تباطؤ عمالة النساء: دور أرباب العمل في تحسين مشاركة النساء العاملات

لقد هزَّني مقال رأيٍ نُشِر في صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) قبل أسابيع قليلة. كنت قد بدأت البحث في ممارسات "أفضل شركة" طوال الصيف، وساعدتُ العملاء على جمع طلبات قوية من أجل قائمة "فورتشن" (Fortune) لأفضل 100 شركة، إنَّه عملٌ يستغرق وقتاً طويلاً؛ ولهذا السبب لم أتمكَّن من نشر أيِّ مُدوَّنةٍ لأشهر؛ إذ بالكاد كان لديَّ الوقت لقراءة صحيفة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المُدوِّنة "روبن هاردمان" (Robin Hardman)، وتُحدِّثنا فيه عن تباطؤ عمالة النساء ودور أرباب العمل في معالجة ذلك.

وحينما سنحت لي الفرصة للجلوس وقراءة مراجعة صحيفة "التايمز" (Times) ليوم الأحد، كان من المثير للقلق رؤية صورةٍ لـ "كانديس بيرغين" (Candace Bergen) في دور "مورفي براون" (Murphy Brown)، المحامي الذكي العازب في برنامج التسعينيات التلفزيوني الذي يحمل نفس الاسم، تحت هذا العنوان: "إنَّ أفضل عصرٍ للمرأة العاملة كان قبل 20 عاماً".

إقرأ أيضاً: 3 طرق تمكن النساء تحويل الخوف من الفشل إلى دافع للعمل

مشاركة النساء في القوى العاملة:

على ما يبدو، وبعد سنوات من الارتقاء بثبات، فإنَّ مشاركة النساء في القوى العاملة في الولايات المتحدة الأمريكية قد انخفضت منذ عام 2001:

في الواقع، فقد انخفضت حالياً إلى نسبةٍ متدنيةٍ مزعجة تبلغ 75% للنساء خلال سن العمل الأساسي من 25 – 54 عاماً، وصحيحٌ أنَّ نسبة مشاركة الرجال انخفضت في أعقاب فترتي الركود الاقتصادي، لكنَّها ما زالت أعلى بكثير؛ إذ إنَّها تبلغ 89% حالياً، وقد أظهر كلاهما ارتفاعاً طفيفاً في العام المنصرم.

علاوة على ذلك، تُعَدُّ النساء عاطلات عن العمل بشكلٍ ثابتٍ أكثر من الرجال؛ فكانت نسبة 67% من العاملين بدوامٍ جزئيٍّ للعام المنصرم من النساء، وفي عام 2014، كانت نسبة 19% من النساء اللواتي أعمارهن بين 25 – 54 يعملن بدوامٍ جزئي، مقابل نحو 7% فقط من نظرائهن الذكور.

يشير مؤلف مقال صحيفة "التايمز" (Times)، "برايس كوفيرت" (Bryce Covert)، إلى أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية تتجه في الاتجاه المعاكس بعيداً عن العديد من البلدان الصناعية، حينما يتعلق الأمر بالنساء ضمن القوى العاملة؛ الأمر الذي لا يدع مجالاً للشك في أنَّ لهذا علاقة كبيرة بافتقارنا التام إلى السياسات الحكومية التي تميل إلى أن تكون مفيدةً للنساء على وجه الخصوص، ولا سيَّما إجازات الأمومة مدفوعة الأجر ورعاية الطفل الشاملة.

كما تؤدي الجدولة في الوقت المناسب، واقتصاد العمل الحر، و"الابتكارات" الأخرى دوراً في عالم العمل اليوم، على الرغم من عدم القدرة على التنبؤ بساعات العمل، إلا أنَّ الأجر غير المؤكَّد ونقص المزايا هي أمورٌ صعبةٌ على كلٍّ من الرجال والنساء، ومن المُرجَّح إحصائياً وجود النساء في هذا النوع من الوظائف بشكلٍ كبير، وقد يُعانين من هذا بشكلٍ غير متناسب كونهنَّ ما يزلن يحملن العبء الأكبر من رعاية المُعالين والمسؤوليات المنزلية الأخرى.

