تحدي الـ 66 يوماً للتركيز على التفكير الإيجابي

قيل لي في السابق إنَّ العادة تستغرق 66 يوماً لكي تترسخ، وإنَّ عملية التفكير تساهم في تشكيل مزاجك العام وإنتاجيتك. لدى البشر ميل طبيعي للسلبية؛ حيث تترك الأجزاء السيئة من الحياة طابعاً أثقل في أذهاننا من الأجزاء الجيدة، ويجب أن تمرَّ بخمس تجارب إيجابية كي تتغلب على تأثير تجربة سيئة في عقلك، وأعترفُ أنَّني فوجئت بهذه المعلومة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة "موريسا شوارتس" (Morissa Schwartz)، والتي تُحدِّثُنا فيه عن تجربتها لتحدي الـ 66 يوماً.

إن كنتَ رائد أعمال على سبيل المثال، فسوف يكون هناك الكثير مما يدور حولك باستمرار دون أن تستطيع التحكم به، وعند التعامل مع عملاء عدَّة، فمن الطبيعي أن يكون لكل منهم وجهة نظر مختلفة حولك وحول عملك، وأنَّ لكلٍ منهم مستوى رضى مختلف عن خدمة العملاء وعن العمل عموماً، وقد تلتقي بعملائك وتسمع المديح من معظمهم، ولكن بعد ذلك يقول أحد العملاء رأياً سلبياً، وعلى الرغم من سماع الكثير من المديح، إلَّا أنَّ عقلك سوف يقف عند هذا الشيء السلبي وينسى الأشياء الإيجابية الأخرى.

أهمية التفكير الإيجابي:

وجد الباحثون في علم النفس المعرفي أنَّ هناك علاقة طردية بين الاكتئاب والقلق والمماطلة السلوكية أو اتخاذ القرار، فمع تفاقم أعراض الاكتئاب أو القلق، سوف تماطل أكثر، وحتى المزاج السيئ المؤقت غير المرتبط بالمرض النفسي، يمكن أن يقلل من إنتاجيتك، وبصفتنا رواد أعمال، يجب أن نعي مستويات الإنتاجية لدينا وما يؤثر فيها؛ حيث يمكن أن يكون هذا هو الفارق بين النجاح أو الفشل.

تؤثر حالتك المزاجية أيضاً في عمليات اتخاذ القرار والتحفيز والاهتمامات، ويمكن أن يؤدي البقاء في حالة مزاجية سيئة لفترات طويلة إلى تدهور صحتك النفسية عامةً وإلى الإضرار بعملك؛ حيث لن يرغب أي عميل في التعامل مع رجل أعمال سريع الانفعال أو سلبي أو يُظهِر القليل من الاهتمام بشركته أو لا يبدي اهتماماً بها.

الأيام الـ 66 للتركيز في التحدي الإيجابي:

في حين أنَّ هناك العديد من التحديات الإيجابية وتحديات الامتنان التي تملأ وسائل التواصل الاجتماعي، فقد قررتُ إنشاء تحدٍ بنفسي؛ وأسميه: "66 يوماً للتركيز في التحدي الإيجابي" أو "تحدي 66 يوماً"؛ باختصار، في كل يوم تدوِّن خمسة أشياء إيجابية حدثَت لك، ولا يجب أن تكون أشياء خارقة للعادة، أو أن تكون مرتبطة بالعمل؛ وذلك لأنَّ الهدف هو التركيز في الأشياء الإيجابية الصغيرة التي نعتاد عليها لدرجة عدم الانتباه إليها.

شاهد بالفيديو: 16 أمراً يؤكد أهمية التفكير الإيجابي في حياتنا

قائمة التحقق:

لقد بدأتُ هذا التحدي بالفعل، وفي الوقت الذي أقوم فيه بصياغة هذا المقال، كنتُ في اليوم الثالث؛ لذا سأعرضُ عينة لما كانت عليه الأشياء الإيجابية الخمسة في اليوم الثاني:

  • قصصتُ شعري.
  • أبرمتُ صفقة مع عميل.
  • تحسُّن ملموس في آلام الرقبة.
  • شاهدتُ فيلماً جيداً حقاً مع أحبائي.
  • تلقيتُ مكالمة إيجابية من مدير أعمالي لتحديد قيم أعمالنا وبيان مهمتنا.

