توقف عن إضاعة وقتك ومالك في إرضاء الموظفين

غالباً ما أستخدم جملة "لا وجود لشخص سعيد بضعفِ أدائه" عند مناقشة فكرة أنَّ الطبيعة البشرية تتمثل في أن تُصاب بخيبة أمل عندما تقدِّم أداءً سيِّئاً، فقد كانت هذه طريقتي في بعض الأحيان في أن أبرر - لنفسي وللآخرين - التخلي عن موظف أو توبيخه على أدائه الضعيف، وبالإضافة إلى عنصر الأداء، كنت أقول في نفسي إنَّ الموظف لا يمكن أن يكون سعيداً لأنَّ أداءَه كان ضعيفاً، فهذه هي طريقتي في تبرير المكون النفسي للأمر، وما زلت أؤمن بجزء مما قلته، ومع ذلك، تغيرت أفكاري.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة "تريسي موليت" (Tracey Maulett)، وتُحدِّثُنا فيه عن عدم هدر المال من أجل تحقيق رضى الموظفين الذين لا يزيدون من الإنتاجية الفعالة للشركة.

هل يمكن أن يكون الموظف ضعيف الأداء لكن مندمج في عمله؟

ما زلتُ أعتقد أنَّ معظم ذوي الأداء الضعيف غير سعداء؛ ألا نكون في أسعد حالاتنا عموماً عندما نشعر بأنَّنا نقدم أداءً جيداً؟ ومع ذلك، فهذا لا يفسر حقيقة أنَّ وجود العديد من الموظفين الذين بالكاد "يتدبرون أمرهم" في العمل؛ ومع هذا، يبدو أنَّهم راضون تماماً، ولقد رأينا جميعاً ذلك، وربما مررنا بمثل هذه الحالة، ثم اكتشفتُ مفهوم اندماج الموظفين في العمل؛ إذ تحولت الجملة التي كنت أستخدمها إلى "لا وجود لشخص ضعيف الأداء ومندمج في العمل".

إقرأ أيضاً: لا تخلط بين الرضى الوظيفي وتفاعل الموظفين

الاندماج في العمل:

الاندماج ليس مجرد حالة من الوجود؛ بل حالة نفسية، والسعادة من ناحية أخرى هي مجرد شعور؛ إذ يتطلب الاندماج في العمل الحالتين: النفسية والسلوكية؛ أي أن أشعر وأفعل، ولا أستطيع ببساطة أن أشعر بالاندماج فحسب؛ فهذا جزء من المعادلة فقط، وهذه الحالة النفسية هي مجرد شعور حتى أتصرف على أساسها، وهكذا يخلق الاندماج بوجهة نظري.

شاهد بالفيديو: 6 طرق مبتكرة لرفع معنويات الموظفين

رضى الموظفين وصافي أرباح الشركة:

يتطلب الاندماج الشعور والعمل في نفس الوقت؛ فالموظفون السعداء أو في هذا الصدد، الموظفون "الراضون"، لا يقدمون الكثير للمؤسسة؛ فهذا هو السبب في أنَّ معظمنا محتارون ما إذا كان رضى الموظفين يساهم في زيادة أرباح الشركة، أمَّا الحقيقة فلا تسهم في ذلك؛ لذا لا تهدر مالك في سبيل رضى الموظفين؛ إذ إنَّه لأمر رائع أن يكون لديك موظفون سعداء وراضون "ولدينا مسؤولية أخلاقية هامة هنا"، لكنَّ هذا لا يحافظ على سير العمل بشكل جيد أو على الأقل ليس بالقدر الأمثل.

فقط عندما يُترجَم ما يشعر به الموظف إلى عمل، تتحسن أرباح الشركة؛ إذ تهدر المؤسسات اليوم مبلغاً غير معقول من المال على إرضاء الموظفين، بالإضافة إلى إسعادهم، فهو جهد نبيل ويحتاج بالتأكيد إلى الاستمرار ولكنَّه ما يزال لا يعالج الجزء الذي يدفع الموظفين إلى "العمل".

إقرأ أيضاً: 7 نصائح مهمة لتحقيق الرضا الوظيفي

الرضى لا يعني الاندماج:

هل أدَّت آلات القهوة الجديدة التي وضعتَها في الشركة إلى زيادة الإنتاجية؟ أو جعلت الموظفين سعداء حتى يدركوا أنَّ شركة أخرى تقدم ميزات أفضل؟

فالرضى والسعادة لا يؤديان إلى الاندماج في العمل، ولا يحققان أيَّة نتائج تصب في مصلحة المؤسسة؛ لذا من الممكن أن تجد موظفين سعداء على الرغم من ضعف أدائهم، ولكنَّهم لن يكونوا مندمجين في العمل إطلاقاً؛ إذ يخبرنا تعريف الاندماج نفسه أنَّ هذا الأمر غير ممكن.

المصدر




مقالات مرتبطة