تعريف صداع التوتر وكيفية علاجه

يُعَد صداع التوتر أشيع أنواع الصداع التي تصيب الإنسان، إلا أنَّ مصطلح صداع "التوتر" ليس دقيقاً للغاية؛ إذ نجد أنَّ التوتر في أيامنا هذه وضعٌ طبيعيٌّ جديد، ويمكن للتعرض المستمر للإجهاد والتوتر أن يؤثِّر في صحة الفرد، لتنجم آلام الرأس غالباً عن زيادة مستوى التوتر والإرهاق الذي نتعرض له، ويمكن لمصطلح "صداع التوتر" أن يكون وصفاً جيداً لما يجري داخل أجسادنا، إلا أنَّه ليس تشخيصاً دقيقاً، فالتشخيص هو معرفة سبب المرض في الجسم وتسميته للوصول إلى العلاج المناسب له؛ لذا سنعرض فيما يأتي أنواع الصداع التي يسبِّبها التوتر، فضلاً عن كيفية التخلص منها.



تعريف صداع التوتر:

"لا يُعَد صداع التوتر تصنيفاً رسمياً ضمن التصنيف العالمي لاضطرابات الصداع، وإنَّما يُعرف على نحو أصح "بالصداع التوتري"؛ هذا ما صرَّحت به "إلين دريكسلر" (Ellen Drexler) الحائزة على إجازة طبية مصدَّقة في علم الأعصاب، لموقع "هيلث" (Health).

وتضيف قائلةً: "يُعرَّف الصداع التوتري بغياب علامات الشقيقة - الصداع النصفي الذي يصيب نصفاً واحداً من الرأس فقط - أي يحدث الصداع التوتري كألم ضاغط في كلا جانبي الرأس من دون المرافقات المعتادة للشقيقة كالغثيان - إحساس بالضيق وعدم الراحة في الجزء العلوي من المعدة مع رغبة غير إرادية في التقيُّؤ وغالباً ما يُتبَع به - والحساسية تجاه الضوء والأصوات، وازدياد شدة الألم مع تحريك الرأس؛ إذ يُشبَّه الصداع التوتري بإحساس ضاغط في مقدمة الرأس، معتدل إلى متوسط الشدة".

يُعَد الصداع التوتري أشيع أنواع الصداع على الإطلاق، وفقاً لقاعدة البيانات في موقع "ميدلاين بلس" (MedlinePlus) التابع للمكتبة الطبية الوطنية في الولايات المتحدة (United Stated)؛ إذ يُوصف بأنَّه ألم أو انزعاج يصيب الرأس أو فروة الرأس أو الرقبة، مترافقاً غالباً مع الشد العضلي.

تصرِّح الدكتورة "سوزان برونر" (Susan Broner)، الأستاذة المساعدة في علم الأعصاب السريري في جامعة "ويل كورنيل ميديكال" (Weill Cornell Medical)، لموقع "هيلث": "يصيب الصداع التوتري حوالي 70% من الناس، ويستمر مدة تتراوح بين 30 دقيقة و72 ساعة، وكي تُشخَّص إصابتك به على نحوٍ صحيح، ينبغي أن تراودك 10 نوبات منه على الأقل".

يلعب الإرهاق دوراً هاماً في تحريض حدوث الصداع التوتري، وتعقِّب الدكتورة "برونر" على ذلك قائلةً: "إنَّ الآليات الدقيقة وراء الصداع التوتري ليست واضحةً تماماً، لكن من المفترض أن تحدث تبدلات وظيفية في أعضاء الجسم حين يعاني الأشخاص من التوتر؛ إذ يرتفع مستوى هرمون الكورتيزول في الدم، وتتسرع استجابة الجسم للشدة، والتي تتجلى بازدياد معدل ضربات القلب وضغط الدم وارتفاع سكر الدم، ممَّا يحرِّض على الإصابة بنوبة شقيقة أو صداع توتري".

