صناعة السعادة (الجزء 1): التواصل مع الأشخاص المناسبين

لا ريب في أنَّ السعادة هي أكثر ما يبحث عنه الإنسان، لكن هل سبق أن فكرنا في الخطوات العملية نحو سعادةٍ مستمرة؟



تدفعنا عدة أشياء في العالم نحو السعادة؛ على سبيل المثال: الناس، والثقة، وبعض النشاطات، وتحقيق الأهداف، والشعور بالهدف، وغيرها؛ إذ سنركِّز في الجزء الأول من سلسلة المقالات هذه على دور الناس في صناعة سعادتنا.

إقرأ أيضاً: كيف تحصل على السعادة في حياتك؟

البحث عمَّن يسعدنا:

يرتبط الفرح في حياتنا غالباً بالأصدقاء والعائلة والشركاء، وبطبيعة الحال، يمكن أن تتعقد العلاقات ضمن كل مجموعة من هذه المجموعات؛ فقد نتعارك مع شريك حياتنا، ونخوض في مناقشاتٍ حادة مع عائلتنا، ونتخلَّى عن أصدقائنا؛ لكنَّنا في المقابل ما كنا لنحتفظ بهؤلاء الأشخاص ضمن دائرة معارفنا إن لم يوفروا لنا الفرح والسعادة.

نعتمد على الناس في الوصول إلى سعادتنا؛ لأنَّ البشر مخلوقاتٌ اجتماعية، وعلى الرغم من كون بعضنا انطوائياً لا يملك طاقةً كافية للتواصل مع الناس، لكنَّك لن ترضى أن تبقى وحيداً طول الوقت أيضاً؛ ذلك لأنَّنا بحاجةٍ إلى نوع من التواصل البشري للشعور بالراحة والأمان والحب، ويُعَدُّ التواصل جزءاً من طبيعتنا.

لا يعني التواصل مجرد الاجتماع بالناس فحسب، فأنت بحاجة إلى أشخاصٍ بعينهم، أُناسٍ يهمك أمرهم؛ إذ نرغب جميعنا في التواصل مع مَن يشاركنا الاهتمامات، والتفكير، وروح الدعابة، ويماثلوننا الفهم.

شاهد بالفيديو: 7 حكم تساعدك على إيجاد السعادة

كيف نتواصل بفاعلية مع مَن يسعدنا؟

ليس من السهل أن تعثر على أصدقاء جيدين، كما أنَّنا لن نكون منفتحين وصريحين بشكلٍ كامل مع الغرباء، وسنشعر بالإحراج لبدء محادثةٍ مع شخص لا نعرفه، وقد لا تسعفنا الظروف لنلتقي بأشخاص رائعين يحفِّزوننا على التواصل معهم.

إليك بعض الخطوات لعقد صداقاتٍ في جميع الظروف:

  1. زيارة الفعاليات التي تناسب اهتماماتك؛ إذ ستقابل كل مَن يشاركك اهتمامك.
  2. تجهيز عبارات وموضوعات تساعدك على افتتاح أحاديث لتقليل الحرج عند بدء محادثة مع الغرباء.
  3. البحث عن مجموعاتٍ عبر الإنترنت؛ إذ يسهل التواصل مع شخص غريب إلكترونياً أكثر من التواصل في الحياة الحقيقية، فهذا أخف وطأة، وأكثر دافعية إلى الاجتماع في الحياة الحقيقية في وقت لاحق.
  4. التطوع في المشاريع التي تعجبك.

الهدف الموحد لجميع الخطوات السابقة أنَّها تهيِّئ ظروف التواصل مع أشخاص يُرجح أن تتشابه معهم بطريقة طبيعية، وهذا يزيد فرصك في لقاء أشخاصٍ لطيفين، ويهيِّئ لك كثيراً من النشاطات والبيئات المحفِّزة للسعادة.

إقرأ أيضاً: 9 نصائح لتنجح في تحقيق السعادة النفسيّة

مشاركة السعادة مع الآخرين:

من الهام وجود شبكة اجتماعية قوية لأسباب عدة:

  1. لن تشعر بالوحدة.
  2. يمكنك مشاركة أفكارك.
  3. يمكنك الحصول على الإلهام.
  4. ستحصل على الاهتمام والانتماء المطلوب.

ومع ذلك، فإنَّ الأهمية الكبيرة للتواصل الاجتماعي، هي التأثير الذي نُحدِثه في حياة بعضنا بعضاً، والمساندة التي يقدمها كلٌ منَّا للآخر، فأن تجد شخصاً بجانبك لهوَ أمرٌ عظيم لِكلا الطرفين، ومجرد الاطمئنان على شخصٍ ما والسؤال عن حاله سيصنع سعادةً عظيمة لكليكما.

عندما نفكر في الغاية من الوجود، يتبادر إلى أذهاننا دائماً أنَّنا خُلِقنا لنساند بعضنا بعضاً، وهذا يضفي على الحياة معنىً، فوجودك بالقرب من الآخرين ومساهمتك العاطفية تساهم في تحقيق السلامة للآخرين.

إليك مقتطفات من حديث على منصة "تيد" (TED) عن جمال مساعدة الآخرين وتأثيرها في زيادة سعادتك، التي جاء فيها:

إنَّ السعادة جماعية، ومشاركة السعادة مع الآخرين تزيدها، فضلاً عن إسعاد الآخرين يساهم في الوصول إلى سعادتنا الشخصية؛ لذا حدِّد الأشخاص الذين يسعدونك، والذين تسعدهم، ومتى كانت آخر مرة شعرت فيها بالامتنان لوجودهم، فالامتنان أيضاً أداةٌ مذهلة لزيادة سعادتك؛ لذلك مارسها بحرِّية، وانشر الفرح.

ولمعرفة العامل الثاني الذي يؤدي دوراً في صناعة سعادتنا، ننصح بقراءة الجزء الثاني من سلسلة مقالات: "صناعة السعادة".

المصدر




مقالات مرتبطة