المظهر اللائق ثُلثا النجاح: كيف يزيد ارتداء الملابس المناسبة النجاح؟

عندما يعتريك الخوف من يوم كئيب ورتيب آخر في المكتب، ويرنُّ منبهك، فتكافح لمنع نفسك من الاستسلام للنوم مجدداً، وتفرك عينيك لتدفع لذة النوم بعيداً عنهما، قد تكون الملابس آخر شيء يخطر في بالك في هذه اللحظة، ولكن إذا كنتَ ترتدي ملابس غير مريحة؛ فكيف سيُؤثِّر ذلك في تفكيرك وما الذي سيفكر فيه الناس من حولك عند رؤية زيِّك ككل؟



أنت ما ترتديه؛ فارتداء الملابس المناسبة يمكِن أن يعزز ثقتك، وأن يجعلك أكثر إنتاجية، وفي بعض الأحيان، يمكِن لارتداء الألوان الزاهية أن يساعدك على إتمام المزيد من صفقات البيع.

اللباس اللائق

تخيل أنَّك تخطط لخوض امتحان يتطلب التفكير التحليلي، أو أنَّك ذاهبٌ إلى المكتب حيث تحتاج إلى البقاء أمام جهاز الكمبيوتر الخاص بك طوال اليوم؛ فما الذي سترتديه؟ ماذا لو كان لديك اجتماع هام مع مديرك؟ هل ستظهر مرتدياً سروالاً قصيراً وقميصاً مخصصاً للنزهات؟ على الأرجح أنَّك لن تفعل هذا.

في الواقع، لا يهتمُّ زملاؤك ولا مديرك كثيراً بشأن ما ترتديه للعمل كل يوم، وهذا صحيح في أغلب الحالات، ولكن بالنظر إلى الجانب المشرق، هل تعلم أنَّ ارتداء ملابس معيَّنة يمكِن أن يعزز إنتاجيتك؟

كشفَت دراسة أجراها الباحث والكاتب الأمريكي كودي ديليستراتي (Cody Delistraty) أنَّ "ارتداء الملابس المختلفة يمكِن أن يؤثِّر في مهاراتك التحليلية"، وفي دراسة أخرى أجراها الأستاذ في جامعة كاليفورنيا أبراهام م. روتشيك ( Abraham M. Rutchick)، كشف أنَّ ارتداء الملابس الرسمية في الاختبارات يمنح الطلاب مساحة أكبر للتفكير التحليلي ويمكِّنهم من إعطاء إجاباتٍ صحيحة.

إليك بعض النصائح التي يدعمها العلم والتي يمكِنها أن تساعدك في اتخاذ الخيار الأفضل عند انتقاء ملابس العمل:

1. حافِظ على تركيزك عبر اختيار ألوان طبيعية:

حافِظ على تركيزك عبر اختيار ألوان طبيعية

كشفَت دراسة أنَّ الملابس الرسمية لا تساعد الناس على التفكير بشكل سليم فحسب؛ بل تساعدهم على النظر إلى الصورة الأكبر للمشكلة المطروحة. وعلاوة على ذلك، خلصَت دراسة أخرى أيضاً إلى أنَّ ارتداء الألوان الطبيعية مثل: الأخضر المريح للعين والأزرق الفاتح (المهدِّئ) يحسن التركيز والكفاءة في العمل.

وقد خلُص بحث حديث في كلية كيلوغ للإدارة (Kellogg School of Management) في جامعة نورث ويسترن (Northwestern University) إلى أنَّ المرشحين الذين ارتدوا معاطف المختبر خلال التجربة كانوا أكثر يقظةً وتركيزاً ولطفاً تجاه زملائهم، فلا يمكِنك بالطبع ارتداء معاطف المختبر في العمل؛ ولكن يمكِنك بكل تأكيد ارتداء الملابس الرسمية ذات الألوان الطبيعية لخلق التأثير نفسه.

إقرأ أيضاً: تأثير الألوان على الحالة المزاجية للإنسان

2. ارتدِ بدلات رسمية في العمل:

بدلات رسمية في العمل

لا يقتصر ارتداء البدلات الرسمية على المقابلات فقط، وبطبيعة الحال، يمكِن أن يؤدي ارتداء الملابس الرسمية عند إجراء مقابلة عمل إلى غرس شعور متزايد بالثقة في المرشحين، ولكنَّ ارتداءها للعمل يمكِن أن يساعد الناس على اتخاذ قرارات مالية أفضل، وهذا يعني أنَّه عليك أن تحمل معك بدلةً رسمية إلى العمل حتى لو كنتَ لا تريد ارتداءها، وقبل اتخاذ أي قرار مالي هام، ارتديها وراقِب كيف سيغير ذلك نمط تفكيرك.