في حين أنَّ هذه قد تبدو عادية بالنسبة إلى معظم الناس، إلَّا أنَّها مكاسب بالنسبة إليَّ؛ أولاً، عزَّزتُ ثقتي بنفسي من خلال تصفيف شعري وإجراء محادثة رائعة مع مصفف الشعر الخاص بي، وثانياً، كنتُ أحاول منذ فترة أن أوقِّع صفقة مع هذا العميل وقد حققتُ ذلك اليوم، وثالثاً، لدي آلام مزمنة في الرقبة؛ لذا فإنَّ الشعور بألم أخف أمر نادر الحدوث، ورابعاً، كان هذا الفيلم ترفيهياً للغاية، وأنا أقدر كثيراً الوقت الذي أمضيتُه مع أحبائي، وأخيراً، ذكَّرَتني تلك المكالمة مع عضو آخر بالفريق بمدى فخري بعملي وفريقي.

وبعد يومي الثاني فقط، ساعدني هذا التحدي على إدراك أنَّه حتى أبسط الأشياء تملك تأثيراً ملحوظاً في يومك ومزاجك العام، ولكن قبل هذا التحدي، لم أكن أفكر مطلقاً في أنَّ شيئاً بسيطاً مثل قصة شعر سيشعرني بالسعادة والاسترخاء.

لا بد أنَّني كنتُ سأتجاهل هذه الأمور وأركز في الشيء السيِّئ الذي حدث في ذلك اليوم؛ وذلك لأنَّ البقاء بحالة إيجابية يتطلب تركيزي وانتباهي الكاملين؛ الأمر الذي قد يكون صعباً مقابل السلبية.

يُعَدُّ تحدي الـ 66 يوماً تحدياً مميزاً بالنسبة إليَّ؛ وذلك لأنَّه يساعدني على معرفة أكثر الأشياء أهمية ورؤية الجانب المشرق من كل مناسبة، ومن خلال هذا التحدي، سأقوم بعمل قوائم يومية، وسيساعدني ذلك على إيجاد المزيد من التركيز الإيجابي؛ حيث لا يتعلق الأمر بالضرورة بتبنِّي عقليةٍ إيجابيةٍ على الرغم من أنَّ هذه كانت نتيجة طبيعية، ولكن بدلاً من ذلك حوَّل اتجاه تركيزي، وهذا يذكرني بالقول الذي كنتُ أسمعه عندما كنت صغيرة: "إذا ذهبتَ إلى غرفة وركزتَ فقط في كل شيء أصفر، وعندما يطلبُ منك شخص ما تذكُّر ما رأيتَه باللون الأحمر، فلن تكون قادراً على ذلك".

وينطبق الأمر نفسه على الحياة؛ إذا ركزتَ فقط في الأشياء السلبية في الحياة، فسوف تفقد الإيجابية؛ حيث إنَّ الاستعداد للسلبية سيزيد من مقدار السلبية نفسها التي تراها في الحياة، ويمكنك تغيير هذا الانحياز السلبي عن طريق جعل البحث عن الأشياء الإيجابية في الحياة عادة، وهذا ما يدور حوله تحدي 66 يوماً.

إقرأ أيضاً: 5 طرق تساعد على تبني الإيجابية كأسلوب حياة

اقبل التحدي:

يمكنك الانضمام إليَّ في هذا التحدي من خلال تدوين أفضل خمسة أشياء من يومك، وأهم شيء هو تخصيص بضع دقائق في اليوم للتفكير في أسعد الأشياء التي تحدث في حياتك، حتى لو كانت تفاصيل ثانوية أو اعتيادية، فلنخلق هذه العادة الجديدة معاً ونعيد برمجة عقولنا للتخلص من السلبية والتفكير بإيجابية بدلاً من ذلك.

المصدر




مقالات مرتبطة