القيادة بالعواطف: استراتيجيات لتحسين الأداء

لقد حان الوقت للالتزام بتطوير ذكائك العاطفي إذا كنت ترغب في التواصل بشكل أكثر فاعلية، وإشراك الموظفين وتحفيزهم، وبناء مكان عمل أكثر صحة وسعادة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة والكوتش "إيمي كوليت" (Amy Collette)، والتي تخبرنا فيه عن مشاركتها مع كوتش الذكاء العاطفي "سوزان كلارين" (Susan Clarine) في تطوير الذكاء العاطفي.

تشير الدراسات إلى أنَّ 80% من أصحاب الأداء الأفضل في جميع الوظائف، يتمتعون بمستوى عالٍ من الذكاء العاطفي، وهذا المعدل العالي من الذكاء العاطفي أكثر أهمية لنجاحك العام في الحياة من معدل الذكاء.

يُعَدُّ الذكاء العاطفي جوهر كل ما يفعله القادة العظماء، ولك في "سوزان كلارين" (Susan Clarine) كوتش الذكاء العاطفي الحاصلة على شهادة الماجستير، خير مثال؛ إذ إنَّها أسست مشروعاً تجارياً ناجحاً يعتمد على قيادة ذكية عاطفياً. وفي الآونة الأخيرة، أتيحت لي الفرصة لجمع اقتراحاتها حول كيفية تطوير القادة للوعي الذاتي، والاستفادة من دافع الموظفين وبناء مؤسسات أقوى وأكثر مرونة.

لا يُعَدُّ الذكاء العاطفي مهارة طبيعية موجودة لدى الجميع، ولكن يمكنك تعلُّمها كأيٍّ من المهارات الأخرى. إذا كنت مستعداً للارتقاء بقيادتك إلى آفاق جديدة، فإليك اقتراحات "كلارين" حول كيفية البدء:

فرص التعلم غير الرسمية للذكاء العاطفي:

  • تكمل فرص التعلم الموجهة ذاتياً الكوتشينغ الرسمي والتدريب، وتبقي مهارات قادة الأعمال واضحة.
  • إن لم تكن ممَّا يجب التركيز عليه، فلتعلم أنَّ الاستماع الفعَّال وحل النزاعات والتواصل غير اللفظي والتفكير الإيجابي، هي مهارات أساسية لأيِّ قائد ذكي عاطفياً.
  • يُعَدُّ الوعي الذاتي والتنظيم العاطفي أيضاً جزءاً كبيراً من الذكاء العاطفي؛ لذا إن كنت تفتقر إلى الوعي الذاتي في المواقف العصيبة، فطوِّره.
  • الذكاء العاطفي هو القدرة على إعادة صياغة أفكارك وتصوراتك ومعتقداتك عن نفسك والعالم من حولك. يساعد عالم النفس "آدم غرانت" (Adam Grant) في كتابه "فكِّر مرة أخرى: القوة في معرفة ما لا تعرفه" (Think Again: The Power of Knowing What Don’t Know)، القادة على تعلُّم تطوير فضولهم وفحص الأشخاص والمشكلات من خلال نظرة جديدة.
  • مع أكثر من 5 مليون مشاهدة، يوضح "سيمون سينك" (Simon Sinek) مُنظِّر الإدارة في منصة "تيد" (TED Talk)، كيف يمكن للقادة خلق الأمان والثقة في المؤسسة.
  • مع تعافي العالم من الجائحة، ستكون المرونة العاطفية مطلوبة من القادة والمنظمات التي يعملون بها. ولمعالجة التقلبات والشك في مكان العمل اليوم، تطلق "كلارين" برنامج تدريب "العقل المدبر في قيادة الذكاء العاطفي" (The EQ Leadership Mastermind)؛ إذ صُمِّمَت سلسلة تدريب المجموعة التنفيذية الحصرية هذه خصيصاً لمساعدة القادة على الشعور بالهدوء في أثناء ضغط العمل.

