طرق وإتيكيت الرد على الأسئلة المحرجة

"لماذا أنت سمين إلى هذا الحد؟ ولماذا لا تهتم بوزنك؟ وكم عمرك؟ وكم هو راتبك؟، وهل أنت مُرتبط؟ ولماذا لم تتزوج إلى الآن؟ ولماذا طريقة لبسك هكذا؟ وغيرها من الأسئلة المحرجة التي نتعرض لها جميعنا، فعندما يُحاول أحدهم اقتحام حياتنا الخاصة وانتهاك خصوصياتنا بإحراجنا وتوجيه مثل تلك الأسئلة أو التعليقات المُحرجة لنا، فنشعر بالضعف، وندخل في حالة من الإرباك، ونتلعثم في الحوار، ولا نعرف كيف نرد؛ لذا فالأمر يحتاج إلى تعلُّم الرد بطريقة ذكية وراقية تُسكِت الطرف الآخر، وتجعله يشعر أنَّ غايته لم تنجح في إحراجنا وإهانتنا.



ما هي دوافع مَن يقوم بإحراج غيره؟

هناك دوافع عدَّة وراء قيام أحدهم بإحراج غيره، مثل:

  • دافع الانتقام: قد يلجأ الشخص إلى انتقاد الآخرين وإظهار عيوبهم، لإحراجهم وإشعارهم بالغضب والألم، ويكون ذلك بدافع الانتقام.
  • دافع الدونية: قد يقوم الشخص بإحراج غيره؛ لأنَّه يشعر بالدونية تجاهه، وأنَّه أفضل منه في أمرٍ ما.
  • دافع الغيرة: تُعَدُّ الغيرة من أقوى الدوافع التي تجعل الشخص يتعمَّد إيذاءك وإحراجك؛ لأنَّه يشعر بالغيرة منك ويراك أفضل منه.
إقرأ أيضاً: الثبات الانفعالي: أنواع الانفعالات والتحكم بها

نصائح للتعامل مع الأسئلة المُحرجة:

ينصح خبراء علم النفس بمجموعة من النصائح التي يجب اتِّباعها في التعامل مع الأسئلة المُحرجة.

  • الثبات الانفعالي: تُعَدُّ المحافظة على الثبات الانفعالي أهم ما يجب الانتباه له في هذه المواقف، فيجب على الإنسان أن يُسيطر على انفعالاته وردَّات فعله، وألا ينفعل أو يفقد أعصابه؛ بل يبقى مُتماسكاً وهادئاً.
  • الثقة بالنفس: تُعَدُّ الثقة بالنفس من أهم الأسلحة في مُواجهة الأسئلة المُحرجة والتصالح مع أنفسنا بكل ما فيها، وتقبُّل العيوب، وعدم أخذ السؤال المحرج بشكل شخصي والتعامل معه على أنَّه مُهين أو جارح.
  • الابتعاد عن التبرير: من التصرفات التي يُنصح بها في مُواجهة الأسئلة أو التعليقات المُحرجة، أن يبتعد الشخص الذي يتعرض للإحراج عن التبرير؛ لأنَّه عندما يُبرر يكون كمَن يُثبِت الكلام على نفسه.
إقرأ أيضاً: أربع عادات تمنحك الثقة بالنفس

طرق الرد على الأسئلة المحرجة:

يُنصَح بأكثر من طريقة أو أسلوب للرد على الأسئلة المُحرجة، مثل:

  • التجاهل أو الصمت: يُعَدُّ التجاهل أو الصمت أحد طرائق الرد على الأسئلة المُحرجة، فيصمت الإنسان ويتجاهل ما يُقال له، ولا يُبدي أيَّة ردة فعل تجاهه وكأنَّه لا يسمع شيئاً أو الكلام لا يعنيه؛ إذ غالباً ما يجعل التجاهلُ السائلَ ينسحب؛ لأنَّه يُشعره أنَّه لم ينجح في مُبتغاه في إحراج الشخص.
  • الشكر: عندما يُحاول أحدهم توجيه أسئلة مُحرجة لك، يمكِنك اتباع طريقة الشكر في الرد؛ كأن تقول له:" شكراً لك، هذا لطف منك"، مما يجعله يشعر بالخجل وأنَّه قليل ذوق، وستصله رسالة حينها أنَّك أرقى منه، ولن تتنازل لمستوى هذا الحديث السخيف.
  • الرد على السؤال بسؤال: من أساليب الرد على الأسئلة المُحرجة أن ترد على السؤال المُحرج المُوجه لك بالسؤال نفسه؛ مثلاً في حال سُئلتَ: "كم راتبك؟" ترد عليه: "كم راتبك أنت؟" فهكذا أنت تقوم بوضعه في موقف مُحرج أيضاً، وقد تجعله يتراجع عن سؤاله.
  • أحترم وجهة نظرك: يمكِن أن تكون جملة "أحترم وجهة نظرك" رداً ذكياً وحكيماً على الأسئلة والآراء المُحرجة التي تُوجَّه لك؛ إذ تجعل الطرف الآخر يلتمس ثقتك بنفسك، وأنَّ كلامه لم يهزك أو يترك فيك أي أثر.
  • الاستنكار: يمكِن استخدام أسلوب الاستنكار في الرد على ما يُواجهنا من أسئلة حرجة، فعندما تستنكر ما يُوجَّه لك وتُقابله بأسئلة من قبيل:" لماذا تفعل هذا أمام الناس؟"، "ما هي غايتك من إحراجي؟"، "هل تشعر أنَّ لك وجود عندما تُحرج غيرك؟"، "هل أنت مُدرك لمَ تقول؟"، "هل تتوقع أنَّك تُهينني بهذا؟"، حينها يشعر الطرف الذي يقوم بإحراجك بالحيرة، وبماذا سيرد على أسئلتك له، ويشعر أنَّ هو مَن تعرَّض للإحراج عوضاً عنك، وأصبح هو المُلام من قِبَل الآخرين، ومضطراً للاعتذار منك.
  • ليس شأنك، انتهَت المُحادثة: عندما يتطاول شخص عليك بتوجيه أسئلة مُحرجة ويتخطى الحدود المسموح بها، يُمكِن أن تُنهي المُحادثة بجملة واحدة وهي: "هذا ليس من شأنك، انتهَت المحادثة"، بهذه الطريقة تكون قد سددتَ عليه الطريق في الاستمرار بإحراجك.
إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من المواقف المحرجة بطرق ذكية؟
  • التعبير عن استيائك: يُمكِن أن تنجح هذه الطريقة في بعض المواقف، وهي أن تُعبِّر عن استيائك من أسئلة الطرف الآخر، وتُبدي له انزعاجك من كونها أسئلة غير لائقة، ولا يُفترَض أن تُسأَل.
  • تأييد: يُعَدُّ تأييد الطرف الآخر فيما يقول أو يسأل من أسئلة مُحرجة أحد أساليب الرد الناجعة، خاصة مع الأشخاص الجاهلين والذين لا أمل من مُناقشتهم؛ لذا من المفيد مع هؤلاء أن تؤيدهم فيما يقولون؛ كأن تقول له:" فعلاً، كلامك صحيح".
  • انتقاده: يُمكِنك أن تنتقد الطرف الآخر الذي يسعى إلى إحراجك بأنَّه لا يرى إلا عيوبك فقط، وتُوجِّه له سؤالاً، مثل:" لماذا لا تتكلم إلا عن سلبياتي؟ لماذا لا ترى إيجابياتي؟" مما يجعله يشعر بالإحراج، ولا يُعيد هذا التصرف.
  • أنا سعيد: أن ترد على مَن يُوجِّه لك أسئلة مُحرجة بجملة:" أنا سعيد، ولا يهمني ما تسأل عنه"، ولكنَّ هذا الرد يحتاج إلى بعض التدريب حتى تتعلم كيف تضبط أعصابك فعلاً، وتستمر في الشعور بالهدوء والسعادة، دون أن تسمح لهم بتعكير مزاجك.
  • الابتسامة: تُعَدُّ الابتسامة في وجه مَن يسألنا أسئلةً مُحرجة أقوى رد يُمكِن أن تَرُدَّ به، بأن تُقابل كلامه بابتسامة فيها شيء من السخرية وعدم الرد بأي كلمة.
  • الرد بروح الفُكاهة: أن تُجيب بجواب فُكاهي يجعلك تتهرب من الجواب الجدِّي؛ كأن تُجيب على سؤال "كم وزنك؟" بـ "ألا ترى أنَّي خفيف كالريشة".
  • تغيير الحديث: أحد الأساليب المُتَّبَعة في الرد على السؤال المُحرج، أن تُغيِّر مسار الحديث وتشغل السائل بتفاصيل أخرى بعيدة عن سؤاله.
  • شأن خاص: يُمكِن أن تُجيب عن الأسئلة الخاصة التي تُوجَّه لك، مثل: "كم راتبك؟ ولماذا أنت غير متزوج؟" بـ : "هذا شأني الخاص، إنَّه أمر لا يعنيك".

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5




مقالات مرتبطة