طريقة مميزة لتتعرَّف على رغباتك الحقيقية وتحققها

هل تساءلت يوماً ما الذي تريده من الحياة؟ وما هو الهدف الذي تريد تحقيقه؟ أهو بناء عائلة أم النجاح المهني والمادي أم عمراً مديداً أم كل ما سبق؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المُدوِّنة "إرين فالكونر" (ERIN FALCONER)، وتروي لنا فيه تجربتها في تحديد أهدافها ورغباتها.

ربما سألت نفسك في السابق؛ لكنَّك نسيت الموضوع سريعاً، وعادة ما تُملي علينا أفعالنا وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وما تُقدِّمه من موسيقى وأفلام وإعلانات ورياضة.

لكل ما سبق تأثير كبير حتى في اختيارنا للطعام واللباس وطريقة الحديث نتيجة التعرُّض المستمر للمعلومات طوال الوقت، وغالباً لا يكون هدف تلك المؤثِّرات لمصلحتنا؛ إنَّما بيع منتج أو خدمة أو زيادة التأثير في البشر.

في حال لم ترضخ لتلك المؤثِّرات واخترت شيئاً مختلفاً ستواجه اعتراضاً كبيراً من الأصدقاء والعائلة وشركاء العمل، ونتيجة لذلك ستظنُّ واهماً بأنَّك مستمتع بعملك وسعيد بمكان سكنك، وأنَّ كل المنتجات التي تستخدمها مناسبة ومفيدة، لكن إذا فكَّرت بعمق ستجد أنَّك لست متأكداً من كل ما سبق وستسأل نفسك: هل أنا سعيد حقاً بعملي أم أقوم به فقط لأجل المال؟ وهل أنا راضٍ عن نصائح أصدقائي أم أتقبلها فقط لأنَّني لا أملك خياراً آخر؟

هنا يكمن السؤال الحقيقي: هل تدرك حقاً ما الذي تريده؟ والجواب هو نعم؛ لكنَّك في البداية بحاجة إلى أن توجِّه لنفسك هذا السؤال.

إذا مررت بظرف صعب لا تتَّخذ موقفاً سلبياً بعدم فعل شيء؛ فالقليل من الإيجابية سيغيِّر الوضع إلى ما تريده، لكن قد تكون المشكلة في عدم معرفة الخطوات العملية الصحيحة التي يجب أن تبدأ بها، وكلَّما فكرت في الأمر ازداد تعقيداً، وقد تصل إلى مرحلة الاستسلام والعودة إلى نقطه الصفر.

يجب أن تتجنَّب تأثير الإعلانات وصيحات الموضة وحتى نصائح الآخرين لكي تتعرَّف إلى رغباتك الحقيقية؛ فكل ما تحتاج إليه هو وقت خاص بك للتفكير والخروج بكل رغباتك.

بالتأكيد لن تجد طرائق سحرية وسريعة للحصول على كل ما تطلبه، فمثلاً الصحة والسعادة هما حالات طبيعية ولا يمكن أن يشكِّلا غاية في ذاتهما، وكذلك المال والسلطة؛ لأنَّهما مجرَّد وسيلة لتحصل على الأشياء التي تريدها والتي تجعلك سعيداً.

في النهاية، الحياة الطيبة تعني أن تكون سعيداً وبصحة جيدة ولديك توازن داخلي وفهم حقيقي لذاتك، أما إذا كنت مشوَّشاً ولا تُدرك ما الذي تريده في الحياة ستظلُّ قلقاً ومتوتِّراً مهما امتلكت من مال أو سلطة.

سيساعدك التمرين الذهني الآتي لتكتشف رغباتك الحقيقة:

أهمية تحديد ما تريد:

لا توجد طرائق سهلة لمعرفة الجواب الحقيقي على هذا السؤال؛ لأنَّه سؤال شخصي بحت وأنت الوحيد القادر على الإجابة عنه؛ لكنَّني أستطيع إخبارك بالطرائق الصحيحة لتطرح هذا السؤال، والجواب سيكون تعبيراً عن رغباتك الصادقة والعميقة التي تجعلك سعيداً.

في البداية خصِّص لنفسك وقت فراغ بحدود نصف ساعة إلى ساعة بعيداً عن كل مصادر التشتيت مثل الهاتف والكمبيوتر والتلفاز وغيرها، ثم خذ ورقة بيضاء وفي أعلاها اكتب بخط كبير: "أنا أريد.."، بعد ذلك اكتب أول شيء يخطر في بالك حتى لو بدا لك سخيفاً، فلا أحد غيرك سوف يطَّلع على هذه الورقة، استمر في الكتابة وستتمكن من تحديد أول 5 إلى 10 رغبة بسهولة ولن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً، بعد ذلك ستجد الأمر ممتعاً.

استمر في كتابة كل ما تجده حقيقياً وممتعاً وبسيطاً إلى أن تصل إلى 100 رغبة، وبالعودة إلى السؤال الرئيسي فإنَّ جوابه سيكون رغبة من الرغبات المكتوبة والتي بتحقيقها ستجلب لك السعادة والمال والنجاح.

شاهد بالفديو: كيف تطوّر ذاتك وتقوّي شخصيتك

مثال من تجربتي:

طبَّقت التمرين السابق وقد استطعت بعد مرور 15 دقيقة من كتابة 95 إجابة، وكانت الرغبات الأولى تقليدية مثل: "أريد أن أكون ثرية" و"أريد تكوين صداقات أكثر"، و"أريد منزلاً كبيراً"، لكن لاحقاً بدأت تظهر إجابات غريبة مثل: "أريد أن أقرأ أفكار الآخرين"، و"أريد أن أطير"، لا تقلق فهذا شيء طبيعي، فبعد كتابة 20 أو 30 إجابة ستبدأ الرغبات الغريبة في الظهور، أشياء لم تكن تظن أنَّ لديك رغبة فيها.

أنت تشعر الآن بالتأكيد بالفضول لمعرفة الجواب الخاص بي، والذي كان بمنزلة وعي جديد أنار ذهني وهو: "أريد أن أساعد الآخرين ليكونوا سعداء وأغنياء ولديهم كامل السيطرة على حياتهم"، أظن أنَّ الرسالة الخفية وراء هذه الرغبة هي أنَّ مساعدة الآخرين قدر المستطاع تساعد الإنسان على أن يحقِّق كل ما يريد ويكون سعيداً.

إقرأ أيضاً: 22 طريقة للإحساس بالسكينة الذهنية والروحية والجسدية

في الختام:

أفعالنا هي انعكاس لشخصيتنا، ولهذه الأفعال تأثير في الآخرين حولنا، وأشجِّعك أن تنظر إلى كل شيء في الحياة على أنَّه انعكاس لما في داخلك، ولا تنسَ السؤال الأهم "ما الذي أريده حقاً؟".




مقالات مرتبطة