عادات مُدمِّرة يملكها الأشخاص التعيسون

يقال إنَّ السعادة هي حالة ذهنية، وهذا صحيحٌ إلى حدٍّ ما، لكنَّني أعتقد أنَّ السعادة أو التعاسة تتعلقان بعاداتنا أكثر؛ وذلك لأنَّ الأشخاص التعيسين يملكون عادات مدمِّرة في حياتهم، إنَّها حقيقة محزنة، لكنَّ 33% من الأمريكيين فحسب يعدُّون أنفسهم سعداء.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "ستيفن أيتشيسون" (Steven Aitchison)، ويقدِّم لنا فيه 10 عادات يملكها الأشخاص التعيسون.

إنَّنا نعيش في عالم مليء بالفرص؛ إذ يمكن لأي شخص أن يختار الحياة التي يريد أن يعيشها، لكن لا أحد يفعل ذلك، بل بدلاً من ذلك نرى التعاسة في كل مكان، من الشخص الذي ينفد صبره في الوقوف في الدور في محل البقالة، إلى الأشخاص الذين يعملون في وظائف يكرهونها بشدة.

الفرق الوحيد بين الشخص السعيد الذي يبدو أنَّه لا يكترث لأي شيء في العالم، والشخص التعيس الذي يسيطر عليه البؤس، هو الخيارات التي يتخذانها كل يوم، فكل خيار يتكرَّر يصبح عادةً، والعادات تُملي كل شيء في حياتنا من تجاربنا إلى نتائجنا وكل شيء بينهما.

فيما يأتي 10 عادات مُدمِّرة يملكها الأشخاص التعيسون:

1. يعيشون لإرضاء الآخرين:

هذه العادة مُدمِّرة جداً لأنَّك تختار أن تعيش حياتك محاولاً إسعاد جميع الناس، ومن ثمَّ تفشل في إسعاد نفسك؛ وذلك لأنَّ أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها لنفسك هي اكتشاف ما يدفعك بحق إلى مستوى عاطفي عميق ومن ثمَّ القيام به.

2. لديهم خوف كبير من النقد:

صرَّح المؤلِّف الأمريكي "نابليون هيل" (Napoleon Hill)، في كتابه الذي يحمل اسم "فكِّر تصبح غنياً" (Think and Grow Rich)، أنَّ الخوف من النقد يسلب من الشخص مبادرته، ويدمِّر قدرته على التخيُّل، ويحدُّ من شخصيته الفردية، ويسلب اعتماده على نفسه، ويُلحق الضرر به بعدة طرائق أخرى، فقد يقضي معظم الناس أيامهم في القلق بشأن ما يعتقده الآخرون بشأنهم، ويبذلون جهوداً كبيرة لكي يبدون جيدين أو ليحفظوا ماء وجههم، وما يثير السخرية هو أنَّ هؤلاء الأشخاص أنفسهم يُنهكون أنفسهم بالتفكير في آراء الناس بهم.

3. يمارسون الحديث الذاتي السلبي:

إنَّ جميع الأفعال التي نقوم بها مستمدة ممَّا نقوله لأنفسنا يومياً؛ إذ يخاطب الأشخاص التعيسون أنفسهم عادةً بعباراتٍ، مثل: "لا أعرف كيف"، أو "إنَّه صعب جداً"، أو "لا يمكنني فعل ذلك".

فالأمر الأساسي للتغيير هو البدء في إعادة صياغة هذه الأفكار إلى أفكار إيجابية، وسيتطلَّب الأمر بعض التدريب، وستجد نفسك سلبياً في مرات عدة، لكن إذا كنت تريد أن تكون شخصاً أكثر سعادة، فعليك أن تبدأ في إجراء تلك التغييرات.

4. ينظرون بتشاؤم إلى كل شيء:

يكون الشخص متشائماً نتيجةً للعادات السلبية التي طوَّرها طوال عدة سنوات، فمن الصعب جداً التخلُّص من هذه العادة، لأنَّها تصبح متأصِّلة في عقلك، وتصبح جزءاً طبيعيَّاً منك، ويكون تفكيرك أو رد فعلك الأول في أي موقف كان، سلبياً.

سيتطلَّب الأمر منك لكي تصبح شخصاً متفائلاً، تطوير مهارات عقلية جديدة، وإعادة برمجة عملية التفكير بأكملها لرؤية الفرصة في كل شيء بدلاً من مواجهة المصاعب، ويمكن القيام بذلك تدريجياً من خلال النظر إلى موقفك بوعي واختيار رؤية الفرصة بدلاً من الصعوبة.

5. يتركون الماضي يُملي مستقبلهم:

إذا كان لديك ماضٍ مليء بالسلبيات والتجارب السيئة، فمن المحتمل أن تعكس شخصيتك هذا الأمر، فلا يمكنك تغيير ماضيك، والسماح لنفسك بالبقاء مرتبطاً به لن يؤدي إلا إلى التأثير فيك سلبياً، لذا تعلَّم أن تتخلَّ عن الأشياء التي لا تستطيع السيطرة عليها، وركِّز على الحاضر، وما الذي يمكنك تحقيقه اليوم.

شاهد: 7 عادات سيئة تنفر الآخرين منك

6. تكون حركتهم قليلة:

إنَّ الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام يكونون أكثر سعادة من أولئك الذين لا يمارسونها، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها؛ إذ إنَّ الجلوس لساعات طوال لن يساعدك على الشعور بالسعادة، لذا انهض، وتحرَّك، واخرج، واصعد السلالم، وتمشَّ، وانضم إلى النادي الرياضي، واركب دراجتك؛ إذ يؤدي هرمون "الإندورفين" (Endorphins) الذي يُفرز في أثناء النشاط دوراً كبيراً في تغيير مزاجك، لذلك إذا لم تكن نشيطاً، حاول أن تكون كذلك.

7. يكونون شديدي القلق:

إنَّ القلق هو خيار مثل أي شيء آخر، فمعظم الناس يعرفون أشخاصاً شديدي القلق، وربما يكون أحد أفراد أُسرنا كذلك، فالقلق هو مضيعة للوقت، لكنَّه يسبِّب كثيراً من التعاسة، وهو محض خوف، والخوف ليس سوى عذر فاشل لعدم تقبُّل شيء ما.

لذا لا تضيِّع دقيقة أخرى من حياتك في القلق بشأن أشياء ليس لديك سيطرة عليها، على سبيل المثال، القلق بشأن تحطُّم الطائرة التي ستصعد على متنها هو خوف غير مُبرَّر؛ إذ تشير الإحصاءات إلى أنَّ احتمال حدوث ذلك أقل من التعرض لصاعقة، ففي كلتا الحالتين، أنت تُضحِّي بقدرتك على الاسترخاء والاستمتاع بالأشياء الخارجة عن سيطرتك.

8. لا يمكنهم الغفران والنسيان:

إنَّ الاحتفاظ بالمشاعر السيئة تجاه شخص ما أو شيء ما يشبه حمل وزن ثقيل على عاتقك، فقد مررنا جميعنا بتجارب سيئة تركت أثراً سيئاً في داخلنا؛ إذ إنَّ الغفران هو الحل، وهو مفهوم قوي بصورة لا تُصدَّق، فربما قد تعرَّضت للظلم أو اتخذت قراراً سيئاً في حياتك، لكن يجب أن تتعلَّم منه وتتجاوزه.

9. يسعون إلى الكمال:

نعرف جميعاً شخصاً يَعُدُّ نفسه ساعياً إلى الكمال، ومن الممكن أن تكون أنت كذلك، وقد تبدو محاولة السعي إلى تحقيق الكمال في كل ما تفعله شيئاً جيداً، لكن إذا بالغت فيها، فقد تكون ضارَّة بصحتك العاطفية جداً؛ إذ يمكن أن يؤدي السعي إلى الكمال إلى مجموعة من مشكلات الصحة العقلية، مثل: الاكتئاب، والقلق، واضطرابات الأكل، والتعاسة المزمنة.

لذا تذكَّر أنَّه من الممكن القيام بكل شيء بأسلوب أفضل، لكن لا بأس إذا لم يكن الأمر كذلك؛ إذ لا ينبغي أن يكون هدفك هو الكمال، بل يجب أن يكون هدفك هو التحسين والنمو الشخصي.

إقرأ أيضاً: عادات وتقاليد اجتماعية سيئة يجب التخلّص منها

10. يعرِّفون عن أنفسهم من خلال وظائفهم:

يوجد أكثر من 70% من الناس يكرهون وظائفهم، فنحن نعيش في مجتمع ننظر فيه إلى أنفسنا من خلال ما نقوم به من أجل لقمة العيش وليس من خلال من نحن عليه في الواقع، فهذه مشكلة أساسية، وتؤدي إلى عدم القدرة على فصل أنفسنا عن وظائفنا.

إقرأ أيضاً: 7 عادات بسيطة قد تسرق سعادتك

في الختام:

إنَّ السعادة هي خيار، لكن يجب علينا تبنِّي العادات الجيدة والتخلُّص من العادات السيئة أولاً، سيستغرق الأمر وقتاً وممارسة، خاصةً إذا كنت متهكِّماً مدى الحياة، وإذا وجدت نفسك مذنباً بأي من العادات السابقة، فألقِ نظرة فاحصة على نوعية حياتك، قد ترغب في إجراء تغيير واختيار السعادة.




مقالات مرتبطة