تنظيم النوم عند الطفل الرضيع

من أكثر عطاءات الله التي تسعد قلب الوالدين هي منحهم نعمة إنجاب طفل، ورغم ما يحمله ذلك الحدث من سعادة غامرة، إلَّا أنَّه يحمل أيضاً الكثير من الصعوبات؛ إذ تقع على عاتقهما مسؤولية مساعدة الطفل الوليد على التأقلُم مع الحياة خارج الرحم، فمن الضروري مراقبة سلوكاته ومحاولة تنظيمها بدءاً من طعامه ووصولاً إلى نومه.



ما هو معنى النوم؟

لقد قال الفيلسوف اليوناني "لوكريتيوس": إنَّ النوم هو "غياب اليقظة"، فالنوم حالة من الاسترخاء، وهو تغيير في حالة الوعي ويتم خلالها تقليل حالة الحركات الإرادية والشعور بما يحدث في المحيط، ويُعَدُّ النوم أساس النمو السليم للطفل الذي يكتسب عادات النوم منذ الشهور الأولى في حياته.

الطفل الرضيع هو الطفل البالغ من العمر "ساعات أو أيام أو أسابيع قليلة من الولادة" ويشمل مصطلح الرُّضَّع كل من "الأطفال الخُدَّج والأطفال المتأخر أوانها والأطفال كاملة المدة".

معلومات يجب أن يعرفها الوالدان عن الطفل الرضيع:

  1. يبلغ متوسط عدد ساعات نوم الطفل الرضيع الذي يقل عمره عن شهر واحد بين 16 إلى 18 ساعة بشكل يومي، لكن يمكن أن تختلف عادات النوم بين طفل وآخر، فقد ينام الطفل ساعتين متواصلتين ثم يستيقظ قليلاً ويعاود النوم ثانية، بينما قد يبقى طفل آخر وقتاً أطول سواء في نومه أم فترة استيقاظه، وتستمر هذه الحالة حتى عمر الستة أشهر.
  2. عدد مرات الرضاعة للطفل الرضيع حوالي 8 إلى 16 مرة خلال 24 ساعة؛ أي بمعدَّل مرة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات.
  3. يفقد الطفل الرضيع ما يُعادل 10% من وزنه خلال أيامه الأولى بعد الولادة، لكن لا يوجد داعٍ للقلق؛ لأنَّ ذلك يُعَدُّ حالة طبيعية، فمن المُتعارف أن يستعيد الطفل الوزن في الأسابيع اللاحقة.
  4. يجب تنظيف سرة الطفل الوليد من 3 إلى 4 مرات خلال اليوم الواحد؛ إذ يجب أن تُنظَّف بأدوات خاصة ويجب التأكُّد من عدم ترك المنطقة رطبة؛ إذ سوف تسقط السرة خلال فترة تمتد بين 5 إلى 15 يوماً، كما يجب المحافظة على أظافر الطفل نظيفة وقصيرة كذلك.
  5. يقلُّ عدد مرات الإرضاع كلَّما تقدَّم في العمر.
  6. الاستيقاظ المستمر في فترات متقاربة طلباً للرضاعة.
  7. احتمال بكائه في أثناء نومه.
  8. يجب أن يُوضَع الرضيع على ظهره للنوم، والابتعاد عن وضعه على معدته؛ لأنَّ ذلك قد يسبب لهم مشكلات في التنفُّس ويسبب لهم الموت المفاجئ.
  9. عندما يبدأ الرضيع بحركات تقليب جسده في أثناء النوم يجب إبعاد كل الأشياء القاسية عن السرير، كما يجب إبعاد الأغطية الفضفاضة من تحته وأي شيء يمكن أن يشكِّل خطراً على حياته ومن ثم تجنُّب حالات الموت المفاجئ.
  10. التغيير في لون الرضيع؛ إذ من المحتمل أن يصبح لونه مائلاً إلى الزرقة في اليدين والقدمين خلال الأربع والعشرين ساعة من ولادته، كما قد يُصاب باصفرار الوجه المعتدل خلال الأربع وعشرين ساعة الأولى، ومن المرجَّح أن يميل لونه إلى الأحمر عند شعوره بالبرد أو البكاء.
  11. درجة الحرارة الطبيعية يجب أن تكون بين 36.5 إلى 37.5 درجة مئوية، ويمكن قياسها من تحت الإبط.

