تحسين تفاعل الموظفين في العمل من خلال تطوير ثقافة الكوتشينغ

ما يزال تفاعل الموظفين يمثِّل مشكلة رئيسة في مكان العمل؛ إذ يشعر33.7% فقط من الموظفين الأمريكيين بالاندماج في مكان العمل، وفقاً لمؤسسة "غالوب" (Gallup).



إنَّ أفضل طريقة للتغلب على أزمة الاندماج هي إنشاء ثقافة كوتشينغ؛ فقد وجد "تقرير بناء ثقافة الكوتشينغ لزيادة تفاعل الموظفين" (Building a Coaching Culture for Increased Employee Engagement Report) من قِبل شركتي "آي سي إف" (ICF) و"إتش سي آي" (HCI) أنَّ 60% من الموظفين يُصنِّفون أنفسهم على أنَّهم "مندمجون اندماجاً كبيراً" في المؤسسات التي تُطبَّق فيها ثقافة كوتشينغ قوية، في حين تبلغ نسبة هؤلاء 48% في المؤسسات التي لا تمتلك مثل هذه الثقافة.

ما هي ثقافة الكوتشينغ بالضبط؟

تحدِّد ثقافة الكوتشينغ كيفية إثارة القادة تفاعل الموظفين وتطويرهم من خلال التدريب الفردي؛ إذ يدمج أرباب العمل من خلال هذا التركيز الكوتشينغ لدفع الجميع إلى ذروة أدائهم؛ فعندما يبذلون أفضل ما لديهم، من المرجح أن يقبل الموظفون استلام زمام المبادرة، وسيدركون معنى المساءلة الشخصية؛ وهذا يجعلهم أكثر تفاعلاً في أدائهم وحياتهم المهنية.

بالإضافة إلى ذلك، يخفف هذا بعض العبء على الموظفين ذوي المستويات الأعلى، بحيث لا يحتاج المديرون إلى الإشراف المباشر على موظفيهم؛ وذلك كونهم مستمرين في تطوير مهاراتهم لتحقيق النجاح، وتقديم مستويات أداء تلبِّي التوقعات وتتجاوزها أيضاً؛ لذا دعنا نلقي نظرة على كيف يمكن لأرباب العمل إنشاء ثقافة كوتشينغ لتحسين تفاعل الموظفين:

الدقة والتوافق:

سيشعر موظفوك بمزيدٍ من التفاعل مع عملهم عندما يفهمون كيف تؤثر مسؤولياتهم في الأهداف العامة؛ لذا ركِّز على تحديد الصورة الأشمل، وما هي رسالة الشركة ورؤيتها، فعندما يكون لديك فكرة واضحة، روِّج لها في جميع أنحاء الشركة، وادمجها في استراتيجية رب العمل.

الخطوة التالية هي مساعدة الموظفين على تحديد أهدافهم الشخصية والمهنية تحديداً يتماشى مع رؤية الشركة، والتأكد من الاتفاق مع كوتشز القيادة - الذين ربما قد يكونون مديرهم المباشر، أو قائد الفريق، أو المينتور، أو أي شخص آخر - إذ يكون لدى الجميع نفس طريقة التفكير.

يتعاون هؤلاء الكوتشز مع موظفيك لإرشادهم خلال عملية إبداعية لإيجاد طريقة لمساعدتهم على استثمار إمكاناتهم الكاملة، ويُعَدُّ كوتشز القيادة العمود الفقري لثقافة الكوتشينغ الخاصة بك؛ وذلك لأنَّهم يجسِّدون ما تقوم عليه ثقافة الكوتشينغ من مساعدة للأفراد على التطور، وتحسين أنفسهم للوصول إلى أهدافهم، وتجربة النمو المستدام.

قبل أن يتمكن الموظفون من النمو، تحتاج إلى تحديد نقاط القوة والضعف لدى كل موظف وتقديم توقعاتك؛ إذ يمنحك هذا فرصة للحصول على رؤية واضحة للمكان الذي تريد أن يكون فيه موظفك في المستقبل وإلى أي مدى سيتطور دوره، ومن هنا، يمكن للكوتش والموظف تحديد أهداف تتماشى مع الاستراتيجية العامة، والبدء بتنفيذ خطة تطوير الموظف، التي تناسب أسلوب تعلُّمه وتتناسب مع رؤيتك بالنسبة إليهم.

