اليابان جزيرة كبيرة ، لا تحتوي بترول ، ولا فحم ، ولا حديد ، ولا أورانيوم ، ولا حتى أراضي زراعية في ذلك الوقت فقد دمر كل شيء حتى بناهم الفكرية والاجتماعية .
بعد الهزيمة والدمار والخراب الذي أصاب البلاد والناس في اليابان ، اضطرت المتطلبات البدائية اللازمة للبقاء إلى أن يخترعوا كل شيء من لا شيء ! فكانوا يعملون ( لا كالبهائم ) بل بتفكير مستمر ، بل و بأقل الأسعار !
اليابانيون لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن إلا عندما وجد العقل الياباني نفسه ! عندما استثمر الياباني المادة التي لا تنضب ألا وهي الذكاء الإنساني .
هل اليابانيون فقط هم من يملك الذكاء البشري ؟ هل هم فقط من يحتكر هذا المورد الذي لا ينضب ؟
الإجابة هي لا ، فنحن أيضا نملك هذا المنجم الثمين ، وما أدل على ذلك إلا ما اخترعه وابتكره علماؤنا العرب الأولون .
ليس هناك شيء اسمه ذكاء ياباني ، إنما هو ذكاء إنساني . ولكن الشيء الذي يجب أن نعترف به هو أنهم انكبوا على استغلال هذا الذكاء الإنساني استغلالا كاملا .
الأمر الآخر الذي استغله اليابانيون هو المعرفة والبحث الدائم والجماعي عن المعرفة لأنها هي المورد الثاني الذي يحل محل رأس المال !
هل تعلمون يا سادة أنه عندما ينهي الطلاب اليابانيون دراستهم فإنهم لا يكونون أساسا قد اكتسبوا مجموعة معلومات ، بل تعلموا كيف يتعلمون ! وحتى عندما يقرؤون في منازلهم يقرؤون ليناقشوا الآخرين فيما قرءوه بعد ذلك .
اليابانيون يجمعون المعلومات وبشكل مذهل جدا ، فهم يستغلون كل الفرص للتعلم وجمع المعلومات وحتى لو لم يحتاجوها ، فهم موقنون أنهم سيجدون ميزة في معرفتها فيما بعد !
وبعد يا سادة ... أترك التعليق على كل ما سبق للجميع . ولكن يبقى سؤال محير جدا وهو ، ما لفرق بيننا وبينهم ؟
ثم هناك سؤال آخر ، هل نحن أمة شعارات وخطب ؟ انتهت الألفية الثانية ونحن مكانك سر ! لم نستطع استرجاع ابسط حقوقنا لا بشعار حماسي ولا بخطبة عصماء ! الويل لنا إن استمرينا كما نحن ! ماذا ننتظر !؟
المعلم / عبد الله خضراوي
المصدر: مجلة المقالات
أضف تعليقاً