شاهد  بالفديو: كيف يتم العناية بالطفل حديث الولادة؟

خطوات تساعدك على تنظيم نوم طفلك الرضيع:

الممارسات الجيدة لنوم صحي للطفل أو ما يُسمى "صحة النوم" وتشمل سلوكات خاصة في النهار وأخرى في الليل، والتي تؤثر بشكل إيجابي في عادات النوم، وعادة تُذكَر الكثير من النشاطات التي يمكن القيام بها كإرشادات ينبغي اتِّباعها للحصول على نتيجة مُرضيَة نوعاً ما، ومن تلك الإرشادات نذكر:

  1. أول وأهم خطوة هي اتِّفاق الوالدين على اتِّباع استراتيجية واحدة لتنظيم نوم الطفل الرضيع؛ إذ يعرف كل منهما دوره ويلتزم به مثل تنظيم فترات المُراقبة، ومراقبة نظافته وبكائه وما إلى ذلك، ويجب الالتزام بالخطة التي وُضِعَت وخاصة في الأيام الأولى دون تغيير لمحاولة إكساب روتين معيَّن للطفل.
  2. يجب امتناع الوالدين عن النوم إلى جانب الطفل في سرير واحد.
  3. يجب أن يحرص الوالدان على جعل أوقات النوم والقيلولة في كل يوم متشابهة تماماً؛ أي يجب وضع جدول زمني ينظِّم أوقات النوم؛ إذ إنَّ هذه الخطوة سوف تساعد الطفل على أن يعتاد على النوم عندما يحين هذا الوقت بالتحديد وفق إيقاع يومي دون مُشكلات تُذكر، وتحسين المثير نحو الرغبة في النوم.
  4. استخدام روتين محدد للعناية بالطفل مساءً، مثل أوقات تبديل ملابسه أو استحمامه.
  5. يجب على الوالدين الانتباه إلى الطفل ومراقبته، فما إن تبدأ علامات النعاس تظهر يجب تحضير الفراش ونقله إليه لترتبطَ فكرة نقله إلى السرير بوقت النوم، ويُفضَّل محاولة جعله ينام في ساعة محددة يومياً لكي يعتاد جسمه على ذلك.
  6. عند اقتراب الموعد المُخصَّص لنوم الطفل يجب أن يعطي الوالدان الطفلَ "المصاصة" ليعتاد على الربط بينها وبين النوم.
  7. استخدام الموسيقى الهادئة أو أصوات هادئة لإنشاء جو لطيف يألفه الطفل مع الأيام ويقترن سماعه بالنوم.
  8. على الوالدين تخفيف اللعب والمداعبات مع الطفل في أثناء المساء واقتراب موعد النوم.
  9. يجب تخفيف الأصوات التي تسبب ضجة في أثناء المساء، والتي من شأنها إيقاظ الطفل وجعله متيقظاً طوال الليل، ويجب اتِّباع السلوك المناقض لذلك في أثناء النهار؛ إذ يمكن تشغيل الأصوات التي يمكن أن تجذب انتباه الطفل لتحفيزه على البقاء مستيقظاً لمدة أطول.
  10. يجب على الوالدين اللعب مع الطفل لوقت طويل في النهار ومحاولة تجنيبه الشعور بالنعاس قدر المستطاع؛ إذ يجب جعله مستيقظاً فترة طويلة في أثناء النهار.
  11. يُفضَّل عند استيقاظ الطفل في أثناء الليل وبكائه التمهُّل بعض الوقت قبل رفعه من السرير، فقد يعاود النوم وحده إذا شعر بأنَّه وحده، أو قد يحتاج إلى بعض التهدئة فقط.
  12. يجب ترك الطفل وحده لبعض الدقائق بشكل منتظم؛ أي فواصل زمنية معيَّنة مثلاً 2، 4، 6 وبعد مرور هذا الفاصل الزمني يجب العودة إلى الطفل إذا كان ما يزال يبكي، حدِّثيه قليلاً وربِّتي عليه لمدة لا تتجاوز الدقيقة، ولتكُن محاولة إنهاضه من الفراش وحمله هي المرحلة الأخيرة التي يجب عدم الوصول إليها.
