دور تقدير الموظفين في جذب المواهب والاحتفاظ بها

كانت المعركة على المواهب، وما تزال شرسةً منذ ما يقارب عقداً من الزمن؛ وهذا ما دفع قادة الأعمال إلى إعادة فحص استراتيجيات وممارسات الأفراد حتى يكونوا قادرين على المنافسة، ناهيك عن التأكيد أيضاً على أهمية تقدير الموظف، ولسببٍ وجيه.



بحسب تقرير "ترينديكيتورز" (Trendicators) لعام 2017، يؤدي التقدير دوراً هاماً في توظيف الموظفين وإعدادهم وإدماجهم والاحتفاظ بهم. يستند التقرير إلى استطلاع شمل 1500 باحثٍ عن عمل، بما في ذلك 940 باحثاً نشطاً و507 باحث سلبي عن عمل.

تقوم المنظمات الأفضل في فئتها بإنشاء برامج تقدير تجمع بين عناصر متنوعة مع إحياء علامتها التجارية الفريدة وقيمها وأهدافها. هناك العديد من أنواع برامج تقدير الموظفين والمكافآت، بما في ذلك:

  • التقدير القائم على الخدمة عند الاحتفال بالذكرى السنوية للخدمة، وإعداد الموظفين الناجح، والتقاعد، وغيرها من المحطات المهنية.
  • التقدير المستند إلى الأداء لتشجيع سلوكات معيَّنة أو إنجازات أو إظهار قيم الشركة.
  • التقدير الاجتماعي مثل تقدير الفرد قرينه، وغالباً ما يتم تمكينه بواسطة التكنولوجيا لتضخيم التجربة الاجتماعية على مستوى الشركة.

تملك غالبية الشركات برنامجاً رسمياً لمدة الخدمة وهو مطبقٌ اليوم؛ وذلك وفقاً لتقرير "ترينديكيتورز" (Trendicators) لعام 2016، استناداً إلى دراسةٍ استقصائيةٍ شملت 5000 موظفٍ في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتغطي جميع الصناعات الرئيسة والتركيبة السكانية. كان هذا صحيحاً حتى في الشركات التي حُدِّدَت على أنَّها لا تستخدم أفضل الممارسات في تقدير الموظفين (76%)؛ بالطبع كانت أعلى بنسبة 90% بين الشركات التي تتبع أفضل الممارسات في هذا المجال.

إقرأ أيضاً: 5 طرق فعالة لتقدير الموظفين

ما تزال مكافآت الخدمة هامة:

بينما يعتقد بعض الناس أنَّ مكافآت الخدمة تفقد أهميتها، يشير البحث إلى العكس تماماً، فهي ما تزال فعالةً للغاية وهامة. يكشف تقرير عام 2016 أنَّ 74% من جميع المستجيبين يعتقدون أنَّ مكافآت الخدمة تساعد الموظفين على الشعور بالتقدير وتُحسِّن من المشاركة. قد يفاجئك أن تعلم أنَّ 80% من جيل الألفية يوافقون على ذلك. وهذا أعلى من أيِّ جيلٍ آخر؛ على سبيل المثال، أبدى 60% فقط من جيل طفرة المواليد الاستجابة نفسها.

وفقاً للبحث، يعود هذا الأمر بالفائدة على أرباب العمل أيضاً؛ إذ تتمتع الشركات التي لديها برامج مكافآت الخدمة بدرجات تفاعل موظفين أعلى بمقدار 25 نقطة من تلك التي لا تمتلك مثل هذه البرامج، بالإضافة إلى (24 نقطة) أعلى في درجات الثقة بأداء الأعمال.

كل هذا يشير إلى أنَّ الوقت قد حان للتحديث، وأنَّ برامج مكافآت الخدمة موجودةٌ لتبقى، والشركات التي لديها برامج نشطةٌ وذات صلةٍ ستكون لها ميزةٌ في حرب الاستحواذ على أفضل المواهب.

شاهد بالفيديو: 8 طرق لمكافأة موظفيك دون أي تكلفة

تؤدي المناهج المبتكرة إلى نتائج قابلة للقياس:

تتضمن مكافآت الخدمة التقليدية جائزةً ماديةً أو تذكاراً، ولكن في بعض البرامج يحصل الموظفون على نقاطٍ للتقدير على أساس الأداء. يمكنهم بعد ذلك استعمال هذه النقاط للحصول على مكافأةٍ من اختيارهم من قائمةٍ على الإنترنت، مثل البضائع من أفضل العلامات التجارية. تُظهِر الأبحاث أنَّ الجوائز غير النقدية لها تأثيرٌ أكثر إيجابيةً في رفع مستوى تفاعل الموظفين والأداء التنظيمي؛ إذ تساعد الجوائز الملموسة في تعزيز الرابطة بين الموظف والمنظمة.

يرى أرباب العمل بالتأكيد عائداً على هذا الاستثمار؛ على سبيل المثال، في شركة "إنغيج-تو-إكسيل" (Engage2Excel)، يتتبعون تحليلات الأداء لعملائهم. يكشف الإبلاغ عن أحد أبرز عملاء الرعاية الصحية لديهم، أنَّ الموظفين النشطين في برنامج التقدير أكثر إنتاجيةً بنسبة 31% من أقرانهم الأقل نشاطاً، وقد تمكنت تحليلاتهم المتقدمة من إسناد 7% من الفرق إلى برنامج التقدير نفسه. أيضاً، تم العثور على ارتباطٍ إحصائي إيجابيٍّ بين المشاركة في برنامج التقدير ومعدل دوران القوى العاملة والاحتفاظ بالموظفين.

إقرأ أيضاً: كيف تؤثر المكافآت وتقدير جهود الموظفين في صحتهم النفسية؟

يؤتي التقدير ثماره قبل تعيين الموظف الجديد:

بالإضافة إلى تجربة الموظف، يجب عليك أيضاً إلقاء نظرةٍ جديدةٍ على تجربة المرشح من منظور التقدير؛ إذ يكشف تقرير "ترينديكيتورز" (Trendicators) لعام 2017 أنَّ التقدير هامٌّ جداً في أثناء مراحل الجذب والتجنيد والإعداد. على سبيل المثال، من بين جميع المرشحين الذين شملهم الاستطلاع، قال 61% إنَّ تلقِّي هدية ترحيبٍ شخصيةً في وقت العرض سيؤثر في قبولهم ذلك العرض.

مرةً أخرى، يقف جيل الألفية بعيداً عن الجماعات الأخرى؛ إذ يؤمن 82% بهذا الرأي؛ وهذا يعني أنَّ إضفاء الطابع الشخصي أمرٌ منطقي. يمكنك جعل العرض لحظةً خاصةً عن طريق إرسال هدية ترحيب شخصية إلى منزل المرشح. وقد يكون الأمر مفيداً لشعار الشركة، كما يمكن أن يكون أكثر تأثيراً إذا كانت الهدية تؤكد على رؤية الشركة أو قيمها. يعمل هذا النوع من الإعداد على الترويج لعلامتك التجارية للتوظيف؛ وهذا يثير إعجاب المرشح فضلاً عن العائلة والأصدقاء.

ومع ذلك، في استطلاعٍ عشوائيٍّ لمختصي الموارد البشرية، قال الثلثان إنَّهم لا يقدمون أيَّ شكلٍ من أشكال التقدير خلال عملية إعداد الموظفين.

من الصعب التقليل من أهمية التقدير؛ إذ وفقاً لتقرير عام 2017، فإنَّ السبب الأول وراء بحث الناس عن وظائف أخرى هو عدم الاعتراف بهم وتقديرهم واحترامهم. وجاء هذا السبب أعلى بنسبة 24% من التعويض (18%) والملاءمة الوظيفية (16%). ثم إنَّه أيضاً السبب الأول للأشخاص لقبول العروض، مع 35% من الردود. علاوةً على ذلك، يريد 70% من جميع المستجيبين فهم برامج التقدير التي تقدمها، وسيتطلعون إلى موقع الويب الخاص بوظيفتك للحصول على معلومات. وبين المرشحين النشطين، إنَّ النسبة أعلى (81%).

يدرك المزيد من القادة تأثير تقدير الموظف في التفاعل وأداء الأعمال؛ فليس من المستغرب أنَّ ما يقارب ثلث المنظمات تتوقع زيادة ميزانيتها في التقدير والمكافآت خلال العام المقبل.

إذا كنت تبحث عن عائد استثمارٍ يمكنك تحويله إلى المدير المالي الخاص بك، فإنَّ تطبيق برنامج تقديرٍ ومكافآتٍ فعَّال سيساعدك على إضافة المزيد من القيمة إلى عملك.

المصدر




مقالات مرتبطة