تأمل في هذا النص الملئ :
(إحتج إلى من شئت تكن أسيره..
وأستغن عمن شئت تكن نظيره...
وتفضل على من شئت تكن أميره) (الإمام علي) (ع) .
الأمراء ليسوا الذين فتحوا أعينهم فوجدوا ملاعق الذهب في أفواههم ولا الذين يتوارثون الأمارة أبا عن جد, ولا الذين نصبتهم ظروف معينة أمراء على الناس, الأمراء أمراء القلوب وأنت الفقير, الأعزل المستضعف الذي لا تملك الثروة والجاه والسسلطان, يمكن أن تكون, من وجهة نظر إسلامية, أميرا كذلك .
تأمل هذا النص الموحي أيضا : (طلبت الرئاسة فوجدتها في النصيحة لعباد الله) .
والنصيحة هي الإخلاص في الخدمة فإذا أردت عزا ب عشيرة وهيبة بلا سلطان فاخرج كما في الحديث – من ذل معصية الله إلى عز طاعته, هناك تجد إمارة غير قابلة للخلع والإقالة والتنحية, أللهم إذا قررت بنفسك الإستغناء عنها بعزوفك عن خدمة الناس و إلا فليس هناك قوة على وجه الأرض بقادرة على أن تطيح بإمارتك.
وإذا فالتسلسل الترتيبي المتصاعد للجميل, هو :
1- إعرف الجميل .
2- رد الجميل .
3- إصنع الجميل .
كيف أعرفه؟ أحب للناس ما أحبه لنفسي .
كيف أرده ؟ بمثله ...أو بأحسن منه.
كيف أصنعه ؟ بالمبادرة إليه .
تأمل كذلك في النص الحافل بالأريحية من نصوص آداب السلوك الإسلامي الإنساني (الأتكيت) : (إذا حييت بتحية فحيي بأحسن منها, وإذا أسديت إليك يد فكافئها بما يربي عليها, والفضل مع ذلك للبادئ) !
تحليل النص :
في النص (إحسانان): معنوي وهو التحية , ومادي وهو (اليد), (التحية) رمز أو تعبير لكل إحسان معنوي, أي قابل كل إحسان معنوي بأحسن منه , كما تفعل ذلك في التحية تماما .
اليد رمز تعبير لكل عطاء أو إحسان مادي, وهو أيضا يجب أن يقابل بمكافأة مجزية.
ورغم أن الرد أكبر , لكن الأفضلية للبادئ, لأنه صاحب المبادرة !
وإذا فالجميل الإسلامي – وهو إنساني بالطبع – لا يساوي الجميل بالجميل مثقالا بمثقال, بل يربو ويرجح ويزيد عليه لتكون المكافأة أكبر وأجزل, ويبقى الفضل بين البادئ والمكافئ للبادئ لأنه المبادر والسباق والمحرك لعملية الإحسان .
المصدر: شباب عنت
أضف تعليقاً