صفات الشخصية القوية وكيفية بنائها
يقول سقراط: "لا تعني الشخصية القوية أبداً التلفظ بالألفاظ السيئة؛ فالقوة حكمة، وليست وقاحة"؛ فما الذي تعنيه الشخصية القوية إذاً؟ وما صفاتها؟ وكيف يمكن بناؤها؟ سنقدم لكم كلَّ ذلك أعزاءنا القراء في السطور القليلة القادمة؛ تابعوا معنا.
ما هي الشخصية القوية؟
الشخصية القوية: شخصية مميزة، وصاحبة عزيمة لا تُقهَر، وقادرةٌ على فرض نفسها على جميع الأشخاص من حولها؛ ولكنَّها تعاني من سوء فهم الأشخاص الآخرين لها، وخوفهم من التعامل معها، أو اتهامهم لها بالتسلط والغرور وعدم الاحترام وسوء التصرف والوقاحة.
صفات الشخصية القوية:
1. الإيجابية وعدم الاستسلام والتقدم وحب المبادرة:
تتمتع الشخصية القوية بقدرتها على تجاوز المواقف الصعبة وتسييرها بطريقةٍ مميزةٍ وإيجابية، كما أنَّها لا تقبل الاستسلام والخسارة مطلقاً، ولديها المقدرة على متابعة التغيرات والتأقلم معها؛ فهي تتمتع بثقةٍ عاليةٍ للتعامل مع هذه المتغيرات، ولديها القدرة على تجاوز جميع الصعوبات والعوائق والتحديات، واستغلالها بهدف الوصول إلى النجاح والتقدم والتطور.
2. رحيمة وعطوفة وتساعد الآخرين:
تتميز الشخصية القوية بالعطف والرحمة والطيبة، ولا تتردد في مد يد العون ومساعدة الأشخاص الآخرين من باب العطف والاحترام والاهتمام والرعاية والحرص على راحتهم، وليس من باب إحساسها بالمسؤولية تجاههم أو الخجل منهم.
3. جدية وغير متسامحة مع الأعذار:
لا تحبُّ الشخصية القوية إهدار الوقت بأشياء غير مفيدة، ولا تتجاوب مطلقاً مع الأعذار غير المنطقية؛ كما أنَّها شخصية غير متسامحة مع الأشخاص الذين يقدمون عذراً كاذباً بهدف تبرير تقصيرهم، أو التهرب من واجباتهم، أو عدم إنجاز العمل المكلفين به بأمانة وإتقان؛ ذلك لأنَّها ترغب دائماً في تقديم الأفضل في كلِّ المجالات، وخاصة في العمل؛ وذلك من خلال إتقانها للعمل، والتركيز عليه، وتجاوز العقبات التي تواجهها، وإيجاد حلول لجميع المشكلات التي تعوق سير عملها.
4. تتصف بالعقلانية والمنطقية:
تعتمد الشخصية القوية على: استخدام الملاحظة القوية، وتحليل الأمور، والحدس الصحيح، والربط، والمقارنة، واستخدام العقل، وعدم خداع الذات، وتحليل المواقف، واتخاذ القرارات بحكمة وعقلانية؛ وهي شخصية واقعية، وبعيدة عن التعلق بالماضي، وعن استخدام الخيالات المستقبلية والتنبؤات والتصورات التي يمكن أن تتسبب بخوفها من المستقبل.
5. واثقة من نفسها وتحترم ذاتها:
هناك بعض العلامات والتصرفات التي تعكس ثقة الشخصية القوية بنفسها واحترامها لذاتها، نذكر منها:
- أولاً: لا تُفسح المجال لعواطفها لتتحكم بها بشكلٍ سلبي، وتتسم بالاستقلال، والاتزان، وعدم الارتباك أو الخجل أو الخوف من الوحدة، وعدم الاعتماد على الآخرين والاستسلام لهم.
