المرونة وتأثير المعتَقَد على الأداء الشخصي

تعتبر المرونة في الحياة من أهم مقومات النجاح وتحقيق الأهداف والنتائج وإزالة العوائق بالسرعة المطلوبة، ورغم أنّ المرونة من أهم مقومات البرمجة اللغوية العصبية (NLP) إلّا أنّ الكثير ممّن ليس لديهم أي فكرة عن (NLP) لديهم أيضاً مرونة قد تكون فطرية في سلوكهم الحياتي:

سأروي لكم قصة حقيقية مثيرة حدثت في سبعينات القرن العشرين والتي نقلتها حرفياً عن أحد الكتب الطبية، سنجد فيها أكثر من فكرة يمكن الإستفادة منها وسأعود للتعليق عليها بعد سرد القصة.



"مريضة مكسيكية أمريكية عمرها 26 عاماً أُدخلت إلى قسم الأمراض الجلدية في المشفى بسبب طفح مجهول السبب وطُلِبَ للمريضة استشارة نفسية لأنّها كانت قلقة جداً وعندما وصل الطبيب النفسي ليرى المريضة كانت حالتها الطبية قد ساءت كثيراً.

كانت تعاني من هبوط غير معلل في ضغط الدم مع تسرع في النبض، لقد كانت على وشك الدخول في صدمة... استجوبها الطبيب النفسي بسرعة فعلم أنّها واقعة في مثلث غرامي (حب اثنين لشخص واحد) يتألف من المريضة وزوجها وامرأة تنافسها على عواطف زوجها، وتلك المرأة الأخرى أصابت المريضة بـ"لعنة" حسب اعتقاد المريضة وبما أنّ المريضة كانت تؤمن بقدرة اللعنات والتعويذات فقد اقتنعت بأنّها ستموت، كان واضحاً أنّ هذا الاقتناع سبَبَ تغيراً ملحوظاً في جهازها العصبي المستقل تغيراً يمكن أن يكون مميتاً، لذالك ذهبت كل الجهود التي بذلها الجهاز الطبي سدى وساءت حالتها أكثر.

عندئذ شرح الطبيب النفسي الوضع للأطباء ونصحهم بإحضار عراف لإبطال اللعنة، فتبين أن عائلة المريضة حاولت إحضار مثل هذا الشخص للجناح لكن الأطباء رفضوا، لذالك طلب الأهل من العراف أن يذهب معهم للمنزل لإبطال اللعنة هناك، وحين تم إخبار المريضة في المشفى بما فعله العراف تماثلت للشفاء السريع".

إقرأ أيضاً: 6 أسباب تدفعك لتتعلم البرمجة اللغويّة العصبيّة

الأفكار والنتائج المستخلصة من القصة:

1. تؤكد هذه القصة إحدى فرضيات ال (NLP) التي تقول بأنّ الجسم والعقل يؤثر كل منهما على الآخر.

2. أهمية تأثير المعتقد:

  • سلبياً: حيث أدى اعتقاد المريضة بأنّها ضحية "هذه اللعنة" أدى إلى تدهور حالتها الصحية بشكل خطير كان من الممكن أن يؤدي إلى موتها.
  • إيجابياً: حيث أدى اعتقاد المريضة بأنّ العراف قد أزال اللعنة إلى شفائها رغم أن الفريق الطبي لم يتمكن من مساعدتها في الشفاء.

3. من وجهة نظر ال NLP هناك حلين لهذه المشكلة:

  • تغيّر المعتَقَد لدى المريضة (الوقت لم يكن في صالح هذا الحل بسبب التدهور السريع بحالتها الصحية وأيضاً بسبب عجز المريضة عن مساعدة نفسها).
  • المرونة التي يتحلى بها الأخصائي النفسي والتي قادته لإيجاد حل مبني على نفس المعتقد الذي تؤمن به المريضة حيث تمكّن من جعل عقلها اللاواعي مُوجِهاً لها باتجاه الشفاء بعد أن كان يدفعها (عقلها اللاواعي) نحو الموت.
إقرأ أيضاً: أسرار العقل الباطن: ما هو؟ كيف يعمل؟ وكيف تبرمجه وتسيطر عليه؟

4. بيان مدى القوة الخارقة للعقل اللاواعي إذ أنّ مجرد اعتقادها بوجود لعنة كاد يؤدي بالمريضة للموت وأيضاً بمجرد اعتقادها بازالة اللعنة تماثلت للشفاء.

فكم يمكن لمعتقداتنا أن ترفعنا إلى الأعلى أو تهوي بنا؟

 

المهندس: أحمد ناصر الخطيب

المرجع: كتاب السلوك الإنساني في الصحة والمرض




مقالات مرتبطة