تحديد أهدافك والوصول إليها لتحقيق النجاح (الجزء الثاني)

النجاح هدف نهائي كبير وشامل، ومن أجل تحقيقه يجب اتِّباع خطة واضحة ومدروسة تتضمن أهدافاً أصغر، ولقد تحدَّثنا في الجزء الأول من المقال عن أهمية عملية تحديد الأهداف وماهية الأهداف الشخصية والمهنية وكيفية تحديد الأهداف، وسنتحدَّث في هذا الجزء الثاني والأخير عن أهم النصائح المُتَّبعة للوصول إلى الأهداف والخطوات العملية لذلك.



نصائح للوصول إلى الأهداف:

بمجرد أن تتخذ الخطوة الأولى في تحديد الأهداف، فإنَّ تسليح نفسك باستراتيجيات ذكية للوصول إلى الأهداف سيدفعك إلى النجاح، فيما يأتي بعض أفضل النصائح للوصول إلى أهدافك:

1. اكتب أهدافك:

الأشخاص الذين يكتبون أهدافهم لديهم فرصة أفضل لتحقيقها من الأشخاص الذين لا يقومون بكتابتها، ولا يهم كثيراً أين تدوِّن أهدافك، الأهم أن تكتبها.

يمكنك كتابة أهدافك على أي دفتر أو قطعة صغيرة من الورق، إذا كنت تريد أن تكون قادراً على رؤية أهدافك في مكان واضح، فاكتبها على لوحة كبيرة معلقة على الحائط أو أنشئ لوحة خاصة لهذا، قد تُفضِّل كتابة أهدافك رقمياً؛ لذا اختر برنامجاً مثل محرر مستندات جوجل (Google Docs)، أو برنامج أوفيس وورد (Office Word)، أو تطبيقاً لتحديد الأهداف، يمكنك كتابة أهدافك على مرآة الحمام أو على ظهر منديل، تأكد فقط أنَّ أهدافك ذكية (SMART)، ويمكنك إعادة النظر فيها كل يوم.

يمنحك تدوين أهدافك خريطة طريق ملموسة لتتبعها حتى تعرف بالضبط إلى أين تتجه وكيف تصل إلى هناك، وتمنحك الأهداف المكتوبة مزيداً من الوضوح عما تريد حدوثه، فالجهد الذي تبذله في تدوين أهدافك يحوِّل الأفكار التي تفكر فيها إلى تطلعات مرئية وواقعية وواضحة وقابلة للتحقيق يمكن الوصول إليها.

يعد وضع أهدافك في شكل مكتوب بمنزلة تذكير فعال بما تريد التركيز عليه كل يوم، ويمكنك بسهولة قياس تقدُّمك والاحتفاء بنجاحاتك عندما تدوِّن أهدافك، ومع كل خطوة تنفذها يمكنك أن ترى إلى أي مرحلة وصلت وما تبقى لديك لإنجازه، وهذا لا يمنحك الدافع فحسب؛ بل يساعدك أيضاً على تجنُّب الإرهاق.

تساعدك الأهداف المكتوبة على الاستمرار في التركيز حتى لا تشتت انتباهك بالفرص الجديدة التي قد تغير مسارك أو نشاطات لا معنى لها، وتساعدك على تحديد أولوياتك الأهم والاختيار بين القرارات الجيدة والوسط والأفضل، في أي وقت تسعى فيه إلى التحسين ستواجه مقاومة حتمية، وستساعدك كتابة أهدافك على تجاوز العقبات فهي تعطيك شيئاً واضحاً وملموساً للتركيز عليه.

شاهد بالفيديو: 5 قواعد ذهبية مثبتة علميًا في تحديد الأهداف

2. أعد النظر في أهدافك يومياً:

تدوين أهدافك سيضعك على بداية الطريق التي ستأخذك إلى حيث تريد أن تكون، وإعادة النظر في أهدافك كل يوم هو ما سيجعل النجاح حليفك حقاً، لأنَّ النظر في أهدافك كل يوم سيساعدك على الاستمرار في التركيز عليها، ويزودك بالحافز لمواصلة السعي إلى تحقيقها، ويسمح لك بمراجعة أهدافك إن وجدت شيئاً ما لا يسير وفق الخطة.

