خطوات بسيطة لتتخلص من السموم الرقمية بنجاح

لقد قضيت أخيراً عشرة أيام بلا سموم رقمية؛ فقد فصلت نفسي عن وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، وابتعدت عنها لمدة عشرة أيام، وعرضت تلك الطريقة على قناتي على موقع يوتيوب (YouTube)، وسُررت جداً بردود الفعل الإيجابية من بعض المتابعين الذين استلهموا هذه الطريقة مني.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة فانيسا فان إدواردز (Vanessa Van Edwards)، وتخبرنا فيه عن تجربتها في التخلص من السموم الرقمية، وإدمان التكنولوجيا.

لقد تلقيت عدة أسئلة عن الفترة التي قضيتها بعيداً عن الأجهزة التقنية، لكن أحد الأسئلة التي ظننت أنَّها الأكثر أهمية، والذي سيكون موضوع هذا المقال، كان السؤال عن كيفية القيام بالتخلص من السموم الرقمية بنفسك؟ كيف تعرف ما إذا كانت هذه الطريقة مناسبةً لك؟ وكيف ستنجح في ذلك إذا كانت وظيفتك تعتمد اعتماداً كبيراً على التكنولوجيا؟

سأجيب في هذا المقال على هذا السؤال، وأساعدك على إعداد أفضل طريقة للتخلص من سمومك الرقمية.

التخلص من السموم الرقمية:

لقد بدأت بالفعل عملية التخلص من سمومي الرقمية منذ بضع سنوات؛ إذ بدأ الأمر عندما قررت التزام الصمت، ولكنَّني أعترف بخوفي الشديد من الصمت المطبق لدرجة أنَّني أميل إلى ملئه بكلماتي؛ لذلك، ولسنتين متتاليتين قطعت عهداً على نفسي بالتزام الصمت، وقررت أنَّ الطريقة الوحيدة لعلاج ميولي لملء هذا الصمت هو أن أصمت تماماً.

مع ذلك، الآن بعد أن أصبحت أمَّاً، فقد أصبح التزام الصمت أمراً صعباً وغير منطقي بعض الشيء؛ لذلك ظننت أنَّ أفضل شيء أقوم به هو التخلص من السموم الرقمية، واكتشفت أنَّني كنت أملأ فترات الصمت بتصفح وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، وكان ذلك شيئاً لطالما أردت أن أتركه.

كانت هذه طريقتي للتخلص من السموم الرقمية، لكن هل هو العلاج المناسب لك؟ إليك فيما يأتي كيفية اكتشاف ذلك:

كيف تعرف ما إذا كان التخلص من السموم الرقمية مناسباً لك؟

1. ما الذي تريد التخلص منه؟

تتمثل الخطوة الأولى الهامة في معرفة كيفية تنظيم عملية التخلص من السموم الرقمية في معرفة المنصات التي تريد بالفعل التخلص منها.

بالنسبة إلي، لاحظت أنَّني كنت أعود دائماً إلى عادة رهيبة، وهي أنَّه كلَّما كان لدي وقت فراغ، كنت أتفقد إحدى قنواتي على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وكانت تملأ كلَّ وقتي، الوقت الذي كان من المفترض أن يكون للإبداع أو للتفكير أو لأيِّ مهام إنتاجية، لكنَّه كان مليئاً بدلاً من ذلك بتصفح هذه التطبيقات.

لذا، فإنَّ أول شيء أريدك أن تفكر فيه هو: ما هو الشيء الذي يملأ وقتك؟ وما هو الشيء الذي تدمن عليه، ويؤثِّر في إنتاجيتك؟

إذا كنت تشعر أنَّ لديك شيئاً تهدر فيه كثيراً من الوقت، فأنت بحاجة إلى تحديده أولاً، وهذا ما قد ترغب في التخلص منه؛ لذا ابحث عن الشيء الذي تستخدمه في حياتك لملء المساحة الفارغة وراقب يومك واعرف ما هي التوجهات التي تجذبك إليها من دون تفكير، فربما لن يكون هاتفك الذكي على الإطلاق، وركِّز انتباهك على المكان الذي تظنُّ أنَّه يمكنك أن تكون فيه أكثر إنتاجية.

إقرأ أيضاً: دور التكنولوجيا في الحصول على حياة سعيدة

2. ملء الفراغ:

أكبر مشكلة يواجهها الأشخاص في التخلص من السموم الرقيمة هي أنَّهم يحاولون التوقف عن عادة ما دون البحث عن أيِّ شيء آخر ليحلَّ محلها؛ فيبدو الأمر كما لو أنَّك توقفت عن تناول الوجبات السريعة، ولكنَّك لم تستبدلها بالطعام الصحي؛ لذلك يمنحك ملء الفراغ بديلاً مثمراً للسلوك الذي تحاول كبحه، ويجعل التخلص من السموم أكثر سهولة.

لذا كانت الخطوة الهامة بالنسبة إلي، هي العثور على شيء ما لاستبدال تعلقي بوسائل التواصل الاجتماعي؛ فقررت ملء وقتي الفارغ بقضائه مع العائلة أو بالمحادثات العميقة أو بالتفكير، وسافرت إلى ألاسكا وقضيت وقتاً في الطبيعة مع عائلتي.

3. الالتزام بما تفعله علانيةً:

يُعدُّ التخلص من السموم الرقمية مهمة صعبة، ومن المحتمل إذا كنت مشاركاً نشطاً على وسائل التواصل الاجتماعي أن يتساءل أصدقاؤك عن غيابك؛ لذا أوصيك بالإعلان عن المدة التي ستستغرقها في إزالة سمومك، وما الذي تريد التخلص منه، وما هو هدفك.

لا يؤدي هذا إلى إبقاء الجميع على اطلاع فحسب؛ بل يمكن أن يساعد في الواقع على حمل المسؤولية؛ ففي النهاية، إذا كان الجميع يعلم أنَّك تقضي هذه المدة للتخلص من سمومك، فلن ترغب في أن تخذلهم ولا أن تخذل نفسك بالنتيجة.

هذه هي خطواتي للتخلص من السموم الرقمية، وكما ترى سيعتمد الأمر حقاً على ظروفك ونوع السلوك الذي تريد تحسينه؛ لذلك ضع في حسبانك الخطوات المذكورة أعلاه، وحدِّد الطريقة الأفضل للتخلص من عاداتك السيئة، وما إذا كانت هذه العادات تتعلق بإدمان البرامج الرقمية أو أيِّ شيء آخر تماماً.

شاهد بالفديو: 6 حلول بسيطة للتخلص من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي

ماذا لو كان عملي يجعل عملية التخلص من السموم أمراً صعباً؟

يوجد سؤال قد يكون مرتبطاً بكثير من الناس، وهو موضوع الحياة الواقعية، إذا كانت لديك وظيفة تتطلب ببساطة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الرقمية والبريد الإلكتروني، فإنَّ فكرة التخلص من السموم الرقمية قد تبدو أقل واقعية؛ إذاً كيف تفعل هذا إذا كان لديك وظيفة تعتمد على استخدام التكنولوجيا؟

يمكنك التفكير في القيام بذلك في أثناء الإجازة، أو حتى البدء بها في عطلة نهاية الأسبوع؛ فيمكن أن يؤدي عدم الاتصال بالتكنولوجيا إلى جعل وقت إجازتك أفضل؛ لذا استفد من استراحات العمل لتتخلص من هذا القلق.

أو ربما تفكر في تقييد بعض منصات الوسائط الاجتماعية التي لا تؤثِّر في وظيفتك، دعنا نواجه الأمر، توجد احتمالات في معظم الأوقات عندما تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي من دون تفكير على أجهزتك الإلكترونية، فهذا ليس لمصلحة عملك على أيِّ حال؛ وربما يكون لديك تطبيق معين تلجأ إليه بدافع الملل تماماً؛ لذلك ربما يكون هذا هو هدفك.

أوصي بالتأكيد بعقد اتفاق مع رئيسك في العمل؛ تحدث إليه وأخبره بخطتك لكسر عاداتك، واسأله عمَّا إذا كان يوافقك على أخذ استراحة من منصة معينة لمدة قصيرة مع احتمال أن يكون لديك طرائق أخرى للتواصل معك، ويمكن أن يكون على استعداد تام لمساعدتك على التخلص من السموم.

في الختام:

تذكَّر أنَّ التخلص من السموم لا يقتصر على التخلص من عادة فقط؛ بل يتعلق الأمر بملء وقت فراغك بشيء جديد؛ فقد كنت سعيدة جداً عندما تخلصت من سمومي الرقمية بالبدائل التي ملأت وقت فراغي؛ فكانت لدي أفكار إبداعية جديدة، وكنت مصدر إلهام باستمرار، وأصبحت أكثر ارتباطاً بأسرتي.

لكن تذكر أنَّ هذا يتعلق بالتخلص من سمومك أنت؛ فقد كانت وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، هي السموم التي أردت التخلص منها؛ لذا خذ بعض الوقت لمعرفة ما هي الأمور التي تستخدمها لملء وقت فراغك، ثم فكر في الأشياء التي تفضل أن تملأه بها؛ التزم بذلك، وابذل جهدك لتحقيقه، وإذا كنت مثلي ستجد أنَّ التخلص من السموم يكافئك بزيادة اليقظة الذهنية، وتحسين العلاقات مع من حولك، والإلهام الذي لم تكن تعلم بوجوده.

المصدر




مقالات مرتبطة