طرق وأساليب وألعاب تربية الأطفال الحديثة

تُعَدُّ تربية الأطفال إحدى أصعب الوظائف وأكثرها إرضاءً في العالم، وهي الوظيفة التي قد يشعر الوالدان بأنَّهما أقل استعداداً لها؛ إذ تتطلب تربية الأطفال الصبر والحنان والتفهم، ومن خلال اتباع نهج حديث ومتجدد في تربية الأطفال، يمكننا بناء جيل مستقبلي متعلم ومتفتح ومتفوق، وفي هذا المقال سنتحدث عن طرائق تربية الأطفال الحديثة.



طرائق تربية الأطفال الحديثة:

يتلقى الأطفال أساليب تربوية جيدة من الأهل، فتكون العلاقة صحية بين الطرفين ولا تعرضهم للخطر في المستقبل، ومن طرائق تربية الأطفال الحديثة:

1. بناء علاقة قوية مع أطفالك:

من المعتاد أن يتطور الطفل الذي يشعر بالحب والتقدير إلى فرد ناضج وواعٍ، لذلك من الهام أن تُشعِرهم بأنَّك تحبهم وتقدِّرهم بانتظام، وتبقى بعض الوقت معهم، وتتأكد من معرفتهم مدى اهتمام الأبوين لهم، وأن تكون بجانبهم عندما يحتاجون إليك.

2. تكون قدوة جيدة للطفل:

يتعلم الأطفال بشكل أفضل من خلال مشاهدة البالغين من حولهم، لذلك إذا كنت تريد معرفة طرائق التربية الحديثة للطفل، فيجب أن تكون قدوة جيدة لنفسك لينعكس هذا الأمر إيجاباً على شخصية أطفالك في المستقبل، كما يجب أن تُظهِر لهم كيفية التحلي بالصبر والتواضع لما لديهم.

3. التشجيع على التوصل لاستنتاجاتهم الخاصة:

من الهام أن يسمح الأبوان لأطفالهما بالتفكير بأنفسهم والتوصل إلى استنتاجاتهم الخاصة، فلا يجب أن تفرضا آراءكما عليهم؛ بل يجب أن تشجعوهم على طرح الأسئلة والتعبير عن آرائهم، ويُعَدُّ ذلك من أهم أساليب تربية الطفل الحديثة؛ إذ سيساعدهم ذلك على التطور ليصبحوا مفكرين يمكنهم اتخاذ قراراتهم بأنفسهم.

4. تعليمهم التعاطف:

يُعرَف التعاطف بأنَّه صفة قيِّمة يجب أن تمتلكها، وسوف تخدم أطفالك جيداً في الحياة، من خلال تعليمهم أن يضعوا أنفسهم مكان الآخرين، وأن يروا الأشياء من وجهة نظرهم، وسيساعدهم ذلك على بناء علاقات مع الآخرين ويجعلهم أكثر فهماً للأفراد، وإنَّ ممارسة التعاطف ستساعدهم على التعامل مع مصاعب وتحديات الحياة اليومية وستجعلهم أكثر نضجاً.

5. التشجيع على المثابرة وعدم الاستسلام أبداً:

هي القدرة على الاستمرار حتى لو كانت الأمور صعبة، وتعليمهم ألا يتخلوا أبداً عن أحلامهم مهما كانت صعبة، وتشجيع الطفل على العمل الجاد وعدم التخلي عن أهدافه أبداً، وسيحتاجون إلى هذه الخاصية في مرحلة البلوغ للتعامل مع تحديات الحياة الحتمية.

6. الاعتدال والتواضع:

يُعرَف التواضع بإدراك أنَّك لست أفضل من أي شخص آخر، والاعتدال هو القدرة على التحكم في عواطفك، فيجب أن تعلِّم أطفالك هاتين الصفتين؛ إذ سيحتاجون إلى أن يكونوا متواضعين لاتخاذ الخيارات الصحيحة وتقبُّل نقاط ضعفهم، وإذا تمكنوا من تقدير عيوبهم، فمن المتوقع أن يجدوا حلاً لها بدلاً من محاولة التستر عليها.

