عسر البلع: أسبابه، وأعراضه، وأبرز طرق علاجه

يُطلق على مشكلة صعوبة البلع مصطلح "عسر البلع"، ويمكن أن يواجه بعض الأشخاص هذه المشكلة الصحية خاصةً مع التقدم بالعمر. وفي هذا المقال، سنقدم لكم فيما يلي شرحاً عن أهم أسباب الإصابة بعسر البلع، وسنتكلم أيضاً عن أعراضه، ومضاعفاته، وكيفية علاجه؛ لذا تابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.



ما هي أعراض عسر البلع؟

يصاحب عسر البلع أعراض عدة نذكرها فيما يأتي:

  1. عدم قدرة المريض على البلع.
  2. شعور المريض بالألم عند البلع.
  3. المعاناة من بحة في الصوت.
  4. المعاناة من حرقة مُتكررة في المعدة.
  5. فقدان وزن المريض بسرعة، وبشكلٍ غير متوقع.
  6. شعور المريض بتعسُّر الطعام في صدره، أو حلقه، أو خلف عظم القص.
  7. القَلَس.
  8. معاناة المريض من ارتجاع الطعام، أو أحماض المعدة.
  9. التقيؤ أو الكحة عند البلع.
  10. اضطرار المريض إلى تقطيع الطعام قطعاً صغيرةً جداً، وفي بعض الحالات لن يتمكن من تناول بعض الأطعمة.
  11. سيلان اللعاب بشكلٍ مستمر.
  12. إصابة المريض المتكررة بالتهاب ذات الرئة.

ما هي أسباب عسر البلع؟

تتصف عملية البلع بالتعقيد، ولكن يمكن أن تنقسم أسباب عسر البلع تبعاً لنوعه؛ نوضح لكم ذلك فيما يأتي:

1. عسر البلع الفموي البلعومي:

يصعب في هذا النوع من عسر البلع، تحريك الطعام من الفم إلى الحنجرة والمريء عند البلع، وقد يختنق المريض، أو يشعر بالسُعال عند محاولته بلع الطعام. وقد يشعر أيضاً بأنَّ الطعام والسوائل يدخلون في الرغامى، أو يصعدون إلى أعلى الأنف؛ الأمر الذي يؤدي إلى احتمال إصابة المريض بالالتهاب الرئوي.

ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بعسر البلع الفموي البلعومي؟

من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بعسر البلع الفموي البلعومي، نذكر الآتي:

  1. تلف الأعصاب: يؤثَّر تلف الأعصاب الناتج عن إصابات الحبل الشوكي والمخ، أو الإصابة بالسكتة الدماغية، في عملية البلع.
  2. مرض السرطان: يمكن أن تحدث صعوبة البلع نتيجة الإصابة ببعض أنواع السرطانات، وبعض علاجاتها مثل: الإشعاع.
  3. الاضطرابات العصبية: يمكن أن يحدث عسر البلع نتيجة الإصابة باضطراباتٍ عصبيةٍ معيَّنة، مثل: الحثل العضلي، والتصلب المتعدد، ومرض باركنسون.
  4. رتج زنكر (الرتج البلعومي المريئي): هو جيب صغير يكوِّن ويجمع جزيئات الطعام في الحنجرة، فوق المريء، ومن أعراضه: تصبح رائحة النفس كريهة، أو حشرجة متكررة بالحنجرة، أو السعال وسماع صوت غرغرة.
إقرأ أيضاً: 6 وصفات طبيعية لعلاج التهاب الحلق في فصل الشتاء

2. عسر البلع المريئي:

يشعر المريض في حالة عسر البلع المريئي، بالتصاق الطعام، أو وقوفه في الصدر، أو في قاعدة الحلق بعد البدء بالبلع. ومن أسباب عسر البلع المريئي نذكر لكم:

  1. أورام المريء: يتفاقم عسر البلع المريئي في حالة وجود أورام المريء.
  2. المعالجة الإشعاعية: يمكن أن تؤدي المعالجة الإشعاعية لمرض السرطان إلى التهاب المريء وتندُّبه.
  3. تعذُّر الارتخاء المريئي: يمكن في هذه الحالة أن تكون عضلات جدار المريء ضعيفةً، أو يمكن أن تكون المصرَّة؛ أي عضلات المريء السفلية، لا تسترخي بشكلٍ صحيح؛ الأمر الذي يؤدي إلى عدم السماح للطعام بالدخول إلى معدة المريض، ممَّا يتسبب في إعادة الطعام إلى حنجرته.
  4. التضيُّق المريئي: يمكن أن يتسبب تضيُّق المريء في احتجاز قطع الطعام الكبيرة. ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ تضيُّق المريء يمكن أن يحدث نتيجة الأورام أو الأنسجة الندبية، والتي غالباً ما تنتج عن الجزر المعدي المريئي.
  5. الحلقة المريئية: يمكن أن تكون المنطقة الرقيقة الضيقة في المريء السفلي، هي السبب في حدوث صعوبة بلع الأطعمة الصلبة بشكلٍ متقطع.
  6. التهاب المريء اليوزيني: تنتج هذه الحالة عن اكتظاظ الخلايا التي تسمى "الخلايا اليوزينية". ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ هذه الحالة يمكن أن تكون مرتبطة بحساسية الطعام.
  7. الجزر المعدي المريئي: يتسبب ارتجاع حمض المعدة إلى المريء في تلف أنسجة المريء؛ الأمر الذي ينتج عنه تندُّب، أو تقلص، أو تضيُّق المريء السفلي.
  8. تصلُّب الجلد: إنَّ نمو النسيج الشبيه بالندبة، والذي يؤدي إلى تصلُّب وتقلُّص الأنسجة، يمكن أن يتسبب في إضعاف المَصرَّة المريئية السفلية؛ الأمر الذي يسمح لحمض المعدة بالرجوع إلى المريء.
  9. تقلُّص عضلي منتشر: في هذه الحالة، وبعد عملية الابتلاع، تحدث تقلُّصات مريئية متعددة غير منسقة وعالية الضغط، كما تتأثر جدران المريء السفلية بالتقلُّصات المنتشرة في العضلات اللاإرادية.
إقرأ أيضاً: أمراض الجهاز الهضمي وكيفية تحصينه منها

ما هي المضاعفات الناتجة عن عسر البلع؟

تنتج عن الإصابة بعسر البلع مضاعفات عدة، ومن أهم هذه المضاعفات نذكر لكم الآتي:

1. الالتهاب الرئوي الشفطي:

يحدث الالتهاب الرئوي الشفطي بسبب الأطعمة والسوائل التي تدخل مجرى الهواء عند محاولة البلع؛ حيثُ إنَّ هذه الأطعمة يمكن أن تُدخِل معها البكتيريا والجراثيم إلى الرئتين. 

2. فقدان الوزن وسوء التغذية والجفاف:

يجد المصاب بعسر البلع صعوبةً بالغةً في تناول الكمية الكافية من الغذاء والماء، والتي يحتاج إليها جسمه.

3. الاختناق:

عند التصاق الطعام في الحلق، يمكن أن يحدث الاختناق في حال كان الطعام يسد مجرى الهواء بشكلٍ تام، ويمكن أن تحدث الوفاة في حال لم يكن هناك أيُّ تدخل من شخصٍ آخر. ومن أهم الإجراءات التي يمكن أن يتخذها المُسعف "مناورة هايلمخ"، وهي معالجة الغصَّة بالطرد الضغطي.

كيف يُعالج عسر البلع؟

يُعالَج عسر البلع تبعاً لنوع اضطراب البلع وسببه لدى المريض، وبذلك تكون أهم طرائق العلاج كما الآتي:

1. معالجة عسر البلع المريئي:

تتضمن طرائق معالجة عسر البلع المريئي كلاً ممَّا يأتي:

  1. الجراحة: يمكن إجراء جراحة لإخلاء مسار المريء، وذلك في الحالات الآتية: تعذُّر الارتخاء، أو ورم المريء، أو الرتج البلعومي المريئي.
  2. توسيع المريء: يمكن أن يستخدم الطبيب منظاراً داخلياً متصلاً ببالون خاص، بهدف تمديد وزيادة عرض المريء عند المريض، أو يمكن أن يمرر أنبوباً مرناً أو أنابيب لتمديد المريء وتوسيعه.
  3. الأدوية: يمكن استخدام الأدوية لمعالجة عسر البلع في الحالات الآتية:
    • تُستخدم الكورتيكوستيرويدات إذا كان عسر البلع ناتجاً عن الإصابة بمرض التهاب المريء اليوزيني.
    • تُستخدم الأدوية الفموية التي تُصرف بوصفةٍ طبية لتقليل حموض المعدة، إذا كان عسر البلع ناتجاً عن الإصابة بالجزر المعدي المريئي.
    • تُستخدم الأدوية المرخِّية للعضلات الملساء في حال كان عسر البلع ناتجاً عن الإصابة بالتقلُّص المريئي.

