الوديعة البنكية: تعريفها ومزاياها وعيوبها

يمثل الربح العامل الأول والأهم في أي نشاط اقتصادي لا سيما النشاطات المصرفية؛ إذ تسعى المصارف إلى تعظيم الأرباح من خلال القيام بنشاطاتها الاعتيادية التي تقوم بها، هذه النشاطات التي تعتمد في الواقع على توفير الأموال لإقراضها، وهذه الأموال يحصل عليها المصرف من خلال الأموال المودعة لديه، فقد يمثل اجتذاب الودائع من أولويات المصرف كونه سوف يقوم بإعادة استثمارها ومنح الائتمان لتحقيق الأرباح.



أما بالنسبة إلى الناس المودعين فهم إضافة إلى رغبتهم في تحصيل الربح هم يجدون في المصارف المكان الآمن لوضع أموالهم والحفاظ عليها من الضياع والسرقة، وسوف نتعرف في هذا المقال إلى الودائع ومساهمتها في تحقيق الربح، إضافة إلى تحديد كل من مزاياها وسلبياتها.

تعريف الوديعة البنكية:

يمثل استقبال الودائع وإعادة إقراضها جوهر العمل المصرفي وأهم مصادر تمويله، وكلما استطاع المصرف استثمار هذه الودائع استثماراً أفضل حصل على أرباح أكثر، وقد تناولت الدراسات الاقتصادية في أبحاثها مجموعة من التعريفات التي توضح من خلالها معنى الوديعة البنكية نذكر منها:

1. قانون المصارف العراقي 2004:

مبلغ نقدي يُدفع إلى شخص سواء أكان مثبتاً في سجل أم لا للشخص المستلم للمبلغ بشروط تقتضي سداد الوديعة أو تحويلها إلى حساب آخر بفائدة أو بعلاوة، أو دون فائدة أو علاوة، أو عند الطلب، أو في وقت أو في ظروف يتفق عليها المودع وذلك الشخص، أو يُتفق عليها نيابة عنهما.

2. الوديعة:

المال الذي يوضع عند شخص لأجل الحفظ، وتُعرف كذلك بأنَّها عقد يلتزم فيه المودع لديه بالمحافظة على الشيء، ثم رده بعينه في الموعد المتفق عليه إلى صاحبه "المودع"، والوديعة لا تنقل ملكية الشيء؛ وإنَّما تنقل حيازته إلى الشخص المودع لديه لمدة معينة، ومن ثم تُعاد بعينها.

3. الهندي:

الوديعة هي اتفاق يُدفع بمقتضاه المودع مبلغاً من النقود بوسيلة من وسائل الدفع نقداً أو شيكاً أو تحويلاً، ويلتزم بمقتضاه المصرف برد هذا المبلغ المودع عند الطلب أو حينما يحل موعده المقرر أو المحدد في الاتفاق، كما قد يلتزم المصرف بدفع فوائد على مبلغ الوديعة، وتوجد اتفاقات سرية بين الطرفين (المصرف والمودع) ويجب على المصرف احترامها والالتزام بها لكون الودائع تعكس الموقف المالي للمودع وهو سر من أسراره التي لا يقبل إفشاءها.

شاهد بالفديو: 8 طرق يدّخر بها الأغنياء أموالهم

أنواع الودائع البنكية:

الودائع العينية:

كالذهب والمستندات التي توضع في البنك.

الودائع النقدية:

وتقسم إلى أنواع عدة هي:

الودائع تحت الطلب:

تسمى بمسميات عدة أخرى مثل الحسابات الجارية وحسابات الشيكات وحسابات عند الاطلاع، وهذه الودائع عبارة عن الحسابات التي يقوم العملاء بفتحها لمصلحتهم، والهدف منها إتمام عملياتهم اليومية من عمليات صرف وقبض ومقايضة؛ إذ يستطيع العملاء أن يسحبوا من هذه الحسابات أو يضعوا فيها متى أرادوا ذلك دون الحاجة إلى إخطار المصرف بذلك.

يستطيع العملاء سحب أموالهم عبر دفتر الشيكات الذي يمنحهم إياه البنك، وغالباً ما تكون هذه الودائع دون فوائد، لكن بعض البنوك تمنح عليها فوائد منخفضة نوعاً ما لكي تشجع العملاء على إيداع أموالهم لديهم، وللودائع تحت الطلب أنواع عدة هي الودائع الدائمة والودائع المؤقتة والودائع الموسمية والودائع الدائرة.

ودائع التوفير:

هذا النوع من الودائع خاص بصغار المودعين الذين يهدفون من وضع أموالهم في المصرف إلى الحصول على الفائدة التي يقررها المصرف، وتتميز هذه الودائع بالاستقرار النسبي، وهي كثيرة العدد لكن أرصدتها قليلة علماً أنَّه في الغالب تشترط المصارف حداً أدنى لفتح هذه الحسابات، ويحق للعميل الإيداع في هذا الحساب متى أراد وقرر ذلك، كما يحق له السحب منه حسب الاتفاق الموقع مع المصرف؛ وذلك لأنَّ بعض المصارف تقوم بتحديد سقف للمبلغ الذي يستطيع العميل الحصول عليه في المرة الواحدة.

الودائع لأجل:

تمثل الودائع لأجل المبالغ التي يقوم العملاء بوضعها في المصرف لمدة محددة (ثلاثة أشهر أو ستة أشهر أو سنة) وربما تتجاوز المدة السنة، ويعود ذلك إلى الاتفاق القائم بين كل من العميل والمصرف، ويشترط عادةً المصرف حداً أدنى لهذه الودائع، كما أنَّ المصرف يقدم لعملائه في هذا النوع من الودائع فوائد كبيرة، ولا يحق للعملاء السحب من المبلغ المودع قبل انقضاء فترة السحب.

الودائع بإخطار:

تمثل الودائع بإخطار الودائع التي لا يحق لصاحبها سحبها قبل إخطار المصرف بذلك وبفترة محددة تمتد بين الأسبوع وشهر أو أطول في بعض الأحيان بحسب الاتفاق الموقع بين المصرف والعميل، ويتقاضى العميل على هذا النوع فوائد كبيرة نسبياً.

شهادات الإيداع:

هي عبارة عن شهادة يمنحها المصرف للعميل بوصفها دليلاً على إيداعه المال في المصرف، وتتميز بسعر فائدتها المرتفع الذي يضمن دخلاً ثابتاً لصاحبها في تاريخ الاستحقاق، ولها نوعان؛ الشهادات العامة والشهادات القابلة للتداول التي تتميز عن الأولى في أنَّها تصدر بفئات ضخمة تصل إلى المليون، إضافة إلى أنَّ استحقاقها قصير الأمد لا يتجاوز السنة الواحدة، ويمكن لحاملها أن يحصل على قيمتها قبل حلول استحقاقها من خلال قيامه ببيعها في سوق الأوراق المالية.

العوامل المؤثرة في حجم الودائع:

1. حجم الدخل:

فكلما كان دخل الفرد مرتفعاً استطاع الادخار أكثر، ومن ثمَّ زيادة حجم الودائع.

2. حجم النقد في التداول:

كلما ازداد تدفق الأموال إلى المصرف ازدادت الودائع وازداد معها حجم رصيدها لدى البنك المركزي.

3. الاستقرار والأمن:

كلما كانت الأوضاع السياسية والاقتصادية مستقرة بالمجمل ازدادت نسبة تدفق الأموال إلى المصارف وخلاف ذلك صحيح.

4. العادات السائدة في المجتمع:

هناك فئات تفضل اكتناز الأموال بعيداً عن المصارف، إضافة إلى وجود أديان تحرم الفائدة كالدين الإسلامي الذي يرى فائدة القرض غير جائزة.

5. المركز المالي للمصرف:

فقوة المركز المالي للمصرف تشجع المودعين وخلاف ذلك صحيح.

6. سعر الفائدة الذي يمنحه المصرف:

كلما ارتفع سعر الفائدة الممنوح يرتفع معه حجم الودائع وقلَّ تحوُّل الأموال إلى فرص استثمارية.

شاهد بالفديو: 5 طرق لادخار المال أثناء الدراسة في الجامعة

مزايا الودائع البنكية:

  1. تمثل الودائع القسم الأكبر من موارد المصارف التي تستخدمها في ممارسة نشاطاتها المختلفة كالإقراض والاستثمار وغير ذلك.
  2. تسهم في تراكم رأس المال على مستوى الاقتصاد الكلي؛ إذ تعمل المصارف على تعبئة المدخرات وتوجيهها نحو الاستثمارات المنتجة، ومن ثمَّ تحسين إنتاجية المجتمع.
  3. تعتمد المصارف على الودائع في دعم الاستثمارات؛ وذلك لأنَّها أقل تكلفة من الاحتياطات ورأس المال اللذين تكون تكلفتهما أعلى من تكلفة الودائع.
  4. تمثل الودائع طريقة للحد من التضخم وتحقيق الاستقرار النقدي الذي يرافق عملية التنمية الاقتصادية.
  5. تمثل الودائع ركناً أساسياً في عملية التوازن الاقتصادي.
  6. تحقق الودائع عائداً جيداً للمودع يتناسب وطول أمد الوديعة، إضافة إلى تحقق عناصر الأمان لا سيما إذا تم وضعها في مصرف حكومي ذي سمعة جيدة ومعروفة ومضمونة.
  7. تلجأ بعض البنوك إلى منح عملائها المودعين مزايا خاصة مثل إعطاء العميل تذاكر سفر أو تأمين إقامة له في فندق مجاناً أو القيام بالحجوزات بالنيابة عنه في أماكن محددة وغير ذلك، وتهدف المصارف من ذلك إلى تشجيع المودعين لديها على زيادة ودائعهم، إضافة إلى جذب ودائع جديدة.
  8. يستطيع المودع في الحسابات الجارية الحصول على ماله وقت ما يشاء عبر استخدام البطاقة المصرفية الممنوحة إليه، ويمكنه الحصول على ذلك المال من الصرافات الآلية المنتشرة.
  9. يستطيع المودع شراء ما يريد دون أن يضطر إلى أن يحمل المال النقدي؛ وإنَّما يستخدم بطاقته المصرفية، ومن ثمَّ تسهيل عمليات البيع والشراء اليومية التي يقوم بها المودع.
  10. باستخدام المال المودع لدى المصرف يمكن للعميل المودع تسديد ما يترتب عليه من فواتير وتسديد الرسوم المترتبة عليه أو الإيداع في الحساب أو التحويل من حساب إلى آخر.
إقرأ أيضاً: بطاقات الائتمان وأنواعها

عيوب الودائع البنكية:

  1. تُعَدُّ السلبية الأكثر شيوعاً بالنسبة إلى الودائع البنكية هي وجود أنواع منها لا يمكن للمودع الوصول إليها إلا بعد انقضاء الوقت المحدد.
  2. الفائدة المتحصلة من الودائع تُعَدُّ قليلة إذا ما تم استثمار نفس مبلغ الوديعة في عمل آخر يمكن أن يدر أرباحاً أكثر.
  3. يُشترط للحصول على عائد كبير من الوديعة أن يقوم المودع بوضع مبلغ كبير بوصفه وديعة.
  4. عند تغيير سعر الفائدة من قِبل البنك المركزي فإنَّ التغييرات سوف تنطبق على الودائع الموجودة، فإذا قلَّت الفائدة لن يستطيع المودع القيام بأي شيء حتى ينقضي وقت الوديعة حسب الاتفاق الموقع بين المودع والمصرف.
  5. إصدار البطاقة المصرفية التي يستطيع العميل من خلالها سحب المال بشكل نقدي من حسابه الجاري وإتمام العمليات التي يقوم بها يستلزم دفع المال؛ بمعنى يجب دفع رسوم مقابل الحصول على تلك البطاقة من المصرف.
إقرأ أيضاً: 5 طرق يتبعها المخترقون للدخول إلى حسابك المصرفي

في الختام:

تسهم الودائع البنكية في تحقيق الأرباح للمصرف المودعة به، إضافة إلى تحقيق الفائدة للمودعين لها في تلك المصارف؛ لذا يسعى المصرف عن طريق استخدام وسائل متعددة المنافسة قد تكون سعرية أو غير سعرية إلى جذب أكبر قدر ممكن من تلك الودائع بهدف استثمارها وتحقيق الأرباح من خلالها.




مقالات مرتبطة