تعرف على مرض الذئبة الحمامية الجهازية

تؤثر الذئبة الحمامية الجهازية في عدة أعضاء مثل الكلية والمفاصل والجلد، وتكشف فحوص الدم عن وجود الأجسام المضادة؛ وهذا يعني أنَّ السبب الكامن وراء هذا المرض هو خلل في الجهاز المناعي عند الإنسان؛ لذا سنرشدك في هذا المقال إلى أهم المعلومات الطبية الموثوقة عن هذا المرض، بالإضافة إلى أهم النصائح التي تساعدك على عيش حياة طبيعية بطريقة لا تعوقك عن أداء مهامك.



فكلنا معرضون للإصابة بالأمراض في أيَّة لحظة، وهذا أمر لا يمكن تجنبه، وما يمكننا فعله هو التحلي بالثقافة الطبية والنفسية الكافيتين من أجل تحقيق تعامل أمثل مع المرض.

ما هي العوامل المحرضة لمرض الذئبة الحمامية الجهازية؟

توجد عدة عوامل تساعد على ظهور مرض الذئبة الحمامية الجهازية:

  1. الاستعداد الوراثي؛ إذ يوجد العديد من العائلات التي ينتشر فيها مرض الذئبة أكثر من غيرها.
  2. التعرض المديد لأشعة الشمس في أوقات الذروة قد يكون محرضاً هاماً لظهور مرض الذئبة.
  3. الإنتانات الفيروسية قد تحرض المرض، وخاصةً فيروس "إبشتاين بار".
  4. عوامل هرمونية.
  5. يُعَدُّ التدخين من السموم التي قد تحرض مرض الذئبة.
  6. الحالة النفسية أو ما يسمى بالإجهاد العاطفي.
  7. هذه العوامل وغيرها تحرِّض مرض الذئبة من خلال إحداث خلل في التنظيم المناعي للجسم.

ما هي الفئة المعرضة للإصابة بمرض الذئبة الحمامية الجهازية؟

يمكن أن يصيب مرض الذئبة الناس من الجنسين ومختلف الأعمار، لكن عموماً يُعَدُّ أشيع حدوثاً عند الإناث أكثر منه عند الذكور، ويُعَدُّ العمر بين 15 سنة و45 سنة هو العمر الذي تفضله الذئبة.

ما هي العلاقة بين الذئبة الحمامية الجهازية والتدخين؟

يُعَدُّ مرض الذئبة أكثر شيوعاً عند المدخنين؛ وذلك بسبب تأثير التدخين السلبي في التنظيم المناعي، كما يسبب التدخين اشتداد هجمات مرض الذئبة؛ وذلك لأنَّه يقلل من فاعلية الأدوية المضادة للملاريا، وبقية علاجات مرض الذئبة.

ما هي صفات الآفات الجلدية عند مرضى الذئبة الحمامية الجهازية؟

تُعَدُّ الأعراض الجلدية من أشيع الأعراض مشاهدة عند مرضى الذئبة الحمامية الجهازية، وهي أول عرض عند نحو ربع مرضى الذئبة، وتتميز الآفات الجلدية المتعلقة بالذئبة بأنَّها تتفاقم عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية أو أشعة الشمس، وقد تكون الآفات الجلدية متوضعة على المواقع المعرضة لأشعة الشمس مثل الوجه وأسفل الرقبة وأعلى الظهر.

ما هي الأعضاء التي يؤثر فيها مرض الذئبة الحمامية الجهازية؟

لا يقتصر مرض الذئبة الحمامية الجهازية على الجلد؛ بل يتعداه إلى بقية أعضاء الجسم، وقد يسبب حالة مرضية خطيرة قد تنتهي بالوفاة، وإليكم أهم الأعضاء التي تؤثر فيها الذئبة:

  1. أعراض مفصلية: التهاب في المفاصل، أو التهاب في الغشاء المفصلي؛ وهذا يؤدي إلى الألم والإحساس بتيبس المفصل في الصباح.
  2. أعراض رئوية: انصباب الجنب وزلة تنفسية.
  3. أعراض قلبية: التهاب في غشاء التامور المحيط بالقلب أو انصباب في التامور.
  4. أعراض كلوية: التهاب كبيبات وكلية، مع ما يرافقه من ظهور البروتين في البول.
  5. أعراض دماغية: قد تسبب اختلاجات أو تخليطاً ذهنياً أو أعراضاً نفسية ذهانية.
  6. أعراض عصبية: التهاب عصب أحادي متعدد والتهاب في النخاع الشوكي واعتلالات في وظيفة الأعصاب المحيطية.
  7. أعراض دموية: نقص في تعداد كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفيحات الدموية.
  8. أعراض عامة: قد يشعر مريض الذئبة بالإعياء أو التعب أو الألم المزمن، وقد يصيبه نوبات من الحمى مع أو دون اختلاجات.

