توقَّف عن العمل إذا لم تقدِّم عملاً جيداً بما فيه الكفاية

كم مرة قلت لنفسك: "لقد قمت بعمل جيد بما فيه الكفاية" وتابعت حياتك؟

إذا كنت مثلي، فهذه هي قصة حياتك، فقد بدأت عندما كنت في المدرسة، فلم أكن مهتماً بدرجاتي، وأردت إنهاء مرحلة ما والمضي قدماً فقط، ولطالما قلت: "لا أحد يهتم بدرجاتك"، وأنا أؤمن أنَّ في "الحياة الواقعية" لا أحد يكترث بدرجاتك، وفي الحقيقة هذا صحيح، فما عدا والداي، لم يسبق لأحد أن نظر إلى درجاتي، لا في المدرسة الثانوية ولا في الكلية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويخبرنا فيه عن أهمية أداء العمل بطريقة جيدة بما يكفي لتكون راضياً عن نفسك وعن نتائج أعمالك.

لكن هذا لا يعني أنَّ لا أحد ينظر إلى الدرجات؛ إذ يأخذ بعض أرباب العمل الدرجات على محمل الجد، لكن لا تتطلب معظم المهن درجات عالية، فإذا كنت ترغب في الالتحاق بمكاتب محاماة معينة، فمن المؤكد أنَّك بحاجة إلى درجات عالية، حتى يُنظَر في أمر توظيفك؛ لكنَّني لم أرغب في أن أصبح محامياً أو محاسباً أو أيَّة مهنة أخرى تتطلب درجات عالية، بينما لم يكن لدي أيُّ شيء أثبته للآخرين، فقد نسيت شخصاً واحداً فعلت كلَّ شيء من أجله: وهو أنا.

"لا يمكن لأحد أن يجلب لك السلام سوى نفسك، ولا يمكن لشيء أن يجلب لك السلام سوى انتصار المبادئ". الكاتب رالف والدو إيمرسون (Ralph Waldo Emerson).

أنت لا تذهب إلى المدرسة من أجل الآخرين، ولا تعمل من أجل الآخرين، لكن كلُّ ما نفكر فيه هو العوامل الخارجية، نفكر في المدارس التي نريد الالتحاق بها والشركات التي نريد العمل بها، ونفكر فيما يجب أن نقوله للآخرين عندما يسألوننا: "ماذا نفعل؟".

كلُّ هذا رائع، لكنَّه لا يهم، فأنت لا تعيش من أجل الآخرين، أنت تعيش من أجل نفسك، فلماذا لا تبذل قصارى جهدك من أجل نفسك فقط؟ لم أدرك هذا المفهوم لسنوات، أنا لا أندم كثيراً في الحياة، لكن لدي شيء واحد أندم عليه، وهو أنَّني أهدرت وقتي في أشياء تافهة لسنواتٍ عديدة.

على سبيل المثال، في المدرسة سابقاً، كنت أرغب فقط في النجاح، وأردت فقط لعب كرة السلة والتسكع مع أصدقائي، وكان ذلك حقاً جيداً بما يكفي بالنسبة إلي؛ فقلت: "ما هو الهدف إذاً؟"، وأدركت في النهاية أنَّ الهدف هو أنا، لكن لسوء الحظ، لا أستطيع تغيير الماضي.

ما هي الأشياء التي تفعلها والتي تكون "جيدة بما فيه الكفاية؟"

هل هي:

  1. عملك؟
  2. علاقتك؟
  3. تعليمك؟
  4. صحتك؟
  5. حياتك؟

نحن نعيش في الحضارة الحديثة مع أناس آخرين، وغالباً ما يخبرك الناس بما يجب أن تفعله، ومن المحتمل أن يكون لدى معلمك أو رئيسك في العمل أو أمك أو أبيك أو زوجتك ما يقولونه لك، وأحياناً، لا يعجبك ذلك.

شاهد بالفيديو: 8 طرق للعمل بشكلٍ أذكى وزيادة الإنتاجية

لكن في الواقع: أنت لا تفعل ذلك من أجلهم؛ بل لأجلك أنت من أجل تطويرك الشخصي، ومن أجل جودة حياتك، لكن عندما تكون مشوَّشاً، لا يمكنك رؤية الهدف، وقد مررنا جميعاً بذلك، كأن يكون لديك وظيفة سيئة، ولا تبذل فيها قصارى جهدك، صدِّقني، لقد مررت بذلك مثلك؛ لكنَّني كنت مخطئاً.

ما هي الفكرة من ذلك؟ فأنت لا تساعد أيَّ شخص عن طريق بذل الحد الأدنى من الجهد فقط للحصول على راتب، "أنا أكره رئيسي في العمل وشركتي، وأذهب فقط لتسجيل وقت الوصول والمغادرة، اللعنة عليهم"، كثيراً ما أسمع هذه العبارة من أشخاص لا يحبون عملهم.

أرى أيضاً كثيراً من العاطلين عن العمل الذين لا يريدون العمل مجاناً، فإذا كنت عاطلاً عن العمل لفترة طويلة، فأنت لا تقدِّم مساعدةً لأيِّ شخص؛ لذا عليك أن تستيقظ وتعمل مجاناً، إنَّها حالة مُرضية للطرفين، فقم بكلِّ ما يلزم.

ماذا عن علاقة "جيدة بما فيه الكفاية"؟ أنا لست بعمر 16 سنة، والحياة ليست فيلماً رومانسياً؛ إذ إنَّك لن تبقى أنت وشريكك في حالة حب إلى الأبد بدرجة الشغف الأولى نفسها، وتموتان في اللحظة نفسها عندما تتقدمان في السن، بينما تمسكان بأيدي بعضكما بعضاً، كما هو الحال في فيلم ذا نوت بوك (The Notebook).

لكن، كم مرة تنتهي العلاقات بطريقةٍ مأساوية؟ توجد أسباب عديدة لحدوث مثل هذا الشيء، لكن أحد أكبر الأسباب هو مرض يسمى "جيد بما فيه الكفاية".

هل تعطي شريكتك في الحياة الزهور دون مناسبة خاصة؟ "أو تفضل العودة إلى المنزل ومشاهدة حلقة من مسلسل صراع العروش (Game of Thrones)".

إقرأ أيضاً: كيف تتغلّب على مخاوفك عندما تفكر في البدء بعمل جديد

لا مزيدَ من "جيد بما فيه الكفاية":

  1. التقرير الذي عليك كتابته.
  2. الأشخاص الذين عليك إرشادهم.
  3. المنتج الذي تصنعه.
  4. الكتاب الذي تكتبه.
  5. الأطفال الذين تربيهم.
  6. الاستراتيجية التي تضعها.
  7. الاختبار الذي تقوم به.
  8. التطبيق الذي تنشئه.
  9. المحادثة غير المريحة التي تجريها.
إقرأ أيضاً: 12 أمراً سيحفزك على القيام بعمل جيد دائماً

في الختام:

أعتقد أنَّ جوني إيف (Jony Ive)، المصمم لمعظم منتجات شركة آبل (Apple)، ومن ذلك ماك بوك برو (MacBook Pro)، والآيفون (iPhone)، والآيباد (iPad) وآبل ووتش (Apple Watch) قال: "إذا لم يكن ما تفعله جيداً بما فيه الكفاية، فتوقف عن القيام به".

هذه قاعدة بسيطة للعيش بها، إذا لم يكن الأمر جيداً بما يكفي، فتوقف، وفكِّر في كيفية القيام بعمل جيد، وبعد ذلك: لا تتوقف مرة أخرى حتى تقوم بعمل رائع.




مقالات مرتبطة