راجع أهدافك في نهاية كل يوم واستخدمها لإنشاء قائمة مهامك لليوم التالي، قسِّم أهدافك إلى خطوات ومهام يمكنك تحقيقها وشطبها من قائمتك، اسأل نفسك عما تريد تحقيقه في اليوم في أثناء إنشاء قائمتك.

تأكد من ترتيب مهامك حسب الأولوية حتى تقوم بالأشياء الأكثر أهمية أولاً؛ أي أن تجعلك المهمة الأولى أقرب للوصول إلى هدفك، إنَّها ليست دائماً المهمة الأكثر جاذبية أو الأسهل؛ لكنَّك ستصل إلى أهدافك سريعاً إذا ركزت جهودك على ما هو أكثر أهمية.

3. كن مسؤولاً:

يتطلب الوصول إلى الأهداف الانضباط الذاتي، ستحتاج في بعض الأوقات إلى أخذ قسط من الراحة بسبب نقص الحافز، أو قد تشعر بالإحباط بسبب نقص ملحوظ في التقدم، ومع ذلك فإنَّ كل إجراء تتخذه تجاه أهدافك هام حتى عندما لا ترى النتائج؛ لأنَّ النجاحات العظيمة تتطلب وقتاً، وفي الوقت المناسب سترى ثمار جهودك.

هذا سبب أهمية وجود أهداف قابلة للقياس؛ إذ سيساعدك تحقيق الأهداف الصغيرة على البقاء متحمساً ومسؤولاً، وفي كل مرة يكون لديك إنجاز - كبير أو صغير – كافئ نفسك على النجاح بأي شيء يحفزك مثل المشي، أو قضاء وقت إضافي مع أحد أفراد أسرتك، أو مشاهدة فيلم، أو إحساسك بالفخر بالإنجاز، أو نشر تغريدة على تويتر (Twitter)، أو أخذ استراحة إضافية في اليوم.

يمكن أن يكون وجود شريك يشاركك المسؤولية مفيداً لك أيضاً، ابحث عن شخص لديه أهداف، أو دوافع مماثلة لك وليساعد كل منكما الآخر على الاستمرار في المهمة، يمكنك السعي إلى تحقيق أهدافك مع مجموعة تضم شخصاً واحداً أو أكثر لمساعدتك على الوصول إلى أهدافك.

وضع جدول زمني والالتزام به جزء من كونك مسؤولاً؛ لذا راجع أهدافك كل ليلة، وحدد أولويات قائمة المهام الخاصة بك كل يوم، ستواجه مشتتات بالتأكيد؛ لكنَّ ضبط نفسك لاتباع جدول ثابت سيؤتي ثماره في المستقبل.

4. اتَّبع عادات صحية:

إنَّ الاعتناء بنفسك أمر ضروري لتحقيق أهدافك، والسعي إلى أي شيء هام وقيِّم يتطلب الطاقة والدافع، يمكن أن يكون هذا مرهقاً في بعض الأحيان أيضاً؛ لكنَّ اتباع عادات صحية يعطيك الحيوية اللازمة لتكون سعيداً وتعيش حياة متناغمة.

تشمل العادات الصحية الجيدة صحتك الجسدية والعقلية والعاطفية والروحية؛ لذا تناوَل الأطعمة والمشروبات المغذية، وقلِّل من تلك التي تجعلك تشعر بالتعب أو تُكسبك وزناً زائداً أو تشتت تفكيرك.

حافظ على نشاطك عن طريق تخصيص وقت لممارسة التمرينات الرياضية في جدولك الأسبوعي، لا تحتاج إلى عضوية في صالة رياضية لتحافظ على لياقتك، لكن إذا كانت هذه الطريقة المفضلة لديك للبقاء نشطاً فاتَّبِعها، يمكن أن تكون التمرينات نزهة يومية، أو الانضمام إلى نادٍ رياضي ترفيهي محلي، أو القيام بتمرينات في غرفتك، أو البستنة، أو الجري.