شاهد بالفديو: 15 نصيحة للآباء في تربية الأبناء

أساليب التربية الحديثة للأطفال:

يجب على الأبوين استخدام أساليب تربية الطفل الحديثة التي تُعَدُّ من أساليب التربية الإيجابية، وتركيز الانتباه على سلوكات الطفل الحسنة، ومنها:

1. تعزيز ثقة الطفل بنفسه:

يبدأ الطفل ببناء ثقته بنفسه عندما يشعر بتقدير ودعم الوالدين، وذلك من خلال نظرات الوالدين واستيعابهما للغة الجسد ونبرة الصوت وكل التعابير التي تعكس اهتمام الوالدين به، فعباراتك وأفعالك بصفتك والداً تؤثر تأثيراً كبيراً في تطور ثقته بنفسه.

كما يشعر الأطفال بالقوة عندما يسمح لهم الآباء بالقيام بالأشياء بشكل مستقل، ولكنَّ التعليقات السلبية التقليلية أو المقارنات السلبية بين الأطفال تسبب لهم شعوراً بالحزن والسلبية؛ لذا من الضروري على الوالدين اختيار كلماتهما بعناية، كما يجب أن يعلِّما أطفالهما بأنَّ الجميع يرتكب أخطاء، وأنَّهما سيحبونهم في كل الأحوال، حتى عندما لا يعجبهما سلوكهم.

2. الانضباط العائلي ووضع حدود:

يهدف الانضباط العائلي إلى مساعدة الأطفال على اختيار سلوكات مقبولة وتعلُّم ضبط النفس، وقد يساهم وضع القواعد في المنزل في فهم الأطفال لتوقعات الوالدين وتطوير قدرتهم على ضبط أنفسهم، وتشمل تلك القواعد عدم مشاهدة التلفاز حتى الانتهاء من الواجب المنزلي، وعدم السماح بالعنف أو الشتائم أو التنمر.

من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الآباء هو عدم متابعة العواقب بشكل مستمر، فلا يجب أن تنتظر تأديب أطفالك إذا ردوا بشكل غير ملائم في يومٍ ما، ثم تتجاهل ذلك في اليوم التالي؛ بل يجب أن يكون لديك استمرار في تطبيق العواقب يساعد الأطفال على معرفة ما يتوقعونه منك.

إقرأ أيضاً: لا يوجد آباء مثاليون: سامح نفسك على خطئك في التربية

3. تخصيص وقت لطفلك:

غالباً ما يواجه الآباء والأطفال صعوبة في الجمع بينهما لتناول وجبة عائلية وقضاء وقت ممتع معاً، وقد يسعى الأبوان إلى الاستيقاظ باكراً ليتمكَّنا من تناول وجبة الإفطار مع طفلهما، أو يتركان الأطباق في الحوض ويذهبان للمشي مع طفلهما بعد العشاء لقضاء بعض الوقت، وغالباً ما يتصرف الأطفال الذين لا يحصلون على الاهتمام الكافي من والديهم بطرائق سيئة، فهم يعرفون أنَّهم سيلاحَظون بهذه الطريقة.

يجد بعض الآباء أنَّ جدولة الوقت مع أطفالهم لها فائدة كبيرة؛ إذ يمكنك وضع (ليلة خاصة) أسبوعية لقضاء وقت معاً، والسماح لأطفالك بالمساعدة على تحديد كيفية قضاء هذا الوقت، وابحث عن طرائق أخرى للتواصل معهم، مثل وضع ملاحظة خاصة في صندوق الغداء الخاص بهم.

يحتاج الأطفال المراهقون إلى قدر أقل من الاهتمام التام من والديهم مقارنة بالأطفال الصغار، وذلك نظراً للفرص الأقل للالتقاء بين الآباء والمراهقين، ويجب على الآباء أن يبذلوا قصارى جهدهم ليكونوا متاحين عندما يرغب ابنهم المراهق في التحدث أو المشاركة في النشاطات العائلية، إضافة إلى أنَّ حضور الحفلات الموسيقية والألعاب والأحداث الأخرى مع ابنك المراهق يعزز التواصل بشكل أفضل، وتُعَدُّ هذه الطريقة من أهم طرائق التربية الحديثة للطفل.

4. القدوة الجيدة:

يتعلم الأطفال الصغار كثيراً عن كيفية التصرف من خلال مراقبة والديهم، فكلما كانوا أصغر سناً، أخذوا مزيداً من الإشارات منك، فقبل أن تهاجم أو تتصرف بتهور أمام طفلك، فكر في هذا "هل تريد أن يتصرف طفلك بهذه الطريقة عندما يغضب؟"، وانتبه إلى أنَّ أطفالك يراقبونك باستمرار؛ إذ أظهرت الدراسات أنَّ الأطفال الذين يُضرَبون، عادةً ما تكون لديهم قدوة للعدوان في المنزل.

كن نموذجاً للصفات التي ترغب في رؤيتها في أطفالك، مثل الاحترام، والود، والصدق، واللطف، والتسامح، وإظهار السلوك غير الأناني، وفعل الأشياء للآخرين دون انتظار مكافأة، والتعبير عن الشكر وتقديم الثناء، وقبل كل شيء، عامل أطفالك بالطريقة التي تتوقع أن يعاملك بها الآخرون.

5. التحدث مع طفلك والاستماع له:

وذلك من خلال الإنصات إلى مشكلات الصغير وتعليمه مهارات حل المشكلات، والتعاون معه عن طريق طرح الأسئلة لإيجاد حلول لمشكلته، ومن الضروري أن تجعل الأبوة والأمومة وظيفة يمكن التحكم فيها، وتركز على المجالات التي تحتاج إلى أكبر قدر من الاهتمام بدلاً من محاولة معالجة كل شيء مرة واحدة، وخذ وقتاً من الأبوة والأمومة للقيام بالأشياء التي ستجعلك سعيداً.

تربية الطفل في العصور الحديثة:

تتطور مفاهيم وأساليب تربية الطفل الحديثة بما يتلاءم مع التغيرات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية؛ إذ تشهد تربية الطفل تحولاً نحو الاهتمام بتنمية شخصية الطفل بشكل شامل وتعزيز قدراته ومهاراته بدلاً من فرض الصور النمطية والقيود الجنسية والاجتماعية.

في المجتمعات الحديثة، يتم تشجيع الآباء والأمهات على التواصل الفعال مع أطفالهم وتقديم الدعم العاطفي والتعليمي اللازم، ويتم التركيز على بناء علاقة قوية بين الوالدين والطفل من خلال الاستماع لاحتياجاته وتقديم الدعم والتوجيه اللازم، من خلال الابتعاد عن الصور النمطية وأن يكون الأبوان أكثر حضوراً لطفلهما، إضافة إلى تعليمه وغرس القيم التي يحتاجها وتعليمه القيم والأخلاق الحميدة.

إقرأ أيضاً: مفهوم التربية الذكية وأهم الخطوات لتطبيقها بشكل صحيح

ألعاب تربية الأطفال الحديثة:

تمثل الألعاب التعليمية بديلاً رائعاً للأطفال الذين لا يتعلمون بشكل أفضل من خلال تعليمات القلم والورق، فتشير معظم المنظمات التعليمية غير الربحية مثل (EDUCAUSE) إلى أنَّ منصات التعلم القائمة على الألعاب التي تنشئ ديناميكية جذابة تلهم الطلاب لتطوير الكفاءات والمهارات في أثناء تركيزهم على نشاطات اللعب.

بصرف النظر عن الموضوع، يمكن للألعاب التعليمية مساعدة الأبوين على غرس حب التعلم لدى طفلهما سواء كانا يتعلمان من خلال التعليم المنزلي أم التعلم عبر الإنترنت أم الفصول الدراسية التقليدية، وفيما يأتي قائمة ببعض أفضل الألعاب التعليمية لتربية الأطفال:

  1. الرياضيات.
  2. فنون اللغة.
  3. الفن.
  4. الصحة والتربية البدنية.
  5. العلوم.
  6. التكنولوجيا.
  7. العلوم الاجتماعية.
  8. التاريخ.
  9. الجغرافية.

في الختام:

يمكننا أن نستنتج أنَّ تربية الأطفال في العصر الحديث تتطلب نهجاً متجدداً ومبتكَراً، فيجب علينا أن نتكيف مع التغيرات الثقافية والتكنولوجية، وأن نعتمد أساليب تربوية تعزز التفاعل الإيجابي والتواصل الفعال مع الأطفال.




مقالات مرتبطة