النَّجاح والبحث عن الرقم "8"

يمكننا أن نشبِّه النجاح والفشل بأنَّهما وجهان لعملة واحدة، إلَّا أنَّ تحقيق النجاح والفشل لا يكون حظاً كرَمي تلك العملة في الهواء ومعرفة الوجه الظاهر، إنَّما هما نتيجة اختيار الإنسان والقيام بمجموعة من الأسباب والمسببات التي تقوده إما إلى النجاح أو إلى الفشل.



يقول الكاتب زياد ريس في كتابه "تجربتي لحياة أفضل": نرى كثيراً من الإخفاقات في حياتنا اليوميَّة؛ سواء على الصعيد الشَّخصي أم المُؤسَّساتي، وسواء كانت في العمل الخاص أم بالشَّأن العام، وكثيراً ما نضع اللَّوم على الآخرين أو الظُّروف المحيطة بهذه الإخفاقات، ونذهب بعيداً في البحث عن السَّبب الحقيقي لهذا الإخفاق؛ إذ إنَّ أيَّ عمل ناجح يحتاج إلى مجموعة عوامل هامَّة - بالطبع بعد توفيق الله تعالى - ومنها ما يحمل طابع الصِّفات الشَّخصيَّة للإدارة من قِيَم ومُثُل كالصِّدق والأمانة والصَّبر والالتزام والمُثابَرة والإبداع، وما إلى ذلك، ومنها ما هو فنِّي تقني مهني تخصُّصي ذو علاقة بنوع العمل.

الله - سبحانه وتعالى - خَلَق مُسبِّبات النَّجاح، وما على الإنسان إلَّا أن يبحث عنها، ويحرص على استكمالها حتى النهاية دون التَّوقُّف بمنتصف الطَّريق أو بآخره.

شاهد بالفديو: 8 طرق تفكير ستضعك على طريق النجاح

هنا أحببتُ أنْ أضرب مثالاً مجازياً بالرقم (8)، والمقصود به أنَّه إذا كان لديك خزنة لحِفْظ المستندات الهامَّة أو النُّقود أو ما شَابه، وتحتاج إلى فَتحها؛ فلا بُدَّ من إدخال الأرقام الثمانية، وإذا أدخلت الأرقام السَّبعة الأولى كلها صحيحة، وكان الرقم الثَّامن غير صحيح؛ فإنَّ الخزنة لن تُفتح، ولن تَحصل على ما في داخلها، وعليك الاستمرار بالبحث عن الرقم الثَّامن الصَّحيح، وتكرار المحاولة، وتصحيح وتعديل الرقم؛ لكي تفتح الخزنة، وتصل إلى الهدف، وكذلك النَّجاح يحتاج إلى اكتمال العوامل جميعها، وبالشَّكل الصَّحيح؛ فعلينا الاستمرار في البحث والسَّعي مع أنفسنا عن سبب الإخفاق الحقيقي والعمل به.

إقرأ أيضاً: أهمية النجاح في الحياة وأهم الطرق لتحقيقه

عدم النَّجاح قد يكون بسبب أحد العوامل والمُسبِّبات الدنيويَّة الفَنِّيَّة التقنيَّة البَحْتة أو لأسباب ربانيَّة من معصية تَستدعي عدم التَّوفيق من الله تَعالى؛ لذا علينا مُراجعة أنفسنا دوماً، وأن نحرص على اكتمال كافَّة العوامل المطلوبة دون انتقاصٍ ليكون النَّجاح حليفنا.




مقالات مرتبطة