تأكد من حصولك على القدر المناسب من النوم أيضاً؛ إذ يساعد النوم على تجديد نشاط عقلك وجسمك حتى تتمكن من تحقيق المزيد عندما تكون مستيقظاً، يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم إلى نقص الإنتاجية وأخطاء الإهمال وضعف الصحة؛ لذا حافظ على صحتك العاطفية بإحاطة نفسك ببيئة إيجابية وترديد عبارات التحفيز الإيجابية اليومية.

مارِس العادات العقلية والروحية الصحية بقضاء بعض الوقت في التأمل وكتابة يومياتك وقضاء لحظات هادئة، وكذلك السعي إلى التعلم طوال الحياة يحافظ على نشاط عقلك أيضاً.

شاهد بالفيديو: 20 مثالاً على الأهداف الشخصية الذكية لتحسين حياتك

الخطوات العملية لبلوغ الأهداف:

الخطة الفعالة لبلوغ الأهداف نتيجةُ خبرة طويلة وأبحاث عديدة أثمرت عن 3 خطوات عملية فعالة أثبتت أنَّ اتباعها والتزامك بها سيؤدي بالتأكيد إلى وصولك إلى هدفك، وهي كالآتي:

1. تحديد الأهداف تحديداً صحيحاً:

أحد أكبر المفاهيم الخاطئة عن تحديد الأهداف أنَّك لا تستطيع تعلُّم المهارات التي تحتاج إليها لتحقيق هدفك، وهذا بعيد كل البعد عن الحقيقة؛ إذ يمكنك تعلُّم أي مهارة تحتاج إلى تعلُّمها لتحقيق أي هدف تحدده لنفسك.

في هذه المرحلة يجب تحديد الهدف الذي يجب أن تبدأ به وسبب سعيك إليه؛ فلا يمكنك إصابة هدف لا يمكنك رؤيته، يجب أن تكون أهدافك ذكية (SMART)، ومن المفيد تبادُل الأفكار عن هدفك الأول مع أشخاص تثق بهم، كما يجب أن تميز بين الهدف والحلم؛ لأنَّ هذا أحد مفاتيح النجاح في تحقيق أهداف حياتك.

2. تحديد هدفك الأول بدقة:

أظهرت دراسة حديثة أنَّ 92% من واضعي الأهداف لا يتابعون أهدافهم حقاً، وهذه مأساة كبيرة؛ لكنَّها حقيقة لناس كثيرين، ومع وصولك إلى الخطوة الثانية ستكون قد تجاوزت معظم أقرانك بمراحل؛ فالمثابرة ستدعم مساعيك إلى تحديد الأهداف.

عليك تحديد هدفك الأول والتفكير في الأهداف بعمق أكبر واكتشاف الغاية الرئيسة المحددة لك ووظيفتها في تحديد الأهداف.

إقرأ أيضاً: 8 أخطاء شائعة في تحديد الأهداف

3. تحقيق هدفك الأول وتحمُّل المسؤولية:

يعني الوصول إلى هذه الخطوة أنَّك في طريقك إلى تحقيق هدفك الأول، في هذه المرحلة يجب أن تبحث عن كيفية تطوير شجاعتك لتحقيق هدفك، وكيفية الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، ويمنحك هذا الفرصة لإعادة التفكير في ثقتك بنفسك ونظامك العقلي؛ إذ إنَّ تعلُّم التفكير المختلف عند التحدُّث إلى نفسك والتشجيع على تحقيق الهدف أمر أساسي، ومواجهة مخاوفك وجهاً لوجه ستؤدي حتماً إلى تقدُّمك وتطورك.

إقرأ أيضاً: أفضل الأدوات الفعالة لتحديد الأهداف

في الختام:

سيساعدك تحديد أهدافك واتباع النصائح التي تحدَّثنا عنها على تحقيق النجاح الذي تحلم به، فابدأ الآن بالتفكير في المكان الذي تريد أن تكون فيه، وكتابة أهداف ذكية (SMART) تساعدك على ذلك.




مقالات مرتبطة