2. معالجة عسر البلع الفموي البلعومي:

يمكن في حالة عسر البلع الفموي البلعومي، أن يقوم الطبيب المعالج بإحالة المريض إلى مختص أمراض تخاطب وبلع؛ حيثُ يمكن أن يتضمن العلاج الإجراءات الآتية:

  1. تعلُّم تمرينات معالجة عسر البلع: توجد بعض التمرينات التي تساعد على تنسيق العضلات المسؤولة عن البلع، أو إعادة تحفيز الأعصاب التي تُسبِّب عسر البلع.
  2. تعلُّم أساليب البلع: يمكن أن يقوم المعالِج المختص بتعليم المريض طرائق لوضع الطعام داخل فمه، أو لضبط موضع جسمه ورأسه لمساعدته في عملية البلع. كما يمكن أن يقوم المختص أيضاً بتعليم المريض أساليب وتمرينات جديدة للبلع، لمساعدته على التعويض عن عسر البلع الناتج عن المشكلات العصبية، مثل: مرض باركنسون، أو مرض الزهايمر.

3. معالجة عسر البلع الشديد:

في حال كان عسر البلع شديداً لدرجةٍ لا تتيح للمريض أن يتناول الطعام والشراب بشكلٍ كافٍ لاحتياجاته، عندها يمكن أن يقوم الطبيب المعالج بالإجراءات أدناه:

  1. نظام غذائي خاص غني بالسوائل: يمكن أن يوصي الطبيب باتباع المريض لنظام غذائي خاص غني جداً بالسوائل، فذلك يساهم في الوقاية من الجفاف، والحفاظ على وزن صحي.
  2. أنبوب الإطعام: في بعض حالات عسر البلع، يمكن أن يقوم الطبيب بوضع أنبوب إطعام للمريض ليتم تجاوز الجزء الذي لا يعمل بشكلٍ طبيعي في آلية البلع.
إقرأ أيضاً: حلول سريعة لعلاج عسر الهضم

4. العمل الجراحي:

في بعض الحالات، يمكن أن يقوم الطبيب المعالج بإجراء عملٍ جراحي لتخفيف مشكلات عسر البلع الناتجة عن كل من: شلل الحبل الصوتي، انسداد الحلق أو تضيُّقه بما في ذلك حالات النتوءات العظمية، تعذُّر الارتخاء المريئي، الرتج البلعومي المريئي، سرطان المريء، الجزر المعدي المريئي. وبعد القيام بالعمل الجراحي، عادةً ما يكون علاج النطق والبلع مفيداً للمرضى.

يتم اعتماد الإجراء الجراحي تبعاً لسبب عسر الهضم، ومن الأمثلة عن ذلك:

  1. تركيب الدعامة: يقوم الطبيب في هذا الإجراء بإدخال أنبوب بلاستيكي أو معدني بهدف فتح الانسداد أو التضيُّق في المريء. ويمكن أن نميز نوعين من الدعامات:
    • دعامات دائمة: مثل الدعامات المستخدمة لمرضى سرطان المريء.
    • دعامات مؤقتة: يمكن إزالة هذه الدعامات في أيِّ وقتٍ كان.
  2. إجراء هيلر وبضع العضل بالمنظار: يُستخدم هذا الإجراء للمرضى الذين يعانون من عسر البلع نتيجة الإصابة بتعذر الارتخاء المريئي؛ حيثُ يُستخدم لقطع العضلات بالطرف السفلي للمريء، وذلك عندما يتعذر فتح وتحرير الطعام في المعدة.
  3. قطع عضلي بالتنظير عبر الفم: تُقطَع في هذا الإجراء العضلة في الطرف السفلي من المصرَّة، وذلك من خلال استخدام منظار داخلي يدخل من فم المريض وأسفل حلقه، لإنشاء شق في بطانة المريء.

وبذلك، نكون قد قدمنا لكم أهم أسباب عسر البلع، وأعراضه، وكيفية علاجه.

المصادر: 1، 2




مقالات مرتبطة