تحسين مهارة الإنصات والتواصل عبر الإنترنت

توفِّر الاجتماعات الافتراضية تغذية راجعة آنية عن مقدار حسن إصغائك، ويُعَدُّ تجاوُز حديث الآخرين أو تجاهُل جملهم أو مقاطعة الحديث إشارات على أنَّك لا تنصت؛ ومن السهل القيام بذلك خاصة في بيئة افتراضية عبر الإنترنت عندما تفتقد لغة الجسد الكاملة والأسئلة اللفظية التي قد تُجريها في محادثة وجهاً لوجه؛ ومع ذلك يمكنك استغلال هذه الطريقة بوصفها فرصة للتركيز تركيزاً كبيراً على الشخص الآخر وجعله يشعر بأنَّه مسموع.



الإنصات من أجل التواصل أهم من الإنصات من أجل الفهم، والذي يتعلق كثيراً بالإنصات للتقدُّم في المهام والمضي قدماً. يُبقي الإنصات للفهم التركيزَ موجهاً إليك دائماً وعلى جدول أعمالك وفهمك؛ بينما يتعلق الإنصات للتواصل بالآخرين، والتقدم في العلاقة معهم؛ مثل فهم بماذا يشعرون؟ وبماذا يفكرون ولماذا؟ وما الذي يأملون في مساعدتهم على استكشافه؟

إقرأ أيضاً: كيف تمارس الإصغاء الفعَّال؟ (دليلك خطوة بخطوة)

الاجتماعات الافتتراضيّة:

يُعَدُّ الاجتماع الافتراضي بمنزلة مجال رائع لممارسة مهارات الإنصات، وفهم عالم الشخص الآخر ومنظوره. لذا عندما تجد نفسك في أثناء الاجتماع تقاطِع حديث الطرف الآخر، أو تتجاهل جُمَلَه، أو تحاول حل الصعوبات بالكلام، توقَّف وخذ نفساً.

من الطبيعي أن تشعر بالضغط في أثناء الحديث في اجتماع افتراضي، وقد تشعر بهذا الضغط أكثر مما تشعر به عند إجراء مكالمة هاتفية. وعندما ترى الشخص الآخر، أو الفريق بأكمله ينظر إليك عبر الكاميرا، فمن الطبيعي أن تشعر بدافع كبير لقول شيء ما. هذا الضغط الذي تشعر به يتعلق بك أنت وليس بهم.

شاهد بالفيديو: 9 طرق لتحسين مهارات التواصل

نصائح لتحسين مهارة الإنصات والتواصل عبر الإنترنت:

حتى في بيئة افتراضية، يمكنك السماح للحظة من الصمت للإصغاء من أجل التواصل، وليس مجرد التأكيد، أو الرفض. افعل ذلك من خلال الاعتراف بما قاله الشخص للتو؛ إليك بعض النصائح:

  1. خذ شهيقاً عميقاً وزفيراً، وعُدَّ إلى الرقم 4 بصمت في رأسك - شهيق، 1-2-3-4، وزفير 1-2-3-4 - يمكن أن تشعر أنَّ هذا الفعل يستغرق وقتاً طويلاً؛ لأنَّك تظن أنَّ الطرف الآخر يراقبك؛ في الواقع يستغرق الأمر أقل من ثانية!

يجب عليك التوقف مؤقتاً لكي تُعبِّر عن تواصلك وتستمع للطرف الآخر وتستوعب ما قاله، ولن يلاحظ الشخص الآخر، بل يمنحه ذلك فرصة للتفكير.

  1. أعد استيعاب ما قالوه وصياغته باستعمال كلماتك الخاصة، على سبيل المثال، "سوزان، يبدو أنَّك قلقة بشأن امتثال البائع".
  2. اعترف بما قد يفكرون فيه أو يشعرون به.
  3. تحقَّق من صحة عالمهم وما يفكرون فيه أو يشعرون به.

ليس كل اجتماع يستدعي هذا المستوى من التركيز، فأحياناً يكون الاجتماع مجرد اجتماع لتأكيد المهام والاتفاق. ونعم، يمكن للتكنولوجيا أن تقيِّد التفاعل؛ إذ يمكن لها أن تسلِّط الضوء على عادات المحادثة، سواء كانت جيدة أم سيئة. وبدلاً من استعمال التكنولوجيا كذريعة لعدم الإصغاء، استعملها لاكتساب الوعي الذاتي.

إقرأ أيضاً: نصائح للتواصل عبر الإنترنت يقدمها 7 من أفضل مَن يتقنون فن الحديث

في الختام: الإصغاء بهدف التواصل

عندما نأخذ بضع لحظات لتحويل التركيز من أنفسنا إلى الآخرين، فإنَّهم يشعرون بأنَّهم مسموعون ومفهومون. يزدهر الناس بالتواصل والتشجيع، وتنفتح المسارات العصبية عندما نصغي بهدف التواصل، إذ إنَّنا ننشئ حواراً، ونعمِّق أواصر الثقة ونريِّح عقولنا المتوترة؛ وهذا يمكِّننا من أن نكون مفيدين وذوي إنتاجية عالية. وبدلاً من تقييدنا، يمكن أن توفر البيئات الافتراضية فرصاً لممارسة تواصل بشري جيد.

المصدر: برينيكور




مقالات مرتبطة