شاهد بالفيديو: 4 خطوات لتكوني امرأة ناجحة

دور المرأة في عملية التنمية الاقتصاديّة:

عدم الاستفادة من نصف القوى العاملة المحتملة، وخصوصاً النصف المتعلِّم، هي طريقةٌ سيِّئةٌ لتنمية الاقتصاد:

إنَّ إهمال وضع سياسةٍ تساعد على إخراج النساء والأطفال من الفقر ما هو إلا قصر نظر، وتُركِّز العديد من منظمات المجتمع المدني العاملة في الدول الفقيرة تركيزاً خاصاً على دعم صحة المرأة وحقوقها، بِعَدِّ حالة ومنزلة المرأة لها تأثيرٌ مباشرٌ في صحة وتعليم الأجيال القادمة، ذكوراً وإناثاً، وهذا ينطبق بالتأكيد على بلدنا أيضاً!

إقرأ أيضاً: 3 طرق للاحتفاظ بالنساء في القوى العاملة

ما الذي يمكن لأرباب العمل القيام به؟

أنا شخصياً، أعتقد أنَّ حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بحاجةٍ إلى اللحاق بالبلدان الأخرى والبدء بتقديم إجازات أمومةٍ مدفوعة الأجر، والرعاية العامة للأطفال، وأن تجعل التعليم العالي مجانياً أو أن تدعمه بشدة.

ومع ذلك، ليس من المحتمل أن يحدث شيءٌ من هذا قريباً؛ لذا في غضون ذلك، يمكن لأرباب العمل أن يؤدوا دوراً هاماً في رفع مكانة المرأة؛ إذ يمكنهم القيام بذلك عن طريق:

  1. لا ينبغي لهذا الدعم أن يكلف ثروة؛ بل يمكن له أن يتخذ عدة أشكالاً، كحسابات الإنفاق المرنة والموارد والإحالة وصولاً إلى رعاية المعالين الاحتياطية والمراكز الموجودة في أماكن العمل، كما يمكن لسياساتٍ أخرى لا ترتبط برعاية الطفل مباشرةً أن تكون ذات تأثير كبير، كالمرونة بجدولة ساعات العمل وإجازات المرض السخية.
  2. مساعدة الوالدين على رعاية الطفل: في وقتٍ أصبح فيه الحصول على نوعيةٍ جيدةٍ من رعاية الأطفال أمراً صعباً، فإنَّ قليلاً من الدعم من أرباب العمل يمكن أن يُحدِث فرقاً هائلاً.
  3. مراجعة سياسات الأجر: ما دامت المرأة تجني أقل من الرجل، فإنَّ وظائف الرجال لها الأولوية في اتخاذ القرارات العائلية؛ الأمر بهذه البساطة.
  4. توفير إجازات أمومة مدفوعة الأجر، بما في ذلك الأبوة والتبنِّي: إنَّ دعم الأمهات البيولوجيات والمتبنيات شيءٌ لا يحتاج إلى تفكير، كما اتضح أنَّ دعم الآباء يقطع شوطاً طويلاً تجاه دعم المرأة أيضاً.
  5. إلقاء نظرة فاحصة على التوظيف/ التعيين، وإدارة الأداء وممارسات الترقية لجنسٍ محدد: هل كنتم تعلمون أنَّ مديري التوظيف من كلا الجنسين يميلون إلى توظيف رجلٍ بدلاً من امرأة؟ هذا ما وجدته إحدى الدراسات الأخيرة؛ وهذا ما يعكس عدداً لا يُحصى من الأبحاث عن التحيُّز في التوظيف والتعيين وممارسات الترقية.

تنظر المؤسسات الذكية عن كثب إلى ممارسات الموارد البشرية الخاصة بها، وتقوم بمعالجة مشكلات التدريب المنحاز بلا وعي، فضلاً عن إصلاحاتٍ مبتكرة أخرى.

من خلال القيام بتلك الخطوات، يمكن لأرباب العمل تحسين ظروف العمل بشكلٍ كبيرٍ بالنسبة إلى النساء، وأن يجعلوا من العمل بدوامٍ كامل خياراً قابلاً للتطبيق بالنسبة إلى الكثيرين.

في حين أنَّ هذا يُعَدُّ جيداً للمرأة وللاقتصاد وللبلد، إلا أنَّه ليس السبب الوحيد الذي يدفع أرباب العمل للقيام بذلك؛ إذ إنَّ الدراسة تلو أخرى تُظهِر أنَّ بيئة العمل المتنوعة والشاملة جيدةٌ للشركات.

المصدر




مقالات مرتبطة