خطوات تساعدك على إعادة تقييم أهدافك والحصول على حياة أفضل

لا بدَّ أنَّك تخيَّلت أنَّ الحياة ستسير بطريقة معيَّنة في مرحلة ما من حياتك، وكنت تتوقَّع مثل الآخرين أنَّك إذا قمت بما يُطلب منك فإنَّك ستحصل على ما يجب الحصول عليه، لكنَّ الحياة لا تسير بهذه الطريقة، فإذا لم تكن تعرف بوضوح ما الذي تريده فلن تحقِّق أبداً ما تطمح إليه.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "لي بولين" (Lea Bullen)، وتتحدَّث فيه عن أربع خطوات استخدمتها لتحقيق أهدافها.

كونك طفلاً، فمن الطبيعي أنَّك لا تملك فكرة واضحة عن وجهتك في الحياة؛ لذا كان الآخرون يعلِّمونك ماذا يجب أن تفعل؛ فتذهب إلى المدرسة لأنَّ هذا ما هو مطلوب منك، وتُنهي مرحلة التعليم الأساسي، ومن ثمَّ تنتقل إلى المرحلة الإعدادية ولا تفكِّر فيما بعد ذلك لأنَّك لست مضطراً إلى أن تفعل، وعندما تصل إلى المدرسة الثانوية فإنَّك تبدأ بالتفكير قليلاً بالمستقبل وكيف يمكن أن تصل إلى ما تطمح إليه.

أنت تخبر الآخرين بالموضوعات التي تُثير اهتمامك، ويقترح والداك وأصدقاؤك ما الذي يجب أن تدرسه في المرحلة الثانوية، وينتهي بك الأمر باختيار مهنة بناءً على معلوماتك الأساسية عنها أو بناءً على نتائج اختبار القدرات، وقد لا تكون هذه المهنة ذات صِلة أبداً باهتماماتك وطموحاتك.

عندما كنتُ في مقتبل العمر لطالما تخيَّلتُ نفسي سيدة أعمال، لكنَّني درست القانون في المدرسة، وذلك لأنَّني أظهرت سِمات المحامي الناجح من المثابرة والبراعة في التفاوض وما شابه ذلك.

لقد بدأت بدراسة القانون، لكن لم أتخلَّ عن حلمي، فقد اعتقدت أنَّ المحاماة ستمهِّد لي الطريق لتحقيق هدفي، مع أنَّني لم أمتلك فكرة واضحة عن كيفية القيام بذلك؛ إذ لم أمتلك تصوُّراً واضحاً عن طريقة إجراء التحوَُل، فتارةً أعتقدُ أنَّني يجب أن ارتقي في مهنتي حتى أصبح شريكة مُساهمة في إحدى الشركات، وتارةً أعتقد أنَّني يُفضَّل أن أدَّخر المال الذي أجنيه من مهنتي ومن ثمَّ أشتري شركتي، ناهيك عن أنَّني لم أكن بالضبط على يقين تام من أنَّ امتلاك شركة هو هدفي.

في ذلك الوقت لم أفكِّر في هذه الخيارات حتى أختار واحداً منها، فكل ما كنت أعرفه هو أنَّه يوجد طريقة للقيام بذلك وأنَّ ذلك ليس مستحيلاً، واعتقدت أنَّ ذلك كل ما ينبغي معرفته كي أُحقِّق النجاح.

في حين كنت على وشك البدء بالدراسة في كلية الحقوق، أدركتُ أنَّ ما أقوم به لا يمثِّل رغبتي الحقيقية، وأنَّني لن أستمتع بمهنة المحاماة، فأنا أُحِبُّ أن أُدافع عن الحق مثل جميع الناس، وأُحِبُّ أن أثبت وجهة نظري، لكنَّني لا أُريد أن أجادل طوال الوقت.

فقد كنت أفعل ما كان يتوقعه الآخرون منِّي، وليس ما أردته فعلاً، وقد اكتشفت ذلك عندما كنت في العشرين من عمري، مع كثير من الفواتير التي يجب دفعها وبعد أن حصلت على شهادة ليست ذات صلة على الإطلاق بأحلامي.

لذلك، فعلت ما يفعله الجميع، حصلت على وظيفة بدوام كامل لدفع فواتيري، فقد كنت أعمل في وظيفة دون أي فرصة للتطور الشخصي، لدرجة أنَّني نسيت أهدافي؛ إذ كنت أقوم بالنشاطات اليومية المعتادة، ولم يكن لديَّ الفرصة لأفكِّر في تطوير ذاتي، ثمَّ شعرت أنَّه في حين كنت أُساعد الآخرين على تحقيق أهدافهم كان كل ما أفعله لا يساعدني على الاقتراب أي خطوة نحو طموحي؛ لذلك حاولت أن أحدِّد الخطأ الذي ارتكبته.

الحقيقة أنَّني كنت أعرف ما الذي أريده، لكن لم يكن لديَّ رؤية واضحة عن كيفية تحقيقه، فكنت أحتاج إلى رؤية واضحة للنتيجة حتى أتمكَّن من إعداد خطة متماسكة؛ لذلك استخدمت استراتيجية لوضع الأهداف لإعادة الأمور إلى نصابها.

شاهد: 5 قواعد ذهبية مثبتة علميًا في تحديد الأهداف

أربع خطوات لتحقيق الأهداف:

1. كتابة الأهداف:

كتبتُ في البداية عن رؤيتي المستقبلية، فبعد أن اعتمدتُ على ذاكرتي فحسب وجدتُ أنَّ ذلك يجعلني مشوَّشةً، وازدادت صعوبة حفظ التفاصيل، لكنَّ الكتابة جعلت تصنيف الأفكار أمراً سهلاً.

لقد وصفت ما أطمح إليه وما أردت تحقيقه، فقد يكون هذا صعباً في البداية؛ إذ ستعبِّر عن كل أحلامك من خلال جمل وكلمات وتحاول فهمها، لكن بعد أن تدوِّن الأفكار الأساسية ومن ثمَّ تضيف التفاصيل لاحقاً ستضمن أنَّ لديك كل ما تحتاج إلى فهمه وتذكُّره.

لقد كتبت عن الأشياء التي أردت تحقيقها، ووجدت أنَّ اللغة السهلة تفي بالغرض، حتى عندما كنت أفكِّر في شيء أحاول تجنُّبه كنت أكتب عمَّا أريده بدلاً من ذلك، فلم يكن لديَّ وقت للتفكير في المخاوف والأمور السلبية، فقد شعرت أنَّني قضيت كثيراً من الوقت في التفكير بذلك حقاً، إضافةً إلى وجود أمور أخرى.

2. تخيُّل الأهداف:

ركَّزتُ على جانب واحد من حياتي، وهو الوظيفة التي أردتُ العمل بها، لقد تخيَّلتُها، ومن ثمَّ تمكَّنت من تحويلها إلى أفكار مكتوبة بسهولة.

لقد ساعدني هذا جداً على امتلاك مشاعر إيجابية، مثل الحماسة والسعادة، وهكذا عرفت أنَّني ما زلت على الطريق الصحيح، فهذا ما كنت أفتقده عندما لم أكن أشعر سوى أنَّ مهنة المحاماة هي الشيء الوحيد الذي يعبِّر عن هويتي؛ إذ لم أكره كوني محامية، بل كل ما هنالك أنَّ هذا لم يجعلني أشعر بالابتهاج، ولا أريد أن أعيش بقية حياتي مكتئبة.

3. إجراء التعديلات:

في حين كان اكتشاف تطلُّعاتي المهنية أمراً سهلاً جداً، فإنَّ حياتي في المنزل لم تكن كذلك أبداً، وهذا ما لم أفكِّر فيه سابقاً، فقد أردت امتلاك منزلٍ خاصٍّ بي، لكن تبيِّن لي أنَّ منزل الأحلام لم يكن ما أريده حقاً؛ فقد كانت المنازل ذات التصميم "تاون هاوس" (Townhouse) تثير إعجابي دائماً، لكن كان يوجد شيء ما ناقص، فالنظر إليها لم يثر لديَّ الشغف، وهكذا أدركت أنَّه يجب إجراء بعض التعديلات.

إذ أدركتُ أنَّني أنضجُ من أن أُفتتَن بهذه المظاهر، مع أنَّني عملت بجدٍّ لأمتلك منزلاً من هذا النوع، فإنَّني لم أجد البهجة فيه، وهكذا وجدت شيئاً آخر ناسبني أكثر.

إقرأ أيضاً: 10 أمور يجب تقبُّلها و10 أمور يجب تغييرها من أجل حياة أفضل

4. المراجعة اليومية للأهداف:

ربما كان هذا أحد أكبر أخطائي في سنٍّ مبكِّرة؛ إذ كنت أحلم بشيء أو أفكِّر بهدف ما لكن لا أقوم بمراجعته، فلم يكن لديَّ خطة عمل، لأنَّني تعاملت مع هذه الأحلام على أنَّها نزوات عابرة، حتى عندما كنت أعرف ما الذي يجب أن أفعله فقد كنت أستسلم بعد بضع خطوات، لأنَّني لم أمتلك خطة متكاملة، وعندما كنت أقوم بأشياء مرتبطة بأحلامي كنت أتوقَّف سريعاً لأنَّني نسيت ما كنت أسعى إلى تحقيقه، ثمَّ تلافيت هذه الأخطاء من خلال المراجعة المستمرة لرؤيتي، وما هي الخطوات التي ستساعدني للوصول إليها.

فقد سهَّلت المراجعة المستمرة العمل خطوةً بخطوة، وذكَّرتني على الدوام بما يجب فعله وحساب التقدُّم الذي أحرزته في كل مرحلة؛ لذلك، إذا كنت تريد أن تكون حياتك مشابهة لما تحلم به، وخاصةً إذا كنت تعيش حياة مختلفة عن الحياة التي ترغب فيها، فيجب أن تمتلك رؤية واضحة.

إقرأ أيضاً: 9 خطوات سحرية لتحقيق أهدافك

في الختام:

إنَّ امتلاك تصوُّر واضح عن الأهداف التي تسعى إليها يساعدك على العمل بحماسة لتحقيق ما تريده، والمراجعة المستمرة للأهداف تذكِّرك دائماً بها، وهذا ما يجنِّبك الشعور بالإحباط نتيجة ضغوطات الحياة اليومية.

فلقد اكتشفت ذلك وحدي، ومن المؤكَّد أنَّني ما كنت لأعارض بعض المساعدة، لكنَّني أتذكَّر ذلك الآن وأقول لنفسي: "لو لم أخض تلك التجربة وحدي لما استمتعت بما وصلت إليه"، فبعد إعادة النظر برغباتي اكتشفتُ الرابط بين ما كنت أفعله وما أردته حقاً، وهو مساعدة الناس.

أمَّا حياتي السابقة لم تكن الحياة التي حقَّقت لي المتعة، فالآن أنا أشعر بأنَّ حياتي ذات مغزى، وأعيش الحياة التي تجعلني أشعر بالرضى والإلهام؛ لذلك، خُذ خطوة شجاعة، راجع أهدافك، وحدِّد رغباتك الحقيقية، وإذا لم تكن الحياة التي تعيشها مُشابهة لما تريده حقاً، فحاول تغييرها.

المصدر




مقالات مرتبطة