خطوات لتخطي المشكلات بواسطة حس الفكاهة

الفكاهة أداة نفسية رائعة لجذب الناس، وخاصة عند استخدامها بحكمة وبكثرة عند الفشل؛ فالكلُّ يخطئ، لكن ما الذي يجعل خطأً ما قابلاً للغفران، وخطأً غير قابل؟ فربما تكون قد رأيت كثيراً من الحالات التي تُتجاهل فيها الأغلاط الكبيرة، وأغلاط تافهة تُعامل معاملة مبالغة فيها، وقد تسأل نفسك: "كيف يحدث ذلك؟ أين العدل؟".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب تايلر ترفورين (Tyler Tervooren)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية حسِّ الدعابة في تفادي الأغلاط.

قد لا تدرك أنَّك عندما ترتكب خطأً، فإنَّ الطريقة التي يتلقاها كلٌّ ممن حولك تقريباً تعتمد اعتماداً كاملاً على كيفية تفاعلك معها؛ إذ ارتكب المراسل الإخباري المشهور عالمياً توم بروكاو (Tom Brokaw) في انتخابات عام 2014 ما كان يمكن أن يكون خطأاً يقضي على حياته المهنية، وفي اليوم التالي كانت كلُّ وسيلة إعلامية في أمريكا تتحدث عن ذلك، لكن بدلاً من انتقاده أو السخرية منه، سخروا منه بجوٍّ من التسامح.

فكيف حوَّل بروكاو إخفاقه الهائل وما كان يمكن أن يكون خطوة تنهي الحياة المهنية لأيِّ مراسل مبتدئ إلى قصة إخبارية محببة؟ وكيف يمكنك استخدام المبدأ النفسي نفسه في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك في الموقف نفسه؟ وذلك باستخدام الفكاهة.

كيف يمكن للفكاهة أن تنقذ حياتك المهنية؟

يحبُّ الأمريكيون مشاهدة التلفاز، لكن في يوم واحد يحبُّونه أكثر من أيِّ يوم آخر، وهو يوم الانتخابات؛ إذ يحصل مرة كلَّ عامين حتى أكثر كارهي التلفاز بمن فيهم أنا، يراقبون في تلك الليلة المسؤولين الذين سيُختارون، وأيِّ إجراءات اقتراع كبيرة ستُمرر أو ستُلغى؛ فهو يوم خطير، والشبكات الإخبارية جميعها تقدم أشهر مراسليها لتغطية أحداث الليلة.

لقد كشفت محطة إم إس إن بي سي (MSNBC) في هذا العام اسم أهم مراسل إخباري لديهم، وهو توم بروكاو. كان بروكاو يناقش أحدث نتائج الاستطلاع مع مجموعة من المراسلين عندما بدأ صوت رنين عالٍ، وفي الثواني القليلة الأولى تجاهلوه جميعهم، ثم نظروا إلى بعضهم بعضاً بارتباك، وبعد ذلك قال بروكاو: "هل يمكن أن يكون هذا الصوت صادراً مني؟" قبل أن يدرك بخجل أنَّ الهاتف في جيبه هو سبب الصوت.

فقد يقوم مذيع الأخبار الأقل خبرة بإيقاف تشغيل الهاتف بسرعة، والتظاهر بأنَّه لم يحدث شيء على الرَّغم من أنَّ الحاضرين جميعهم يعلمون ذلك، وقد يكون محرج بشدة، ويعتذر قبل أن يتابع بقية البرنامج؛ إذ سوف يسامحه الجميع مؤقتاً من أجل متابعة البرنامج، ولكن يمكنك التأكد من أنَّه سيُطرَد بمجرد إطفاء الكاميرات، ويعرف بروكاو ذلك، وبسنين خبرته علم كيف يمكنه إدارة الموقف إدارة مختلفة. فانظر كيف يمكنك التعامل مع الموقف:

دعونا نلخص ما قرأناه للتو:

  1. من الواضح أنَّ بروكاو كان مصدوماً عندما أدرك أنَّ الصوت كان يصدر من هاتفه.
  2. بعد ذلك، سحب الهاتف لإطفائه، واعترف بخطئه.
  3. وبدلاً من أن ينتهي بملاحظة لاذعة، فإنَّه يتخذ الخطوة التالية، ويحوِّلها إلى مزحة بالتظاهر بأنَّ زوجته تتصل به لتذكيره بإحضار الحليب، وإطعام الكلب.

عندما بدأ الموقف كان المضيفون الآخرون يضحكون بتوتر، لكن في النهاية انفجروا ضاحكين - هم وطاقم العمل بكامله - على الرَّغم من صعوبة الموقف، وبعد ذلك قدَّم اعتذاراً سريعاً، وعاد إلى العمل مباشرة كما في عروض الكوميديين الذين يتحدثون بسرعة؛ إذ إنَّهم يفسدون دعاباتهم طوال الوقت، لكن الحشد ما يزال يحبُّهم؛ وذلك لأنَّهم يستطيعون جعل الموقف مضحكاً.

بالنسبة إلى أيِّ مضيف من دون روح الدعابة، فإنَّ العناوين الرئيسة في اليوم التالي ستكون: "مضيف الأخبار يجعل نفسه أحمق أمام الأمة بكاملها"، لكنَّ بروكاو لم يتلق أياً من ذلك، وبدلاً من الضحك عليه أو الشفقة عليه، ركَّز كلُّ من التقط القصة على طريقته في التعامل مع الموقف، وأصبحت روح الدعابة التي أظهرها أهم من الخطأ.

يحظى بروكاو باحترام يمكنه على الأرجح فعل أيِّ شيء يريده على التلفزيون، ومن دون أن يتعرض للانتقاد، لكن لو تعامل مع هذا الموقف بالطريقة نفسها عندما كان أصغر سناً، فمن المحتمل أن يقول: "الفكاهة أنقذت حياتي المهنية".

شاهد: 7 فوائد صحيّة يقدمها الضحك للجسم

4 خطوات لتخطي المشكلات بواسطة حسِّ الفكاهة

في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك تحدِّق في حشد من الأشخاص الذين شاهدوك لتوِّهم ترتكب خطأً فادحاً، وهم يعلمون أنَّه كان خطأاً، لا تتجاهله، ولا تحاول التستر عليه، ولا تعتذر مراراً وتكراراً بتوتر وتركز على خطأك، وتجعل نفسك تبدو أحمقاً، بدلاً من ذلك تذكر أنَّ كلَّ شخص يشاهدك يريدك أن تنجح؛ فهم مرتبكون الآن، لكن يمكنك تفادي الموقف إذا تصرفت بسرعة، وما عليك سوى اتباع طريقة توم بروكاو:

  1. الاعتراف بالخطأ، فلا يمكنك إخفاؤه الآن فلقد رآه الجميع.
  2. تصحيح الخطأ، فإذا لزم الأمر، أجرِ أيَّ تصحيح تريده لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح.
  3. إلقاء نكتة، فاسخر من نفسك، واجعل الجميع يضحكون، ولن يهتموا بعد الآن بشأن خطأك.
  4. الاستمرار، لا تذكر الخطأ مرة أخرى.
إقرأ أيضاً: 4 طرق تساعدنا فيها الفكاهة على مواجهة تحديات الحياة

وإليك هذا المثال:

أنا شخص يتشتت بسهولة في أثناء المشي، فعندما أمشي أحبُّ النظر إلى كلِّ شيء باستثناء ما هو أمامي مباشرة، ونتيجة لذلك أنا عرضة للسقوط والاصطدام في الأشياء، وعندما يحدث هذا، أحبُّ أن أواجه كلَّ من رأى، وأعطي انحناءة كما لو كنت أشكرهم على مشاهدة أدائي.

إقرأ أيضاً: أتقن روح الدعابة لإيقاف دفق الأفكار السَّلبية

بهذه الطريقة، فإنَّهم يقضون وقتاً أقل في القلق إذا تأذيت أو الاعتقاد بأنِّي أحمق، ومزيد من الوقت في الضحك، فالفكاهة هي واحدة من أفضل الأدوات النفسية التي لديك لجذب الناس؛ فاستخدمها بحكمة وبكثرة خاصةً عندما تفشل.

المصدر




مقالات مرتبطة