تشمل المحرِّضات الأخرى للصداع التوتري - إضافةً إلى التوتُّر - حسب موقع "ميدلاين بلس": تناول المشروبات الكحولية والكافئين، والإصابة بالأمراض كالزكام والإنفلونزا وغيرها، ومشكلات الأسنان، وإجهاد العينين بسبب النظر مطوَّلاً في الهواتف المحمولة أو القراءة لساعات طويلة أو غير ذلك، والتدخين المفرط، والشعور بالإرهاق والتوتر.

تعريف صداع التوتر

كيفية علاج الصداع التوتري ومتى تجب استشارة الطبيب بخصوصه:

تقول الدكتورة "دريكسلر": "بالاعتماد على شدة ومدة الصداع التوتري، يمكنه أن يختفي ببساطةٍ من تلقاء نفسه، بعد أخذ استراحة من أيِّ مجهود يسبِّب حدوث الصداع، كما يُعَد الاستلقاء والتأمل وممارسة اليوغا حلولاً عظيمة للتخلص من آلام الرأس".

تقول الدكتورة برونر: "إن كان الصداع التوتري مزعجاً، فتُعالج أغلب حالاته باستخدام المسكِّنات العادية التي تُباع من دون وصفة طبية كالإيبوبروفين أو النابروكسين، لكن يجب الحذر من عدد مرات تناول هذه الأدوية يومياً؛ لذا إن كنت تستخدم المسكِّنات لعلاج الصداع أكثر من مرة أسبوعياً بصورة دورية، فإنَّ ذلك يدل على زيادة تكرار حدوث نوبات الصداع لديك، ومن ثمَّ ينبغي استشارة الطبيب لتحديد سبب ذلك".

توصي الدكتورة "دريكسلر" أيضاً باستشارة طبيب أعصاب أو مختص بالصداع، إن كانت نوبات الصداع حديثة الظهور في حياتك، وخصوصاً إن كان عمرك أكثر من 50 سنةً؛ إذ ربَّما يشير ذلك إلى إصابتك بمرض أكثر خطورة.

تُعَد الآلام التي تزداد شدتها سوءاً باستمرار أو يزداد معدل حدوثها مع مرور الوقت، علامات أخرى تنذر بوجود مشكلة خطيرة، حسب الدكتورة "دريكسلر"، خاصةً حين تترافق مع وجود مشكلات عصبية لدى الشخص كالرؤية المضاعفة؛ أي رؤية صورتين لجسم واحد مؤقتاً أو على نحو دائم، أو الخدر؛ أي فقدان الإحساس في منطقة معيَّنة من الجسم، أو التنميل؛ أي الإحساس بوخز خفيف، أو الشلل؛ أي فقدان القدرة على الحركة مع فقدان الإحساس، أو العمى؛ أي فقدان القدرة على الرؤية، أو تترافق مع الإصابة بالحُمَّى؛ أي ارتفاع درجة حرارة الجسم أكثر من 37 درجة مئوية مع قشعريرة.

إقرأ أيضاً: 8 استراتيجيات مؤكدة للنجاح في حل المشكلات

في الختام:

في حين يمكن لنوبة واحدة أو نوبتين من الصداع التوتري أن تكون طبيعية، تشجع الدكتورة "برونر" على عدم السماح لهذه النوبات بالحدوث بانتظام، وعدم التأقلم معها، وتضيف: "يُعَد الصداع التوتري تجربةً مريرة بالنسبة إلى معظم الأشخاص، ولذلك علينا أن نكون لطفاء مع أنفسنا، ونأخذ فترات استراحة حتى عند تعرُّضنا لضغط وإرهاق شديد، أمَّا إن كان التوتر يؤثِّر سلباً في مزاجك ونوعية نومك، فعليك باستشارة الطبيب لمعرفة كيفية التعامل معه".

المصدر




مقالات مرتبطة