شاهد بالفديو: 8 أسباب تؤدي لجفاف البشرة وتشققها

كيف يتم تشخيص مرض الذئبة الحمامية الجهازية؟

يُعَدُّ تشخيص مرض الذئبة الحمامية الجهازية من الأمور الصعبة في كثير من الحالات؛ وذلك بسبب وجود طيف واسع وكبير من الأعراض التي قد تتظاهر بها الذئبة الحمامية الجهازية، ووجود العديد من هذه الأعراض عند مرضى غير مصابين بالذئبة، وفي العادة تُشخَّص الذئبة باجتماع هذه المعايير المختلفة، سريرية ومناعية ومجهرية ومخبرية، بالإضافة إلى الفحص السريري الدقيق.

هل يوجد فحص واحد يمكن من خلاله تشخيص مرض الذئبة الحمامية الجهازية؟

يمكن تشخيص الذئبة من خلال تحليل مخبري يهدف إلى الكشف عن الأجسام المضادة للحمض النووي ذي الشريط المزدوج؛ إذ يُعَدُّ وجوده نوعياً لهذا المرض.

إقرأ أيضاً: أشهر الأمراض الجلدية وطرق علاجها

كيف يمكن الوقاية من هجمات مرض الذئبة الحمامية الجهازية؟

تُعَدُّ التدابير الوقائية ضرورية من أجل التقليل من فرص حدوث هجمات مرض الذئبة الحمامية الجهازية التي قد تسبب تلف الأعضاء، وأهم هذه التدابير:

  1. وقاية كاملة من أشعة الشمس باستخدام الملابس والإكسسوارات وواقيات الشمس التي تملك عامل حماية يتجاوز الخمسين.
  2. واقيات الشمس وحدها غير كافية أبداً، وهي لا تعني أنَّ المريضة قادرة على الوقوف في الشمس، ولا يعفيها ذلك من محاولة السير في الظل قدر الإمكان ولبس القبعة ذات الأطراف الواسعة.
  3. من الهام التوقف عن التدخين، من أجل التقليل من شدة وتواتر هجمات الذئبة الحمامية الجهازية.
  4. تجنُّب الإجهاد البدني، والحرص على أخذ استراحة قبل الشعور بالتعب.

ما هي أهم العلاجات الموضعية لمرض الذئبة الحمامية الجهازية؟

مرض الذئبة الحمامية الجهازية

إنَّ أهم العلاجات الموضعية لمرض الذئبة الحمامية الجهازية هي الكورتيزونات القوية التي تُطبَّق بدقة على مكان الآفات الجلدية فقط، وكذلك يمكن استخدام مثبطات الكالسينورين الموضعية مثل التاكروليموس على مكان الآفة.

ما هي أهم العلاجات الجهازية لمرض الذئبة الحمامية الجهازية؟

يعتمد العلاج الجهازي لمرض الذئبة الحمامية الجهازية على الأعضاء المتضررة جراء هذا المرض، ومن أهم العلاجات الجهازية:

  1. الكورتيزونات الجهازية، مثل البريدلون؛ إذ يُعَدُّ العلاج الأساسي لمريض الذئبة الذي يكون لديه إصابة خطيرة في أحد الأعضاء.
  2. مضادات الملاريا، مثل هيدروكسي كلوروكين.
  3. مثبطات المناعة، مثل الأزاثيوبرين والميتوتريكسات والسايكلو فوسفاميد.
  4. الغلوبولين المناعي؛ إذ يتم إعطاؤه بالطريق الوريدي.
  5. مشتقات الفيتامين A مثل الريتان.
  6. دواء الدابسون.
  7. يمكن لبعض الأدوية أن تكون سبباً في حدوث مرض الذئبة الحمامية الجهازية، مثل الأدوية الخافضة للضغط الشرياني أو مضادات الصرع أو الصادات الحيوية.

ما هي أشيع الأعراض التي نراها في مرض الذئبة الحمامية الجهازية؟

إنَّ أشيع أعراض الذئبة الحمامية الجهازية هي:

  1. الإعياء الشديد.
  2. ألم في المفاصل.
  3. صداع.
  4. طفح جلدي على الأنف والخدين، يطلق عليه اسم طفح الفراشة.
  5. أعراض فقر الدم.
  6. زيادة ملحوظة في تساقط الشعر.
  7. زيادة في قابلية تخثر الدم.
  8. ظاهرة رينو، التي تتميز بأصابع ذات لون أزرق مع شعور بالوخز عند التعرض للبرودة.

ما هي العلاقة بين الحمل ومرض الذئبة؟

في حال وجود مرض الذئبة الحمامية الجهازية عند المرأة التي تخطط للحمل، يجب مراجعة طبيب التوليد والنسائية، من أجل مناقشة مخاطر الحمل وتغيير بعض الأدوية إن لزم الأمر، ويمنع الحمل عند المرأة المصابة بالذئبة إلا في حال توفر شروط صارمة، أهمها أن يكون المرض في حالة هجوع، وعدم وجود أي بروتين في البول، وتوجد أدوية يجب إيقافها مدة ستة أشهر على الأقل قبل اتخاذ قرار الحمل.

إقرأ أيضاً: 3 أمراض تتعرض لها المرأة خلال فترة الحمل

ما هي الذئبة الحمامية القرصية؟

تُعَدُّ الذئبة الحمامية القرصية واحدة من أشيع أنماط الذئبة؛ إذ توجد الآفات بشكل رئيس على الفروة والأذن والوجه، ولكنَّها قد تنتشر في أماكن أخرى، ومن الشائع أن توجد ما دون مستوى العنق دون وجود آفات فوق مستوى العنق.

هل يمكن لمريض الذئبة الحمامية الجهازية أخذ جميع اللقاحات؟

يمكن لمريض الذئبة الحمامية الجهازية تلقي معظم اللقاحات لكن ليس جميعها؛ إذ تُعَدُّ اللقاحات التي تحتوي على فيروسات غير حية آمنة لمرضى الذئبة، وفي الوقت نفسه قد يوصي الطبيب المعالج بتلقي لقاحات معينة مثل لقاح الإنفلونزا ولقاح الالتهاب الرئوي؛ وذلك بسبب شيوع الإصابة بالإنفلونزا والالتهاب الرئوي عند مرضى الذئبة الحمامية الجهازية.

ما هي اللقاحات التي يستطيع مريض الذئبة الحمامية الجهازية تناولها بشكل آمن؟

  1. يمكن لمريض الذئبة أخذ لقاح الإنفلونزا، وليس بخاخ الأنف الذي قد يحتوي على فيروس حي.
  2. لقاح المكورات الرئوية.
  3. لقاح الفيروس الحليمي البشري.
  4. لقاح الكزاز والدفتيريا والسعال الديكي اللاخلوي.

ما هي اللقاحات غير الآمنة لمرضى الذئبة الحمامية الجهازية؟

  1. لقاح بخاخ الأنف ضد الإنفلونزا.
  2. لقاح فيروس الحماق أو ما يسمى بجدري الماء.
  3. لقاح فيروس الحلأ النطاقي.
  4. لقاح الحصبة.
  5. لقاح النكاف.
  6. لقاح الحصبة الألمانية.

على الرغم من ذلك، فإنَّ بعض مرضى الذئبة الذين لا يعانون من هجمات فعالة، قد يستطيعون أخذ لقاحات تحتوي على فيروس حي دون حدوث أيَّة مشكلات، لكن من الأفضل أن يتم التنسيق مع الطبيب المعالج.

في الختام:

لا شكَّ في أنَّ التعامل مع مرض مزمن مثل الذئبة الحمامية الجهازية قد يكون أمراً صعباً، ويمكن أن تؤثر مخاوفك حيال المرض في أسرتك وعملك وصحتك النفسية أكثر من تطورات المرض نفسه؛ لذلك من الهام أن تبقى على تواصل دائم مع طبيبك وأن يكون حوارك معه مستمر فينا يتعلق بحقيقة كل عرض، وسبل التخفيف منه، ولا تتردد في طلب المشورة النفسية من طبيب نفسي أو معالج نفسي، وقد يكون انضمامك إلى مجموعات الدعم النفسية من أهم الأمور التي قد تخفف من حدة ما تشعر به من أعراض سواء كانت نفسية أم جسدية.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة