تحقيق الأهداف وطرق النجاح

هل سبق أن سمعت عبارة: "يحالف النجاح مَن يعملون؟"، هذا صحيحٌ على الأرجح، لكن يوجد عامل آخر ذات أهمية شديدة للنجاح، ألا وهو التخطيط.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب والمتحدِّث التحفيزي "بريان تريسي" (Brian Tracy)، ويُحدِّثنا فيه عن طرائق النجاح وتحقيق الأهداف.

سترتفع احتمالية نجاحك بشدة عندما تضع خطةً؛ فالخطة ستكون بمنزلة خريطة تقودك على طريق النجاح، وبمجرد إنشائك لها ستعرف بالضبط ما عليك فعله لتنجح، وكيف ستفعله.

إن لم تكن لديك خطة، ستتخبط بالعمل على إنجاز مهام لا تتمتع بأهميةٍ حقيقيةٍ، آملاً أن يحالفك النجاح بطريقةٍ سحريةٍ؛ لكنَّ النجاح لا يتحقق بالسحر؛ بل يتطلب جهداً كبيراً، وبقليلٍ من التخطيط المسبق ستكون مجهَّزاً بكل ما تحتاج إليه لتبدأ بالعمل.

يحالف النجاح أولئك الذين يخططون؛ لذا إليك كيفية البدء بالتخطيط لكل إنجازاتك.

الناجحون هم مَن يخطِّطون:

لا يأتي النجاح بضربة حظٍّ، فأنجح الناس لم يحالفهم الحظ وحسب؛ بل هم من وضعوا خطة نجاحٍ استراتيجية، ثم نفَّذوها، وسواء أكانت لديك أهداف تتعلق بالعمل تريد تحقيقها، أم أهداف شخصيةٌ ترغب في التعامل معها، فإنَّ إنجاز ذلك يبدأ بخطةٍ مكتوبةٍ أو إجراءٍ مُعدٍّ على نحوٍ جيدٍ.

إضافة إلى توضيح الطريقة التي يمكن فيها أن تحرز تقدُّماً، فإنَّ الكتابة أو التخطيط المسبق سيجعلك تشعر بأنَّك أكثر استعداداً عندما تصبح أمام أهدافك وجهاً لوجه.

ببساطة، إن كنت تملك خطةً، فذلك يجعل الخطوات التي يجب عليك اتباعها واضحةً أمامك، وعوضاً عن الجلوس والتساؤل عن كيفية النجاح، ستتمكن من اتخاذ إجراء؛ وذلك لأنَّ طريقك قد وُضِّح أمامك بالفعل.

إن سبق لك أن كتبت يوماً كتاباً أو مقالاً، قد تكون على درايةٍ بهذه الفكرة، فلو جلست لتكتب مقالاً وأنت لا تملك أية فكرةٍ عما ستكتب عنه، فمن المحتمل ألا تكون النتيجة مقالاً جيداً، ويمكنك أن تكتب طوال اليوم، لكن إن لم يكن لديك مخططٌ لتتبعه، فعلى الأرجح لن تخرج بمقالٍ يتمتع بحسٍّ منطقي.

التخطيط من أجل النجاح متشابهٌ، فأنت بحاجة إلى خطة تساعدك على المضي قدماً نحو أهدافك وأحلامك، وعندما تأخذ وقتك اللازم في إعداد الخطة، ستعرف أين يجب أن تصبَّ تركيزك لترى النتائج الأعظم.

الأشخاص الذين يحققون أهدافاً بمعدلٍ أعلى، هم الذين توصَّلوا إلى وضع خطة عملٍ فعالة، لوضع خطة عمل عليك أن تقرر ما الذي تريده تماماً:

  1. اكتب هدفك أو أهدافك على ورقة.
  2. حدِّد لنفسك موعداً نهائياً للإنجاز.
  3. ضع قائمة بكل ما يمكنك التفكير به وما يجب عليك فعله لتصل إلى هدفك.
  4. جدوِل كل شيء في خطةٍ شاملةٍ.

هذا النوع من خطط العمل هو الطريقة الأمثل لتنجح في بلوغ أهدافك، لكن إن كنت ما تزال تراه مربكاً، فلا تقلق، سنتعمق في الموضوع، ونقدم لك مزيداً من النصائح التفصيلية التي ستساعدك على التخطيط للنجاح.

شاهد بالفيديو: 15 استراتيجية لتحقيق أهدافك بسرعة

6 نصائح للتخطيط من أجل النجاح:

لديك القدرة والإمكانية لتحقيق أشياء استثنائية في حياتك، وبأي حال لتنجح في الحياة عليك أن تتبع بعض النصائح الأساسية التي ستساعد على وضع خطتك وتنفيذها:

1. حدِّد ما يضيع الوقت:

أول شيءٍ عليك فعله لتساعد نفسكَ على التخطيط لنجاحك هو التخلص مما يضيع وقتك، سواء أكان مصدرها الإشعارات التي تأتي إلى هاتفك، أم ضجيج التلفاز، أم جري أولادك حولك، أم أعمال البناء في الشارع المقابل؛ لذا حدِّد ما يهدر وقتك، ويشتتك في الحياة، وعلى الأرجح لن تستغرق هذه الخطوة وقتاً طويلاً، وغالباً ستكون قادراً على التركيز على الأشياء التي تقضي وقتك في فعلها، لكنَّك لست مضطراً إلى ذلك.

مع أنَّه يجب عليك ألا تتخلص من هذه المشتِّتات، إلا أنَّها يجب أن توضع في مكانها الصحيح على سبيل المثال، إن كان لديك أطفال، فالاهتمام بهم يعد جزءاً أساسياً من حياتك، لكن يجب عليك أن تحقِّق التوازن الصحيح بين وقت العمل ووقت العائلة.

ضع قائمة بالمشتتات الأساسية في يومك أو أسبوعك، ثم ضع خطة لتعرف كيف تستغني عنها أو تقلل منها، ووفقاً لنوع هذه المشتتات يمكنك أن تجرِّب:

  1. وضع هاتفك على وضع الطيران في أوقات محددة من اليوم.
  2. إطفاء التلفاز.
  3. توظيف جليسة أطفال من أجل أولادك.
  4. العمل من مقهى أو مساحة عملٍ مشتركةٍ عوضاً عن منزلك.
  5. الاستعانة بمصادر خارجية للمهام الأقل قيمة (مثل ترتيب الاجتماعات، أو تنظيف المنزل).
  6. استخدام الأتمتة حيثما أمكن ذلك.

عندما تحدِّد ما يضيع وقتك عليه، وتبدأ بالاستغناء عنه، ستكون أكثر قدرةً على النجاح والإنتاج عندما تحتاج إلى ذلك.

2. هيِّئ بيئتك للنجاح:

ربما لاحظت كيف أنَّ المكان الفوضوي يسبِّب التشتيت، فإن كنت قد ضيعت الوقت الثمين في البحث عن ذلك المصنف الذي تعرف أنَّك وضعته في "مكان ما"، أو إن كنت لا تشعر بالإنتاجية بالقدر ذاته عندما يكون مكتبك مبعثراً، فأنت لست الوحيد.

توجد أسباب مثبتة علمياً عن تأثير بيئتك المادية في عملك؛ إذ أثبتت الأبحاث أنَّ الفوضى تؤثِّر في عقلك وعملك كليهما، وتؤثِّر بيئاتنا المادية تأثيراً كبيراً في إدراكنا وعواطفنا وسلوكنا، إضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون للمساحات المزدحمة تأثير سلبي في مستوى القلق والتوتر لدينا، وفي قدرتنا على التركيز وطعامنا ونومنا.

سواء أكانت مساحة عملك غرفةً في منزلك أم مكتبك أم ببساطةٍ طاولة، يمكنك اتخاذ خطوات لترتيب هذه المساحة وتنظيفها، ما من حاجة إلى أن تعيد تنظيم ديكور مكتبك كاملاً، أو تنظيف منزلك كلِّه، فقط جرِّب بعض هذه النصائح السهلة والواقعية لتحسين مساحة عملك:

  1. اشترِ (واستخدم) سلة مهملات يسهل الوصول إليها.
  2. أزل الغبار عن مكتبك يومياً.
  3. استخدم قطع تقسيم الأدراج للحفاظ على اللوازم المكتبية الصغيرة منظمةً.
  4. اتبع نظاماً لحفظ الأوراق، ومزِّق المستندات التي لا تحتاج إلى الاحتفاظ بها.
  5. أخفِ أي من الحبال والأسلاك والشواحن الموصولة بجهازك.
  6. استخدم لوحاً أو تقويماً مكتبياً لتبقى مطَّلعاً على مسار المواعيد والاجتماعات.
  7. رتِّب مساحة العمل الخاصة بك كل مساء في أثناء عملك، حتى تتمكن من البدء في صباح اليوم التالي بقائمةٍ جديدةٍ.

3. أنشئ أهدافاً ذكية (Smart Goals):

سيؤدي تحديد أهداف ذكية إلى رفع فرصك في النجاح، فأهدافك تُنشئ خطة العمل التي تحتاج إليها، مما يساعد على زيادة إنتاجيتك وأنت تسير نحو النجاح.

إذاً ما هو الهدف الذكي بالضبط؟ إنَّ الهدف الذكي (Smart) اختصارٌ للهدف:

  1. المحدَّد (Specific)
  2. القابل للقياس (Measurable)
  3. القابل للتحقيق (Achievable)
  4. المناسب (Relevant)
  5. المحدَّد زمنياً (Time-bound)

ويعمل الاختصار بوصفه أداة لمساعدتك على التأكد من أنَّ الأهداف التي وضعتها مصممةٌ من أجلك، ومناسبةٌ بوصفها وسائل نجاحك.

إليك مزيد من التفاصيل المتعلقة بهذه الأهداف وطريقة عملها:

  1. محدَّد: ماذا تريد أن تفعل؟
  2. قابل للقياس: كيف ستتابع تقدُّمك؟
  3. قابل للتحقيق: كيف ستفعله؟
  4. مناسب: هل هو ذو صلة بحياتك الآن؟
  5. محدد زمنياً: متى تريد أن تنجزه؟

عندما تخطط لأهدافك الذكية، اكتب كلَّ معيار من هذه المعايير، ودوِّن جملة أو اثنتين عن كيفية تناسُب هدفك مع كلٍّ منها، إن وضعت هدفاً يتماشى مع كل عنصر منها، سيكون هدفك أكثر فائدة لك على الأمد الطويل.

شاهد بالفيديو: 8 عوامل لقياس تحقيق الأهداف

4. كُلْ هذا الضفدع:

سبق وقال الكاتب الأمريكي "مارك توين" (Mark Twain)، إن كان أول شيء تفعله في كل صباح هو أن تأكل ضفدعاً حياً، فعندها يمكنك أن تعيش يومك برضى لمعرفتك أنَّك على الأرجح قد فعلت أسوأ شيء يمكن أن يحدث لك طوال اليوم.

فكِّر في "الضفدع" على أنَّه مهمتك الأكبر والأكثر أهميةٍ، إنَّها المهمة التي من المرجَّح أن تماطل في أدائها إن لم تفعل شيئاً حيال الأمر؛ لذا "أكل الضفدع" يعني أن تنفِّذ أولاً مهمتك الأكبر والأصعب والأكثر أهمية.

ستساعدك نصيحة إدارة الوقت هذه على إطلاق مستوياتٍ عاليةٍ من الأداء والإنتاجية؛ لذا طوِّر استراتيجية، وحافظ عليها طوال الحياة، وهي أن تبدأ بالمهمة الأصعب أول شيء في الصباح، وأكل ذلك الضفدع قبل فعل أي شيء آخر أسلوبٌ شائعٌ عند الناس الناجحين.

5. ضع خطةً احتياطيةً:

لا تسير الأمور كما خططنا لها أساساً في أحيان كثيرة، لهذا من الضروري أن تضع خطةً احتياطيةً؛ بمعنىً آخر، حدِّد الخطوات التي ستسلكها لتحقق النجاح إن لم تنجح خطتك الأصلية.

ربما لديك أهداف أخرى ترغب في تحقيقها، إضافة إلى الهدف الأساسي الذي تسعى إليه، فاجعل واحداً من هذه الأهداف بمنزلة الخطة ب، على سبيل المثال ربما ترغب في أن تكتب كتاباً، وتنتج فيلماً وثائقياً، وأنت تصب تركيزك حالياً على الفيلم الوثائقي، فإن لم تنجح، يمكنك عندها أن تبدل الأدوات، وتكتب كتاباً عوضاً عن ذلك.

ينبغي ألا تكون خطتك الاحتياطية متعمقةً للغاية في الواقع، ربما يكون من الأفضل ألا تكون كذلك، فقد أظهرت الأبحاث أنَّ الخطة الاحتياطية في بعض الحالات يمكن أن تؤذيك أكثر من أن تفيدك، لكن أن تكون لديك فكرة عامة عن الهدف الآخر الذي يمكنك أن تعمل عليه سيساعدك كثيراً إن اضطررت على تغيير مسار عملك، وتجربة شيء آخر عوضاً عنه.

إقرأ أيضاً: 5 طرق تساعدك على تحقيق أهدافك في الحياة

6. ابقَ منفتح الذهن:

في بعض الأحيان تكون الحياة غير متوقعة، ولا يمكننا التخطيط لما لا يمكن التنبؤ به، وإن كانت لديك خطةٌ احتياطيةٌ، فإنَّ فوضى الحياة قد ترمي بك إلى حلقةٍ مفرغةٍ، عندها من الهام أن تكون لديك المرونة والراحة لتعديل خططك وفق الحاجة.

قد يكون التخطيط والتحكم ببعض جوانب حياتك أسهل من غيرها، على سبيل المثال، ربما يمكنك التأكد من ثبات الجدول الزمني لأطفالك في المدرسة، لكن لا يمكنك التحكم بالأمر عندما يحتاج إليك مديرك في اجتماع، اكتشف أي الأجزاء من حياتك هي الراسخة الآن، وأيها الأكثر مرونةٍ، ثم ابذل قصارى جهدك لتجعل المهام التي يمكنك التحكم بها متلائمةً مع تلك التي لا يمكنك التحكم بها.

عندما تخطط لعناصر معينة في حياتك، يجب أن يكون من الأسهل إدارة اللحظات غير المخطط لها التي تصادفك، فالمفتاح هو إنشاء التوازن بين التحكم والمرونة، فخطط لبضعةٍ أشياء، وابقَ مرناً بالنسبة إلى الباقي.

إقرأ أيضاً: النجاح في تحقيق الأهداف: 8 طرق تسهّل عليك الطريق لتحقيق أهدافك

في الختام: كيف تخطط للنجاح؟

يتطلب النجاح عملاً شاقاً وتخطيطاً حذراً، وأفضل طريقة للتخطيط للنجاح هي أن تتخلص من المشتتات، وتجهيز بيئتك للنجاح، ووضع أهدافٍ ذكية، وإنجاز أكبر مهامك وأهمها أول شيء في الصباح، وأن تضع خطةً احتياطيةً، وتكون منفتح العقل ومرناً، فباتباعك لهذه الخطوات ستزيد فرصتك بتحقيق النجاح، مهما كان شكله بالنسبة إليك.




مقالات مرتبطة