تأسيس بيئة عمل تعزز تفاعل الموظفين

التفاعل التزامٌ يشمل جميع الأشخاص على مستوى المنظمة، ويجب أن يشجع مكان العمل الموظفين على المشاركة، حيث أنَّ مشاركتهم تُعدُّ عاملاً أساسياً في نجاح العمل، فالموظفون المشاركون في العمل هم أكثر إنتاجية، وتركيزاً على العملاء، وعلى ربح الشركة، وفي الأغلب يحتفظ بهم أرباب العمل مستقبلاً.



مشاركة الموظفين ليست مبادرة يقوم بها مديروا الشركة مرة واحدة في السنة، إنَّها التزام استراتيجي رئيس يرفع من أداء الموظف وإنجازاته والتقدم المستمر طوال العام.

بما أنَّ المنظمات لا تستطيع إرغام الموظف على امتلاك القوة، أو إظهار الحماسة، أو الإحساس بالرضا، يظلُّ أمر التفاعل متروكاً للموظفين الذين يتخذون قراراتٍ تتعلق بمقدار التفاعل الذي سيُظهرونه في العمل، ويتَّخذ الموظفون قراراتهم استناداً إلى القوة التي يتمتعون بها والحافز والرضا اللذَين يُحسَّان بهما، وهذا أمرٌ لا يد لرب العمل فيه.

لكنَّ رب العمل يتحمَّل مسؤولية تأسيس ثقافة وبيئة مواتيَتَين للموظفين لاتخاذ الخيارات التي تناسب العمل، فمشاركة الموظفين أمر هام لتقدُّم الشركة وتحقيق أهدافها.

شاهد بالفيديو: 10 نصائح للحفاظ على الحماسة أثناء العمل من المنزل

العوامل الرئيسة لبناء بيئة عمل تثير التفاعل:

ضع في حسبانك ما يلي إذا كنتَ تريد أن يصبح موظفوك أكثر تفاعلاً ومشاركةً في عملهم:

  • يجب أن يكون تفاعل الموظف مبنيَّاً على استراتيجية عمل تركز على إيجاد موظفين متفاعلين ومن ثم الحفاظ على تفاعلهم مشاركين طوال علاقة العمل بأكملها.
  • يجب أن يركِّز تفاعل الموظفين على نتائج الأعمال، حيث يصبح الموظفون أكثر تفاعلاً عندما يكونون مسؤولين وقادرين على رؤية وقياس نتائج أدائهم.
  • يَظهر تفاعل الموظفين عندما تتماشى أهداف العمل مع أهداف الموظف والعمل اليومي، فالرابط الذي يربط الأهداف الاستراتيجية للموظف مع الأهداف الاستراتيجية للشركة هو التواصل المستمر والفعال الذي يرتقي بالموظف إلى مستوى عمله ويثري معلوماته.
  • يمتلك الموظفون المتفاعلون المعلومات التي يحتاجون إليها ليفهموا بالضبط وبدقة كيف يؤثر ما يقومون به في العمل كل يوم في أهداف وأولويات أعمال الشركة، وتتعلق هذه الأهداف والمقاييس بقسم الموارد البشرية، ولكن يجب أن يكون لكل قسم مجموعة من المقاييس.
  • ينجح تفاعل الموظفين عندما تلتزم الشركات بتطوير الإدارة والقيادة في خطط تطوير الأداء، وعندما تقدِّم خطط تعاقب واضحة.

لماذا تفشل الشركات في إثارة تفاعل الموظفين في العمل؟

إذا كانت إثارة تفاعل الموظفين أمراً بالغ الأهمية لنجاح الشركة، فلماذا تسعى عديدٌ من الشركات إلى ذلك ولا تنجح؟ الإجابة هي أنَّ وضع استراتيجية عمل مثل مشاركة الموظفين هو عمل شاق - وهو عمل لا يرى عديدٌ من أرباب العمل أنَّه يؤثر مباشرةً في أرباحهم النهائية.

تستخدم معظم الشركات استراتيجية التفاعل كبرنامج ثانوي للعمل الفعلي، ولكن من خلال التفكير في تفاعل الموظفين كاستراتيجية عمل مخطط لها -مع نتائج الأعمال المتوقعة والمدروسة- يصبح التفاعل ممكناً.

الدور الحاسم للمدير:

يتطلب اتِّخاذ إثارة تفاعل الموظفين استراتيجية عمل ناجحة، مدراء فاعلين وملتزمين بما يلي:

  • قياس أداء الموظفين ومحاسبتهم.
  • توفير المعلومات اللازمة لمواءمة أعمال كل موظف مع أهداف العمل العامة للشركة.
  • متابعة تطوير الموظفين لضمان نجاح العمل.
  • الالتزام (في الوقت، والأدوات، والاهتمام، والتعزيز، والتدريب، وما إلى ذلك) للحفاظ على تفاعل الموظفين على الأمد الطويل؛ لأنَّهم يعتقدون اعتقاداً راسخاً أنَّه لا توجد استراتيجية أخرى ستؤدي إلى نفس المقدار من النجاح - للشركة أو الموظفين.
إقرأ أيضاً: 9 طرق للحفاظ على الحماس وإثارة إلهام الآخرين في العمل

عوامل إضافية تساعد على تفاعل الموظفين:

تؤثر العوامل التالية أيضاً في استعداد الموظفين للاستمرار في التفاعل وتقديم الإسهامات:

  • نظام تقدير ومكافأة فعال: تتيح القيمة التي يقدمها إظهار التقدير للموظفين أن يعرفوا أنَّهم يستحقون فعلاً التقدير الذي ينالونه، وتتضمَّن دائماً أشكال إظهار التقدير الفعالة عباراتٍ مكتوبةً أو ملفوظةً يقدمها المدير أو أيَّة هديةٍ ماديَّةٍ أخرى.
  • التغذية الراجعة المستمرة: الجانب السلبي في تقييمات أداء الموظفين الموحَّدة هو أنَّه تقييم لمرة واحدة، بينما تُقدَّم التغذية الراجعة الفاعلة كل يوم (أو أسبوعياً على الأقل) في أثناء التفاعل المنتظم بين الموظف ومديره، وتركز على ما يقوم به الموظف بشكل جيد وما يحتاج إلى تحسين، إنَّها واضحة ومحددة وتعزز الإجراءات التي يريد المدير أن يؤديها الموظفون بانتظام.
  • القيم والمبادئ التوجيهية المشتركة: ينجح الموظفون المتفاعلون في بيئة تعزز قيمهم ومعتقداتهم الراسخة، حيث يكون الموظفون أكثر نجاحاً في الشركة التي تتوافق فيها قيمهم الشخصية مع القيم والمبادئ التوجيهية للشركة، ويجب اكتشاف هذه القيم والمبادئ في أثناء المقابلات.
  • إظهار الاحترام والثقة والذكاء العاطفي: يحتاج المشرفون على الموظفين إلى إثبات أنَّهم مهتمون شخصياً بموظفيهم.
  • العلاقات الإيجابية مع زملاء العمل: يحتاج الموظفون للانسجام في العمل، ليس فقط إلى التعامل مع الأشخاص اللطفاء، بل إلى زملاء العمل الذين يشاركونهم العمل مشاركةً متكافئة، ويظهرون النزاهة والعمل الجماعي والشغف بالجودة وخدمة العملاء، وتحفيزهم لما يفعلونه، حيث يشكلون زملاء مثاليين يساعدون في تعزيز مشاركتهم.

الموظفون المتحمسون في العمل هم المحرك الرئيس لنجاحه، وسيكون للالتزام بهذه الممارسات على الأمد الطويل تأثير كبير في الشركة وموظفيها.

 

المصدر




مقالات مرتبطة