طريقة سهلة لزيادة الشعور بالتواصل مع الآخرين

تظهر الأبحاث أنَّ وجودك في الطبيعة إن كان مشياً في الغابة أو مراقبة غروب الشمس الجميل، أو مجرد الاعتناء بالنباتات، يُحسن صحتك النفسية والجسدية، وسلامتك الاجتماعية أيضاً.



توجهنا الطبيعة نحو اهتمام أكبر بالآخرين والتواصل معهم؛ إذ:

  • يبدو أنَّ الوجود في الطبيعة يزيد من دافع الفرد للاهتمام بالآخرين.
  • تقوي الطبيعة إحساس المرء بالارتباط الاجتماعي، حتى عند التعامل معها وحده.
  • تشمل الأسباب التي تفسِّر توجيه الطبيعة الناس نحو تواصل أكبر مع الآخرين، انخفاض التركيز على الذات وزيادة الرهبة.

في الواقع، يبدو أنَّ وجودنا في الطبيعة يوجهنا نحو مزيد من الاهتمام بالآخرين والتواصل معهم، في دراسة من "جامعة روتشستر" (University of Rochester)، طلب الباحثون من المشاركين مشاهدة عرض شرائح إما لبيئات طبيعية أو بيئات من صنع الإنسان، ثم إكمال استبانة لتقييم قيمهم.

كان المشاركون الذين شاهدوا الطبيعة أكثر ميلاً لتأييد القيم الأخرى ذات الصلة بالترابط والمجتمع، وأقل ميلاً لتأييد القيم التي تركز على الذات - أي الشهرة والثروة - من المشاركين الذين شاهدوا بيئات من صنع الإنسان.

وفي دراسة منفصلة، وجد الباحثون نفسهم أنَّ المشاركين الذين قضوا وقتاً في الطبيعة كانوا أكثر سخاءً بأموالهم من المشاركين الآخرين. وتشير هذه النتائج إلى أنَّ الطبيعة يمكن أن تجعلنا أقل تركيزاً على أنفسنا، وأكثر اهتماماً بالآخرين.

تقوِّي الطبيعة أيضاً إحساسنا بالتواصل الاجتماعي، حتى عندما نزورها وحدنا. أصدر باحثون من جامعة "بريتيش كولومبيا" (University of British Columbia) تعليمات لطلاب الجامعات بأن يكونوا على دراية بالأشياء الطبيعية أو التي يصنعها الإنسان التي واجهوها في حياتهم اليومية لمدة أسبوعين، وأن يسجلوا كيف جعلَتهم هذه الأشياء يشعرون بها.

وفي نهاية الأسبوعين، كان لدى الطلاب الذين انتبهوا للأشياء الطبيعية، مثل الشجر والورد التي مروا بها في طريقهم إلى الجامعة، إحساساً أقوى بالترابط والتوجه الاجتماعي الإيجابي من الطلاب الذين اهتموا بالأشياء الجامدة.

شاهد بالفديو: مهارات التواصل مع الآخرين

لماذا يزيد وجودنا في الطبيعة من اهتمامنا بالآخرين وارتباطنا المتصور معهم؟ الباحثون غير متأكدين، لكن هناك احتمالان على الأقل:

1. الوجود في الطبيعة يقلل من التركيز على الذات:

طلب باحثون من "جامعة ستانفورد" (Stanford University) من الطلاب الذهاب في نزهة لمدة 90 دقيقة في مساحة خضراء تطل على "خليج سان فرانسيسكو" (San Francisco Bay)، أو في أكثر الشوارع ازدحاماً في "بالو ألتو، كاليفورنيا" (Palo Alto, California)، أفاد أولئك الذين ساروا في البيئة الطبيعية بمستويات أقل من اجترار الأفكار مقارنة بمَن ساروا في شوارع المدينة. وأظهر أولئك الذين ساروا في الطبيعة نشاطاً منخفضاً في جزء من الدماغ يشارك في التفكير الذي يركز على الذات.

مع أنَّنا نحتاج إلى مزيد من البحث عن الصلة بين اجترار الأفكار والشعور بالتواصل، فمن الممكن أن يزيد "الخروج من حالتنا" من قدرتنا على التفكير الذي يركز على الآخرين ويجعل ترابطنا أقوى.

إقرأ أيضاً: ما أهمية ممارسة التعاطف مع الذات للتغلب على اجترار الأفكار؟

2. يزيد وجودنا في الطبيعة من إحساسنا بالرهبة، وهذا يقلل إحساسنا بالذات:

غالباً ما تثير الطبيعة الرهبة؛ أي الشعور بوجود شيء عظيم يتجاوز فهمنا للعالم. وتُظهر الأبحاث أنَّ الشعور بالرهبة يقلل من إحساسنا بالذات؛ وهذا قد يدفعنا لأن نكون أكثر اهتماماً ومساعدة تجاه الآخرين.

في إحدى الدراسات عن الرهبة، طُلِب من المشاركين إمَّا النظر إلى بستان من أشجار الأوكالبتوس الشاهقة أو مراقبة مبنى شاهق، وبعد ذلك، أفاد أولئك الذين نظروا إلى الأشجار بأنَّهم أقل استحقاقاً وأهمية ذاتية من أولئك الذين نظروا إلى المبنى. أولئك الذين عانوا من الشعور بالرهبة كانوا أيضاً أكثر مساعدة للشخص المحتاج.

تظهر دراسات أخرى أنَّ الشعور بالرهبة يمكن أن يجعلنا نشعر بأنَّنا أكثر ارتباطاً بالآخرين والإنسانية ككل، كما لاحظ الباحثون "تنقل الرهبة الناس بعيداً عن كونهم مركزاً لعوالمهم الفردية، نحو التركيز على السياق الاجتماعي الأوسع ومكانهم فيه".

خلاصة القول:

إذا أردت مزيداً من التواصل في حياتك، فتواصل مع الطبيعة، وشاهد شروق الشمس، أو امشِ حافي القدمين على العشب، أو شاهد فيلماً وثائقياً عن الطبيعة عبر الإنترنت. قد يؤدي ذلك إلى تحويل انتباهك بعيداً عن نفسك، وتذكيرك بأنَّك جزء من عالمٍ أكبر.

المصدر




مقالات مرتبطة