سر قضاء عطلة نهاية الأسبوع تعيد لك نشاطك وحيويتك

إذا كنت تشعر بالإرهاق بعد أسبوعٍ طويل وشاق، فكيف تستعيد نشاطك خلال عطلة نهاية الأسبوع؟

ستكون الإجابة الأولى للكثيرين هي العودة إلى المنزل والاسترخاء أمام التلفاز ومشاهدة المسلسلات، أو تصفح الويب، أو قراءة كتاب رائع، فأياً كانت طريقتك المفضلة للاسترخاء، يتفق معظم الناس على أنَّ الراحة هي الترياق المضاد للتوتر.



قد يبدو هذا أمراً طبيعياً للغاية، لكن وفقاً لمجموعة من الخبراء فإنَّنا في الواقع نُلحق الضرر بحالتنا النفسية عبر الحصول على راحة كبيرة.

قد يكون ردك الأول على هذه العبارة هو الإنكار؛ ففي النهاية، إنَّنا محاطون جميعاً بأشخاص يخبروننا كم أنَّهم مشغولون للغاية طوال الوقت، لكنَّ الحقيقة المدعومة بالأبحاث هي أنَّ الناس في هذه الأيام يملكون وقت فراغ أكبر من الأجيال السابقة، وقد تكون كلُّ الشكوى عن الانشغال مجرد تفاخر متواضع على الأرجح.

إذا كنا نملك وقت فراغ كافٍ، فلماذا يشعر معظمنا بالإجهاد والإرهاق؟

المشكلة لا تكمن في كمية وقت الفراغ وفقاً للاختصاصي النفسي توني كراب (Tony Crabbe)؛ بل في نوعيته.

كتب توني قائلاً: "يُخطئ معظمنا في استثمار وقت الفراغ؛ إذ نعتقد أنَّه فرصة للاسترخاء وعدم القيام بأيِّ نشاط، بينما ننعم بالراحة على الأريكة في المنزل"، وبدلاً من ذلك تُظهِر الحكمة القديمة وعلم النفس الحديث فيما يتعلق بوقت الفراغ أنَّه "كلَّما بذلت جهداً خلاله، خرجتَ بنتيجةٍ أفضل".

إذا كنت تريد إعادة شحن طاقتك حقاً، فإنَّ ما تحتاجه ليس مشاهدة التلفاز لساعات متواصلة؛ بل ممارسة إحدى نشاطاتك المفضلة التي تشغل كلَّ انتباهك؛ إذ يقول كراب: "حين نشغل أنفسنا في أوقات فراغ حقيقية، فإنَّنا نأخذ استراحة من الانشغال، ونتحرر من جميع أفكار العمل ومتطلباته؛ لذا إنَّ ممارسة هوايات مليئة بالتحديات تُعيد شحن طاقتنا، ويخفف من مستوى الإجهاد العام".

قد يبدو الاستيقاظ باكراً للذهاب إلى ركوب الدراجات في الجبال، أو القيام بالأعمال التطوعية في العطلة أمراً مرهقاً؛ لكنَّ توني ليس الخبير الوحيد الذي يزعم أنَّ هذا النوع من الأنشطة الصعبة يُجدد النشاط أكثر من قضاء الوقت في المنزل، فقد جادلت الكاتبة والخبيرة في استثمار الوقت لورا فاندركام (Laura Vanderkam) هذه الفكرة ذاتها، وكتبَت أنَّ: "أنواع النشاطات الأخرى - سواء كانت تمرينات رياضية، أم ممارسة هواية، أم التطوع - ستفيدك في الحفاظ على حماستك لمواجهة تحديات يوم العمل أكثر من الخمول التام"، لقد ذهبت إلى حدِّ أن تُوصي بضرورة جدولة معظم "الأنشطة الثابتة" لعطلة نهاية الأسبوع إذا أردت أن تُجدِّد نشاطك إلى حد أقصى.

شاهد بالفديو: 4 طرق للاستفادة من عطلة نهاية الأسبوع والعودة إلى العمل مفعماً بالطاقة

يسير الوقت بطيئاً عندما تكون نشطاً:

يوجد سبب آخر قد يجعلك ترغب في استبدال بعض الوقت الذي تقضيه في الاسترخاء بأنشطة تتطلب جهداً أكبر، وهو أنَّ القيام بذلك سيجعل الوقت يمر على نحوٍ أبطأ، ممَّا يسمح لك بالاستمتاع بحياتك أكثر، ويكشف علم الأعصاب أنَّك إذا كُنت تُفضِّل ألا تمر أيامكَ كبقايا ذكريات ضبابية لا يمكن تمييزها؛ فالمفتاح هو السعي وراء تجربة كلِّ ما هو جديد.

إذا أردت حقاً أن تستثمر كلَّ ساعة من وقتك إلى حد أقصى، فسيتعيَّن عليك وضع بعض الخطط، على سبيل المثال ستبدو عطلة نهاية الأسبوع أطول بكثير عندما تقضيها في الخارج عوضاً عن قضائها في المنزل، وإذا قضيت عطلة نهاية الأسبوع في استكشاف أحياء أو تجربة مطاعم جديدة، فستبدو أطول من تلك التي تقضيها في شقتك تقرأ كتاباً.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح هامة لاستثمار الوقت بشكل فعّال

في الختام:

ضع في حسبانك تنبيهاً هاماً، وهو أنَّ هذه الأنشطة المثيرة للحماسة ستساعدك على التخلص من التوتر وتجديد نشاطك، إضافةً إلى أنَّك ستشعر بأنَّ الوقت الذي قضيته فيها كان طويلاً عندما تستذكرها، لكن عندما تمارسها فعلياً، ستمر الدقائق بسرعة.

إذاً ما هي مخططاتك لعطلة نهاية الأسبوع هذه؟ وهل ستُضيف نشاطاً مليئاً بالمغامرة إلى جدول أعمالك؟




مقالات مرتبطة