شاهد بالفديو: ما العلاقة بين الذكاء العاطفي والقيادة؟

الفرص الرسمية لتعلُّم الذكاء العاطفي:

لمدة 7 أسابيع، يلتقي المسؤولون التنفيذيون مع قادة من مؤسسات أخرى؛ إذ يتعلمون كيفية التغلب على التوتر والتعبير عن التعاطف والتفاهم تجاه الزملاء واتخاذ قرارات أكثر حكمة.

يمكن للقادة أيضاً العمل مع كوتش وجهاً لوجه لتطوير الذكاء العاطفي باستعمال التقييمات الذاتية والتغذية الراجعة ذات الـ 360 درجة. يقوم كوتش الذكاء العاطفي بتخصيص الجلسات وفقاً لأهدافك المحددة في برامج تتراوح ما بين جلسة أو جلستين وصولاً إلى جلسات تدريب شهرية مستمرة.

تطوير فِرق ذكية عاطفياً:

ليس الذكاء العاطفي مجرد سمة هامة للقادة؛ إذ تُعَدُّ الفِرق الذكية عاطفياً أكثر تعاوناً وتواصلاً وفاعلية من الفِرق التي تعاني من ضعف الذكاء العاطفي.

  • تُظهر الفِرق ذات الذكاء العاطفي العالي التعاطف، وتُقدِّر وجهات نظر الآخرين، ويمكنها تقديم التغذية الراجعة وتلقِّيها من دون تحويلها إلى مصدرٍ للإحراج. ومن خلال كل ذلك، يمكنك إدراك مدى ذكاء فريقك العاطفي.
  • يبدأ تحسين الذكاء العاطفي في الفريق بالتواصل؛ أي إيقاف التواصل السلبي أو العدواني أو العدواني السلبي عن طريق تدريب الموظفين على تقنيات التواصل الحازم.
  • تعمل نشاطات التنوع والشمول على القضاء على التحيزات والعوائق المتصورة لبناء ثقافة شركة أكثر شمولاً؛ وهذا يرفع درجة التعاطف والاحترام بين جميع الموظفين.
  • تُشكِّل الفِرق التي تعمل عن بعد تحدياً للقادة، ومع ذلك، ما يزال بإمكانك تعزيز الذكاء العاطفي بين الموظفين عن بُعد من خلال مساحات العمل المشتركة عبر الإنترنت، ونشاطات بناء الفريق، ومزيج من الاجتماعات الفردية والجماعية.
إقرأ أيضاً: كيف يمكن للذكاء العاطفي أن يحسن أداءك في العمل؟

التعليم المتقدم لقادة الأعمال:

يُعَدُّ ماجستير إدارة الأعمال (MBA) المكان الأول الذي يتجه إليه معظم القادة والقادة الطموحين للتقدم الوظيفي؛ إذ تقوم أعداد متزايدة من الجامعات بإضافة تقييم الذكاء العاطفي إلى عملية التقديم للطلاب.

أظهرت الأبحاث التي أجرتها "جمعية علم النفس الأمريكية" (American Psychological Association) والجامعات، أنَّ الصفات مثل الوعي الذاتي لمقدم الطلب والمرونة وإمكانات القيادة، يمكن أن تتنبأ بنجاح الطالب.

وفقاً لصحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times)، تستجيب الجامعات للجائحة العالمية عبر برامج ماجستير إدارة الأعمال التي تشمل الذكاء العاطفي. إذا كنت تفكر في الحصول على درجة علمية متقدمة، فابحث عن البرامج التي تتضمن الذكاء العاطفي في المناهج الدراسية.

لا يكفي أن تكون مفكراً استراتيجياً؛ إذ يحتاج قادة اليوم أيضاً إلى مهارات التعامل مع الأشخاص لتحفيز فرقهم على تحقيق نتائج عظيمة.

المصدر




مقالات مرتبطة