3. ارتدِ القمصان البسيطة لتبدو أكثر جاذبية:

ارتدِ القمصان البسيطة لتبدو أكثر جاذبية

يشير العلم إلى أنَّ ارتداء القمصان العادية يجعل الرجال أكثر جاذبية بنسبة 10% مما لو ارتدته النساء، حيث وُجِد أنَّ الرجال يصبحون أكثر جاذبية ويمكِنهم إتمام أعمالهم بسهولة عندما يرتدون قمصان بيضاء، أو عندما يطوون أكمامهم إلى أعلى سواعدهم في أثناء العمل.

يطلق الزملاء أحكامهم خلال العمل على جاذبيتك وعافيتك من خلال ما ترتديه، وقد أظهرَت الأبحاث أنَّ القمصان المخططة عمودياً تجعل الناس يبدون أنحف، وإنَّ هذا خيار جيد للنساء المهتمات بصحتهن وبما يفكِّر فيه الناس بشأنهن.

4. أعطِ حياتك المهنية دفعةً إيجابية مستغلَّاً "تأثير الأحذية الرياضية الحمراء":

تأثير الأحذية الرياضية الحمراء

إذا أردتَ أن تكون ناجحاً؛ فافعل ما يفعله الناس الناجحين.

يحب مارك زوكربيرج (Mark Zuckerberg) ارتداء سترة ذات قلنسوة وسروال جينز في المكتب بغضِّ النظر عن جميع قواعد اللباس الصارمة التي يتبعها الناس في أماكن العمل، ويصف العلماء هذا بمصطلح "تأثير الأحذية الرياضية الحمراء"، والذي يُترجَم بشكل أساسي إلى حقيقة أنَّ ارتداء الملابس الرياضية الفاخرة بدلاً من الملابس الرسمية في المكتب يمكِن أن يُحدِث فارقاً في عملية التفكير. كان ستيف جوبز (Steve Jobs) يرتدي سروالاً من الجينز وقميصاً قطنياً بكمين قصيرين -تماماً مثل مارك (Mark)- في أثناء إطلاق منتج جديد، مما جعله يشعر بمزيد من الثقة.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح في لغة الجسد تجعلك تمتلك جاذبية لا تقاوم

5. اختَر الحذاء المناسب في العمل:

الحذاء المناسب في العمل

تعلَّمنا منذ القدم ارتداء الأحذية لأنَّها تحمي أقدامنا، وهذا فعلٌ صحيحٌ جزئياً؛ ولكن من ناحية أخرى، نتغاضى عن أهم جزء في الأمر، وهو أنَّ "اختيار الأحذية الصحيحة/ الخاطئة في العمل يمكِن أن يؤثر في أدائنا على الأمد الطويل".

يمشي الإنسان حوالي 8000 - 10000 خطوة يومياً وسطياً؛ حيث يكون معظم ذلك في المكتب، وإذا ارتديتَ حذاءً غير مناسب؛ فكيف سيكون أداؤك جيداً؟ في حين أنَّ ارتداء شبشب إلى العمل قد لا يكون خياراً حكيماً أيضاً؛ ولكن بمجرد دخول مكان العمل، يمكِنك ارتداء أي حذاء يريح قدميك.

هناك تداعيات جدية لارتداء الأحذية الخاطئة؛ فمن الأفضل أن تحمي نفسك مسبقاً من أن تسمح لقدميك بأن تصبح بؤرةً لمجموعة من المشكلات، التي سببها فقط أنَّك كنتَ مشغولاً باتباع قواعد الشركة الصارمة، حيث يمكِن أن يكون المرء أكثر إبداعاً وهو يرتدي حذاءً منزلياً مما لو ارتدى حذاءً رياضياً أو رسمياً قد يسبب الحكة للأصابع؛ ولكنَّ النقطة الرئيسة هنا هي ارتداء شيء يجعلك تشعر وكأنَّك في المنزل سواء شعرتَ بهذا الشعور أم لا.

الخلاصة:

تُحدِّد خزانة الملابس الرسمية الخاصة بك نجاح عملك إلى حدٍّ ما، وهذا يشمل اختيارك للملابس عندما تلتقي مع عميل، وكما أنَّ الملابس المناسبة يمكِن أن تترك تأثيراً إيجابياً، فإنَّ ارتداء الملابس الغريبة يمكِن أن يبعد الناس عنك؛ لذا ارتدِ الملابس التي تشعرك بالراحة وتناسبك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة