حب الذات: هل هو حقاً مجرد صيحة سخيفة؟

هل تريد أن تعرف سراً صغيراً؟ في بداية مسيرتي المهنية بوصفي مدربة في حب الذات كنت أشعر بالخجل عندما يسألني الآخرون عمَّا أفعله من أجل كسب لقمة العيش؛ فماذا عساي أن أقول عندما يسألني رجال الأعمال الجادين عن مهنتي؟ هل أقول لهم إنَّني أعمل على مساعدة النساء كي يشعرن أنَّهنَّ جميلات وأدربهنَّ على حب أنفسهنَّ؟ أو حتَّى إنَّني أساعد الناس على الوصول إلى راحة البال؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "آني سوفي راينهارت" (Anne-Sophie Reinhardt)، وتشرح فيه أهمية حب الذات وكيف يمكنك محبة نفسك حقاً.

قد يبدو ذلك سخيفاً وغير ضروري بعض الشيء، أليس كذلك؟ إنَّه عملٌ لطيفٌ ورائعٌ؛ لكنَّه ليس جاداً ولا يستحق العناء.

ما يزال يُنظَر إلى حب النفس والاعتناء بها على أنَّه أمر معدوم الجدوى وغير ضروري، وأنَّه عملٌ لا ينفع إلا النساء اللواتي لا يمتلكن وظائف حقيقية ويملكْنَ كثيراً من الوقت، ويؤمنَّ بالروحانيات بإفراط.

يمكنك تعيش حياتك دون أن تحب نفسك:

توجد بالتأكيد قضايا أكثر خطورة وأهمية في هذا العالم من مساعدة الناس على حب أنفسهم. أجل ثمة دائماً مشكلات أكبر، ويمكنك أن تعيش دون أن تحب نفسك، لكن لا أظن أنَّه يمكنك أن تكون مفعماً بالحياة ومشاركاً فيها مشاركة كاملة دون أن تحب نفسك.

أظن أيضاً أنَّ حب الذات ليس صيحةً سخيفة أو شيئاً يجب أن يقتصر على عارضات الأزياء أو الأشخاص الروحانيين فقط؛ بل هو حق أساسي لكل امرأة وكل رجل، وكلَّما أحب الناس أنفسهم أكثر كان هذا العالم أفضل.

خلال سعيك إلى تعلُّم حب نفسك ستخوض رحلةً رائعة ستتعلم بها عن نفسك وقيمك أكثر من أي رحلة أخرى في حياتك، بمجرد أن تكون مستعداً للوقوع في حب نفسك وأنت جاد في التخلي عن كل الكراهية في داخلك، فإنَّك على أبواب رحلة طويلة ومثيرة، رحلةٌ فيها العديد من التقلبات وسوف تنسى جميع صعابها في غضون أيام.

كلما تعمقت في مفهوم حب الذات ومارسته أكثر زاد وعيك بالحياة؛ لأنَّك ستبدأ في التعرف إلى اليقظة الذهنية، وستبدأ في إعادة التفكير في خياراتك الغذائية والطريقة التي تعامل بها جسمك، وعلى الأرجح ستبدأ في وضع حدود جديدة ثمَّ تختبر قدرتك على تجاوزها، ستبدأ في تقدير نفسك حقاً، وستتعلم الإصغاء إلى نفسك مرة أخرى، أو ربَّما لأول مرة على الإطلاق ستبدأ في الاهتمام بصحتك الجسدية والعقلية، وستبدأ في التواصل مع قيمتك الذاتية الحقيقية وجوهرك الحقيقي.

إنَّه لأمر بالغ الأهمية؛ لأنَّه بمجرد أن تكون في حالةٍ من الحب الحقيقي والعميق للذات ستصبح قادراً على منحه لغيرك وتَلَقِّيه بسهولة، ستمنح الآخرين بقلب محب ومنفتح؛ لكنَّك ستدرك أيضاً احتياجاتك الخاصة، وستبدأ في اتخاذ قرارات تصب في مصلحة الجميع وسوف تتخلى عن أيِّ بُغضٍ أو امتعاض، وستصبح شخصاً أكثر سعادة؛ ممَّا سيعود بالمنفعة على عائلتك وأطفالك وشريكك وعلى العالم أجمع.

إنَّني أؤمن بشدةٍ أنَّنا إذا اقتربنا جميعاً ولو قليلاً من قبول ذاتنا وحبها، فسنعاني مشكلات صحية أقل وسيكون هذا العالم أكثر بهجة وأقل غضباً وعنفاً؛ لماذا أقل عنفاً؟ لأنَّ العنف غالباً ما يتولد من حاجة الإنسان إلى أن يصغي إليه الآخرون ويروه، فإذا أحببنا أنفسنا وتقبلنا ذاتنا كما نحن الآن، فسنكون على ما يرام، كما سيُظهر لنا الآخرون قيمتنا الحقيقية لديهم على نحو أصدق، وكيف أنَّنا جميعاً متشابهون ومع ذلك مختلفون جداً.

إنَّ الافتقار إلى حب الذات هو أكبر مشكلة اجتماعية في عصرنا، وأرى أنَّه من واجبنا - بصفتنا مجتمعاً - تغيير ذلك؛ إذاً كيف يمكنك أن تبدأ في حب نفسك؟

شاهد بالفديو: 12 حقيقة عن حب الذات يجب على الجميع أن يتذكرها

اتبع النصائح الآتية لتحقيق ذلك:

1. أظهر جانبك الضعيف:

اسمح لنفسك بالبكاء واسمح لمشاعرك بالخروج فليس من الضعف أو العار أن تشعر بأنَّك حزينٌ أو قلق أو منهارٌ أو مكسور القلب، إنَّنا نحاول في كثير من الأحيان أن نكون أقوياء وأن نخفي عواطفنا لدرجة أنَّنا في النهاية نفقد التواصل مع مشاعرنا وأنفسنا الحقيقية.

متى شعرت برغبةٍ في البكاء في المستقبل فابكِ وأخرج كل ما بداخلك، خذ وقتك ولا تحكم على نفسك بسبب ذلك؛ بل امدح نفسك لأنَّك أظهرت مشاعرك الحقيقية، إنَّ جانبك العاطفي هو جزء هام للغاية من نفسك، وإنَّ كرهك إياه أو إهماله أو حتَّى إنكاره هو الخطوة الأولى نحو كراهية وإهمال الذات، احتفِ بمشاعرك لأنَّها تمنحك متنفساً رائعاً.

2. اعطِ الأولوية لنفسك:

أعلمُ أنَّ ذلك قد يتعارض مع قيم معظمنا، لكن من الهام جداً أن تمنح نفسك مجالاً لتنمو وتتنفس وأن تكون الشخص الذي أنت عليه حقاً، إنَّ تذكُّر احتياجاتك سيساعدك على التواصل مجدداً مع نفسك.

3. تحدَّث بلطف مع نفسك:

انظر في المرآة وقل لنفسك: "أحبك، حقاً أحبك"؛ فهذا القول سيذكرك بأنَّك رائع ولا تحتاج إلى تغيير؛ بل تستحق الإعجاب والحب والاهتمام، فأول عمل تدين به لنفسك في الصباح هو أن تنظر إلى نفسك وتعبر بصدق عن حبك للشخص الذي أنت عليه من الداخل والخارج.

إقرأ أيضاً: 15 طريقة لتكون لطيفاً مع نفسك

4. كن أفضل صديق لنفسك:

مثلما ننتقد أجسادنا باستمرار فإنَّنا أحياناً ننظر إلى أنفسنا بازدراء بسبب بعض السمات وردود الفعل المحددة أو حتَّى بسبب أدائنا في صالة الألعاب الرياضية وما إلى ذلك؛ لذا لا داعٍ لإخبارك كم أنَّ ذلك أمرٌ مضر ليس فقط بثقتك بنفسك؛ وإنَّما أيضاً بقدرتك على أن تكون سعيداً حقاً.

غيِّر وجهة نظرك وكن أفضل صديق لك وتقبَّل نفسك كما أنت، إنَّك كافٍ، فتذكر ذلك دائماً.

Self-Love _“ Just a Silly Hippie Trend




مقالات مرتبطة