طريقتان للتخلص من إجهاد اتخاذ القرار عند المدراء

يشير إجهاد القرار إلى انخفاض جودة قراراتك، وذلك مع كل خيار جديد عليك اتخاذ قرار بشأنه. وإذا كنت قد خططت يوماً لحدث ما، أو أعدت تصميم منزل أو اشتريت سيارة جديدة، فربما تتذكر الإرهاق واللامبالاة اللذين تَسبَّبا لك في النهاية بمواجهة الكثير من الخيارات.



مسؤولية اتخاذ القرار:

تضع العديد من الشركات المديرين في خطر الإجهاد الناجم عن اتخاذ القرارات من خلال إنشاء عمليات لإدارة الأداء والتعويض والتوظيف والتطوير، والتي تتطلب تقييم أشخاص عدة بناءً على عوامل متعددة في فترة زمنية قصيرة. على سبيل المثال، عند المراجعات السنوية للمواهب أو المكافآت، يُطلب من المديرين اتخاذ قرارات هامة وحازمة بشأن موظفيهم في أقل من أربعة أسابيع، فضلاً عن قيامهم ببقية مهامهم الوظيفية أيضاً.

يمكن أن يؤدي إجهاد القرار إلى اتخاذ قرارات متهورة وغير عقلانية، يمكن أن تؤثر في دقة القرارات الحاسمة المتعلقة بترقية الموظفين وعملية التوظيف ومنح التعويضات؛ إذ تُظهِر الأبحاث أنَّه عندما نشعر بالتعب، فإنَّنا نميل إلى استخدام أساليب مختصرة لاتخاذ القرارات، بدلاً من التفكير المُجهد حول إيجابيات وسلبيات اختيارنا. وفي حين أنَّ الأساليب المختصرة يمكن أن توفر الوقت والجهد على صانعي القرار، إلا أنَّه يمكن أن تمثل أيضاً إشكالية كبرى بالنسبة إلى اتخاذ القرارات المتعلقة بإدارة المواهب، لأسباب عدة.

أولاً: إنَّ تقليل مستوى الطاقة العقلية المطلوبة لاتخاذ القرار يمكن أن يؤدي إلى تسهيل عملية اتخاذ القرار. على سبيل المثال، قد يختار المديرون الذين يعانون من الإرهاق دفع المبلغ نفسه إلى الجميع لأنَّه أمرٌ سريع وسهل، بدلاً من التقييم الجدِّي للتحقق فيما إذا كان بعض الموظفين يضمنون مستويات أعلى من الاستثمار بالنظر إلى مساهماتهم السابقة وإمكاناتهم المستقبلية.

ثانياً: يمكن أن يؤدي استخدام أساليب مختصرة إلى اتخاذ قرار متحيز، كأن يعكس اتخاذ قرارهم مثلاً تحيُّزاً إلى أمر مألوف وليس بجديد، وقد يشير هذا الأمر إلى أنَّ الموظفين الذين تمَّت ترقيتهم من قِبل مدير في الماضي يمكن تفضيلهم على الموظفين الذين لم تتم ترقيتهم، أو أنَّ الموظفين الذين ينتمون إلى بيئة المدير قد يتم تفضيلهم على الموظفين الذين ليسوا كذلك. قد يكون لهذا التحيز عواقب وخيمة على الأقليات من المجموعات الديموغرافية.

سيكون من الصعب التخلص تماماً من الإرهاق الناجم عن اتخاذ القرار بِعَدِّه خطراً، ولكن هناك أشياء يمكن لمؤسستك القيام بها للتخفيف من آثاره السلبية.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح لاتخاذ قرارات أفضل

إجراء مراجعات لقياس المواهب:

يمكن لجلسات المعايرة أن تقلل من إجهاد قرارات المدير الفردية، ولكن فقط إذا أُجريت بالطريقة الصحيحة. أحد الأسباب الأكثر إلحاحاً لعقد جلسات المعايرة هو أنَّ المحادثات التي يروجون لها تزوِّد المديرين بفهم أعمق للمهارات والقدرات الفريدة التي يجب أن يقدمها موظفوهم، لكن هذا الأمر لا ينجح إلا إذا وفَّرت الوقت الكافي لمناقشة آراء الموظفين؛ إذ إنَّ مشاركة عدد كبير جداً من الموظفين أو الفشل في تخصيص وقت كافٍ للحديث عن الموظفين في جلسة ما يتعارض مع هدفهم.

في الواقع، عندما يتم تصميم مراجعات المعايرة بشكل غير فعَّال، يمكن لإجهاد اتخاذ القرار أن يصبح أكثر احتمالية؛ فقد يسرع الناس في تقييم الموظفين حتى يتمكنوا من إنهاء الاجتماع في الوقت المحدد.

إقرأ أيضاً: 4 طرق لجذب أفضل المواهب إلى الشركات

الإجهاد الناجم عن اتخاذ القرار:

يمكن أيضاً أن يساعد عقد جلستين إضافيتين حول أفضل الممارسات في مجال المعايرة على التخفيف من آثار الإجهاد الناجم عن اتخاذ القرار؛ أولاً، ضمِّن مجموعة متنوعة من المراجعين ذوي وجهات النظر والآراء المتنوعة؛ إذ تشير الأبحاث إلى أنَّ أعضاء المجموعة يمكن أن يعملوا كنظام لفحص وموازنة تحيزات الأفراد؛ وذلك فقط إذا لم يُظهر جميع أعضاء المجموعة التحيز نفسه. كما يمكن أن يساعد إضافة مقيِّمين لا يشبهون الأعضاء الآخرين في المجموعة على ضمان اكتشاف التحيزات وحلها قبل أن تؤثر في عملية اتخاذ القرار.

وثانياً، رتِّب التقييم عشوائياً، فقد يكون الاضطرار إلى تقييم عدد كبير من الموظفين في فترة زمنية قصيرة أمراً لا مفر منه في بعض الحالات؛ لذا، من المفيد إجراء ترتيب عشوائي لتقييم الموظفين. أظهرت الأبحاث أنَّ الترتيب الذي يتم به تقييم الأفراد يمكن أن يؤثر في كيفية تقييمهم. فبدلاً من استخدام بعض المعايير التعسفية، مثل كنية الموظف أو مديره، لطلب التقييم، أنشئ عملية موحدة لتحديد التقييم الذي يمكن استخدامه في جميع أنحاء المؤسسة.

شاهد بالفيديو: 5 خطوات لإتقان فن اتخاذ القرارات

تقديم التغذية الراجعة باستمرار:

تتمثل إحدى الاستراتيجيات لتقليل الإجهاد الناجم عن اتخاذ القرار في نشر عدد القرارات التي تتخذها مع مرور الوقت. يمكن للمديرين تسهيل عدد القرارات الحاسمة التي يجب عليهم اتخاذها في أثناء المراجعات السنوية من خلال المشاركة في حوار مستمر مع الموظفين حول أدائهم وتقدمهم وتوقعاتهم على مدار العام؛ إذ يمكن أن تساعد معالجة هذه الموضوعات على مراحل صغرى في تقليل عبء اتخاذ القرار من حيث عدد القرارات التي يجب اتخاذها وكذلك مستوى أهميتها.

يواجه المديرون عدداً هائلاً من القرارات كل يوم. وفي حين أنَّ بعضها قد يكون غير هام، فإنَّ بعضها الآخر، مثل تحديد من يستحق الترقية أو المكافأة، له عواقب وخيمة على الأمد الطويل.

من الهام التأكد من أنَّ عملية مراجعة المواهب في مؤسستك تحمي المديرين من التعرض لإرهاق اتخاذ القرار؛ إذ إنَّ ذلك يؤدي إلى تمتع المديرين بالسلامة، ويؤكد على العدالة والدقة في عملية اتخاذ القرارات المرتبطة بإدارة المواهب.

المصدر.




مقالات مرتبطة