سيرى موظفوك بهذه الطريقة أنفسهم ضمن الخطط المستقبلية للشركة، وسيشعرون بمزيدٍ من الحماسة في عملهم، بالإضافة إلى أنَّهم سيبدؤون بتطوير شعورهم بالولاء للمؤسسة.

شاهد بالفيديو: طرق تعامل المدير الناجح مع الموظفين

إنشاء خطط عمل فردية:

إنَّ الحقيقة التي بدأت تدركها المنظمات هي أنَّ التدريب ذا المعايير الموحدة لا يُجدي نفعاً، وقد وجد استطلاع تدريب الموظفين الذي أجرته شركة "ويست يونيفايد كوميونيكيشن سيرفيس" (West Unified Communication Services)، أنَّ ثلث 200 موظف بدوام كامل شملهم الاستطلاع أكَّدوا أنَّ برامج التدريب الحالية ليست منتجة، وأكَّد ثلث آخر أيضاً أنَّ المادة ليست ممتعة أو جذابة.

تكمن المشكلة في أنَّ البرامج التدريبية ليست مخصصة لأهداف كل شخص ورؤيته لنفسه، كما أنَّها تفشل في تلبية أسلوب التعلم الفريد للجميع؛ فقد وجد الاستطلاع أنَّ 48% من الموظفين يريدون تدريباً مخصصاً لوظائفهم، وأنَّ 47% من الموظفين يرغبون في متابعة التدريب بالترتيب الذي يحلو لهم؛ لذلك هم يحتاجون إلى تجربة تدريب فردية أكثر، ومن هنا تأتي الحاجة إلى أهمية التدريب الفردي.

لذا اجعل خطط التدريب الفردية جزءاً من الالتحاق بالمؤسسة؛ وذلك حتى يعرف الموظفون الجدد على الفور أنَّ الشركة تستثمر في مساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم، واعمل على تطوير تدريب خاص بأدوار مختلفة من أجل تمكين كل شخص من النجاح بطريقته الفريدة.

إقرأ أيضاً: كيف تنشئ خطة استراتيجية شخصية تتوافق مع أهدافك؟

التخطيط لتعاقُب الموظفين:

يُعَدُّ التخطيط لتعاقُب الموظفين أمراً سهلاً في الشركات ذات ثقافة الكوتشينغ؛ فمع تعلُّم الموظفين ونموِّهم، تعمل الشركة على تطوير الموظفين وتقييمهم وتدريبهم، وبهذه الطريقة، عندما يتوفر منصب هام شاغر، لن تعاني الشركة من اضطراب كبير؛ فقد جُهِّزت بقائمة من المرشحين الداخليين المستعدين للتدخل.

إنَّ أفضل طريقة لبناء قاعدة مواهب متطورة ومدرَّبة خاصة بك هي الاستثمار في ثقافة الكوتشينغ الخاصة بك؛ لذلك حاول تمكين كل شخص في فريقك من استثمار أفضل إمكاناته، وتشجيع التعلم المستمر، إضافةً إلى قياس أدائه واستخدام البيانات لإجراء مناقشات مستمرة وأكثر تأثيراً لمساعدته على النجاح.

لذا استمر في تقييمات الأداء المستمرة، وقدِّم أيضاً تغذية راجعة بنَّاءة تساهم في تطوير الموظفين، وبهذه الطريقة، لن يكون من المستحيل توقُّع أدائهم أو ما هو موقعهم بنظرك.

تعتمد درجة اندماج الموظفين على قدرتك على التواصل مع موظفيك؛ فعندما تنشئ ثقافة كوتشينغ، تضيف بذلك عنصراً هاماً جداً إلى علاقتك يتمثَّل باستثمار مخصص ومُركَّز جيداً في التطوير المهني لكل شخص، وهذا بدوره يُظهر للموظفين المستوى العالي من الثقة والتقدير الذي تشعر به تجاههم، وسيحفزهم ليكونوا في أفضل حالاتهم، لك ولأنفسهم؛ إذاً، كيف تنشئ ثقافة كوتشينغ وتحسِّن تفاعل الموظفين؟

المصدر




مقالات مرتبطة