في أي وقت.

النصيحة السابعة: كن حاضراً معهم في اللحظات الهامة في حياتهم

قد يكون لديك جدول عمل مزدحم جداً، لكن يجب أن تفعل كل ما بوسعك لتكون بقرب أطفالك في اللحظات الهامة في حياتهم من حفلات الباليه وأعياد الميلاد إلى تخرجهم من المدرسة الثانوية، وتذكر أنَّ الأطفال ينمون بسرعة، وسيشعرون أنَّهم وحدهم قبل أن تعرف ذلك إذا لم تكن معهم في هذه الأوقات، وقد يتذكر رئيسك في العمل أو لا يتذكر أنَّه فاتك هذا الاجتماع، ولكنَّ طفلك سيتذكر بالتأكيد أنَّك لم تحضر المسرحية التي شارك فيها.

إذا حدث شيء ما واضطررت إلى تفويت حدث هام في حياة طفلك، فدع طفلك يعرف أنَّك آسف حقاً لأنَّك لم تكن بجانبه، وعوِّض الأمر له باحتفاء خاص، على سبيل المثال إذا لم تتمكن من اصطحاب طفلك إلى المدرسة في اليوم الأول من رحلته الدراسية فيمكنك الاحتفاء معه في نفس اليوم عن طريق اختيار عشائه المفضل وحلوى خاصة في تلك الليلة.

شاهد بالفديو: 10 خطوات ليتعلم الأطفال من أخطائهم

النصيحة الثامنة: افرض قواعد وعواقب معقولة

ضع قائمة بالقواعد المنزلية التي ستساعد أطفالك على أن يعيشوا حياة سعيدة ومنتجة، وتأكد من أنَّ هذه القواعد مناسبة لعمر طفلك، وتذكر أنَّ القواعد والإرشادات الخاصة بك يجب أن تساعد طفلك على التطور والنمو، لكن لا ينبغي أن تكون صارمة للغاية بحيث يشعر أنَّه لا يمكنه فعل أي شيء بشكل صحيح.

على سبيل المثال إذا كان لديك طفل أصغر سناً، فقد يكون لديك قواعد مثل: "لا تخرج دون شخص راشد"، وهذا يؤدي إلى بقائه في المنزل لكيلا يخالف هذه القاعدة، لكن بالمقابل عليك توفير وسائل التسلية له داخل المنزل، أما بالنسبة إلى الأطفال الأكبر سناً قد تضع قواعد بشأن المساعدة في المنزل مقابل مكافأة.

استمع لملاحظات طفلك المتعلقة بالقواعد التي يجب عليه اتباعها، لكن تذكر أنَّك الوالد؛ إذ يحتاج الأطفال إلى حدود بلا شك، فالطفل الذي سُمح له بالتصرف كما يحلو له سيعاني كثيراً في حياته البالغة عندما يتعين عليه الانصياع لقواعد المجتمع.

تجنَّب أشكال العقوبة القاسية بشكل مفرط، ولا تفعل أبداً أي شيء ينطوي على إيذاء جسدي لطفلك، إضافة إلى كونه مسيئاً يمكن أن تؤدي مثل هذه التصرفات في الواقع إلى تفاقم المشكلات السلوكية لديه، فمن الأفضل دائماً مساعدة وإرشاد طفلك حتى يتمكن من التعلم من أخطائه.

النصيحة التاسعة: كن صارماً مع تطبيق القواعد الخاصة بك

على الرغم من أنَّه قد يكون صعباً في بعض الأحيان، إلا أنَّه من الهام فرض نفس القواعد طوال الوقت وألا تدع طفلك يتلاعب بك ليحصل على الاستثناءات، فإذا تركت طفلك يفعل شيئاً ليس من المفترض أن يفعله لمجرد أنَّه يمر بنوبة غضب، فهذا يدل على أنَّ قواعدك قابلة للكسر، وهذا سيشجع إخوته على تكرار نفس الفعل لحصد نفس النتيجة، فإذا شعر طفلك أنَّ قواعدك قابلة للكسر فلن يكون لديه حافز للالتزام بها كثيراً.

إقرأ أيضاً: أهم الأخطاء التي يرتكبها الأبوان في تربية أطفالهم

النصيحة العاشرة: انتقد سلوك طفلك وليس طفلك

إذا كان طفلك يسيء التصرف فأخبره أنَّك لا تحب أفعاله، ومع ذلك طمئنه أنَّك ما زلت تحبه وتهتم به على الرغم من أنَّك لست سعيداً بهذا السلوك، فبهذه الطريقة سيكون أكثر عرضة للإحساس بأنَّه قادر على تغيير طريقة تصرفه، بينما ما يزال يشعر بالحب والدعم.

على سبيل المثال إذا وجدت أنَّ طفلك لئيم مع أخيه فلا تقل: "أنت سيئ للغاية"، وبدلاً من ذلك قل شيئاً مثل: "من غير الجيد تسمية الأشخاص بأسماء أخرى؛ لذلك أعتقد أنَّك يجب أن تعتذر".

كن حازماً لكن كن لطيفاً أيضاً عندما تشير إلى الخطأ الذي ارتكبه طفلك، وكن صارماً وجاداً لكن لا تقاطعه، فإذا أساء التصرف في الأماكن العامة فخذه جانباً ووبخه على انفراد، فبهذه الطريقة لن تشعره بالإحراج من الآخرين.

في الختام:

يسعنا أن نقول إنَّ الإنسان من خلال أولاده لا يموت أبداً؛ بل يبقى طفله ليذكِّر الناس بأنَّ والده كان هنا يوماً ما؛ لذلك علينا تربية أطفالنا تربية جيدة لكي يحملون ذكراً طيباً لنا بين الناس.




مقالات مرتبطة