سياسة الخصوصية الجديدة في واتساب: هل عليك حذف واتساب فعلاً؟

تعني شروط سياسة الخصوصية الجديدة في واتساب (WhatsApp) مشاركة بياناتك مع فيسبوك (Facebook) وفي بعض الأحيان مع أطراف أخرى، فكيف يمكنك الحفاظ على خصوصيتك؟



اعتباراً من 8 فبراير/شباط 2021، يطلب واتساب (WhatsApp) من جميع مستخدميه قبول شروط وأحكام سياسة الخصوصية الجديدة الخاصة به، والتي تتضمن بشكلٍ خاص كيفية معالجة واتساب (WhatsApp) للبيانات، وتكاملها مع الشركة الأم، فيسبوك (Facebook).

صورة شاشة لسياسة الخصوصية الجديدة في واتساب (Whatsapp) كما ظهرت لدى المستخدمين على أجهزة أيفون

ومع ذلك، فإنَّ الجانب الأكثر إثارةً للقلق في سياسة الخصوصية الجديدة هو أنّه سيتعيّن على المستخدمين الآن مشاركة البيانات مع فيسبوك (Facebook). بحيث يمكن لفيسبوك (Facebook) أيضاً إرسال معلومات إلى واتساب (WhatsApp) الخاص بك. إذا لم تقبل بشروط سياسة الخصوصية الجديدة هذه، فلن تتمكن من استخدام واتساب (WhatsApp) بعد الآن، هذا ما تنص عليه سياسة الخصوصية، إلا أنّ واتساب (Whatsapp) تراجعت بتاريخ 15 يناير 2021 وأعلنت أنها لن تقوم بإيقاف أو حذف أي حساب كما سترى لاحقاً في هذه المقالة. إذن ما الذي يحدث بالضبط؟ هل يجب أن تقلق بشأن خصوصيتك؟ وماذا يمكنك فعله حيال هذا الأمر؟

تاريخ موجز لواتساب (WhatsApp):

مؤسسي واتساب (Whatsapp) برايان أكتون (Brian Acton) و جان كوم (Jan Koum)

أسس واتساب (WhatsApp) في عام 2009 كلاً من الموظفان السابقان في "ياهو" (!Yahoo) "برايان أكتون" (Brian Acton) و"جان كوم" (Jan Koum). يعدُّ واتساب (WhatsApp) وسيلةً لإرسال الرسائل عبر العالم -باستخدام المراسلة عبر الإنترنت- دون دفع رسوم المكالمات أو الرسائل النصية (SMS) المحلية.

استحوذ فيسبوك (Facebook) في عام 2014 على واتساب (WhatsApp) بصفقة تاريخية بمبلغ تجاوز 19.5 مليار دولار أمريكي، وبدأ الخطوات الأولى نحو تشفير الرسائل المرسلة عبر واتساب (Whatsapp). بعد العمل مع شركة "أوبن ويسبر سيستيمز" (Open Whisper Systems)، أطلق واتساب (WhatsApp) ميزة التشفير من طرف إلى طرف، مما يجعل من الصعب على كلٍّ من السلطات أو المتسللين أو مواقع الويب الأخرى الوصول إلى الرسائل الخاصة.

ومع ذلك، في عام 2017، ترك "براين أكتون" (Brian Acton) -المؤسس المشارك لواتساب (WhatsApp)- شركة فيسبوك (Facebook) في النهاية لبناء مؤسسة "سيغنال فاونديشن" (Signal Foundation) غير الربحية. في نفس العام أيضاً، ترك الشريك المؤسس "جان كوم" (Jan Koum) الشركة بسبب خلاف مع فيسبوك حول قضايا خصوصية البيانات المتعلقة بنموذج أعمال واتساب (WhatsApp Business Model).

إقرأ أيضاً: سلبيات استخدام نسخ معدّلة من واتساب

كيف تغيرت سياسة الخصوصية في واتساب (WhatsApp)؟

بعد بضعة أشهر من تسجيله رقماً قياسياً بلغ ملياري مستخدم في عام 2020، بدأ واتساب (WhatsApp) في طرح بعض التغييرات في سياسة الخصوصية.