- ثانياً: تتمتع بالاكتفاء الذاتي والإدراك المطلق لحجم قدراتها، ولا تطمح إلى السيطرة أو امتلاك ما ليس من حقها؛ كما أنَّها مجتهدةٌ في عملها، وتبحث دائماً عن فرص جديدة لإنجاز ما تهدف إليه، وتبتعد عن إنجاز ما يتعدى حدود إمكانياتها وقدرتها.
- ثالثاً: تتصف بالترفع عن الكلام المزعج الذي يتحدث به الآخرون، وأحكامهم غير المنصفة عليها، ورفضهم لطبيعتها المتميزة.
6. تفضل الصمت والوحدة على التعامل مع الأشخاص الذين لا يفهمون طبيعتها:
إنَّ الشخصية القوية الماهرة جداً في الإصغاء بجدية، تربك الشخص المتكلم وتصيبه بالحيرة؛ وإذا كانت مثقفة ومتعلمة، فإنَّها تكره التحدث مع الشخصيات الجاهلة وذات التفكير السطحي والأحكام المتسرعة؛ كما أنَّها مهتمّةٌ جداً بأهدافها، وتسعى جاهدة إلى تحقيقها، وتقدر الوقت كثيراً ولا تهدره بالثرثرة التي لا طائل منها، ولا تحب الخوض في الأحاديث التي لا تخدم مصالحها، ولا تفضل الحديث مع الأشخاص الذين لا يثيرون اهتمامها؛ ولكنَّها في المقابل تهتم بأدق التفاصيل التي تكون غير هامة للأشخاص الآخرين، وتعدُّها شيئاً ضرورياً ومفيداً ويساعدها في الوصول إلى أهدافها وما تطمح إليه.
7. تتصف بالقوة العاطفية:
تتمتع الشخصية القوية بالقوة العاطفية، وعدم إفساح المجال للانكسارات وخيبات الأمل والحزن والدموع لكي تؤثر فيها وتضعفها، بل تستفيد من كلِّ ذلك، وتجعله سبباً في رفع عزيمتها وإصرارها بشكلٍ كبيرٍ على النجاح والتميز؛ كما أنَّها قادرة على تقبل الرفض في العلاقات أو الفشل فيها، والرضا بالأمر الواقع، وتجاوز الجروح العاطفية وخيبات الأمل، والشفاء منهما.
8. جريئة وصريحة:
تتمتع الشخصية القوية بالجرأة والصراحة والقدرة على قول كلِّ ما تريده دون أيِّ مقدمات مربكة أو مشككة، كما أنَّها قادرة على طرح الأسئلة بشكلٍ مباشرٍ على الأشخاص الآخرين؛ وذلك بهدف فهمهم أكثر، واتخاذ قراراتها بحكمةٍ ومنطق.
9. لا تثق بالأشخاص الآخرين بسرعة:
إنَّ من إحدى الصفات التي تميز الشخصية القوية أنَّها لا تستطيع أن تمنح الأشخاص الآخرين الثقة بشكلٍ مباشر؛ كما أنَّ عدد الأقارب والأصدقاء الموثوقين من حولها قليلٌ جداً.
10. تتقبل النقد البنَّاء:
تعدُّ الشخصية القوية من الشخصيات التي تتقبل النقد البنَّاء الموجّه إليها من الأشخاص الآخرين، وتأخذه في عين الاعتبار، وتحاول الاستفادة منه ومن أخطائها التي ترتكبها من أجل تحقيق طموحاتها وأهدافها.
11. لا تختبئ خلف الأعذار:
لا تلجأ الشخصية القوية مطلقاً إلى المبررات والأعذار لحماية نفسها، أو للتهرب من المسؤولية؛ بل على العكس تماماً، فهي تتحمل مسؤولية أفعالها بشكلٍ تام، حتى لو ارتكبت أخطاءً فادحة، أو فشلت في تحقيق ما هو مطلوبٌ منها؛ كما أنَّها شخصيةٌ ناضجةٌ بما يكفي للاعتراف بالخطأ والاعتذار وطلب السماح إن لزم الأمر.
