تأثير النتيجة على الإنتاجية

لطالما سمعنا نصيحة: "ابدأ من البداية"، ولا توجد مشكلة في هذه النصيحة؛ فثمة حقيقة في الفكرة القائلة بأنَّه عندما تشعر بالإرهاق أو عندما تتردد في البدء، فسيساعدك التفكير في أصغر "خطوة أولى" يمكنك اتخاذها على تجاوز العقبات في طريقك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة فيرونيكا ميتشود (Veronika Michaud)، وتُحدِّثنا فيه عن تأثير النتيجة في الإنتاجية.  

إذ إنَّ هذه ليست نصيحة سيئة؛ ولكنَّني سأخبرك بسر صغير، وهو: إذا كنت ترغب في زيادة حافزك وانضباطك الذاتي، فابدأ من النهاية، وبعبارة أخرى ابدأ آخذاً النهاية في الحسبان.

البدء من النهاية لزيادة الإنتاجية:

من السهل جداً تنفيذ هذه الاستراتيجية في الوقت الحالي، وإليك كيف تعمل:

  1. قبل أن تبدأ في أيَّة مهمة، تمهَّل قليلاً واسأل نفسك: "ما هي النتيجة المرجوة منها؟".
  2. اكتشف إجابة هذا السؤال وأخبرها لنفسك أو دوِّنها على دفتر ما.
  3. بعد ذلك ابدأ.

هذا كلُّ ما في الأمر؛ ثلاث خطوات بسيطة؛ إذ يستغرق الأمر أقل من دقيقة.

شاهد بالفيديو: 9 تقنيات لزيادة الإنتاجية الشخصية

إليك بعض الأمثلة:

من واقع خبرتي من الأفضل استخدام هذه الاستراتيجية في ثلاثة سيناريوهات محددة:

  1. عندما تستعد للتعامل أو التواصل مع أشخاص آخرين، وخاصةً عندما تكون المحادثة محرجة بعض الشيء أو محتدمة أو من المحتمل حدوث خلاف.
  2. عندما تكون على وشك أن تبدأ مشروعاً أو هدفاً ضخماً يحتاج إلى كثيرٍ من الإبداع.
  3. عندما تعمل بشيء تقاومه بالفطرة أو تشعر بأنَّك لست محفزاً للقيام به.

فيما يأتي بعض الأمثلة على كلِّ فئة من هذه الفئات، وكيف يمكن أن يساعدك البدء من النهاية على الحصول على نتائج أفضل في كلِّ فئة منها:

1. وجود حساسية في التواصل مع الآخرين:

لنفترض أنَّك بحاجة إلى إرسال رد بالبريد الإلكتروني إلى عميل يعتقد أنَّه يجب عليك تقديم عمل إضافي في مشروع ما دون تعويض إضافي منه.

سوف يساعدك السؤال الآتي: "ماذا أريد أن يحدث عندما يتلقى العميل هذا البريد الإلكتروني ويقرؤه؟"، على صياغة البريد الإلكتروني بعناية، فمن المحتمل أن تستخدم نبرة مختلفة جداً إذا كنت تريد الاحتفاظ بهذا العميل بالمقارنة مع النبرة التي ستستخدمها مع عميل يطالب بأمور غير معقولة طوال الوقت والعمل معه عبارة عن كابوس، كما يساعدك على التحكم بعواطفك، ليقتصر محتوى بريدك الإلكتروني بذلك على النقاط المناسبة فقط.

هذا بدوره يساعد على منع "متلازمة الإغراق"؛ إذ تقحم أنت والشخص الذي تتشاجر معه كلَّ حماقات الماضي في النقاش الحالي؛ ومن ثَمَّ ستخرج الأشياء عن السيطرة تماماً، ففي سياق الأعمال التجارية لن يؤدي انتقاد بعضكما بعضاً بقسوة إلا إلى إضاعة وقتك ووقت عميلك أيضاً.

2. المشاريع الإبداعية:

سيساعدك التفكير في المنتج النهائي المحتمل الذي تعمل عليه على التعمق والدخول في حالة كلية من التركيز الذهني، وهو ما أطلق عليه عالم النفس الهنغاري-الأمريكي ميهالي شيكسينتميهاي (Mihaly Csikszentmihalyi) "حالة التدفق الفكري".

حالة التدفق الفكري هي تلك الحالة المثالية للإنتاجية؛ إذ تكون مركزاً تماماً فيما تفعله دون أيِّ أفكار أو مشتتات تحيط في وعيك أو إدراكك؛ إنَّها تفضي بشدة إلى قدر أكبر من الإبداع، وسيساعدك مجرد توضيح النتيجة المرجوة قبل أن تبدأ على الوصول إلى هذه الحالة بسرعة أكبر.

إقرأ أيضاً: تعزيز الإبداع والابتكار في فريق عملك

3. المهام التي تقاومها:

يعد البدء من النهاية مفيد جداً، خاصةً عندما تكون أمامك مهمة مخيفة أو شيء لا تريد القيام به أو شيء ملزماً به، فمن الصعب البدء في مثل هذه المهام؛ إذ يمثل اتخاذ تلك الخطوة الأولية تحدياً كبيراً، لكن يمكن لأخذ وقت للتفكير في النتيجة التي تفضلها أو بسبب قيامك بذلك أن يمنحك دافعاً للمضي قدماً.

خذ خطوة أخرى إلى الأمام عبر معرفة الهدف الذي تساعدك المهمة هذه على التقدم فيه حتى لو لم تكتب الهدف؛ أي أشياء مثل "تربية أطفال يتمتعون بصحة جيدة وواثقين من أنفسهم"، أو "الحفاظ على استمرار عملي"، أو "ضمان سمعتي الحسنة في مجالي".

قد تضطر إلى الإبداع قليلاً في إجابتك، فقد لا تربط هذه الإجابة مباشرة بين المهمة والهدف، ولكن إذا تمكنت من معرفة كيفية ارتباط هذين الأمرين، فسيكون لديك حافز فوري لإنجاز المهمة.

إذا لم يكن لديك رابط حقيقي، فهذا يعني أنَّك ستواجه مشكلة مختلفة ويجب أن تقضي بعض الوقت في معرفة كيف ولماذا ألزمت نفسك بالقيام بهذه المهمة في المقام الأول، ثُمَّ عقد العزم على عدم السماح لعناصر مثل هذه بالعودة إلى قائمة مهامك في المستقبل.

إقرأ أيضاً: هل يُساعدنا تعدّد المهام في إنجاز المزيد من الأعمال؟

في الختام:

تمهَّل لحظة قبل أن تقوم بأية مهمة واسأل نفسك: "لماذا أفعل ذلك؟ وما هي النتيجة التي أفضِّل تحقيقها؟" أي مهمة كانت حتى تنظيف أسنانك، فهي طريقة رائعة لبدء التأقلم مع التفكير بهذه الطريقة، وأراهن أنَّك بحلول نهاية اليوم، ستختبر اختباراً ملحوظاً إطاراً ذهنياً أكثر إيجابية وكفاءة شخصية أكبر.




مقالات مرتبطة