  13. عندما يهدأ الطفل وبعد برهة من الوقت يجب ترك الغرفة والابتعاد عنه ضمن الفاصل الزمني المحدد، ومن ثم العودة وتكرار هذا الفعل، والغرض من ذلك هو جعل الطفل يعتاد على النوم وحده دون ممارسة عمليات أخرى من أرجحة وغيرها لينام.
  14. عند نوم الطفل يجب وضعه في سريره وحده.
  15. يفضَّل جعل الطفل ينام يومياً في نفس المكان.
  16. يجب إيقاظ الطفل في الصباح في نفس الساعة تماماً.
  17. يجب العناية بنظافة الطفل ومراقبتها والانتباه دوماً إلى حفاضهِ فإذا اتَّسخ، يجب تغييره على الفور لكن تحت إضاءة خافتة قدر الإمكان.
  18. بيَّنت الدراسات أنَّ الحمَّام الدافِئ للطفل يمكن أن يساعده على النوم بهدوء؛ لذا فإنَّ تحميم الطفل بماء دافئ سيُشعره بالهدوء ويستسلم إلى النوم.
  19. أنوار الغرفة: عند اقتراب موعد النوم يجب الاهتمام بانخفاض الإضاءة حتى يرتبط ذلك بضرورة النوم في ذهن الطفل، وبالتأكيد يجب القيام بذلك في وقت محدد وبشكل يومي حتى تتم عملية انتظام نوم الطفل.
  20. توجد مقاطع صوت على موقع يوتيوب "لصوت الرحم"؛ أي الصوت الذي طالما اعتاد الرضيع على سماعه في رحم أمه، وربما تجربة تشغيل ذاك الصوت تُشعِر الرضيع بالراحة وتساعده على الخلود إلى النوم في الأوقات التي يحددها الوالدان له.
  21. ما يُعرَف بالضجيج الأبيض"WHITE NOISE"، وهو عبارة عن خلط مزيج من الأصوات مثل صوت الماء وصوت الرياح وغيرها؛ إذ تعمل هذه الأصوات على تحفيز المخ للاستسلام إلى النوم.
  22. أهم الأشياء التي يجب التأكُّد منها قبل الشروع في محاولة جعل الطفل ينام هي التأكُّد من أنَّه غير جائع؛ لذا يجب على الأم إطعام الطفل قبل ميعاد نومه والتأكُّد من أنَّه شبع، كما يجب عدم إيقاظه من أجل إطعامه.
  23. من الطرائق التي أثبتت نجاحها في جعل الطفل ينام هي طريقة المسح على الرأس؛ إذ يجب القيام بذلك في حركات متكررة حتى يستغرق الطفل في النوم.
  24. التدليك: يُعَدُّ إخضاع الطفل إلى حركات لطيفة من المساج وخاصة بعد الاستحمام والتحدُّث إليه بهدوء وغناء بعض الأغاني له بصوت ناعم وهادئ من المحفزات التي تدفعه إلى الاستغراق في النوم.
  25. تجنيب الطفل كل ما من شأنه أن يدفعه إلى الشعور بالخوف والذي يُسبِّب له الأرق ويمنعه عن النوم مثل الشجارات العائلية أو الأصوات المرعبة.
إقرأ أيضاً: 5 فوائد صحيّة يمنحُها زيت الزيتون للأطفال الرُضع

الخلاصة:

يختلف الأطفال فيما بينهم؛ إذ توجد لكل طفل طريقة نوم مختلفة عن الآخر، فالطفل الذي تنفع معه طريقة الضوضاء البيضاء قد لا تنفع مع غيره، وكذلك الأمر فإنَّ الاستحمام قد يدفع بعض الأطفال إلى النوم ساعات طويلة بينما يجعل أطفالاً آخرون أكثر نشاطاً؛ لذا لا بدَّ من تجربة طرائق مختلفة في البداية لكي يعرف الأهل أيُّها تنجح مع طفلهم ويبنون الاستراتيجية الخاصة بتنظيم نومه وفقاً إلى ذلك.

المصادر:

  • 1، 2
  • Michigan department of health & human services
  • صموئيل كورتيس، أنّا ايفانينكو، او جوال رامتيكا، ماركو انغريمان، ترجمة : هيلين سليمان، اضطرابات النوم عند الاطفال والمراهقين الدليل العلمي.



مقالات مرتبطة