12. لا تشارك جميع أفكارها:
تتمتع الشخصية القوية بقدرتها على الاحتفاظ بأسرارها، وعدم البوح بها لأكثر الأشخاص قرباً منها؛ فهي شخصيةٌ يمكن أن تكون غامضةً ومثيرةً للفضول؛ كما أنَّها تجيد الفصل بين الحياة الخاصة والعمل.
13. لا تتكلم إلَّا عند الحاجة:
لا تتحدث الشخصية القوية إلَّا بعد أن يتبادر إلى ذهنها فكرةٌ مميزة، كما أنَّها تدرك وبشكلٍ كبيرٍ أهمية اختيار الكلمات وطريقة إيصالها إلى الأشخاص الآخرين.
14. لا تحتاج إلى أن تكون محور اهتمام:
لا تنتظر الشخصية القوية اهتمام الآخرين بها، أو أن تكون مَحَطَّ الأنظار من قبل الأشخاص المحيطين بها، ويعود ذلك إلى ثقتها الكبيرة بذاتها.
15. لا تحتاج إلى التأكيد على قراراتها التي تتخذها:
تتميز الشخصية القوية بأنَّها قادرةٌ على اتخاذ القرارات والتفضيل بين الاختيارات المتاحة دون أيِّ مساعدةٍ من الأشخاص الآخرين المحيطين بها، ويعود هذا إلى ثقتها بحدسها الصائب وبصيرتها النافذة، ومعرفتها ما تريد بدقة.
كيفية بناء شخصية قوية:
كي تبني شخصيةً قويةً، يجب عليك:
- توطيد العلاقات مع الآخرين من حولك؛ سواءً كانوا زملاءَك في العمل، أم من الأقارب أم الأصدقاء.
- الحفاظ على حقوقك، والمطالبة بها، ومحاولة تغيير أسلوبك وسلوكك في التعامل مع الآخرين، والتكلم معهم بشكل جدي، والحرص الكامل على اعتماد أسلوب الحزم في التعامل معهم.
- تقدير ذاتك واحترامها وتطويرها، وإدراك المعالم الشخصية للنفس، ومعرفة ذاتك جيداً؛ وذلك بهدف تحديد الطريقة التي ستحدث من خلالها استجابتك لجميع المتغيرات والأحداث التي تدور حولك.
- إحداث تغييرات إيجابية في حياتك، وذلك من خلال تطوير مهاراتك في القيادة والمرونة، بهدف أن يصبح تعاملك مع الأشخاص الآخرين بشكلٍ أكثر قوّةً وتنظيماً وثقة.
- التدرب والسعي إلى تغيير طريقتك في التفكير، وذلك لتصبح أكثر وعياً ومرونة؛ كما يجب عليك أن تتعلّم كيف تعزز ثقتك بنفسك، لتكون قادراً على إيجاد الحلول لمختلف المشكلات، وإيجاد الطرائق لتجاوز العقبات التي تواجهك، واتخاذ القرارات في الأمور الهامة.
- الحفاظ على التواصل البصري عند التحدث إلى الآخرين.
- الالتزام بالتركيز الشديد، وذلك بهدف إعطاء الأشخاص الآخرين انطباعاً بالجدية.
- التحلي بالأخلاق العالية، والحفاظ عليها.
- التسلح بالثقة بالنفس، وتقبل انتقادات الآخرين، وألا توجه أيَّ انتقادٍ إلى أيِّ شخصٍ بشكلٍ مباشر.
- التحلي بالقوة والحماس والإيجابية في الوقت ذاته.
- الحفاظ على احترامك لذاتك، وذلك من خلال تجنُّب الضحك الكثير الذي يريق ماء الوجه؛ لذلك اضحك عند الحاجة فقط.
- التحدث بأسلوبٍ مفهومٍ وبطيء، مع الحفاظ على الابتسامة اللطيفة في أثناء التحدث، وتجنُّب الكلام الكثير، والكلام عند الحاجة فقط.
- قراءة الكثير من الكتب لتتوسع دائرتك الثقافية.
- العناية بمظهرك الخارجي.
- تطوير مهارة الإصغاء إلى الآخرين.