بينما كانت سياسة خصوصية واتساب (WhatsApp) في إصداراتها الأولى في يوليو 2020، أعطى واتساب (WhatsApp) للمستخدمين 30 يوماً لإلغاء الاشتراك في مشاركة المعلومات مع فيسبوك (Facebook)، ولكن هذا الخيار لن يتوفر اليوم في تحديث سياسة الخصوصية المطروحة من قبل "واتساب" (WhatsApp) في فبراير 2021.

من وجهة نظر فيسبوك (Facebook)، بهدف إنشاء تجربة أكثر سلاسة عبر مجموعة شركات فيسبوك (Facebook)، يبني تحديث سياسة الخصوصية الجديد رؤية أكثر شمولية لإنشاء مستخدمٍ واحدٍ والحصول على تجربة أفضل بشكلٍ عام.

وبطبيعة الحال، يعتقد العديد من المستخدمين خلاف ذلك.

تعديل بتاريخ 4 يناير 2021 لسياسة الخصوصية في واتساب (WhatsApp)

تتضمن التغييرات الرئيسية في تحديث سياسة خصوصية واتساب (WhatsApp) مشاركة تفاصيل الحساب مع فيسبوك (Facebook)، بما فيها رقم هاتفك وبيانات المعاملات ومعلومات الهاتف المحمول وعنوان IP و"المعلومات الأخرى التي تمّ التعرف عليها".

يوضح واتساب (WhatsApp) أيضاً كيفية استخدام البيانات التي تم جمعها لتحسين كلاً من الخدمات، واقتراحات للمحتوى المخصص لك، وعرض الإعلانات ذات الصلة عبر نظام فيسبوك (Facebook).

كان واتساب (WhatsApp) يعمل على مر السنين على تحسين قابلية استخدام "واتساب للأعمال" (WhatsApp Business)، مما دفع الكثيرين إلى الاعتقاد بأنها مسألة وقت فقط حتى يتم تطبيق استراتيجية تحقيق الدخل الخاصة بفيسبوك (Facebook).

ولكن كيف تؤثر هذه الشروط والأحكام الجديدة عليك الآن؟

ماذا تعني سياسة خصوصية واتساب (WhatsApp) بالنسبة للمستخدم العادي؟

تؤثر السياسة الجديدة للخصوصية في واتساب (WhatsApp) على المستخدمين بعدة طرق. إليك بعض الأشياء التي يجب أن تعرفها:

1. لا يزال واتساب (WhatsApp) يشفر الرسائل:

لا يزال واتساب (WhatsApp) يشفر الرسائل

بالنسبة لأولئك القلقين من إمكانية اختراق رسائلهم، فإن الخبر السار هو أن معظم الرسائل ستظل في مأمن من أعين المتطفلين. ستستمر رسائل واتساب (WhatsApp) في استخدام التشفير من طرف إلى طرف.

ومع ذلك، هذا لا ينطبق على الرسائل المرسلة إلى شركات الأعمال على واتساب (WhatsApp). اعتماداً على سياسة الخصوصية لشركة الأعمال المعنية، قد تتمكن خدمات الجهات الخارجية من الوصول إلى مراسلاتك معهم، بما في ذلك معلوماتك الشخصية.

إقرأ أيضاً: كيف تحمي محادثات الواتساب لديك من التجسّس والاختراق؟

2. ما هي المعلومات التي يجمعها واتساب (WhatsApp)؟

نظراً لأن واتساب (WhatsApp) لا يزال غير قادرٍ على رؤية رسائلك، فإنَّ البيانات التي تتوقع أن يجمعها ستكون معلومات شخصية. يتضمن هذا، على سبيل المثال لا الحصر، اسمك ورقم هاتفك وقائمة جهات الاتصال الخاصة بك وصور ملفك الشخصي.

يقوم واتساب (WhatsApp) أيضاً باسترداد البيانات التشخيصية مثل مستوى البطارية في هاتفك ومزوّد خدمة شبكة الهاتف الخليوي وقوة الإشارة والجهاز المستخدم والموقع وتفاصيل استخدام التطبيق.

واتساب للأعمال، والشراء منه

ستشارك واتساب (WhatsApp) معلومات حول مستخدميها عندما تستخدم الشركة مزودي الطرف الثالث لإدارة أنظمتها. لتجنب الإفصاح عن معلوماتك لهذه الشركات، يمكنك إلغاء الاشتراك في سياسة الخصوصية هذه والتوقف عن التحدث إلى هذه الشركات عبر واتساب (WhatsApp) والاتصال بهذه الشركات عبر قنواتها الأخرى.

ستشارك واتساب (WhatsApp) معلومات حول مستخدميها عندما تستخدم الشركة مزودي الطرف الثالث لإدارة أنظمتها

الصورة السابقة مأخوذة من سياسة خصوصية واتساب (WhatsApp) وتوضّح بأنّ معلوماتك سيتم مشاركتها مع جهات ثالثة غير واتساب (WhatsApp) وفيسبوك (Facebook).

ماذا سيفعل فيسبوك (Facebook) ببياناتك؟

بخلاف "فيسبوك ماسنجر" (Facebook Messenger)، لا يزال واتساب (WhatsApp) خالياً من الإعلانات في الوقت الحالي. لذلك، بينما يمكن للمعلنين الوصول إلى المعلومات من خلال واجهة برمجة التطبيقات للأعمال الخاصة بواتساب (WhatsApp for Business API)، يجب ألا ترى أيَّ إعلاناتٍ في واتساب (WhatsApp).

ومع ذلك، يمكنك توقع الحصول على محتوى مخصص من المعلومات بناءً على معلوماتك الشخصية على منصات أخرى ضمن مجموعة شركات فيسبوك (Facebook)، بما في ذلك "إنستغرام" (Instagram) و"فيسبوك" (Facebook) نفسه.

على سبيل المثال، إذا كنت قد استخدمت "واتساب" (WhatsApp) لحجز طاولة عشاءٍ في مطعم، فقد تتلقى إعلانات على منصات أخرى لتجارب تناول طعام مماثلة بناءً على موقعك الحالي.

هل يمكنك استخدام واتساب (WhatsApp) بأمان؟

بينما روّج واتساب (WhatsApp) لنفسه دائماً على أنّه تطبيقٌ آمن، فقد واجه نصيبه من التهديدات الأمنية من قبل. لا يؤثر تغيير سياسة الخصوصية الحالي على المستخدمين الذين يفضلون عرض الإعلانات ذات الصلة وذلك لأجل راحتهم، لا سيما وأنَّ الرسائل بين المستخدمين لا تزال تستخدم التشفير من طرف إلى طرف.

بالنسبة لأولئك العازمين على الاستمرار في استخدام واتساب (WhatsApp)، يمكنك القيام بذلك بأمان عن طريق الحد من معلوماتك وجعلها لامركزية. حيث يمكن:

  • استخدام رقم هاتف مخصص لواتساب بحيث يكون مختلف عن حسابك في فيسبوك (Facebook).
  • إيقاف تشغيل تحديد الموقع الجغرافي على هاتفك الذكي.
  • تجنب مراسلة الشركات التي تستخدم "واتساب للأعمال" (WhatsApp Business) من خلال تطبيق واتساب الذي تستخدمه لمراسلاتك الخاصة.

ستستمر شركة فيسبوك (Facebook Inc) في جمع بيانات التشخيص والمعلومات مثل عنوان IP الخاص بك.

إقرأ أيضاً: كيفية استخدام حسابَي "واتساب" (WhatsApp) على هاتف "سامسونغ" (Samsung)

تأجيل التحديثات الأخيرة على سياسة خصوصية واتساب (Whatsapp):

تأجيل التحديثات الأخيرة على سياسة خصوصية واتساب (Whatsapp)

في منشور قامت شركة واتساب (Whatsapp) بنشره في المدونة الخاصة بها بتاريخ 15 يناير 2021، أكدت الشركة على أنّ سياسة الخصوصية الجديدة لن تؤثر على تشفير الرسائل، كما أكدت على عدة نقاط أخرى:

  1. المحادثات مشفرة من طرف إلى طرف، ولا يمكن لواتساب ولا فيسبوك ولا الجهات الأخرى الاطلاع على محتوى هذه الرسائل المشفرة.
  2. لا يقوم واتساب بتسجيل موقعك الجغرافي، كما أنّه لا يقوم بمشاركة جهات اتصالك مع فيسبوك.
  3. لن يتم تعليق أو حذف حساب أي شخص في واتساب بتاريخ 8 فبراير 2021، وهو أمرٌ لن يحصل حتى في المستقبل.
  4. قامت الشركة بتأجيل موعد طرح خيارات حسابات الأعمال الجديدة حتى تاريخ 15 مايو/ أيار 2021، في محاولةٍ من الشركة لإتاحة الوقت لجميع المستخدمين لمراجعة سياسة الخصوصية الجديدة وفهمها بشكلٍ جيد.

كما أعلنت الشركة في حسابها على منصة تويتر أنّها تعمل على إزالة أي لغط في فهم المعلومات الواردة في سياسة خصوصيتها الجديدة، وأنها تعمل بشكل مباشر مع مستخدمي واتساب للتأكد من تبديد مخاوفهم بشأنها، وهذه صورة من حالات واتساب التي قامت الشركة بنشرها عبر التطبيق نفسه:

حالات واتساب التي قامت الشركة بنشرها لجميع مستخدمي واتساب بهدف إزالة أي لغط في فهم المعلومات الواردة في سياسة خصوصيتها الجديدة

هل يجب عليك استخدام بديل لتطبيق واتساب (WhatsApp)؟

إذا كنت قلقاً بشأن كيفية استخدام واتساب (WhatsApp) لبياناتك، فالأخبار السارة هي أن هناك العديد من الخيارات الأخرى مثل "تيليجرام" (Telegram) و"واير" (Wire) و"ثريما" (Threema) و"لاين" (Line).

تطبيق سيجنال (Signal) يظهر حالياً كمنافس بديل لواتساب (Whatsapp)

أحد البدائل الشائعة لواتساب (WhatsApp) هو المنافس المفتوح المصدر الذي يركز على الخصوصية ويعمل على جميع الأنظمة الأساسية، إنّه تطبيق "سيجنال" (Signal)، الذي طوره المؤسس المشارك السابق لواتساب (WhatsApp) "براين أكتون" (Brian Acton). بصفتها مؤسسة غير ربحية، تعمل "مؤسسة سيجنال" (Signal) عن طريق التبرع ولا تحتاج إلى تحقيق الدخل -سواءً عن طريق الإعلانات أو عن طريق جهات خارجية- لخدمة مستخدميها.

تستخدم ميزة التشفير من طرف إلى طرف الخاصة بواتساب (WhatsApp) من قبل "أوبن ويسبر سيستمز" (Open Whisper Systems) في الواقع "بروتوكول سيغنال" (Signal Protocol) الذي صممه عالم التشفير والرئيس التنفيذي لشركة "سيجنال" (Signal) "موكسي مارلينسبايك" (Moxie Marlinspike).

إقرأ أيضاً: ما هو تطبيق المراسلة الفورية تيليجرام Telegram؟ ولماذا يحبّه الناس

هل يجب عليك حذف واتساب (WhatsApp)؟

في حين أن الخطوة الجديدة التي قام بها "واتساب" (WhatsApp) لدمج البيانات مع فيسبوك (Facebook) مخيبة للآمال، إلا أنها ليست مفاجئة. وفقاً لاتجاه سير عمليات الاستحواذ السابقة، يظل فيسبوك (Facebook) وفياً لاستراتيجية تحقيق الدخل من خلال الإعلانات.

واتساب (WhatsApp) هو عملٌ تجاريّ. بفضل إمكانيات المراسلة المجانية التي يوفرها واتساب (WhatsApp)، يقدّم قيمة وخدمةً لمليارات المستخدمين من جميع أنحاء العالم. إنَّ مهمتك هي أن تسأل ما إذا كانت الخدمة المقدمة من واتساب (WhatsApp) تستحق ما ستتخلى عنه من خصوصية لاستخدامها أم لا.

 

المصدر




مقالات مرتبطة